طالبني الكثير من الأزواج الإستمرارية في مناقشة قضايا تتعلق بـ(عش الزوجية)، وما يتصل بـ(الواتساب) الذي أصبح يشكل هاجساً للأزواج خاصة السيدات اللواتي يعتبرنه (الضرة) الأخطر من (الزوجة الثانية)، ومصدر توترهن وقلقهن نابع من أنه يساهم في هدم إستقرار أسرهن، خاصة وأن إستخدامه يندرج في الإستخدام السالب، والذي في الغالب الأعم يتم بالتواصل مع غرباء يتم التعرف عليهم في العالم الإفتراضي، مما يجعل بعض الأزواج ينصرفون عن الزوجات والأبناء ربما تواصلاً مع بعض زميلات العمل أو من تعرفوا عليهن عبر القروبات بـ(الواتساب) أو (الفيس بوك) أو أي وسيط تواصلي إجتماعي آخر.
وفي السياق روي لي صديق متزوج قصة من القصص المؤثرة في هذا السياق، مؤكداً أن هنالك أزمة حقيقية شهدتها إحدي المناطق، وهذه الأزمة تتمثل في أن عروساً حديثة، بدأت تخطو خطوات السعادة نحو (عش الزوجية)، إلا أنها تفاجأت بأن فارس أحلامها الذي تعرفت عليه بالواتساب (راجل مرا)، وعندما أراد ترحيلها للمنزل وجدت الزوجة الأولي قد استنفرت نساء منطقتها للتضامن معها، واللواتي بدورهن أعلن حالة الإستنفار من الدرجة الأولي، ليس حباً في صديقتهن، إنما خوفاً علي أزواجهن من هذا المصير، لذا رفضن السماح للعروس الجديدة دخول منزل الزوجة الأولي، وأكدن علي أنهن لا يؤيدن فكرة الزواج عليهن مثني وثلاث ورباع، وبالتالي يكون قد مارسن ضغوطاً علي أزواجهن بأن لا يفعلوا كما فعل زوج صديقتهن، والذي وجد نفسه أمام ظاهرة لم تخطر بباله، وقال صراحة : أعتبرها ظاهرة مقلقة ومهددة للسلم والنسيج الإجتماعي، فلم يجد حلاً سوي تأجير (شقة) قريبة من منزله حتي يستطيع التواصل مع زوجته الأولي وأبنائه، ورغماً عن ذلك ظلت زوجته الأولي ونساء المنطقة يراقبن ويرصدن كل تحركات عروسه الجديدة، لدرجة أنهن رفعن درجة الحذر إلي اللون (البرتقالي)، هكذا أصبحن متأهبات في إنتظار المزيد من المعلومات حتي يرفعن الحذر إلي اللون (الأحمر)، والذي قررن بعده تكوين منظمة لمكافحة الفتيات (الشلابات)، عموماً الفكرة كانت وليدة لحظة إحضار العروس الحديثة.
إن العروس الجديدة تم إسكانها في شقة إستأجرها الزوج، فيما بدأت زوجته الأولي ونساء منطقتها في تكوين منظمة أطلقن عليها (الشلابات)، كما أنهن أدن وشجبن الزيجة الجديدة.
أما أول تصريح للزوجة الأولي المنتخبة رئيساً للمنظمة مفاده : (كنت في باديء الأمر أشك في زوجي، لأنه كان كثير الإنشغال بالتواصل عبر الواتساب، أي أنه لا ينوم أو يصحو، إلا وهو متصلاً، لذا تجده يتصفح في هاتفه بتركيز شديد، ومع هذا وذاك يشفر الهاتف حتي لا أتوصل لحقيقته، لذا أنصح رفيقاتي بأن لا يتركن أزواجهن يعيشون في العالم الإفتراضي كثيراً دون رقابة لصيقة، وأن يطالبن بفك الأقفال المانعة لوصولهن للتطبيقات الإجتماعية)، ومما أشرت له قررنا إيجاد حلول جذرية لهذه المعضلة للتطور الذي تشهده (العولمة) ووسائطها.
فيما كن فتيات المنطقة يراقبن المشهد عن كثب، وفي نفس الوقت يتحفظن علي وجهات نظرهن الإيجابية أو السلبية، ولكن كان إهتمامهن منقطع النظير بما حدث، ويسعين لمعرفة آخر المستجدات، بينما توصل الإجتماع إلي قرارت هامة جداً منها عدم التواصل مع أي عروس (شلابة) أو فتاة تحذو حذوها مع الأزواج، وأمن الإجتماع عدم الخوض في التفاصيل، وأكدن حرصهن علي الإستقرار والتنبؤ بما تسفر عنه الاسافير من سيناريوهات قادمة في المستقبل، خاصة في ظل إنتشار ظاهرة الفتيات (الشلابات) اللواتي هن في إزدياد أفرزه التطور التكنولوجي المتمثل في سهولة إقتناء الهواتف الذكية، وتمتعهن بقدرة فائقة علي الإستخدام الأمثل لها، وعليه يجدن الأرض خصبة لبذر بذور جديدة يحصدن بعدها مباشرة بعض الأزواج، كالذي حدث بالضبط مع الزوج الذي تزوج بإحدي الشلابات، وهي لا تأبه بما فعلته الزوجة الأولي وصديقاتها، بل تعمد إلي مكاواتهن بقيادة السيارة، الشيء الذي يجعل (الضرة) وصديقاتها في حالة من الغضب والغليان، فاتضح أن الزوج لا يغادر الشقة إلا للضروريات، مما جعل هذه الملاحظة جديرة بالبحث والتحليل، وطرح العديد من الأسئلة هل هو خائف من الزوجة الأولي، أم أنه أخذ إجازة من العمل لقضاء شهر العسل، أم أنه مطالب مديونيات بسبب الصرف البذخي الذي صرفه لإتمام مراسم الزفاف؟ للإجابة علي تلك الأسئلة دعت الزوجة الأولي إلي إجتماع طاريء لبحث كل الإحتمالات، فخرج الإجتماع بتكثيف الرقابة علي الزوج، فأتضح لهن أنه يخرج في المساء لشراء العشاء، عموماً أصبحن أولئك السيدات يخفن علي أزواجهن من التواصل عبر (الواتساب) ومن التأخر في مكان العمل، فإذا ركز في هاتفه طويلاً تدخل عليه وتسأله مع من تدردش في (الواتساب)، وإذا تأخر ساعة عن موعد مجيئه تتصل عليه هاتفياً.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق