....
دائماً ما يتبادر إلى ذهني سؤال مفاده ما الذي يجعل هذا الشخص يرتدي أقنعة في تعامله مع الآخرين؟، هكذا التمس ويلتمس الكثيرين زيفه من خلال مشاهد، أحداث ووقائع حياتية يومية، وهذا البطل المعنى لا يستحي، ولا يخجل من الأقدام على هذه الخطوة المعاكسة للطبيعة البشرية رغماً عن أن ارتدائه للاقنعة يعد ضرباً من ضروب (النفاق) الذي يؤطر للشخصية المنافقة المتآمرة بطبيعتها حالها، والتي تظهر خلاف ما تبطن، أي أنها تعمد للظهور في الظلام مثلها مثل (خفافيش الظلام)، ودائماً ما تسعي إلى إثارة الفتن والدسائس، وتستخدم لذلك أساليب الاستخفاء والانتهازية، وتحاول ارضاء من تستفيد منه بـ(الخداع)، والمواقف (المتذبذبة) التي تجعله أكثر ميلاً لمبدأ الاستسهال، ولا يكون مضطراً للتمسك بالقيم والأخلاق لأنها لا تشكل له ضرورة طالما أن سمته التقلب، التّلون والتلاعب بالألفاظ للحصول على هدفه الشخصي بإعطاء صورة غير واقعية، ولكن هو في الحقيقة إنسان (متطفل) على حياة الغير.
إن انجراف ذلك الشخص وراء تيار الأقنعة قائم على أساس تفاديه للإشكاليات النفسية، والتي تكمن في إخفائه لما يعتمل في دواخله، لذا نجده يسمح لنفسه بممارسة الكذب، الخديعة والتلاعب بمشاعر الاخرين، هكذا يفعل بما تقتضيه عليه ضرورة البحث عن الذات، إذ أنه لا يخرج من منزله إلا بعد أن يرتدي القناع الذي يتماشي مع حالته النفسية، وفي الغالب الأعم يكون ذلك القناع مبني على (الذل) و(المسكنة) لتحقيق ما يصبو إليه، وهذا النوع من الأشخاص في ازدياد نسبة إلى الأوضاع الاقتصادية الضاغطة، فهي جعلته إنساناً مثقلاً بـ(الهموم) و(المشاكل)، وقطعاً أصبح على إثرها آفة تقضي على العادات والتقاليد غير المنفصلة عن الديانة الإسلامية، ولا سيما فإن الأمر برمته يعود إلى غياب معالم التربية القائمة على قوة الإيمان، والذي لا يدع له مجالاً لاصتناع الكلام دون وجه حق.
من يلجأ لارتداء الأقنعة لاخفاء ملامح وجهه إنسان (متطفل)، ويقحم نفسه في حياة الآخرين، وينتهج النهج للمضي بالمجتمع نحو (الأنا)، وذلك سعياً للنأي بنفسه عن أية مسؤولية أو خطر أو واجب، هكذا يستدر عطف الإنسان الذي يستهدفه، واللاعب الرئيسي في تفكيره هذا مظهره الدرامي المؤثر، والذي يشرّع في إطاره إلى تهويل مجمل الأحداث لكسب المال، ولا يتردد ابداً في (النفاق) بما يتوافق مع هذا المشهد أو الحدث أو الموقف، إذ تجده في حالة الوفاة حزيناً أكثر من أهل المتوفي، وفي حالة الفرح فرحاً أكثر من أهل المناسبة، إلا أنه عندما يختلي إلى نفسه يكتشف حقيقة شخصيته المزيفة التي لا تخلو من و(هم) و(نفاق) بيّن، مما يلقى ذلك بظلاله السالبة عليه وعلى الناس والمجتمع.
لا أدري لماذا يعتقد ذلك الشخص أنه في حاجة إلى ارتداء الأقنعة رغماً عن أنها لا تترك له مجالاً لكي يدفع غيره لأسقاط مبادئها بالتضليل والتسويف، ولا يكتشف هذا الأمر إلا بعد فوات الأوان، وبالتالي لا يجديه الندم، ولا سيما فإنه يعتبر إنساناً متمادياً أو جاهلاً، ويجب مقاطعة وتعرية باطله الذي يطرح من خلاله أسئلة ملحة على ذاته ماذا تريد، وما الهدف من تعدد الأقنعة، وهل هي بدافع، أم أنها قائمة على عوامل نفسية، وأوضاع اقتصادية محيطة به؟؟.
من أقسى الأشياء على الإنسان قضاء طفولته، صباه، شبابه وكهولته دون أن يفكر في انتزاع أقنعة يرتديها طوال مراحل حياته، وهذا الإصرار عليها لأنه لا يستطيع إدراك ذاته، وأن تمكن من إدراكها فإنها تقوده إلى طريق المعرفة، وهو ما يعنى أنه كان يركن إلى (وهم) الاتجاه في المسار الصحيح، والذي يمضي نحو خطأ، لذا يحتاج إلى صدمة قوية تعيده إلى الصواب حتى يتجاوز الكثير من المشاهد، الأحداث والمواقف، والتي بدورها تفقده القيمة الحقيقية لدى الآخرين الذين ينظرون إليه من زاوية، وهو ينظر إلى نفسه من زاوية اخري، ربما تكسبه واقعاً مغايراً يفرض عليه ارتداء الأقنعة دون إدراك الأوقات التي يحتاج من خلالها إلى أن يكون جزءاً منها، وأن لا يكون كالدمية يحركه مزاج الآخرين الذين ربما يضطرونه للتصرف بطريقة لم نعهدها، لأن الخطأ يكمن في أنه فقد قيمة ذاته بـ(الاقنعة) المؤكدة أنه يرتديها للخداع والكاذب، وبالتالي فإنها تكسبه واقعاً مزيفاً في حياته، وتبعده عما يخطط له في المستقبل، إلا كانت لديه إرادة قوية للتخلص من الأقنعة في أي مرحلة من مراحل حياته.
🛑 Awtar Alaseel news https://www.facebook.com/groups/sraj2222/
🛑 alarisha news
http://alarisha.net/wp-admin/customize.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق