الأربعاء، 11 مارس 2020

شهيد يفاجئ أسرته بالدخول عليها حياً بعد (6) سنوات .. حكومة المخلوع عمر البشير تقيم له عرس الشهيد بمنزله






جلس إليه : سراج النعيم
كشف محمد عبدالوهاب يوسف بابكر البالغ من العمر (٤٥) عاماً، الشهيد الحي تفاصيل مثيرة حول اعتباره متوفياً في مناطق العمليات شرق السودان.
وقال : كنت عسكرياً في قوات الشعب المسلحة تابعاً إلى سلاح الموسيقي، وأثناء خدمتي وزعت ضمن القوات المتوجهة إلى مناطق العمليات شرق السودان في العام ١٩٩٩م، وذلك إبان نظام الرئيس المخلوع عمر البشير، وفي نفس ذلك العام تم أسري من قبل قوات الحركة الشعبية لتحرير السودان، وظللت قيد الأسر لمدة (٦) سنوات، هكذا بقيت معهم دون أي تواصل مع السلطات السودانية في الخرطوم أو أسرتي.
كيف كانت تتعامل معك الحركة الشعبية طوال السنوات التي أشرت لها؟
كان تعاملهم معي تعاملاً قاسياً، ولم يكن مندرجاً في إطار التعامل مع الأسرى، ومع هذا وذاك كنت أتعرض للضرب والتعذيب إلى أن أكملت معهم الـ(٦) سنوات.
وماذا حدث فيما بعد؟
وأنا مازلت في الأسر جاء للحركة الشعبية الصليب الأحمر الذي استمع إلى قصص أسري القوات المسلحة، ثم ذهبوا واتوا للمرة الثانية، إما في المرة الثالثة فقد تم إطلاق سراحنا من الأسر، وتم على خلفية ذلك نقلنا من شرق السودان إلى الخرطوم، وكان أن تم إنزالنا في نادي الضباط بالخرطوم، ومنه سلمنا إلى هيئة أركان عمليات بالقيادة العامة للقوات المسلحة، ومنها تم تحويلنا إلى منطقة (السليت) في العام ٢٠٠٥م، والتي بقينا فيها حوالي الـ(٧) أيام، وبعدها طلب منا التوجه إلى وحدتنا التي تم تسليمها أوامر تحركاتنا، وكان أن خرجت من المنطقة سالفة الذكر مباشرة إلى سلاح الموسيقي بمدينة أمدرمان، وعندما قابلت الإدارة أكدت لي وصول الإشارة، وعليه أصبحت أتابع معهم حوالي الشهرين، وبعدها تم طردي من قوات الشعب المسلحة، وعندما سألت لماذا؟ جاءني الرد بأن الإشارة صادرة من القيادة العامة لقوات الشعب المسلحة، وكان آنذاك الفريق أول مهندس عبدالرحيم محمد حسين وزير الدفاع، وبالتالي تم طردي من الخدمة ولا أعرف الأسباب، فقد كنت أذهب إلى سلاح الموسيقي ما بين الفينة والأخرى دون جدوى، وأنا حينما أذهب إليها أفعل بدوافع أنه لدي بها حقوق وشهادة إنهاء الخدمة لكي أستطيع متابعة إجراءاتي مع الجهات ذات الصلة، ومنذ العام ٢٠٠٥م وحتى تاريخ حديثي معك لا أعرف أن كنت جندياً في قوات الشعب المسلحة أو مواطناً، وكل ما أعرفه إنني أحمل شهادة بأنني شهيداً، وهي صادرة من إدارة المعاشات إلى منظمة الشهيد، وعندما ذهبت إليها وجدت أن لدي معاش منذ العام ٢٠١٠م، وهو ما كانت تصرفه والدتي عليها الرحمة، وبعد ذلك البنك الذي يصرف لي (المعاش) قام بإعادته إلى إدارة المعاشات، وأصبحت على إثر ذلك أبحث عن حلول ناجزة، لذا ذهبت إلى سلاح الموسيقي والتقت بالعميد ركن جنقول، ودار بيني وبينه حوار حول حقوقي، لذلك أود أن أعرف ما هو مصيري مع قوات الشعب المسلحة، والتي خدمت فيها (٤) سنوات في وحدتي، و(٦) سنوات قضيتها في الأسر شرق السودان، أي أن جملة خدمتي (١٠) سنوات.
هل نُصبت خيمة لتلقي واجب العزاء في شخصك؟
ما أن أبلغت السلطات المختصة أسرتي بنبأ استشهادي في مناطق العلميات شرق السودان، إلا ونصبت خيمة لتلقي واجب العزاء في الشهيد الحي، كما قامت سلطات نظام الرئيس المخلوع عمر البشير بإقامة (عرس الشهيد) أمام منزلنا، وتحدثوا من خلاله عن شهادتي في سبيل الله والوطن، ومن ثم قدموا لوالدتي البسيطة جداً خدماتهم.
هل التقيت بوالدتك قبل انتقالها للرفيق الأعلى؟
نعم.
وماذا قالت حول خيمة العزاء وعرس الشهيد الذي أقامه لك نظام الرئيس المخلوع؟
ما أن تم إخطارها إلا وأخبرت الأهل، الجيران والأصدقاء بذلك، والذين قاموا بأداء واجب العزاء في شخصي، فيما دفع النظام البائد مبلغ (٥) ألف جنيه في كشف الاستشهاد.
ما هو إحساس أسرتك لدى عودتك من أسر الحركة الشعبية لتحرير السودان؟
كانت المفاجأة بالنسبة لهم كبيرة، إلا أنهم فرحوا غاية الفرح بعودتي سالماً غانماً.
وماذا؟
لم يكن أهلي، جيراني وأصدقائي مصدقين أنني عدت رغماً عن إنني هيئتهم لذلك بإرسالي خطابات عبر (الصليب الأحمر) الذي لعب دوراً كبيراً في إخلاء سبيلي من الأسر.
ماذا عن حقوقك أو معاشك بعد الحضور للخرطوم؟
لم أستلم حقوق أو معاش منذ أن أتيت من الأسر بشرق السودان وإلى الآن، فقد تفاجأت بطردي من القوات المسلحة من خلال الفريق أول مهندس عبدالرحيم محمد حسين وزير دفاع نظام الرئيس المخلوع عمر البشير، فأنا لم يجرى لي مجلس تحقيق أو تتاح لي فرصة معرفة أسباب طردي من الخدمة بقوات الشعب المسلحة، والتحقيق الوحيد الذي أجري معي كان تحقيقاً شفهياً في منطقة (السليت)، لذا أرجو صادقاً من القيادات بقوات الشعب المسلحة إعادتي للخدمة العسكرية بـ(سلاح الموسيقي).

ليست هناك تعليقات:

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...