.....
تختلف مفاهيم المعرفة (للعنصرية) من شخص إلى آخر، وغالباً ما يلجأ إليها الإنسان (المتعنصر) لتقليب المصلحة الشخصية على العامة، والتي يحصرها في نطاق (عرقي) ضيق جداً، وتكون مدخلاً للمراوغة في كل ما يتصل بـ(الهوية)، وسبباً مباشراً في الإحساس بـ(الدونية)، لذلك يسعى الإنسان المتصف بها إلى استدرار عطف الآخرين باستبدال الأفكار الإيجابية بـ(السلبية) المنمية لمفاهيم قاصرة على الإنتماء (القبلي)، هكذا لعب الإستعمار البريطاني دوراً ريادياً في التوجه الداعي للتفرقة والشتات بالنعرات القبلية، وظل يطور أفكارها بالقوانين، ما حدا بها أن تقضي على (الهوية) تماماً، وذلك من خلال إسهام (العولمة) ووسائطها المختلفة في نشر الثقافات المغايرة القائمة على تلاشى (الهوية)، وبالتالي أصبحت ذات تأثير كبير في مفاهيم الإنسان (للعنصرية) الداعية إلى إقصاء الآخر، والذي دائماً ما يحاول تصحيح مسارها الخاطيء بالابتعاد عنها، إلا أن الإستخدام السالب للإعلام البديل يساهم في الازدراء، اشانة السمعة واغتيال الشخصيات، فالظاهرة تأخذ منحنيات خطيرة، ولا تضع فاصلاً بين (العنصرية) و(الهوية) الأمر حدا بها أن تكون آفة من الآفات المتغلغة وسط الناس والمجتمع، وتدفعه نحو هتك النسيج هنا وهناك.
يجب أن تضع السلطات حداً للعنصرية المنتشرة بصورة مقلقة ومخيفة جداً، خاصةً وأنها أضحت سلوك طبيعي للإنسان في كل ممارساته الحياتية اليومية، وإذا استمرت على هذا المنوال، فإنه يصعب استئصالها مع مرور الأيام، الشهور والسنين، وقطعاً ستصبح (وباء) خطير جداً، ولا سيما فإنها تهدد حياة الإنسان بالتهلكة، الفتك والقتل، خاصةً وأن البعض لا يكون قادراً على التمييز بين (العنصرية) و(الهوية)، ويطرح في إطارها أفكاراً سالبة، وهذه الأفكار لا تتخطيء حدود اللهجات، السحنات والقبيلة، وبالمقابل يجد نفسه محصوراً في حيز ضيق جداً، وهذا الحيز يأطر للإنتماء القبلي، أي أنه ينمي في الدواخل مشاعر (سالبة)، وهذه المشاعر تقوده للتفكير في (العنصرية)، وعدم إدراك أهمية (الهوية)، ولا يتجاوز حدود التفكير في ظلها الراسخ بالترسبات، الضغائن والمرارات التراكمية، والسبب الرئيسي فيها عدم الوعي بخطورة الانجراف وراء هذا التيار الذي يدعو إلى احتقار الآخر بـ(العنصرية) وركل (الهوية) الحافظة للقيم، العادات والتقاليد السودانية.
وبالعودة إلى جذور الأزمة نجد أنها ترتكز ارتكازاً مطلقاً على قناعات راسخة فكرياً وثقافياً بـ(الاكتساب) الاجتماعي، وأسرياً بـ(التوارث) العرقي، وأمثال هؤلاء يكون الواحد منهم حريصاً على إقصاء الآخر بـ(العنصرية) المتجذرة في الدواخل، والمتسمة بخصائص ثقافية (ضحلة) جداً، لذلك لا يقبل الرأي والرأي الآخر، وهذا يعود إلى عدم قدرته على مقارعة الحجة بالحجة، ويميل الإنسان المتعنصر إلى استمالة الآخر بالخطاب (العرقي) المنطلق من معتقدات شخصية، لذلك يصعب إسنائه عن الانجراف وراء تيار (العنصرية)، ويمتد هذا التيار الجارف إلى الإنسان المثقف، والذي ما أن تدير معه حواراً إلا وتتفاجأ بأن قناعاته مبنية على العنصرية الإقصائية، وكما اسلفت فإن خطورتها تكمن في أنها متوارثة، وتطغى على المكتسبة، فالإنسان المتعنصر بكل ابعاده، مساراته وفضاءاته الإقصائية يعلى من المصلحة الشخصية المرتبطة ارتباطاً وثيقاً بالايدولوجية السياسية على المصلحة العامة، ونلحظ ذلك جيداً في انتشارها عبر الإعلام البديل الذي أصبح يأطر لها في إدارة الحوارات الاجتماعية الهادفة.
ما لا يعلمه هؤلاء أو أولئك هو أن الثقافات المغايرة ترتكز على ثقافات بعيدة كل البعد عن الديانة الإسلامية، والتي تنبذ الأفكار العنصرية، وتدعو للإبتعاد عن إقصاء الطرف الآخر بسبب اللون أو العرق أو أي سبب آخر.
من يفكر في العنصرية يكون تفكيره منطلقاً من خصائص منبثقة من عنصرية متجذره في دواخله، وفي الغالب الأعم تضطره للظهور بصورة إنسان (منافق)، لذلك يجب توعية، تثقيف، تنوير ولفت انتباهه الإنسان إلى خطورة الإستمرار في (العنصرية)، فهي دون أدنى شك محفوفة بالمخاطر، ودائماً ما تنتج عنها ظواهر (سالبة)، وهي بلا شك خطيرة على تماسك نسيج المجتمع، لذلك يجب عزل أي إنسان عنصري عن المجتمع حتى لا يؤثر في مكوناته، ويجب تربة الأجيال على الإعتراف بالآخر بغض النظر عن اللون أو العرق، فالتربية تعتبر ترياقاً لسائر مظاهر التفرقة السياسية، الاقتصادية، الاجتماعية الثقافية والفكرية، وتدع الإنسان ينتقل من مرحلة (سالبة) إلى (إيجابية)، ويكون قادراً على تجاوز الأفكار الداعية للتعصب العنصري.
🛑 Awtar Alaseel news https://www.facebook.com/groups/sraj2222/
🛑 alarisha news
http://alarisha.net/wp-admin/customize.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق