للوطن في دواخل كل منا قيمة وطنية كبري بلا شك قيمة عميقة في معناها من حيث الحب والعطف والدفﺀ والحنان الدافق الذي ظل يعبرعنه أفراد قوات الشعب المسلحة بكل الوفاء والإخلاص مدافعين عنه كلما تعرض للاستهداف الذي ظلوا يرسمون في إطاره التضحيات دون أن يرجوا جزءاً أو شكورا، بل يقودهم حب الوطن إلى هذا الفعل النبيل، وبالتالي لا يدانيهم أي إنسان في ذلك الحب لامتلاكهم أدواته الصادقة، إذ أنهم يفرحون لفرحه ويحزنون لحزنه ويتألمون لآلمه، ودائماً ما نجد في دواخلهم النقية روحاً إنسانية تحمل بين طياتها المعني الحقيقي للانتماء للوطن، والتضحية بالذود عنه مهما كانت التحديات الجسام التي تواجهه.
ومن هنا لابد من التأكيد الجازم بأن حب الوطن غريزة في الإنسان يمكنه أن ينميها أو الانجراف بها في الاتجاه السالب، فحب الوطن لا يمكن اصطناعه أو افتعاله أو إدعاﺅﻩ، لأنه في المقام الأول والأخير شعور إيجابي لا يحتمل شعوراً سلبياً، وتقلب عليه المصلحة الذاتية، وبما أن هنالك اناس إيجابيون، فهنالك اناس سلبيون أيضاً في حب الوطن، ولا يقفون عند حدود السلبية، بل يقفون حجر عثرة أمامه بالتشكيك في نوايا من يمثلون صمام الأمان له، وبالرغم من ذلك إلا أن القوات المسلحة نجدها في كل زمان ومكان طوقاً للنجاة ومعززة للوطنية بعيداً عن الإنتماء السياسي أو الحزبي أو الطائفي، فشكراً لهم جميعاً، وهم يبسطون الأمن في ربوع السودان على امتداده الشاسع.
وبالمقابل أطالب كل من تتملكه مشاعر سالبة أن يتخلص منها سريعاً، وينحازون الى الخلص من أبناء الوطن بتوحيد الصف والكلمة بعيداً عن التفرقة والشتات اللذين لا يمكنهما أن يعززا روح الوطنية، فالوطنية يجب أن تكون بمثل ما لدي أفراد القوات المسلحة دون التفكير السلبي الانتهازي المتناقض الذي بلا شك يمزق نسيج المجتمع ويهدد أمنه وسلامته اللذين أصبحا قابلين للاختراق.
إن حب الوطن عاطفة إنسانية جياشة تفرض على الإنسان عدم تجاوزها مهما كانت الظروف المحيطة به ويجب أن يضعها الإنسان نصب عينيه مكرساً وقته وجهده من أجل بسط الأمن والسلام والنماء والرخاء دون النظر إليها بمنظار المصالح الشخصية التي تفرز دون أدني شك مشاعر سالبة ربما تقوده إلى التخابر والتحالف مع الاعداء بتجاوز كل الخطوط الحمراء لا لشيء سوي الاختلافات في وجهات النظر السياسية، لذلك ليس من المنطق والمعقول التفكير في الانتماء للوطن بخبث لأنه سلوك أقل ما يوصف به سلوكاً دنيئاً يضع الوطنية في محك صعب الرجوع عنه، وعليه يجد الإنسان نفسه مضطراً للتحالف حتى مع الشيطان، ويصبح على هذا النحو عدواً للجميع بعد عدائه لشخوص.
ومن المؤكد أن الدلاﺋﻞ الملموسة على أرض الواقع تنبئ باستفحال الأزمة لأسباب ليس من بينها مصلحة الوطن العليا، والسؤال الذي يفرض نفسه من المسئول عن تأزم العلاقة بين الوطن والمواطن؟ الإجابة في رأي أننا شركاء فيما آل إليه البعض، وهل للمدارس النصيب الأكبر في بذر بذور الوطنية في دواخل الطلاب الإجابة نعم، وأن كان هنالك تقصير، فالمناهج المقررة لا تحمل بين أسطرها رﺅية للتربية الوطنية وتنمية قيمها في دواخل النشء والشباب من الجنسين.
يجب أن نستفيد من حب الآباء والأجداد وقوات الشعب المسلحة الجارف للوطن الذي ضحوا من أجله بالغالي والنفيس مقدمين الدروس والعبر الوطنية المجانية في كيفية التضحية التي عمقت من روابط العاطفة.
إذا أستدرك كل منا حجم التحديات لما فكر إياً منا تحميل الوطن فوق طاقته فالوطن يجذب الإنسان للانتماء وفق مشاعره الدافقة ووجدانه ومن يأبي ذلك الحب تجده يركن لمشاعر سالبه تصيب الوطن في مقتل برفع شعارات يتسترون خلف قناعها وطنياً ويدعون التغيير هكذا يرفعون تلك الشعارات النضالية الزائفة لاستدرار عطف الجماهير التي لم تعد تنطلي عليها، وبالتالي يقفون عائقاً أمام مضي الوطن للأمام بوأد مفهوم الوطنية منتهزون الفرص، ومتصيدون الاخطاء دون التفكير ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻮﺍﻃﻦ المغلوب على أمره ببثهم افكار سالبة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق