الخميس، 17 سبتمبر 2020

سودانيون يهاجرون عبر طريق الموت والهلاك إلى أوروبا وإسرائيل


مقتل مهاجرين في العراء وعدم السماح بدفنهم أثناء العبور لإسرائيل

مداهمة الشرطة المصرية وفدية تجار البشر تقتل (4) مهاجرين 

وقف عندها : سراج النعيم 

يعتبر ملف الهجرة غير الشرعية من الملفات الخطيرة لسودانيين يجازفون بالحياة من خلال التهريب من السودان إلى ليبيا، أو مصر، أو أوروبا، أو إسرائيل رغماً عن علمهم التام بصعوبات الهجرة غير الشرعية المحفوفة بالمخاطر، والتي يعيشها في ظلها الشباب تجربة مريرة عبر الحدود الليبية، أو المصرية، أو الأوروبية، أو الإسرائيلية، وعندما يتم القبض على اي من المهاجرين فإنه يوضع في مركز إيواء مخصص لمن تجاوز الصعوبات الإدارية.

وقال آدم : شاهدت الموت يحدث أمامي، إلا أن السلطات المختصة لا تسمح لنا بمواراة الجثامين الثري، مما يضطرنا لتركها في العراء، ومن خلال هذه الرحلة اكتشفت أن الاتجار بالبشر يتم عبر السودان على أساس أنه معبراً وموقعاً جغرافياً مميزاً، وتستغل في ذات الوقت إشكاليات أمنية واقتصادية مستفحلة، وهي قائمة منذ انفصال الجنوب عن الشمال، وعمقها نظام الرئيس المخلوع عمر البشير بالأزمات من خلال انتهاج سياسات خاطئة أفرزت واقعاً اجتماعياً، اقتصادياً وأمنياً مريراً أسفرت عنه الهجرة غير الشرعية.

وأضاف : إن رحلتي إلى إسرائيل كانت عبر الحدود المصرية، وكلفنتي (300) دولار أمريكي، إلا أن السلطات المصرية اعتقلتني، ومن ثم اعادتني إلى السودان، والذي وجدت فيه الأوضاع الاقتصادية مازالت قاهرة جداً، مما جعلتني أحاول مرة أخرى عبر المهربين السودانيين، والذين بدورهم سلموني للمهربين المصريين، وأثناء ما كنا في الحدود المصرية- الإسرائيلية داهمتنا الشرطة المصرية ليلاً، وقتلت إثنين من الشباب المهاجر، كما تم مقتل مهاجرين آخرين لم يتمكن أهلهم من دفع الفدية المطلوبة.

واسترسل راسماً خارطة طريق للرحلة قائلاً : نسلك طرق المتمة، القلابات وبورتسودان إلى أن نصل إلى الحدود المصرية للراغبين في الهجرة إلى إسرائيل، أما من يرغب في الهجرة إلى أوروبا فإنه يسلك طريق الطينة شمال إقليم دارفور، ومن ثم إلى الصحراء الغربية عبر مدينة سبها والكفرة جنوب ليبيا.

وقال فيصل : كنت في غاية السعادة عندما قال نتنياهو : اجتمعت في عنتيبي مع عبدالفتاح البرهان رئيس مجلس السيادة السوداني، واتفقنا على بدء التعاون، والذي سيؤدي إلى تطبيع العلاقات بين البلدين، فلم أعرف هل أبكي أم أضحك؟، وذلك وفق تقرير نشرته صحيفة (Haaretz) الإسرائيلية.

واسترسل : استقريت في إسرائيل منذ (12) عاماً، وأعمل ميكانيكياً للسيارات للحصول على مبالغ تكفيني وأسرتي للعيش في جنوب تل ابيب، وطوال إقامتي في إسرائيل كان نتنياهو ووزراؤه يشنون علينا هجوماً كاسحاً، وتتم معاملتنا بصورة سيئة.

واستطرد : أنا طالب لجوء، ولدي (3) أطفال، وأعيش جنوب تل أبيب دون إقامة، لذلك تقدمت بطلب للحصول على وضعية لاجئ في العام  2013م، ولم أتلقي رداً رغماً عن انني لدي أسرة كبيرة في إقليم دارفور المضطرب منذ العام  2003م، والذي قتل فيه جدي وأعمامي الـ(5)، وأكدت أن والدتي طلبت مني الهرب إلى مكان أمن رغماً عن أن عمري كان آنذاك (16) عاماً.

ويروي المهاجر السوداني اسحق قصته قائلاً : شددت الرحال إلى مصر، ثم تسللت عبر حدودها إلى داخل إسرائيل، وخلال هذه الرحلة شاهدت الموت، التعذيب، والعمل بلا أجر، وإذا لم يعجبك الأمر تدفع فدية للإفراج عنك، أو يكون القتل مصيرك، ومهما حاولت الإفلات منه فإنه ملاقيك.. ملاقيك.

وتابع : الاتجار بالبشر لا يتقصر على السودانيين، بل هنالك أجانب ينشطون في هذا الجانب، وذلك من واقع أنه ملاذاً أمناً، ومعبراً سهلاً للدول الأوربية وإسرائيل.

وأردف : إن النظام البائد هو السبب في تشريد الكثير من أبناء بلادي على مدى ثلاثة عقود، وذلك من خلال سياسات خاطئة لعبت دوراً رئيسياً في تأزيم قضية الاتجار بالبشر.

فيما عبر عدد من طالبي اللجوء في إسرائيل عن سعادتهم بلقاء بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي بالفريق أول ركن عبدالفتاح البرهان رئيس المجلس السيادي في 3 فبراير 2020م، بينما قدم (4500) سوداني طلبات لجوء سياسي، وينتظرون الرد منذ سنوات، وهناك ما يزيد على (1600) سوداني، وطلب اللجوء الوحيد الذي تمت الموافقة عليه للسوداني معتصم في العام  2016م، ومنذ ذلك العام منح ما يزيد على (800) سوادني وضعيات مشابهة لوضعية اللاجئ، وهي وضعية تسمح لهم بالعمل، والحصول على ميزات اجتماعية والسفر من وإلى إسرائيل.

وقال منعم طالب لجوء سوداني يدرس في السنة الثالثة بالجامعة العبرية بالقدس، والذي تم منحه إقامة مؤقتة في ديسمبر 2017م : أعتقد أن تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسودان إذا حدث يمكن أن تكون له جوانب إيجابية خاصة وانني عندما كنت صبياً بالمدرسة في إقليم دارفور كان يعلموني معاداة السامية، ويقولون : إن اليهود قتلة أشرار لا يحبون إلا المال، ولقد أتيت من دارفور وحدي، وظلت عائلتي هناك يعيش بعضها في المخيمات.

فيما يقول تقرير وزارة الخارجية الأميركية عن الاتجار بالبشر لعام 2018م : إن الحكومة السودانية لا تفي بالحد الأدنى من المعايير المطلوبة للقضاء على الظاهرة، ويوضح التقرير أن المواطنين السودانيين أنفسهم عرضة للاتجار بالبشر في الخارج خاصة في الشرق الأوسط، بما يشمل العمل القسري والعبودية المنزلية والاتجار بالجنس، يقول إن تلك الظروف هي التي أرغمته على مغادرة السودان بحثاً عن حياة أفضل، وكثير من هؤلاء النازحين واللاجئين يعيشون في ظروف لا إنسانية أشبه بالعبودية، فهم عرضة للقتل والاغتصاب والتجويع، وغيرها من صنوف المعاناة والتعذيب، ولظاهرة الاتجار بالبشر أنماط مختلفة من أبرزها تهريب البشر والهجرة غير الشرعية وتجنيد الأطفال واستغلالهم جنسياً، كما هو الحال بالنسبة للنساء، وهي قضايا ظلت منظمات حقوقية تلاحق بها السودان لسنوات، وحسب الخارجية الأميركية فإن حكومة الخرطوم لا تبذل جهوداً كافية للتصدي لجرائم الاتجار بالجنس وتحديد ضحاياها.

وتقدر تقارير عدد السودانيين الذين وصلوا إلى شواطئ إيطاليا في العام 2015 بـ(8370)  شخصاً، مقارنة بـ(2370)  في العام الذي سبقه.

ليست هناك تعليقات:

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...