الأربعاء، 23 سبتمبر 2020

*سراج النعيم يكتب : تفاصيل مثيرة حول اعتداء سيدة بـ(الضرب) و(التنمر) على معاقة حركياً.. والسيدة المشكو ضدها تتنمر قائلة : (يا مكسرة.. يا مشلولة)*

 


........ 

تنمرت سيدة على أخري من ذوي الاحتياجات الخاصة، حيث اعتدت عليها لفظياً وجسمانياً، مما أدي بالمعتدي عليها إلى اتخاذ الإجراءات القانونية في مواجهتها لدي قسم الشرطة المختص.

فيما تشير الوقائع المؤثرة إلى أن السيدة المعاقة حركياً تقيم في احدي المدرس، ويفصل بينها والمشكو ضدها شارع، وبالتالي كان من السهل على السيدة المتهمة ارتكاب الجرم المرفوض في حقها (ضرباً) و(تنمراً) لدرجة أنها سببت لها الأذى الجسيم.

فيما كانت السيدة التي تهجمت وتنمرت على الشاكية  قفزت عبر سور المدرسة التي تقطن بها السيدة المعاقة حركياً، وبدون مقدمات اعتدت عليها بـ(الضرب) و(التنمر)، بالإضافة إلى أنها دفعت أخت المعتدي عليها إلى أن سقطت على الأرض، ووجهت إليها كلمات جارحة تندرج في إطار الإصابة بـ(الشلل) ناسيه أو متناسية أنه ابتلاء من المولي عز وجل، وهو الأمر الذي قاد السيدة المعاقة حركياً إلى اتخاذ الإجراءات القانونية لدي دائرة الاختصاص، والتي باشرت التحقيق حول البلاغين. 

وفي السياق قالت السيدة المعاقة حركياً : أود أن أصل بقضيتي هذه إلى حقوق الإنسان أو أي جهة تأخذ لي حقوقي كامل لا منقوص، خاصة وأن من اشكوها هاجمتني جسدياً ولفظياً باعتبار انني مصابة بـ(الشلل).

وأضافت : ظلت السيدة المشكو ضدها تهددني باستمرار، ولم أكن أولي الأمر اهتماماً، ولكن عندما وصل الأمر لـ(لتهجم) و(التنمر) قمت بفتح بلاغ تعدي وآذي جسيم، والاذي الذي تعرضت له ظاهر على جسمي.

واستطردت : دائماً ما تقول لي السيدة المشكو ضدها : (يا مكسرة.. يا مشلولة)، وهو تنمر واضح، وليس فيه احترام لذوي الاحتياجات الخاصة، ورغماً عن هذه الإعاقة كافحت، نافحت وناضلت إلى أن تخرجت من الجامعة.

بينما من المهم أن نولي ذوي الاحتياجات الخاصة كل الاهتمام، وأن نفرد لهم المساحات في شتي ضروب الحياة حتى يتمكنوا من تقديم ما لديهم دون أن نشعرهم بالنقص، كما يجب أن نحث الجهات الرسمية والشعبية على اختلاف تخصصاتها المندرجة في قضايا المجتمع الشائكة والمتشابكة أن تحقق في الاعتداء على السيدة المعاقة حركياً، والتي طرحت قضيتها في هذه المساحة، لأن ظاهرة الاعتداء والتنمر على بعض أصحاب الاحتياجات الخاصة يعتبر سلوك (مشين) ضد هذه الفئة الفاعلة في المجتمع، والتي تمتاز بالإبداع الذي ينتظر مبادرات تأخذ بيده دون أن تكون تلك المبادرات مساعدة مؤقتة من الآخرين الذين إذا أعطوهم اليوم، فإنهم لن يفعلوا غداً.

ومن هذا المدخل أطالب بإتاحة الفرص لذوي الاحتياجات الخاصة أو كما يحلو لي أصحاب المقدرات الخاصة فرصاً في التعليم، التأهيل، التدريب، التوظيف والصحة من أجل أن تكون مشاركتهم في المجتمع مشاركة فاعلة في النماء على كافة المستويات والأصعدة خاصة وأنهم استطاعوا أن يخلقوا لأنفسهم مكانة كبيرة في دواخل الكثيرين بالنشاط المتواصل في شتي ضروب الحياة ما جعلهم فاعلين بمعني الكلمة، ولكن مازالوا في حاجة للمزيد من البذل والعطاء مع الأصحاء، وكما كتبت قبلاً فإن ذوي المقدرات الخاصة هم في الحقيقة أصحاب قدرات إبداعية خاصة، وطاقات كامنة في دواخلهم فقط، وتنتظر من يفسح لها المجال حتى يفجرون تلك الإبداعات كل وفق موهبته وهم بلا شك يحملون الكثير من المواهب المتنوعة اﻟﺘﻲ ﻟﻔﺘﺖ إليهم ﺍﻻﻧﺘﺒﺎﻩ، ﻭﻭﺟﺪﺕ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ والتفاعل وبهذا الفهم الراقي تحدوا ﺍﻹﻋﺎﻗﺔ، وهو ذات الأمر الذي فعلته السيدة المعاقة حركيا بمواصلة مراحل تحصيلها الأكاديمي إلى أن تخرجت من الجامعة، لذا من أوجب الواجبات  الاهتمام بها وبقضيتها على اعلي مستوى، وذلك من أجل أن تصبح  لها ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ كريمة ﻭﻓﻖ ﺭﺅﻳﺔ وإستراتيجية، ﻣﻨﻬﺠﻴﺔ، ﻭﺍﺿﺤﺔ ﻭﻣﺪﺭﻭﺳﺔ، تجعل صوتها اﻷﻋﻠﻰ ﻭﺍﻷﻛﺜﺮ ﻗﻮﺓ.

ﻋﻠﻰ الجميع ﺍﻹﻧﺼﺎﺕ إلى هذه السيدة المعتدي عليها، خاصة وأنها من ذوي المقدرات الإبداعية الخاصة الذين يجب أن ندرك احتياجاتهم، ومن ثم نجسدها على أرض الواقع، وذلك من خلال مساعدتنا للسيدة المعتدي عليها حتي توصل صوتها الذي يحمل بين طياته أهداف ورسالة سامية للمجتمع، فهي تحتاج منا أن نوجهها إلى المسار الحفاظ على حقوقها، بالإضافة إلى دعمها نفسياً ومعنوياً حتى تحقق تطلعاتها وآمالها وأشواقها، لذلك على الجميع التعامل مع ذوي الاحتياجات الخاصة من واقع أنهم أصحاب مقدرات إبداعية خاصة، وأن تفرد لهم مساحات لإيصال صوتهم الذي يحتاج لأذان صاغية ومنحازة إليهم، وبقلوب لا تحمل في معيتها نظرة شفقة، بل نظرة مستقبل، وذلك من خلال وضع البرامج، الخطط، الرؤي والإستراتيجيات الهادفة إلى دمج هذه الشرائح في المجتمع الذي يجب أن تتفاعل فيه مع الأحداث الدائرة في محيطه، وذلك بالعمل، البناء، البذل والعطاء في الميادين المختلفة للإسهام في تنمية المجتمع والاستفادة من مواهبهم، مؤهلاتهم ومقدراتهم الإبداعية في كل مضمار يعكسون فيه إبداعاتهم، مهاراتهم وخبراتهم، لذلك لابد من الإقدام على هذه الخطوة لأهميتها، فهي تعد بالنسبة لهم نقلة كبيرة لأنهم في أمس الحاجة إليها، وذلك وفق خطط، برامج، رؤي وإستراتيجيات فاعلة.

وعلى صعيد القطاع الخاص يجب أن تبادر الشركات والمؤسسات للدفع بالفكرة إلى الأمام، وتبديل نظرة الشفقة لذوي الاحتياجات الخاصة إلى نظرة أنهم ذوي المقدرات الإبداعية الخاصة، وذلك أسوة بمبادرة الشركات والمؤسسات السعودية التي بادرت في هذا الإطار حيث أنها تقدر بـ(150) ﺷﺮﻛﺔ ومؤسسة بعد أن أطلق جلالة الملك مبادرته.

ومما أشرت له مسبقاً يجب أن نطلق مبادرة مماثلة للمبادرة السعودية التي جاءت بتوجيه من ﺧﺎﺩﻡ ﺍﻟﺤﺮﻣﻴﻦ ﺍﻟﺸﺮﻳﻔﻴﻦ، وذلك من أجل الاهتمام بهذه الفئة الهامة في المجتمع لما لديها من مقدرات إبداعية تحتاج منا الإنصات لها وتلبية رغباتهم واحتياجاتهم بالقدر الذي لا يجعلهم في حاجة للآخرين مهما كانت الظروف المحيطة بهم.

ليست هناك تعليقات:

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...