الخميس، 4 أبريل 2019

سراج النعيم يكتب : فن الإدارة والقيادة في ظل الظروف الاقتصادية القاهرة.!

............................
تعد الإدارة والقيادة فناً مهماً، والأهمية تنبع من أنهما ينظمان الحياة ، خاصة من الناحية الاقتصادية، إذ أنهما يلعبان دوراً ريادياً في الارتقاء بمستوي الأداء في المؤسسات والشركات الخاصة والعامة، وعليه يجب أن يكون الإداري والقيادي يجيدان ويتقنان الإدارة تخطيطاً، تنظيماً، توجيهاً ورقابة حتى يحققان النجاح تلو الآخر، وإذا لم يفعلا فإنهما سيحققان الفشل الذريع لا مناص من ذلك، فضلاً عن أنهما سيهويان بالمؤسسة أو الشركة في غياهب (الجب)، مما يحدو بهما مغادرة مجالهما لعدم تمكنهما من المنافسة، وذلك من واقع سوء الإدارة أو القيادة المعتمدان عليها في إدارة العمل المسند لهما، وهو الأمر الذي أدي بهما للانهيار تدريجياً أو التلاشي تماماً.
ومن هنا يتأكد أن عدم النجاح يحدث دائماً لعدم الاتجاه وفقاً للتخطيط السليم ، والنظم المستمدة من القرآن الكريم لقوله سبحانه وتعالى : (إلا أن تكون تجار‌ة حاضر‌ة تديرونها بينكم)، بالإضافة إلي سنة سيد البشرية صل الله عليه وسلم، وذلك حسب قوله لأبي بكر الصديق رضي الله عنه : (ولئن تدع أبنائك أغنياء خير من أن تدعهم فقراء يتكففون الناس)، وهذا يشير بجلاء إلى الصلة المتينة بين العمل الإداري والإسلام ، وبالتالي يعكس مدي فكر العقلية الواقفة على رأسه ، ومدي استعدادها للمواكبة والتطور الذي يشهده العالم من حولهما، وبهذا النهج وحده يمكنهما البقاء أطول فترة في سوق التنافس، والذي يحتاج للعقل الراجح، الحكمة، المنطق، الترتيب، التقدير، المرونة، والبحث عن البدائل في حال واجهتهما إشكاليات، لقوله عز وجل على لسان سيدنا يوسف عليه السلام إذ قال : (تزر‌عون سبع سنين دأَباً فما حصدتم فذر‌وه في سنبله إلا قَليلاً مما تأكلون، ثم يأتي من بعد ذلك سبع شداد يأكلن ما قدمتم لهن إلا قليلاً مما تحصدون، ثم يأتي من بعد ذٰلك عام فيه يغاث الناس وفيه يعصرون)، وعليه فإن المدير أو الرئيس يجب أن يكون ملزماً بالتخطيط المستقبلي لتفادي النكبات والأزمات في مجاله حتي يستطيع المضي قدماً في الاتجاه الصحيح مع التحفيز على العمل بروح (الود) و(الحب)، والذي قطعاً يقود العاملون إلى الرؤية السليمة ، مما يعني أن الإداري ورأس الإدارة يجب أن يقدر ويحترام فكر الآخر، فهو أمر مهم جداً ولا يقلل من الشخصية القيادية المحنكة، خاصة إذا كانت تخطط تخططياً جيداً لتحقيق أهداف ترمي إلي الارتقاء بالعمل وتأهيل الكوادر، ومعالجة الإشكاليات المعترضة طريقه، ومن ثم تأتي مرحلة تقييم مدي تطبيق الخطط على أرض الواقع، وهذا التقييم يتيح له فرصة الوقوف على الإيجابيات والسلبيات التي تظهر من خلال المتابعة اللصيقة والرقابة من أجل إنفاذ العمل المساهم في النجاح الإداري، ومع هذا وذاك يحتاج المدير أو الرئيس إلي رقابة نفسه ذاتياً مع التأكيد أن الإدارة تتطلب أن يكون الإداري إنساناً (موهوباً)، وليس (موهوماً) بما يحمله من مؤهلات أكاديمية يظن أنها لوحدها تجعله ناجحاً، فالمؤهلات الأكاديمية تتطلب أولاً في الإداري الناجح أن يكون موهوباً حتى يمزج بينهما في الإجادة والإتقان لفنون العمل.
مما ذهبت إليه فإن الإداري الناجح يخاطب قلوب العاملين معه، وذلك قبل اتخاذ الإجراءات في مواجهة المخطئ منهم، وذلك من خلال (القوانين)، (اللوائح) و(الضوابط)، وهي مؤثرة كثيراً من الناحية السلبية، لذا يجب أن تنجلي الرؤية الإدارية في تهيئة بيئة العمل الصحيحة والمعافاة من أجل أداء وظيفي مميز، وهذه الأفكار تؤدي إلي جودة العمل، وتحقق له دون أدني شك الاستمرارية.
ومما أشرت له فإن الإداري الناجح هو الذي يحبب فيه العاملين معه حتى يقومون بواجبهم بعيداً عن ثقافة التخويف، فهي تؤسس لعدم الثقة، وتفقد الأطراف جميعاً التقدير والاحترام الذي يجب أن يكون متبادلاً فيما بينهم، وأن يتقبل كل منهم وجهة نظر الآخر بغض النظر عن الاتفاق أو الاختلاف حولها، خاصة وإن الاختلاف في الآراء لا يفسد سير العمل، بل يقود إلي زيادة الوعي والإدراك، وانسيابه بصورة سلسة ويدفعه نحو قمة التقدم والتطوير.
يجب أن يضع الإداري والقيادي نصب عينيهما أن الإدارة تعني تنفيذ الخطط بشكل سليم، إما القيادة فهي تعني إنجاز المهام بشكل صحيح، وفي كلا الحالتين مطلوب منهما تسخير إمكانياتهما من أجل انجاح العمل بعيداً عن الانفعال ورفع الصوت والتهديد والوعيد، فهي أساليب تبث الفشل لأنها تدعو إلي تأطير ثقافة (الخوف)، (الشك)، (القلق) و(الترقب).

ليست هناك تعليقات:

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...