الأحد، 16 فبراير 2020

أبوهريرة حسين يفجر مفاجأت حول اعتقاله بـ(كوبر) .. السلطات تفاجأت بأنني لا أمتلك حتى بطاقة (صراف آلي)

البشير داعبني قائلاً : (هل أنت هنا معتقلاً معنا أم مع الثوار)
................
سمحوا لنا بقراءة (الدار) وجريدة سياسية والاستماع للإذاعة
.................
حبسوني في عنبر علي عثمان محمد طه وعبدالرحيم محمد حسين ونافع وكرتي
.................
الوجبة (فول) في الإفطار وزبادي في الغداء و(ما في عشاء)
.................
يومياً التقي بالرئيس السابق عمر البشير في الرياضة وصلاة الجمعة
.................
التقاه : سراج النعيم
.................

كشف أبوهريرة حسين وزير الشباب والرياضة السابق، الناشط الشبابي المعروف في مجال الرياضة، كشف تفاصيل مثيرة حول اعتقال السلطات السودانية له صبيحة ١٧ أبريل ٢٠١٩م، وذلك ضمن مجموعة كبيرة من رموز نظام الرئيس المخلوع عمر البشير الذين تم إيداعه معهم بالسجن الاتحادي (كوبر)، والذي مكث فيه أيام وليالِ، وأثناء ذلك الاعتقال تدهورت حالته الصحية من واقع أنه أصلاً مصاباً بمرض السكر، كما أنه سبق واجري عملية جراحية للعين في روسيا، وعلى خلفية ذلك بدأ رحلة العلاج تارة داخل أسوار السجن، وتارة آخري في بعض المستشفيات التي ظل مداوماً عليها إلى أن تم إطلاق سراحه بالضمانة.
في البدء لماذا تم اعتقالك من الأساس؟
لا يوجد سوي الحديث الدائر حول إنني كنت قريباً من الرئيس السابق (عمر البشير) في فترة حكمه للبلاد الممتدة ثلاثة عقود، بالإضافة إلى قولهم إنني كنت مؤثراً في عدد من الشباب.
ما الذي يعنيه ما أشرت له حول اعتقادك؟
ربما هنالك تخوف من ثورة مضادة لثورة ديسمبر.
في ماذا تم التحقيق معك منذ اعتقالك، وإلى أن تم إطلاق سراحك؟
لم يتم التحقيق معي بالمفهوم العميق، بل كان هنالك تحرى دائراً حول هل أمتلك أراضي أو منازل؟ إلا أن المفاجأة كانت تكمن في إنني لا أمتلك حتى بطاقة (صراف آلي).
ما هو الاعتبار السائد لاعتقالك؟
اعتبروني رمزاً من رموز نظام الرئيس السابق عمر البشير رغماً عن إنني لم أكن عضواً في المؤتمر الوطني الحزب الحاكم آنذاك، أو انتمي إلى الحركة الإسلامية، فلربما يكون هذا الاعتقاد السائد نابع من إنني كنت رئيساً لاتحاد الناشئين، ومن ثم وزيراً لـ(١٠) أيام فقط قبل سقوط النظام.
ما مبرر عدم السماح لك بتلقي العلاج خارج البلاد؟
كان هنالك تردد في اتخاذ القرار، وذلك التردد سببه اعتقاد إمكانية علاجي داخل البلاد.
لماذا بقيت في السجن طوال الفترة الماضية دون توجيه تهمة؟
خوفاً من أن أكون من قيادات ما يسمي بالثورة المضادة، كما كان هنالك اعتقاد إنني أسعى إلى تهريب الرئيس السابق عمر البشير للخارج.
كيف تهربه وأنت قابعاً خلف أسوار السجن؟
من خلال إجرائي اتصالات خارجية حسب ما كان يتبادر إلى الأذهان.
أين كنت تلتقي بالرئيس المخلوع عمر البشير داخل السجن؟
كنت التقي به يومياً من خلال الرياضة التي كنا نمارسها أثناء وجودنا خلف القضبان، والتقيه أيضاً من خلال (صلاة الجمعة).
ماذا قال لك عندما شاهدك معتقلاً مع رموز نظامه؟
كان الرئيس السابق عمر البشير متفاجئاً جداً لاعتقالي ضمن رموز نظام ثورة الإنقاذ الوطني.
وماذا؟
وجه إلى سؤالاً ساخراً مفاده : (هل أنت هنا معنا بحكم أنك مع الثوار أم من رموز النظام؟)، وابدي في ذات الوقت استغرابه الشديد لوجودي معهم في المعتقل، ثم قال : (لقد كنت تدافع عن الثوار الشباب أثناء ثورتهم على نظام الحكم)، نعم كنت أفعل ذلك مؤكداً انحيازي لمطالب الشباب المشروعة، وكنت دائماً ما أقول له إن مواعين مؤسسات الدولة الموجودة حالياً لم تعد قادرة على استيعاب أحلام وأشواق وطموحات الشباب، إلا أنه ومن المؤسف جداً أن الوقت كان قد مضى.
هل كان مسموحاً لكم كمعتقلين بالالتقاء داخل السجن؟
نعم كنا نلتقي جميعاً.
مع من مِن رموز نظام الرئيس المخلوع عمر البشير كنت معتقلاً؟
كنت معتقلاً في عنبر يوجد فيه علي عثمان محمد طه النائب الأول لرئيس الجمهورية، القيادي بالمؤتمر الوطني السابق، الفريق أول ركن مهندس عبدالرحيم محمد حسين، والي ولاية الخرطوم السابق، الدكتور نافع على نافع، الدكتور عوض الجاز وكمال إبراهيم، وهم جميعاً قيادات بارزة في حزب المؤتمر الوطني.
هل كان مسموحاً لكم بإدارة حوارات فيما يدور من أحداث في البلاد؟
لا لم يكن مسموحاً لنا بذلك نهائياً، ومع هذا وذاك لم نكن نعلم من قريب أو بعيد ما يجري خارج أسوار السجن الاتحادي (كوبر) خاصة في الأشهر الأولى من اعتقالنا، فلم يكن مسموحاً لنا مشاهدة التلفاز أو سماع أثير الإذاعة أو الإطلاع على الصحف السيارة.
وماذا؟
في الآونة الأخيرة سمح لنا بقراءة صحيفة (الدار)، وجريدة سياسية واحدة، والاستماع إلى الإذاعة.
هل مسموحاً لكم بتناول المشروبات الساخنة (شاي) أو (قهوة)؟
شخصياً لم أشرب (القهوة) منذ دخولي السجن الاتحادي (كوبر)، وظللت هكذا إلى أن تم إخلاء سبيلي.
ما هي الوجبات المقدمة لكم داخل المعتقل؟
الوجبات عبارة (فول) في الإفطار، وزبادي (كابو) في الغداء و(ما في عشاء).
ما الإحساس الذي كان يتخالجك في تلك الأثناء ؟
كنت أشعر بظلم كبير لأنني لم أفعل شيئاً يستدعي اعتقالي، وبالتالي كنت حزيناً كون إنني قدمت خدمات لبلادي بكل تجرد وأمانة دون أن أنتظر عائداً مقابل ذلك، ويشهد على ذلك الكثير من الشباب، والإعلام شاهداً على ما قدمته خاصة صحيفة (الدار)، فهل مقابل ذلك يكون مصيري دخولي سجن (كوبر).
هل كنت تتوقع إطلاق سراحك؟
كانت ثقتي كبيرة في الله سبحان وتعالي، والقضاء السوداني.
ماذا عن مرضك داخل السجن وتهديد الأطباء لك بـ(البتر) و(العمى)؟
أصيبت في بادئ الأمر قدمي داخل السجن، مما أزم الموقف أكثر إصابتي بـ(السكر)، وعليه كانت هنالك مشكلة في تلقي العلاج في البداية، إلا أن أطباء (علياء) بذلوا مجهوداً كبيراً فيما بعد إلى أن تجاوزت مرحلة (بتر) الأصبع الحمدلله، فلهم مني كل الشكر الجميل، وأيضاً كان هنالك إشكالية في العيون، وأيضاً بذلوا في إطارها مجهوداً كبيراً.
كيف تم إطلاق سراحك، وهل هنالك بلاغ ضدك؟
أخلى سبيلي بالضمانة العادية، إما فيما يتعلق بالشق الثاني من سؤالك فأنا ليس ضدي أي بلاغ.
ماذا جري حول تلقيك العلاج؟
قابلت الدكتور عبد الباقي بمستشفى الأمل، وبدوره أكد إنني أحتاج إلى تدخل جراحي في العين اليمنى لإخراج مادة السيلكون المتراكمة بها، لذا من الضروري إجراء عملية للعين اليمنى لاستخراج السيلكون، بالإضافة إلى أن عيني اليسري تحتاج لإجراء عملية (ليزر)، وقد أشار الأطباء إلى أن تأخر إجرائي العملية الجراحية قد يتسبب في إصابتي بـ(العمى) خاصة وأن مادة السليكون تراكمت بالشبكية.
بماذا نصح الأطباء؟
أكد البروف كمال هاشم في تقريره إنني أعاني من مضاعفات متقدمة في الشبكية، بعد أن أُجريت لي عملية قص زجاجي، وإصلاح الشبكية قبل ثمانية أشهر في (موسكو)، وبالتالي أحتاج إلى مراجعة طبيبي لإكمال علاجي).
ماذا قال الروس عن حالتك الصحية؟
ينبغي علىّ إجراء عملية جراحية عاجلة في العينين للمرة الثانية.

ليست هناك تعليقات:

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...