الأحد، 7 فبراير 2021

*الموسيقار الحبر سليم يروي قصة القبض عليه بسبب جائحة (كورونا*






..... 

*جلس إليه : سراج النعيم*

..... 

روي الموسيقار الشهير الحبر سليم قصة إلقاء القبض عليه، وزملائه في حفل غنائي بإحدى مناسبات الأفراح، ومن ثم اقتيادهم إلى قسم شرطة (الفيحاء)، والذي تم فيه فتح بلاغات في مواجهتهم، وإيداعهم حراسة قسم الشرطة الفيحاء بـ(شرق النيل) من الساعة السابعة مساء إلى أن تم إطلاق سراحهم بالضمانة بواسطة العريس حوالي الساعة العاشرة مساء.

*في البدء من هو الحبرسليم؟*

أنا الحبر سليم بخيت محمد المعروف بـ(الحبر سليم) عازف آلة الكمان، وظللت اعزف عليها منذ العام 1962م وإلى هذه اللحظة التي اتحدث فيها إليك أخي سراج النعيم، وزاولت المهنة مع عمالقة الفنانين، ومثلت السودان في العديد من المهرجانات والمحامل الدولية الأوروبية، العربية والأفريقية، وآخر في (اليمن) و(الكويت).

*بما أن تجربتك حافلة بتجميل وجدان الشعب السوداني، هل تم تكريمك؟* 

لا لم يتم تكريمي من الدولة أو أي قطاع ثقافي أو فنية في البلاد. 

*كيف تنظر إلى القبض عليك وفقاً لقرارات والي ولاية الخرطوم القاضية بمنع التجمعات، وإقامة الحفلات الغنائية بسبب جائحة (كورونا)؟*

تشير وقائع القبض على وزملائي إلى إننا شاركنا زميلنا الفنان كمال خيرالله مراسم زفاف نجله، وهذه المشاركة نابعة من أنه فنان عزفنا معه في الحفلات والأجهزة الإعلامية، وامتدت علاقتنا به منذ (40) عاماً، وخلال هذه العلاقة قدم لنا الدعوة، وكان أن لبيناها وذهبنا إلى مزرعة كبيرة بمنطقة (شرق النيل)، والتي تم فيها مراعاة التباعد الاجتماعي للتدابير الاحترازية الوقائية لجائحة (كورونا)، إلا اننا تفاجأنا بأفراد من المباحث يقفون أمامنا، ويطلبون منا البقاء في اماكننا، فما كان منا إلا ونفذنا أمرهم، وظللنا جلوساً على الكراسي في انتظار عربة الشرطة (دفار) لكي تقلنا من هناك إلى قسم الشرطة، وعندما وصلت للمزرعة طلب منا الصعود على متنها، وكان أن نفذنا أمر الشرطة، ومن ثم تحركت بنا إلى وجهتها، إلا أنها وفي الطريق توقفت في مناسبة آخري، وألقت الشرطة القبض على فني الساوند سيستم (مكبر الصوت)، ومصور الحفل، وهو نجل زملينا عازف البيز الشهير محمد جبريل، ومن ثم توجهت بنا إلى قسم شرطة (الفيحاء)، وبعد كتابة اسمائنا جميعاً تم فتح بلاغات في مواجهتنا، والتي على ضوئها تم وضع الآتنا الموسيقية معروضات في الإجراءات القانونية، ومن ثم تم إيدعنا حراسة قسم الشرطة، ومن ثم تم إدخالي للحراسة قبل زملائي، لذا كنت مستغرباً مما يجري معي بسبب قرارات والي ولاية الخرطوم، وهي قرارات غير مطبقة على من يخالفونها بالتجمعات في الأسواق، شارع النيل، المدارس، مواقف المواصلات والمركبات العامة، لذلك كنت أضحك على ما آل إليه حال الفن والفنانين في ظل حكومتنا الانتقالية، والتي أصبحت تدخل المبدعين الحراسات والسجون، هكذا ظللنا داخل الحراسة إلى أن تمكن العريس من إجراء الضمانة لنا، والتي خرجنا بموجبها من الحبس حوالي الساعة العاشرة والنصف مساء.

*ماذا؟*

على خلفية ما أشرت له مسبقاً تم اخطارنا بأن نأتي لقسم شرطة (الفيحاء) في اليوم التالي، وكان أن توجهنا منه إلى المحكمة، ونحن نحمل الآتنا الموسيقية، وهي الدليل على ارتكابنا الجرم المتهمين به، وحوالي الساعة الحادية عشر صباحاً مثلنا أمام قاضي المحكمة، إلا أن غياب أحد زملائنا عن الجلسة قضى بتأجيلها لليوم التالي، وهو اليوم الذي توجهنا في ظله للمحكمة في تمام الساعة الثامنة صباحاً، وظللنا ننتظر إلى الساعة الحادية عشر، ومن ثم تم إدخالنا إلى قاضي المحكمة، والذي سألني عن اسمي والآلة الموسيقية التي أعزفها؟ وكان أن اجبته قائلاً : اسمي الحبر سليم، واعزف آلة الكمان، وهي الآلة التي عزفت بها مع عمالقة الأغنية السودانية، فيما وجه زميلي محمد ابوسريع سؤالاً إلى قاضي المحكمة مفاده، هل قرارات والي ولاية الخرطوم تنفذ الفنانين والموسيقين فقط أم أنها تشمل كل من يتجاوزها، واستشهد بمخالفة أحد المسئولين لقرارات والي ولاية الخرطوم القاضية بمنع التجمعات وإقامة الحفلات؟، فرد عليه القاضي، مؤكداً أن هذا الأمر خارج دائرة اختصاصه. 

*ما الحكم الذي قضى به القاضي في مواجهتك وزملائك؟*

تمت إدانتنا بمخالفة قرارات والي ولاية الخرطوم، والحكم علينا بالغرامة (50) ألف جنيه لكل واحد منا، والسجن ستة أشهر مع وقف التنفيذ، إلا إنني رفضت تنفيذ الغرامة المفروضة على، وقررت أن ابقي خلف القضبان لإيصال رسالة للرأي العام واتحادات الموسيقي العالمية مفادها أنني دخلت السجن أثناء مزاولة مهنتي الموسيقية، عموماً تم اقتيادنا من قاعة المحكمة إلى حراستها، وفي تلك الأثناء كانت زوجتي وأبنائي يجمعون في مبلغ الغرامة من بناتي وأهل الحي الذي أقيم فيه، وعندما اكتمل المبلغ تم إرساله مع نجلي، والذي سدده بالإنابة عني، وعلى إثره طلب مني شرطي المحكمة الخروج من الحراسة، والذهاب، إلا انني رفضت الفكرة جملة وتفصيلا طالما أن زملائي مازالوا في الحراسة. 

*كيف دفع بقية زملائك الغرامة المالية؟*

اضطر الفنان بحراوي إلى اقتراض مبلغ الغرامة من صاحب البقالة المجاور لمقر إقامته بالخرطوم بحري، إما البقية من الزملاء فقد سدد عنهم الفنان حسين شندي واتحاد الفنانين.

*ما الذي خرجت به من تجربة القبض عليك، ومحاكمتك بسبب قرارت والي ولاية الخرطوم؟*

هذه التجربة جعلتني أحس بأن الفنان في بلادي يزل ويهان بالقبض والمحاكمات دون مراعاة  لتاريخه الحافل بالإبداع، والذي بلا شك جمل به وجدان الشعب السوداني، فأنا على سبيل المثال عزفت مع الكاشف، حسن عطية، محمد وردي، وكمال ترباس وآخرين لا يسع المجال لذكرهم جميعاً، وقدمت معهم الكثير من الأعمال الوطنية، وأغاني السلام الخالدة في المخيلة، وأبرزها ملحمة (ثورة شعب)، وهي كانت من الثورات القوية جداً، والموثق لها عبر مكتبتي الإذاعة والتلفزيون. 

*ما هي رسالتك للمسئولين في ظل الظروف الاقتصادية الطاحنة؟*

أولاً لابد من التأكيد بأننا معروفين للمسئول، لأننا عندما كنا نمارس المهنة كان معظمهم طلاباً في الجامعات، وقد عزفنا وغنينا في تخريج الكثير منهم.

*كيف تنظر إلى حال الفن والفنانين في السودان؟*

الفن يحتاج إلى ثورة تصحيحية لإعادته إلى سابق عهده. 

*ما رأيك فيما تشهده الحركة الفنية من تدني؟*

بصراحة شديدة الساحة الآن مليئة بـ(الفوضي)، وتحتاج إلى ضبط وربط شديدين، فالغناء الذي يطرق اذن المتلقي (هايف) جداً، والكمات المغناة (ركيكة) لدرجة قف وتأمل، لذلك يجب أن يعود أمثال هؤلاء أو أولئك للغناء الأصيل الذي أسس

للأغنية السودانية أساساً متيناً، وخالداً في وجدان الأمة السودانية.

🛑 Awtar Alaseel news  https://www.facebook.com/groups/sraj2222/


🛑 alarisha news 

http://alarisha.net/wp-admin/customize.


ليست هناك تعليقات:

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...