الخميس، 10 ديسمبر 2020

*سراج النعيم يكتب : استشهاد وإصابة أربعة ضباط شرطة في حادث مروري مروع بـ(الجزيرة).. وفاة النقيبين محمد الطريفي ومحمد خليفة وإصابة النقيبين مصباح وعبدالرؤوف.. (غبار) يؤدي لحجب الرؤية لحظة وقوع الحادث بين العربتين*










....... 

خيم الحزن على ضباط الدفعة (58)، وأسر وأصدقاء ضباط الشرطة الأربعة الذين تعرضوا لحادث مروري مروع بمنطقة (عبود) ريفي مدينة المناقل وسط السودان، والذي أدي إلى استشهاد النقيب شرطة محمد نورالدين الطريفي، والنقيب شرطة محمد يوسف خليفة المعروف بـ(باترا)، وأصيب النقيب شرطة مصباح علي عبدالله، والنقيب شرطة عبدالرؤوف يونس. 

وتفصيلاً تلقيت إتصالاً هاتفياً من النقيب شرطة يوسف وهبي مدير الشرطة المجتمعة بمدينة امبدة، والنقيب شرطة عاصم عبدالله التابع لشرطة الاحتياتي المركزي يؤكدان من خلالهما تعرض أربعة من ضباط الشرطة إلى حادث مروري أليم بعد تصادم عربة (بكس دبل كاب) تقل ضباط الشرطة الأربعة، وعربة لاندكروزر يقودها النقيب أمن محمد عبدالرحيم محمد التابع لجهاز الأمن والمخابرات العامة، وفور وقوع الحادث تم إسعاف المصابين إلى مستشفي مدينة ود مدني حاضرة ولاية الجزيرة، إلا أن الضابطين محمد نورالدين الطريفي ومحمد يوسف خليفة (باترا) توفيا متأثرين بما تعرضا له من جراح، فيما حول الضابطين مصباح علي عبدالله وعبدالرؤوف إلى مستشفي الشرطة.

فيما آثار الحادث المروري الذي استشهد على إثره  الضابطين محمد نورالدين الطريفي التابع للشرطة الأمنية، ومحمد يوسف خليفة التابع لشرطة مكافحة المخدرات، وأصيب الضابطين مصباح علي عبدالله التابع لشرطة الاحتياطي المركزي، والنقيب شرطة عبدالرؤوف يونس التابع للشرطة الأمنية. 

بينما تشير وقائع الحادث إلى أن الضباط الأربعة تحركوا من الخرطوم يستقلون عربة (بكس دبل كاب) متوجهين به إلى منطقة (الكريمت) بولاية الجزيرة لأداء واجب العزاء في وفاة والدة زميلهم  النقيب شرطة عمر عبدالله- عليها الرحمة، وأثناء ما هم في طريقهم إلى المنطقة سلكوا طريقاً غير مسفلت بالقرب من قرية (عبود) ريفي مدينة (المناقل)، والذي ظهر فيه (غبار) أدي إلى حجب الرؤية عن السائقين النقيب شرطة محمد خليفة (باترا)، والنقيب أمن محمد عبدالرحيم محمد التابع لجهاز الأمن والمخابرات العامة من ولاية غرب دارفور، وفي تلك المنطقة سالفة الذكر وقع الحادث المروري باصطدام العربتين وجهاً لوجه، مما أسفر عنه حدوث اضرار بليغة، واستشهد على إثره الضابطين محمد نورالدين الطريفي، والذي تم تشييع جثمانه إلى مثواه الأخير، وكذلك محمد يوسف خليفة (باترا) إلى مثواه الأخير بمقابر مدينة الشاطيء (السرحة) سابقاً، فيما اسعف النقيب شرطة مصباح علي عبدالله، ودفعته عبدالرؤوف يونس إلى مستشفي (مدني) بولاية الجزيرة، ومن ثم تم تحويلهما بالاسعاف إلى مستشفي (الشرطة) بولاية الخرطوم، وكنت لحظة وصول المصابين موجوداً بالمستشفي للاطمئنان على صديقي النقيب شرطة مصباح، ودفعته عبدالرؤوف، وكان ذلك حوالي الساعة الثالثة صباحاً، وعليه ظللت أتابع الفحوصات والتشخيص كسائر الأصدقاء الذين شكلوا حضوراً في تلك الأثناء، وعبروا عن قلقهم البالغ لإتصالات هاتفية اجرها الكادر الطبي بالاخصائي الذي يفترض فيه الإشراف على حالة النقيب شرطة مصباح علي عبدالله، والذي ظل مستلقياً على النقالة بغرفة الحوادث لفترة من الزمن، مما زاد قلقي وقلق أصدقائه الذين دخلوا في شد وجذب حول وجود  أخصائي من عدمه، هكذا عشت وعاش غيري لحظات عصبية في حوادث مستشفي الشرطة لدرجة أن البعض فكر في تحويل مصباح من حوادث مستشفي الشرطة إلى أي مستشفي آخر، وهذا الإتجاه له أسبابه رغماً عن أن نقيباً في الشرطة، عموماً كنت ضد فكرة نقله للتدهور الذي يشهده الحقل الصحي في البلاد بصورة شبه عامة، وذلك التفكير نابع من حرص أصدقائه على تلقيه رعاية جيدة تحافظ على حياته، وهذا يعود إلى أنه لا توجد كلمات توازي صفاته المميزة، وأكاد أجزم أنه من ضباط الشرطة القلائل الذين عكسوا صورة مشرقة عن الشرطي في أذهان الكثيرين من خلال تطبيقه لشعار (الشرطة في خدمة الشعب)، لذلك دخل قلوب الناس الذين أحبوه فبادلهم الحب بحب أعمق منه، وذلك يعود إلى التعامل الراقي والأسلوب الحضاري، عموماً لا أملك إلا أن اتضرع بالدعاء لله العلي القدير أن يمن على الصديق الصدوق مصباح علي عبدالله بالشفاء العاجل، ولدفعته عبدالرؤوف يونس، وأترحم على روح زميليه محمد نورالدين الطريفي، ومحمد يوسف خليفة.

من خلال معرفتي بالنقيب شرطة مصباح علي عبدالله عرفت رفقائه الذين يحملون نفس صفاته المميزة، لذلك أشهد لهم جميعاً بأنهم مثال للشرطي الذي يحق للشرطة أن تعتز وتفتخر بهم لأنهم وبدون أدني شك رسموا صورة زاهية عن مؤسسة الشرطة العريقة وذلك باحترامهم وتقديرهم للصغير والكبير.

مما ذهبت إليه، أقف متأملاً واقع الطب في السودان على إختلاف تخصصاته، والذي أبحث في ظله بحثاً دوؤباً عن قوانين تحفظ للمريض والطبيب حقوقهما، خاصةً وأن الأخطاء والإهمال الطبي كثر في السنوات الأخيرة، وفي الغالب الاعم  يشكل الخطأ أو الإهمال هاجساً للطبيب والمريض معاً، وهو الأمر الذي جعل إحساساً بعدم الثقة يتخالج البعض، ولم يقتصر الأمر على بعض المستشفيات الحكومية، إنما طال حتي المستشفيات الخاصة رغماً عن التطور الهائل في الأجهزة الطبية، وتوفر المعلومات عبر الشبكة العنكبوتية وغيرها من وسائل الإتصال، وبالإضافة إلى الإنفتاح على العالم، إلا أن الأخطاء والإهمال الطبي في إرتفاع متزايد يوماً تلو الآخر، لذلك يكون المريض مضطراً لإتخاذ الإجراءات القانونية. 

فيما تلاحظ بشكل مطرد ظاهرة الأخطاء والإهمال الطبي الذي ظل يؤرق الكثير من المرضى، مما يتطلب مزيداً ﻣﻦ ﺍﻟﺸﻔﺎﻓﻴﺔ ﻭالوضوح في هذا الجانب حتي تكون الرؤية  واضحة من حيث الحفاظ على حقوق الطرفين، ومع هذا وذاك يتبادر لذهني بعض الأسئلة حول إجراء الأطباء للعمليات الجراحية أن كانت في إطار الحوادث المرورية أو غيرها، هل الإقرار الذي يكتبه المريض أو أسرته يحمي الأطباء في حال حدث (تعقيد)؟ الإجابة تكمن في تفسير كلمة (تعقيد)، والتي وجهت في ظلها سؤالاً لأحد الأطباء، هل هذه الكلمة تعني وقوع الطبيب في خطأ طبي؟ فأجاب بالنفي، ولم يزد عن ذلك بالرغم من أنني طالبته بالتفسير، ولكن وآه من لكن!.

ليست هناك تعليقات:

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...