كشف الأستاذ علي صابر سيد تفاصيل مثيرة عن المبادرة الشبابية السودانية – المصرية التي تصب في إطار العلاقات بين البلدين.
قال : المبادرة قائمة على العلاقات المثمرة بين مصر والسودان والدول العربية والإفريقية، وهي مبادرة نابعة من أفكار شباب من السودان ومصر، وتهدف إلى التواصل الاجتماعي والثقافي لإذكاء روح الدبلوماسية الشعبية.
فيما وضع الأسباب التي أدت للإطاحة بالمهرجان المعلن عنه إبان حكم نظام الرئيس المخلوع عمر البشير، وكيف تمت إزالة المنبر الإعلامي الهام للمبادرة من قبل بعض الإخوان المسلمين المصريين، والسياسي الشهير أيمن نور، رئيس حزب الغد المصري المقيم بالعاصمة التركية.
وقال : بدأت المبادرة في جمع الشخصيات المؤثرة في الوطن العربي من فنانين، ممثلين، شعراء، إعلاميين، صحفيين، مثقفين، نجوم مجتمع ومشاهير، ووفقاً لذلك توليت مهمة الاتصال بالشخصيات السودانية، فيما تولي شباب مصريين الاتصال بمواطنيهم، وهكذا يتم الأمر في بقية الدول العربية، فما كان من أحد المصريين إلا وأضاف الدكتور أيمن نور السياسي الإسلامي البارز المعارض لنظام حكم الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي، مما جعل مشاهير ونجوم مصريين يعترضون على ضمه وآخرين للمبادرة التي رفعت شعار لا للحزبية ولا للطائفية، وبما أنهم موالين إلى تنظيم الإخوان المسلمين في مصر، لم يكن أمامي بداً سوي أن أوكل مهمة إبعادهم لأحد المصريين لمعرفته بهم، أما الدكتور أيمن نور رئيس حزب الغد المصري فقد اتصلت عليه هاتفياً وأكدت له أن مبادرتنا لا علاقة لها بالصراعات السياسية في السودان ومصر، ومن ثم اعتذرت عن إبعادي له من منبر إعلام المبادرة فقال : (ما تراه مناسباً مع فكرتكم نفذه، ولكن ليكن في علمك أنا سياسياً، وسأظل أمارس النقد السياسي للحكومة المصرية في أي وسيط إعلامي، وما أن أبعدته إلا وتفاجأت بأحد الإخوان المسلمين المصريين يبعد الجميع من منبر المبادرة، مما خلق أزمة تلقيت في إطارها العديد من الاتصالات الهاتفية، فأوضحت لهم الحقيقة التي أدت إلى هذا الفعل المنافي لما تدعو له المبادرة.
من الذي نبهك لوجود الإخوان المسلمين المصريين في المنبر الإعلامي الخاص بالمبادرة؟
لفت نظري شاب مصري من مؤسسي المبادرة، ومن ثم طلب مني إبعاد السياسي أيمن نور، رئيس حزب الغد المصري، وبقية الإخوان المسلمين المصريين، ورغماً عن ذلك تفاجأت بالإبعاد الشامل لأعضاء المبادرة، وعندما تحريت حول ذلك الناشط المصري المؤسس معنا للمبادرة اكتشفت أنه الناشط المصري الذي ينتمي للإخوان المسلمين في مصر.
من الذي قدم الدعوة للإخوان المسلمين المصريين؟
قدمت لهم من جانب المصريين أنفسهم، إما بالنسبة إلى الدكتور أيمن نور، رئيس حزب الغد المصري، فزوجته هي الإعلامية الشهيرة جميلة، والتي عندما تمت دعوتها للمبادرة مررت هاتف زوجها لدعوته أيضاً، ومنذ انطلاقة المنبر الإعلامي للمبادرة وضعت شروطاً تتمثل في عدم طرح القضايا السياسية أو الطائفية، وفي الأخيرة أبعدت شخصياً عدد من العراقيين الذين اتجهوا لفتح ملف (الشيعة) في العراق، وقبل الأبعاد أكدت لهم بأن وسيطنا الإعلامي لا علاقة له بما يتصل بالسياسة أو الطائفية، وفكرتنا في الأساس قائمة على تجميع الشعوب العربية والإفريقية.
ما الذي أحدثه إبعاد الإخوان المسلمين المصريين من منبركم الهام لمبادرة الشعوب العربية والإفريقية؟
هنالك ردود أفعال من مشاهير الوطن العربي، والذين بدورهم سارعوا للاتصال بي لمعرفة حقيقة ما جري، فما كان مني إلا وشرحت لهم حقيقة ما حدث بالضبط، وأكدت لهم بأن الناشط الإخواني المصري (محمود) هو الذي خلق هذه الأزمة، وبالمقابل أصبحنا نتواصل عبر الرسائل النصية، بينما هنالك من قاموا بالاتصال بالفنان المصري (محمد رياض) سفير المبادرة مؤكدين له أن الإخوان المسلمين المصريين ابعدوا أعضاء منبر المبادرة، مما جعلنا غير قادرين على التواصل مع رئيس المبادرة السوداني، فما كان منه إلا واتصل عليّ هاتفياً واستفسر عما حدث فوضحت له ما جري بالتفصيل، فقال لي رياض : (يفترض أن تتم إدارة المنبر من خلال شخص واحد، وليس عدداً من الأشخاص، لأنه إذا حدث أي شئ نستطيع أن نحاسبه).
هل تم إبعادك من المنبر الإعلامي للمبادرة؟
أبداً لم يتم إبعادي لأنني أسست الوسيط الإعلامي للمبادرة، وأثناء تلك الأحداث أسعفت على جناح السرعة للمستشفي، وذلك على خلفية تعرضي لحادث مروري، وبالتالي استقل الإخوان المسلمين المصريين منبرنا لإعادة نشاطهم السياسي الذي تم إيقافه في مصر، وعليه فإنهم يبحثون عن أي وسيط يوصلون به رسائلهم التنظيمية والسياسية.
ما هي المعالجات والتدابير لهذا الاختراق الذي حدث لوسطيكم الإعلامي؟
تواصلت مع الفنان المصري محمد رياض، سفير مبادرة الشعوب العربية والإفريقية، واتفقت معه على اختيار صحفيين، إعلاميين، فنانين، شعراء، ممثلين ومثقفين بعيدين كل البعد عن التوجهات والانتماءات السياسية من مصر والسودان وبقية الدول العربية والإفريقية.
وماذا عن الدكتور أيمن نور، رئيس حزب الغد المصري ذو التوجه الإسلامي؟
عندما تحدثت إلى أيمن نور، رغيم إسلامي مصري، قال إنه سياسي وسوف يتحدث في أي شأن يتعلق بمصر والوطن العربي والأفريقي، إلا أننا نبعد المبادرة عن السياسة والطائفية، لذلك أي مهرجان أقمناه نتبع فيه هذه السياسة.
لماذا تم إلغاء مهرجان المبادرة في السودان؟
طلب منا أن يتم المهرجان تحت مظلة الاتحاد العام للشباب الوطني لنظام الرئيس المخلوع عمر البشير، وكان أن قبلنا من واقع أننا بعيدين عن الأجندة السياسية والطائفية إلا أننا تفاجأنا فيما بعد بفرض أمانة الفكر والثقافة بالمؤتمر الوطني المحلول في المهرجان، ولم يكتفوا بذلك بل نسبوا المبادرة إلى مؤسسات النظام البائد، فما كان منا إلا ورفضنا الانصياع لما يصبون إليه، مما نتج عن ذلك إلغاء الرئيس المخلوع عمر البشير للمهرجانات في العاصمة السودانية (الخرطوم)، مما قادنا للاتجاه إلى ولاية البحر الأحمر، وكان أن قابلنا المسئولين فيها، ومعنا قنصل السفارة المصرية بمدينة (بورتسودان)، وعقدنا في هذا الإطار ملتقي كبير جداً.
هل الصرف على المهرجان من خزينة الدولة؟
أبداً فكل المشاركين في المهرجان متكلفين بنفقات تذاكرهم وإقامتهم، وأبرزها الفنانين المصريين محمد صبحي، حمادة هلال، محمد رياض، فردوس عبدالحميد، سامح الصريطي، فائز المالكي، سوزان، مريم الغامضي، مها، شيخة، وسيدة، والأخريات هن سيدات أعمال سعوديات، بالإضافة إلى فؤاد، شادي والعتيبي، وهم رجال أعمال سعوديين، إلى جانب نجوم الفن، والإعلام والرياضة في الوطن العربي والأفريقي.
كيف تتقلبون على من يزجون بكم في أتون السياسة
إﻧﻨﺎ بعيدون ﻛﻞ ﺍﻟﺒﻌﺪ ﻋﻦ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ، وتهدف المبادرة إلى تجسيد معاني ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﻭﺍﻻﺧﺎﺀ الذي ﻳﺠﺴد ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﻴﻦ ﻣﺼﺮ ﻭﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ والدول العربية والإفريقية، لذلك نتقلب على من يحاول تسييس المبادرة بالدعم الذي نجده من رجال الأعمال، ﺍﻟﻔﻨﺎﻧﻴﻦ، الممثلين، الإعلاميين ﻓﻰ ﻣﺼﺮ والسودان والدول العربية والإفريقية، ﻓﻀﻼً ﻋﻦ ﺍﻻﻫﺘﻤﺎﻡ ﺑﺘﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﺘﻮﺍﺻﻞ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺸﻌﻮﺏ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻴﻦ ﺷﻌﺒﻰ وادي ﺍﻟﻨﻴﻞ ﻓﻰ ﻣﺼﺮ ﻭﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ، وذلك ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺳﻠﺴﻠﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺮﺍﻣﺞ ﻭﺍﻟﻔﻌﺎﻟﻴﺎﺕ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﻴﺔ ﻭﺍﻟﻔﻨﻴﺔ ﻭﺍﻻﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ ﺍﻟﻤﺸﺘﺮﻛﺔ، وذلك ﺗﺠﺴﻴﺪﺍً ﻟﺘﻠﻚ ﺍﻟﻌﻼﻗﺔ الأزلية التي ﺗﺠﻤﻊ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﻦ ﺍﻟﺸﻘﻴﻘﻴﻦ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق