.....
*جلس إليه : سراج النعيم*
.....
كشف أحمد الضي بشارة الناشط السياسي تفاصيل حول بلاغات تم تدوينها في مواجهته من قبل قوات الدعم السريع، ويقبع على إثرها خلف قضبان سجن أمدرمان.
*ما هي التهم التي تنظرها المحكمة في مواجهتك؟*
أوجه اتهامات من قوات الدعم السريع تتعلق بالكذب، إثارة الكراهية ضد الطوائف، والقوات النظامية، وهنالك اتهام يؤكد إنني كذبت في حق الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي)، نائب رئيس مجلس السيادة الانتقالي، مؤسس قوات الدعم السريع بمحاولة الاستيلاء على وزارة الدفاع، فضلاً عن اتهامي لشقيقه الفريق عبد الرحيم محمد دقلو، قائد قوات الدعم السريع بإدخال حاويات تحتوي على (مخدرات) للبلاد، وعليه إلقي على القبض من مدينة أم درمان (الصالحة).
*ما السبب الذي جعلك تدخل في إضراب عن الطعام؟*
دخلت في إضراب عن الطعام نسبة إلى عدم التصديق لي بضمانة في البلاغات المدونة ضدي، والتي تم التحري في إطارها من قبل الشرطة، وبعد اكتمال التحري في التهم المنسوبة إلى حولت الإجراءات القانونية إلى المحكمة.
أين كنت لحظة إلقاء القبض عليك؟
تشير الوقائع إلى إنني، وبعض الشباب كنا نرتشق الشاي لدي بائعة المشروبات الساخنة في منطقة (الفتيحاب)، وعندما نهضنا من مجلسنا لدفع قيمة المشروبات الساخنة ل(ست الشاي) شاهدت ثلاثة أشخاص يقودون دراجات نارية، ووقفوا أمامي بصورة مباشرة، ثم طلبوا مني الوقوف في مكاني، فما كان مني إلا ونفذت توجيهاتهم، وعندما ألتفت ناحية اليمين شاهدت تاتشرات بيضاء بها مجموعة من الأشخاص الذين يحملون أسلحة، ومن ثم تم رفعي على إحدي التاشيرات.
*وماذا؟*
المهم إنني لم أعرف ما حدث معي إلا بعد أن تحرك التاتشر، إذ قلت لهم : أنا كناشط سياسي لا أخاف من الاعتقال، فما كان منهم إلا أن ربطوا عيني لحجب الرؤية، وعندما تم فك الرباط من عيني أكتشفت إنني داخل قسم شرطة الخرطوم شمال، والذي وجدت فيه تعاملاً راقياً من رئيس القسم وضباط وضباط الصف والجنود.
*متي تم إلقاء القبض عليك؟*
يوم الإثنين الموافق 12/10/2020م، وظللت في حراسة قسم شرطة الخرطوم شمال إلى يوم 2/11/2020م، وهو التاريخ الذي تم فيه تحويل البلاغات إلى محكمة الخرطوم شمال، والتي بدأ قاضيها أول جلسة إجرائية، ولم أكن ماثلاً في إطارها بقاعة المحكمة، بل كنت في تلك الأثناء حبيساً في حراسة محكمة الخرطوم شمال، وبعد الانتهاء منها حدد قاضي المحكمة جلسة بتاريخ 9/11 /2020م، ومن ثم نقلت من حراسة إلى سجن أمدرمان (منتظراً)، والذي وجدت فيه تعاملاً راقياً من إدارته برئاسة العميد شرطة منتصر والضباط وضباط الصف والجنود، كما أهتم النقيب المشرف على الوحدة العلاجية بالسجن بحالتي الصحية.
*ماذا عن الجلسة المحددة من قاضي المحكمة؟*
بتاريخ 2/11/2020م تم أخذي بعربة شرطة المحاكم من سجن أمدرمان إلى المحكمة، وانعقدت جلسة لسماع أقوال الشاكي، والذي أشار إلى إنني كنت أود تفويض النظام، فيما ردت على ذلك الأستاذة رنا عبدالغفار بالإنابة عني مؤكدة أنه لا يحق لاستخبارات الدعم السريع القبض على شخصي، ويفترض أن ينفذ أمر القبض بواسطة الشرطة، كما يجب أن تفتح البلاغات ضد موكلي لدي وكالة نيابة جرائم المعلوماتية، وبعد انتهاء الجلسة حدد قاضي المحكمة جلسة بتاريخ 18/11/2020م.
*هل استمعت المحكمة للمتحري في البلاغات؟*
نعم استعمت المحكمة الموقرة إلى أقوال المتحري، ومن ثم اتيحت لي فرصة كمتهم، فقلت لا أنكر ما ذكرته في اللايفات عبر الإعلام البديل، وقد شاهدها وسمعها كل من يتابع مواقع التواصل الاجتماعي، وانصب كل حديثي حول الإصلاح، وأن لا يكون هنالك اقتتال قبلي أو احتراب بين القوات النظامية.
*هل حقيقة أصبت بالشلل؟*
لا لم أصاب به، إنما كنت غير قدراً على الحركة بسبب إضرابي عن الطعام، والذي دخلت فيه على فترتين، وصورتي بالكرسي المتحرك كانت في الفترة الأولي، فقد عجزت عن الحركة، مما اضطر السلطات المختصة لحملي على الكرسي المتحرك لأن الإضراب عن الطعام تسبب لي في (هبوط حاد).
*وماذا؟*
إما الإضراب الثاني، والذي مازال مستمراً فالسبب فيه رفض السلطات المختصة التصديق لي بضمانة.
*لماذا لم تفتح البلاغات ضدك لدي نيابة جرائم المعلوماتية؟*
إن النيابة من البداية حولت البلاغات إلى المحكمة، وكان في امكانها توجيه الشاكي بأن يفتح بلاغاته لدي نيابة جرائم المعلوماتية.
*هل هنالك مبادرات للتوفيق بينك وقوات الدعم السريع؟*
هنالك مبادرات يقودها بعض النشطاء السياسيين، بالإضافة إلى ناظر عموم (الغزاي) المسيرية، إلى جانب توسط شخصيات نافذة من المكون المدني، وأيضاً أحد القادة الكبار في الجبهة الثورية، والذين توصلوا إلى حل الإشكالية بصورة أهلية، وليس قانونياً.
*ما هي رسالتك في نهاية هذا اللقاء؟*
أتمني افراد مساحات للحريات لكي نمارس النقد دون خوف من الاعتقال.