.......................
زوج يطلق زوجته بسبب الإصابة بـ(الإيدز)
........................
زوجة تتفاجأ بالمرض بعد وفاة زوجها بـ(الفحص)
........................
وقف عندها : سراج النعيم
........................
وتتواصل القصص المثيرة حول انتقال فيروس المناعة المكتسبة (الإيدز) حيث قال المتعايش مع المرض أبوعلي : البداية كنت مغترباً في أحدي الدول العربية الغنية بالنفط ، إذ كنت أعمل فيها بموجب عقد أبرمته مع أحدي الشركات التي أمضيت فيها سنوات وسنوات إلا أنه في مرة من المرات قرر مدير الشركة إجراء فحص الإيدز لكل العاملين، وعندما تم ذلك جاءت النتائج سالبة، كانت المفاجأة كبيرة لأنني لم أكن أتخيل في يوم من الأيام أن ينتقل إليّ هذا الداء بأي صورة من الصور لأنني متزوج، ولا أفكر في ارتكاب المعاصي بالرغم من أن زوجتي بعيدة عني لأنني أخاف خوفاً شديداً من الابتلاء لذلك كان زواجي مبكراً جداً حتى أستطيع صون نفسي، المهم أنني لم أصدق ذلك، وذهبت لمعمل التحاليل الطبية، وقمت بإجراء فحص (الإيدز) للمرة الثانية، وكانت النتيجة نفسها الشيء الذي أدخلني في حالة نفسية سيئة لا غرار لها حتى أنني فكرت جدياً في الانتحار فالأحلام التي كنت ارسمها في المخيلة تبخرت في كسر من الثانية، وإلي هذه اللحظة التي أتحدث فيها إليك لا أتذكر الكيفية التي يمكن أن تكون انتقلت إليّ بها العدوي سوي أنني أشك في أنه تقلقل في جسدي عن طريق نقل دم ومراجعة أسنان، وبالتالي تم طردي من الشركة، وإعادتي إلي السودان الذي بدأت فيه مرحلة جديدة في حياتي لكي أستطيع التأقلم مع الفيروس، وأول شيء فعلته هو تطليق زوجتي دون أن أفصح لها عن الأسباب سوي أنني قلت لها بالحرف الواحد النصيب أنقطع، ولم أعد أحمل اتجاهك مشاعر إيجابية، فما كان منها لا وتدخل في نوبة بكاء فقمت بمغادرة المكان لأنني لم أكن قادراً علي احتمال هذا المشهد الذي فرضته عليّ الأقدار التي كانت سبباً رئيسياً في هذا.
وأضاف : أحمد الله أنني طلقت زوجتي الأولي حتى لا أكون سبباً في تعاستها مدي الحياة، لذلك ارتبطت شرعاً بسيدة (متعايشة) مع مرض المناعة المكتسبة (الإيدز)، وبفضل الله العلي القدير أصبحنا نحب بعضنا البعض، كما أنه صار بيننا الكثير من الحنان الذي نخطط في إطاره إلي إنجاب المزيد من الأبناء.
وأردف : أطالب الأجهزة الإعلامية المختلفة بضرورة إزالة الصورة السالبة المرسومة عن مرض (الإيدز)، وأن يكونوا حلقة الوصل في محو أثار الوصمة بين المجتمع والمريض الذي من حقه أن ينعم بحياته بعيداً عن الكذب والتخفي وراء ستار أنه غير مصاب بالفيروس، وبالتالي على وسائل الإعلام أن تبث، وتنشر صورة دقيقة وصحيحة عن (الإيدز) بعيداً عن الاثارة الرخيصة الهادفة لجذب المتلقي.
وأعرب عن أسفه في انحصار تفكير الإعلام في نطاق ضيق لا يخدم هذه القضية بصورة مباشرة أو غير مباشرة.
أما (أم هيام) فقالت : تفاجأت بأنني مصابة بـ(الإيدز) بمحض الصدفة، وذلك عندما أجريت فحصاً للدم لأنني كنت حبلي في شهوري الأخيرة، مما اضطرني للإنجاب بإجراء عملية قيصرية.
كيف تلقيتي حقيقة أنك مصابة بفيروس مرض المناعة المكتسبة ؟ قالت : لم أتمالك نفسى لحظة اخطاري بالنتيجة ، والتي بعدها دخلت في حالة نفسية صعبة جداً، مما قادني للانهيار ما بين مصدقة ومكذبة، وهذا الواقع الجديد جعلني أحاول جاهدة إنكار هذا المصير الذي الت إليه، وأصبحت على إثره إما أن أتأقلم عليه، وإما أن يسيطر عليّ التفكير السالب، خاصة وأن زوجي انتقل إلي الرفيق الأعلي تاركاً لي عبئاً ثقيلاً.
ماذا فعلتي لتجاوز هذه المرحلة ؟ قالت : أصبحت أتناول المهدئات والمسكنات فترة طويلة من الزمن أعتقاداً مني أنها تخفف عني مصيبتي ، والتي تضاعفت أكثر وأكثر بوفاة طفلتي الوحيدة والتي أتضح أنها أيضاً تحمل فيروس المناعة المكتسبة ، المهم أنني حاولت جاهده المضي قدماً في حياتي بشكل طبيعي، ومع هذا وذاك لم أخطر أحداً سوي أسرتي بإصابتي بـ(الإيدز)، وذلك خوفاً من نظرة المجتمع السالبة.
وأضافت : قررت على خلفية ذلك أن أكرس كل حياتي للتوعية بمخاطر الإصابة بـ(الإيدز)، وأن أقدم الدعم للمرضى بقدر الإمكان ، والإتجاه على هذا النحو خفف عني كثيراً ، بل قادني للاندماج في المجتمع، ومشاركة أعضائه الأنشطة بصورة طبيعية.
وخلال توغلي في عالم مرضي المناعة المكتسبة لفت انتباهي أنهم متأقلمين مع الفيروس، ويعيشون حياتهم بروح معنوية عالية، مما حدا بي أن لا أجد صعوبة في التواصل معهم، وكنت كلما اقتربت من أحدهم أجده يستقبلني ببشاشة.
وفي السياق قالت (أم مهمين) : لا تستغرب أو تندهش لترحابنا بك، فنحن نتعايش مع واقع الإصابة بمرض المناعة المكتسبة، والذي في إطاره قمنا بحذف جزء مرير من حياتنا بعد أن ألهمنا المولي عز وجل الصبر على هذا الإبتلاء، والذي تغلبنا على ظروفه القاسية التي واجهتنا قبلاً وبعداً.
فيما قالت (أم وجدي) : أرجو من المجتمع أن يقدم الدعم نفسياً ومادياً إلى كل مريض بـ(الإيدز)، وأن يتركوا النظرة السالبة لمن هم مصابين، وهي بلا شك نظرة مؤلمة، مع التأكيد أن معظمهم لا ذنب لهم في ذلك، إنما الإعلام صورهم جميعاً مرتكبين لجرم من خلال نشر صوره سالبة عن مرض (الإيدز) الذي نعاني في ظله من وصمة وتمييز المجتمع، مما يقودنا للدخول في دوامة في الأسرة ، المدرسة ، الجامعة ، المجتمع ، والعمل وهذا الإحساس يولد الخوف في دواخلنا.
من المعروف أن الإصابة بـ(الإيدز) تنتقل بالممارسة الجنسية عبر مؤسسة الزواج الشرعية أو خارجها، وبالتالي معظم المصابين انتقل إليهم المرض من الأزواج، ومن ثم يصاب به الأطفال، وعليه يجب أن يلعب الإعلام دوراً أساسياً في نشر الوعي وسط الناس وتعريفهم بالطرق التي تسهم في انتقال العدوى، وما هي أساليب الوقاية من مرض المناعة المكتسبة، بالإضافة إلى إيصال مشاكل مريض (الإيدز)، وتبصيره بالحقوق الإنسانية المكفولة له للعيش في الحياة إنساناً عزيزاً مكرماً، فمن حقه أن يتمتع بالجو الأسري، فلا تمثل الإصابة بـ(الإيدز) بحد ذاتها أي عائق أمام المتعايشين.
بينما ظهر مؤخراً في الشارع السوداني مرض المناعة المكتسبة (الإيدز)، والذي أصبح يشكل هاجساً كبيراً في المجتمع، ولم يتوقف انتشار هذا الداء الخطير عند الشباب من الجنسين ، إنما طال حتى الأطفال الأبرياء، كما نجد أن هنالك مصابين تزوجوا من مصابات انجبوا أطفالاً اصحاء بالضبط كقصة السيدة (...) المتعايشة مع الإيدز منذ خمسة أعوام ، فهي قبل ذلك لم تكن تحمل الفيروس، والذي انتقل لها من زوجها، مما جعل قلبها يتقن الإنصات إلي المصير المجهول، والذي آلت إليه دون ذنب تقترفه سوى أنها متزوجة من رجل لم تكن تدري أنه مصاب بمرض (الإيدز) إلا عندما أسعف إلي المستشفي، وفي ذلك الوقت كانت هي حبلي بطفلها في شهره الخامس، ومن هنا أحست بثمة مشاعر مشحونة بـ(الوحشة)، (الفجيعة)، (الغربة) و(التوق) الغامض للدفء الإنساني، ومشاعر أشبه بتلك المشاعر السالبة التي تقطن كبرياء الصمت ورحم السرية بصورة مفاجئة، وبالتالي وقع عليها نبأ إصابتها بالداء كالزلزال الذي جعلها تبحث في الظلمات عن شخص يقول لها أن نتيجة الفحوصات خاطئة، ولكن لا حياة لمن تنادي من وسط تلك الوجوه التي تسلقتها الدهشة، وهي كانت تبكي وتبكي بحرقة شديدة، فالمشكلة التي وضعت فيها أكبر منها بكثير، وكانت تتسأل بصوت متقطع الشهقات نتيجة البكاء، ولم تكن تأبه بمسح الدموع المتساقطة بطرف ثوبها في محاولة منها لعكس حكايتها للناس حتى لا يقعون في مصيدة الأزواج المصابين بـ(الإيدز) وقالت : إذا سألتني ما هو الحل ؟ سأقول على الجميع أن يفحصوا فيروس مرض المناعة المكتسبة قبل الأقدام على خطوة الارتباط طويل الأمد.
وعن كيفية تعرفها على الإصابة بـ(الايدز) ؟ قالت : من خلال زوجي الذي كان مريضاً بالمستشفي، والذي أجريت له فحوصات شاملة إلا أن النتيجة جاءت سليمة، فما كان من الأطباء إلا وأشاروا علينا بإجراء فحص (الإيدز)، والذي أثبت بما لا يدع مجالات للشك أنه مصاب في حين أنني كنت حبلى منه، مما استدعاني لإجراء الفحص أيضاً فكانت النتيجة أنني مصابة أيضاَ ما حدا بيَّ الدخول في دوامة لا غرار لها، هكذا صدمت صدمة قوية بهذا الواقع الجديد إلا أنني بمرور الزمن بدأت أتعايش معه، ومن ثم أخذت الإرشادات التوعوية الخاصة بالحفاظ على مولودي، والذي خرج إلي الدنيا سليماً معافي من الإصابة بمرض (الإيدز)، هكذا تأقلمت على الحياة الجديدة إلي أن أنجبت الأنباء الواحد تلو الآخر، وهم جميعاً لم تنتقل لهم الإصابة بفيروس مرض المناعة المكتسبة مني أو من والدهم.
وسألتني سؤالاً مفاجئاً مفاده هل كنت ستعرف أنني مصابة بداء (الإيدز) لولا أنني قلت لك ذلك؟ فقلت : لا لأنه لا يبدو عليك المرض، فالفيروس لا يظهر على جسم الإنسان المصاب إلا من خلال الفحوصات الطبية.
زوج يطلق زوجته بسبب الإصابة بـ(الإيدز)
........................
زوجة تتفاجأ بالمرض بعد وفاة زوجها بـ(الفحص)
........................
وقف عندها : سراج النعيم
........................
وتتواصل القصص المثيرة حول انتقال فيروس المناعة المكتسبة (الإيدز) حيث قال المتعايش مع المرض أبوعلي : البداية كنت مغترباً في أحدي الدول العربية الغنية بالنفط ، إذ كنت أعمل فيها بموجب عقد أبرمته مع أحدي الشركات التي أمضيت فيها سنوات وسنوات إلا أنه في مرة من المرات قرر مدير الشركة إجراء فحص الإيدز لكل العاملين، وعندما تم ذلك جاءت النتائج سالبة، كانت المفاجأة كبيرة لأنني لم أكن أتخيل في يوم من الأيام أن ينتقل إليّ هذا الداء بأي صورة من الصور لأنني متزوج، ولا أفكر في ارتكاب المعاصي بالرغم من أن زوجتي بعيدة عني لأنني أخاف خوفاً شديداً من الابتلاء لذلك كان زواجي مبكراً جداً حتى أستطيع صون نفسي، المهم أنني لم أصدق ذلك، وذهبت لمعمل التحاليل الطبية، وقمت بإجراء فحص (الإيدز) للمرة الثانية، وكانت النتيجة نفسها الشيء الذي أدخلني في حالة نفسية سيئة لا غرار لها حتى أنني فكرت جدياً في الانتحار فالأحلام التي كنت ارسمها في المخيلة تبخرت في كسر من الثانية، وإلي هذه اللحظة التي أتحدث فيها إليك لا أتذكر الكيفية التي يمكن أن تكون انتقلت إليّ بها العدوي سوي أنني أشك في أنه تقلقل في جسدي عن طريق نقل دم ومراجعة أسنان، وبالتالي تم طردي من الشركة، وإعادتي إلي السودان الذي بدأت فيه مرحلة جديدة في حياتي لكي أستطيع التأقلم مع الفيروس، وأول شيء فعلته هو تطليق زوجتي دون أن أفصح لها عن الأسباب سوي أنني قلت لها بالحرف الواحد النصيب أنقطع، ولم أعد أحمل اتجاهك مشاعر إيجابية، فما كان منها لا وتدخل في نوبة بكاء فقمت بمغادرة المكان لأنني لم أكن قادراً علي احتمال هذا المشهد الذي فرضته عليّ الأقدار التي كانت سبباً رئيسياً في هذا.
وأضاف : أحمد الله أنني طلقت زوجتي الأولي حتى لا أكون سبباً في تعاستها مدي الحياة، لذلك ارتبطت شرعاً بسيدة (متعايشة) مع مرض المناعة المكتسبة (الإيدز)، وبفضل الله العلي القدير أصبحنا نحب بعضنا البعض، كما أنه صار بيننا الكثير من الحنان الذي نخطط في إطاره إلي إنجاب المزيد من الأبناء.
وأردف : أطالب الأجهزة الإعلامية المختلفة بضرورة إزالة الصورة السالبة المرسومة عن مرض (الإيدز)، وأن يكونوا حلقة الوصل في محو أثار الوصمة بين المجتمع والمريض الذي من حقه أن ينعم بحياته بعيداً عن الكذب والتخفي وراء ستار أنه غير مصاب بالفيروس، وبالتالي على وسائل الإعلام أن تبث، وتنشر صورة دقيقة وصحيحة عن (الإيدز) بعيداً عن الاثارة الرخيصة الهادفة لجذب المتلقي.
وأعرب عن أسفه في انحصار تفكير الإعلام في نطاق ضيق لا يخدم هذه القضية بصورة مباشرة أو غير مباشرة.
أما (أم هيام) فقالت : تفاجأت بأنني مصابة بـ(الإيدز) بمحض الصدفة، وذلك عندما أجريت فحصاً للدم لأنني كنت حبلي في شهوري الأخيرة، مما اضطرني للإنجاب بإجراء عملية قيصرية.
كيف تلقيتي حقيقة أنك مصابة بفيروس مرض المناعة المكتسبة ؟ قالت : لم أتمالك نفسى لحظة اخطاري بالنتيجة ، والتي بعدها دخلت في حالة نفسية صعبة جداً، مما قادني للانهيار ما بين مصدقة ومكذبة، وهذا الواقع الجديد جعلني أحاول جاهدة إنكار هذا المصير الذي الت إليه، وأصبحت على إثره إما أن أتأقلم عليه، وإما أن يسيطر عليّ التفكير السالب، خاصة وأن زوجي انتقل إلي الرفيق الأعلي تاركاً لي عبئاً ثقيلاً.
ماذا فعلتي لتجاوز هذه المرحلة ؟ قالت : أصبحت أتناول المهدئات والمسكنات فترة طويلة من الزمن أعتقاداً مني أنها تخفف عني مصيبتي ، والتي تضاعفت أكثر وأكثر بوفاة طفلتي الوحيدة والتي أتضح أنها أيضاً تحمل فيروس المناعة المكتسبة ، المهم أنني حاولت جاهده المضي قدماً في حياتي بشكل طبيعي، ومع هذا وذاك لم أخطر أحداً سوي أسرتي بإصابتي بـ(الإيدز)، وذلك خوفاً من نظرة المجتمع السالبة.
وأضافت : قررت على خلفية ذلك أن أكرس كل حياتي للتوعية بمخاطر الإصابة بـ(الإيدز)، وأن أقدم الدعم للمرضى بقدر الإمكان ، والإتجاه على هذا النحو خفف عني كثيراً ، بل قادني للاندماج في المجتمع، ومشاركة أعضائه الأنشطة بصورة طبيعية.
وخلال توغلي في عالم مرضي المناعة المكتسبة لفت انتباهي أنهم متأقلمين مع الفيروس، ويعيشون حياتهم بروح معنوية عالية، مما حدا بي أن لا أجد صعوبة في التواصل معهم، وكنت كلما اقتربت من أحدهم أجده يستقبلني ببشاشة.
وفي السياق قالت (أم مهمين) : لا تستغرب أو تندهش لترحابنا بك، فنحن نتعايش مع واقع الإصابة بمرض المناعة المكتسبة، والذي في إطاره قمنا بحذف جزء مرير من حياتنا بعد أن ألهمنا المولي عز وجل الصبر على هذا الإبتلاء، والذي تغلبنا على ظروفه القاسية التي واجهتنا قبلاً وبعداً.
فيما قالت (أم وجدي) : أرجو من المجتمع أن يقدم الدعم نفسياً ومادياً إلى كل مريض بـ(الإيدز)، وأن يتركوا النظرة السالبة لمن هم مصابين، وهي بلا شك نظرة مؤلمة، مع التأكيد أن معظمهم لا ذنب لهم في ذلك، إنما الإعلام صورهم جميعاً مرتكبين لجرم من خلال نشر صوره سالبة عن مرض (الإيدز) الذي نعاني في ظله من وصمة وتمييز المجتمع، مما يقودنا للدخول في دوامة في الأسرة ، المدرسة ، الجامعة ، المجتمع ، والعمل وهذا الإحساس يولد الخوف في دواخلنا.
من المعروف أن الإصابة بـ(الإيدز) تنتقل بالممارسة الجنسية عبر مؤسسة الزواج الشرعية أو خارجها، وبالتالي معظم المصابين انتقل إليهم المرض من الأزواج، ومن ثم يصاب به الأطفال، وعليه يجب أن يلعب الإعلام دوراً أساسياً في نشر الوعي وسط الناس وتعريفهم بالطرق التي تسهم في انتقال العدوى، وما هي أساليب الوقاية من مرض المناعة المكتسبة، بالإضافة إلى إيصال مشاكل مريض (الإيدز)، وتبصيره بالحقوق الإنسانية المكفولة له للعيش في الحياة إنساناً عزيزاً مكرماً، فمن حقه أن يتمتع بالجو الأسري، فلا تمثل الإصابة بـ(الإيدز) بحد ذاتها أي عائق أمام المتعايشين.
بينما ظهر مؤخراً في الشارع السوداني مرض المناعة المكتسبة (الإيدز)، والذي أصبح يشكل هاجساً كبيراً في المجتمع، ولم يتوقف انتشار هذا الداء الخطير عند الشباب من الجنسين ، إنما طال حتى الأطفال الأبرياء، كما نجد أن هنالك مصابين تزوجوا من مصابات انجبوا أطفالاً اصحاء بالضبط كقصة السيدة (...) المتعايشة مع الإيدز منذ خمسة أعوام ، فهي قبل ذلك لم تكن تحمل الفيروس، والذي انتقل لها من زوجها، مما جعل قلبها يتقن الإنصات إلي المصير المجهول، والذي آلت إليه دون ذنب تقترفه سوى أنها متزوجة من رجل لم تكن تدري أنه مصاب بمرض (الإيدز) إلا عندما أسعف إلي المستشفي، وفي ذلك الوقت كانت هي حبلي بطفلها في شهره الخامس، ومن هنا أحست بثمة مشاعر مشحونة بـ(الوحشة)، (الفجيعة)، (الغربة) و(التوق) الغامض للدفء الإنساني، ومشاعر أشبه بتلك المشاعر السالبة التي تقطن كبرياء الصمت ورحم السرية بصورة مفاجئة، وبالتالي وقع عليها نبأ إصابتها بالداء كالزلزال الذي جعلها تبحث في الظلمات عن شخص يقول لها أن نتيجة الفحوصات خاطئة، ولكن لا حياة لمن تنادي من وسط تلك الوجوه التي تسلقتها الدهشة، وهي كانت تبكي وتبكي بحرقة شديدة، فالمشكلة التي وضعت فيها أكبر منها بكثير، وكانت تتسأل بصوت متقطع الشهقات نتيجة البكاء، ولم تكن تأبه بمسح الدموع المتساقطة بطرف ثوبها في محاولة منها لعكس حكايتها للناس حتى لا يقعون في مصيدة الأزواج المصابين بـ(الإيدز) وقالت : إذا سألتني ما هو الحل ؟ سأقول على الجميع أن يفحصوا فيروس مرض المناعة المكتسبة قبل الأقدام على خطوة الارتباط طويل الأمد.
وعن كيفية تعرفها على الإصابة بـ(الايدز) ؟ قالت : من خلال زوجي الذي كان مريضاً بالمستشفي، والذي أجريت له فحوصات شاملة إلا أن النتيجة جاءت سليمة، فما كان من الأطباء إلا وأشاروا علينا بإجراء فحص (الإيدز)، والذي أثبت بما لا يدع مجالات للشك أنه مصاب في حين أنني كنت حبلى منه، مما استدعاني لإجراء الفحص أيضاً فكانت النتيجة أنني مصابة أيضاَ ما حدا بيَّ الدخول في دوامة لا غرار لها، هكذا صدمت صدمة قوية بهذا الواقع الجديد إلا أنني بمرور الزمن بدأت أتعايش معه، ومن ثم أخذت الإرشادات التوعوية الخاصة بالحفاظ على مولودي، والذي خرج إلي الدنيا سليماً معافي من الإصابة بمرض (الإيدز)، هكذا تأقلمت على الحياة الجديدة إلي أن أنجبت الأنباء الواحد تلو الآخر، وهم جميعاً لم تنتقل لهم الإصابة بفيروس مرض المناعة المكتسبة مني أو من والدهم.
وسألتني سؤالاً مفاجئاً مفاده هل كنت ستعرف أنني مصابة بداء (الإيدز) لولا أنني قلت لك ذلك؟ فقلت : لا لأنه لا يبدو عليك المرض، فالفيروس لا يظهر على جسم الإنسان المصاب إلا من خلال الفحوصات الطبية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق