رهائن سودانيين مقابل إطلاق سراح (محمود) الليبي المتهم في شقة (شمبات)
...........
قتل سودانيات (ببنغازي) أول قضية خارجية تواجه الحكومة الانتقالية
..........
بقلم : سراج النعيم
..........
واصلت المجموعة الليبية المسلحة ممارسة ضغوطها على أسر الشباب المأسورين السودانيين من خلال نشر الفيديوهات عبر الشبكة العنكبوتية، وتظهر الضحايا في أوضاع إنسانية مذرية جراء التعذيب الذي يعتصرون على إثره الألم ، فيما يوجه بعض الخاطفين بنادقهم نحو الشباب السودانيين، بالإضافة إلى تقييدهم بالسلاسل.
كل شيء بدأ مع إلقاء القبض على المتهمين بقتل ضحايا مجزرة شقة (شمبات) الشهيرة، والتي يواجه على خلفيتها المتهم الليبي (محمود) اتهاماً تصل عقوبته حد الإعدام شنقاً حتى الموت، وهو الأمر الذي دعا قبيلته إلى اختطاف ثمانية شباب سودانيين من ولاية الجزيرة وسط السودان للمساومة بهم مقابل إطلاق سراح المتهم الليبي (محمود) نجل زعيم القبيلة الليبية الذي زار السودان أبان نظام الرئيس المخلوع (عمر البشير)، وذلك في إطار إيجاد حل يتم بموجبه إخلاء سبيل ابنه المتهم في جريمة قتل مقابل إطلاق سراح الشباب السودانيين الضحايا الذين أظهرتهم المجموعة الليبية المسلحة في مشاهد مؤثرة وتشير بوضوح إلى انتهاك حقوق الإنسان من خلال التعذيب الذي يتعرضون إليه في مكان احتجازهم.
ونظراً لانتشار مقاطع فيديوهات خطف الشباب السودانيين عبر مواقع التواصل الاجتماعي، والتي استطاع في إطارها مستخدمو الإنترنت السودانيون لفت انتباه السلطات الرسمية من أجل بذل جهد لتحرير الرهائن من قبضة المجموعة الليبية المسلحة، والتي دعا على إثرها سودانيين قوات (الردع) الليبية الخاصة للتدخل لتحرير الشباب السودانيين المأسورين واعتقال الخاطفين.
هذا وتظهر مقاطع الفيديوهات التي تعمد المجموعة الليبية المسلحة على بثها ما بين الفينة والاخري الرهائن السودانيين في مكان يقع تحت سيطرة قبيلة المتهم الليبي (محمود)، والذي يواجه وآخرين اتهاماً بقتل سودانيين بصورة بشعة في الخرطوم بحري.
ودرجت المجموعة الليبية المسلحة على بث مقاطع الفيديوهات تمارس من خلالها ضغوطاً على أسر الضحايا السودانيين، فيما يبدو أن السودانيين المقيمين في ليبيا أصبحوا عرضة للانتهاكات اللا إنسانية، إذ أن حياة الكثير منهم أصبحت في خطر جراء التفلتات الأمنية التي تشهدها ليبيا منذ الإطاحة بنظام الرئيس الراحل (معمر القذافي)، إذ أن هنالك مليشيات ومجموعات ليبية مسلحة تستدراج، تخطف، تعذب وتقتل السودانيين الذين اضطرتهم ظروف اقتصادية بالغة التعقيد للهجرة إلى ليبيا التي ربما تكون محطة للالتقاء ببائعي الأحلام للشباب.
فيما اتبعت المجموعات الليبية المسلحة أسلوب بث مقاطع فيديوهات عبر موقع التواصل الاجتماعي (الفيس بوك) للضغط على أسر الضحايا السودانيين لإجبارهم على البحث عن حل لإطلاق سراح (محمود) نجل زعيم القبيلة المتهم في قضية شقة (شمبات) الشهيرة، وهكذا يستمر مسلسل نشر مقاطع تعذيب السودانيين في ليبيا، والذين يظهرون فيها بصورة قاسية، إذ تصوب نحوهم المجموعة الليبية المسلحة (الكلاشات)، وتعتدي عليهم ضرباً بـ(السياط).
وفي هذا الإطار استمر مسلسل الاعتداء على السودانيين على أيدي ليبيين دون أن تحرك السلطات الرسمية ساكناً، ولعل أخر تلك الجرائم البشعة جرائم استدراج، خطف، تعذيب وقتل سيدات سودانيات في مدينة (بنغازي)، مما قاد وزارة الخارجية السودانية لاستدعاء القائم بأعمال السفارة الليبية بالخرطوم حول ما جري مع المواطنات السودانيات المقيمات بليبيا، وتعتبر هذه القضية الأولي للحكومة السودانية الانتقالية منذ أن أطاحت ثورة ديسمبر المجيدة بنظام الرئيس المخلوع عمر البشير.
فيما كان السفير السوداني خالد محمود، المدير العام للشؤون القنصلية بوزارة الخارجية أبلغ القائم بالأعمال الليبي قلق واستنكار الحكومة السودانية والمواطنين من الجرائم التي تتعارض مع العلاقات الأخوية الجيدة بين البلدين والشعبين، ودعا السفير السلطات الليبية للقيام بما يلزم للقبض على الجناة بأسرع ما يمكن وتقديمهم للمحاكمة، وتوفير الحماية والأمن لكل المواطنين السودانيين الموجودين في ليبيا.
وكانت السلطات الليبية قد عثرت في مدينة (بنغازي) بمنطقة (الهوارى) جنوب غرب المدينة على السودانية (زينب الهدندوية) مقتولة، وعلى جثتها آثار تعذيب، وتعيش في مدينة (بنغازي) مع أسرتها منذ أربعين عاما، اقتادها بقوة السلاح أشخاص يرتدون زياً عسكرياً من مقر عملها في كوفير للنساء، ويأتي العثور على القتيلة السودانية بعد أيام من العثور على جثة الضحية السودانية الأخرى (عائشة يونس)، وقد تعرضت للتعذيب ايضاً.
من جانبها تمكنت السلطات الليبية من إلقاء القبض على شابة ليبية متهمة باستدراج الضحايا السودانيات.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق