تشكل
(العولمة) ووسائطها مهدداً كبيراً للذين يستخدمونها في الإطار السالب خاصة الشباب والنشء
المستهدف بالثقافات الوافدة، ومكمن خطورتها في زيارة المواقع الإباحية المنتشرة بكثافة
عبر (الفيس بوك)، (تويتر)، (يوتيوب) و(الواتساب)، وذلك في ظل سهولة استخدام الهواتف
الذكية التي طورتها الشركات المنتجة، فأصبحت ذاكرة تخزينها ذات سعة كبيرة تصل إلى
(١٢٨).
إن الشبكة
العنكبوتية أضحت في متناول يد الصغير قبل الكبير، فأي إنسان يحمل هاتفاً سياراً يمكنه
وبكل بساطة مشاهدة مقاطع الفيديوهات الإباحية فقط ما عليه إلا أن يضغط على زر التحكم،
وما لا يعلمه الكثير من نشطاء ورواد المواقع الإلكترونية هو أنها تحتوي على مواد ضارة
يتم إنتاجها لجذب النشء والشباب من الجنسين، وتركز على نشر ثقافة إباحية تهدف للقضاء
على الثقافات العربية والإسلامية، وبالتالي يقع الملايين من الأناس في الفخ الذي ترسمه
الشركات بعناية فائقة للإغراء الذي يدفع الكثيرين إلى مشاهدة مقاطع الفيديوهات الإباحية
التي دون أدني شك تسبب إضراراً نفسية وجسدية بالإضافة إلى أن الاستمرار على هذا النحو
له تأثيره السالب على هاتفك أو جهاز الكمبيوتر.
ومما
أشرت له فإن هنالك تقارير عالمية أشارت إلى أن الكثير من المواقع الإباحية الشهيرة
عبر شبكة الإنترنت سربت إليها بيانات الأشخاص الذين يزورونها، ففي العام 2016م تم التشهير
بأكثر من (800) ألف، واخترق (400) مليون جهاز متصفح لمواقع إباحية أخرى، وما جري في
تلك المواقع الإباحية يدل على خطورة زيارتها لاحتوائها على ملفات خبيثة تثبت بصورة
تلقائية تكشف حقائق حول خطورة استخدام المواقع الإباحية، إذ توضح الدراسات والأبحاث
أن المواقع الإلكترونية الإباحية تبسط مسألة زيارة مواقعها مما يتيح للمخترقين سهولة
الوصول إلى المعلومات المتعلقة بالذين ينشطون في مشاهدة الفيديوهات الخارجة عن سياق
العادات والتقاليد غير المنفصلة عن الديانة الإسلامية، وهذا الاتجاه يعتبر مهددا كبيرا
للإنسان نفسيا وجسديا، وأيضاً على الجهاز المستخدم في التصفح، وعندما يدلف إياً منا
إلى المواقع الإباحية فإن الهاتف الذكي أو جهاز الكمبيوتر أو اللاب توب وإلى أخرها
من وسائل التقنية الحديثة تتكشف كل البيانات الخفية، فأي زيارة يقوم بها المستخدم للمواقع
الإباحية يتم تسجيلها في الشركة المنتجة له، بالإضافة إلى أن الموقع تشاهد من خلاله
الفيديوهات الفاضحة يجمع المعلومات الشخصية الخاصة بك بما فيها رقم الـ(IP)، مما يسهل اختراق جهازك والوصول إلى جميع المحتويات الخاصة بك، ولا
يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل يمتد إلى أخذ نسخة من معلوماتك.
وأشار
الخبراء في المجال التكنولوجي إلى أن هنالك
أداة
جديدة ظهرت في المشهد يطلق عليها (Hotjar)، وهي تمكن من يديرون
المواقع الإباحية تصوير من يتصفحون الفيديوهات بغرض دراسة جميع خطواتهم أثناء المشاهدة
عبر الموقع الذي يهدف إلى الجذب والإبقاء على الإنسان أطول فترة فيه، وطبقاً لدراسات
كثيرة فأن هذه المواقع تستخدم الكثير من الإعلانات الفيروسية، والتي تقوم بتثبيت نفسها
على جهازك دون علمك ثم تفاجئ بعدها بظهور إعلانات غير مناسبة على شاشة هاتفك رغماً
عنك دون أن تعرف مصدرها، لذلك تجاوزها لخطورة الأضرار التي تسببها المواقع الإباحية
حيث يعتبرها بعض الخبراء الأمنيين مستنقع كبير لـ(لهاكر)، إذ تعتبر بيئة خصبة لأعمال
القرصنة وسرقة البيانات وتخريب الأجهزة، فهي لا تستخدم أي عوامل أمنية لحماية متصفحيها،
والتي لا تكترث كثيراً بأمرهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق