الأحد، 28 أبريل 2019

سراج النعيم يكتب : ثورة الشباب تنتصر ضد الديكتاتور المخلوع (عمر البشير)

..
..........................

من المعروف أن الثورات تنتفض ضد (القهر)، (القمع) (التشريد)، (التهميش)، (القتل) و(الظلم) الممارس من الأنظمة الديكتاتورية- الاستبدادية المعتمدة كلياً على سياسة الحزب الواحد الذي يستند على مؤشرات عدم إحقاق حقوق الإنسان، حرية التعبير عبر وسائل الإعلام والصحافة، وعدم النزاهة في العملية الانتخابية، وعدم الإيمان بالتعددية، مما دفع الشعب للنضال في أشكال مختلفة (سياسياً) و(مسلحاً) و(سلمياً) وذلك في ظل نظام (معزول)، وهو النظام الذي غرس في دواخل الناس (الخوف) بـ(القهر) و(الوحشية)، وتشويه الحقائق، وهو الأمر الذي لم ينطلي على الثورات التحررية الحافلة بـ(الكفاح) و(النضال) بحثاً عن واقع جديد للتغيير يسنده ادراك ووعي الشعب السوداني المعلم الذي يتوق لـ(لحرية)، (العدالة) و(السلام)، وهي الشعارات ذات الأهداف السامية، والتي تحقق بها النجاح الذي يحاول البعض قطف ثماره، وهؤلاء لم يشاركوا في بذر بذوره بل كانوا ينتظرون ما يتمخض عنه بالركون إلي (السلبية)، أي أنهم يراغبون المشهد من على البعد وفي حال نجاح النضال الثوري ينحازون له، إما في حال فشله فإنهم أصلاً جزء من النظام (المخلوع) الذي هو أيضاً تسلقوه بالإنتهازية التي يودون الآن أن يتسلقوا بها الثورة الشبابية التي انتفضت ضد نظام الرئيس المخلوع (عمر البشير)، وبالتالي يرتدون أثواب ذات ألوان متعددة لإخفاء اللون السابق، أي أنهم كـ(الحرباء)، وما لا يعلمونه أو يعلمونه ويغضون الطرف عنه هو أن الثورة قائمة على اجتزاز كل ما هو جزء من النظام السابق، فالثورة ثورة تصحيحية مما كان يمارس في عهد الديكتاتور وما بني على الباطل فهو (باطل)، وعليه لن يصمدوا طويلاً في وجه الحق الذي يحرسه شباب أوفياء لما يتطلعون له نحو مستقبل مشرق خال من (الكذب) و(النفاق)، ولا هدف لهم سوي أن يستقر السودان، ويمضي في الاتجاه السليم دون أي (فساد) أو (محسوبية) ظلت قائمة ومتأصلة في مفاصل الدولة العميقة على مدي ثلاثين عام، وقد شهد خلالها السودان أعواماً عجافاً مورس عبرها (الفساد)، والذي بدوره قضي على (اليابس) و(الأخضر)، وقضي على (القيم) و(الأخلاق) بالادعاء (الكاذب)، والذي أفقد البعض الثقة في الآخر، وحل (النفاق) مكان النقاء، والخيانة مكان الأمانة، هكذا دفعوا البعض للاستقلالية والانتهازية وغيرها من الصفات الذميمة، مما جعل طفيليات تطفو على السطح كظهور رأسمالية غير طبيعية وغيرها من الظواهر السالبة التي نمت وترعرعت وازدهرت في دولة (فاسدة) لا يمكن اجتزاز فسادها بين يوم وليلة، إنما تحتاج إلي مجهود كبير حتى يتم (كنسه) نهائياً، وذلك بـ(الصبر) و(المثابرة)، خاصة وأن المعرفة أصبحت متاحة لعكس الحقائق التي غيبها نظام الرئيس المخلوع (عمر البشير)، والذي كان يملي أو يفرض أو يأمر بكل قسوة ولا يسمح لأي نوع من المعارضة أن تجاهر بالحق في وجه الظلم، والذي تجزر في الحياة السياسية، الاقتصادية، الاجتماعية والثقافية، وذلك وفق معايير لا تمت للقيم والأخلاق شيئاً من قريب أو بعيد، وبالتالي هم كانوا نسخة متطرفة من السلطوية التي كانت تدير شئون البلاد برؤية أيدولوجية سياسية، اقتصادية، اجتماعية وثقافية محددة، مما نجم عنها ذلك (الفساد) على أعلي مستوياته.
إن النظام (المعزول) من الأنظمة الدكتاتورية المدارة وفق نظام حكم الحزب الواحد، والذي كان يعبئ المتلقي بأيدولوجياته عبر وسائل الإعلام الحكومية والخاصة بالانتماء لتياره الجارف نحو الهاوية، بالإضافة إلي الاستخدام التعسفي لقوة الأجهزة الأمنية لإرهاب وترويع المواطنين العزل، وهذا النهج أضحي سمة من سماته الراسخة في المخيلة، خاصة وأنه يسيطر على مقاليد الحكم بالقوة العسكرية، وهو الأمر الذي ولد الثورة الشبابية التي ارتأت أن النظام فقد البوصلة ولم يعد مستقراً سياسياً، اقتصادياً، اجتماعياً وثقافياً، فضلاً عن ظهور مشكلات تتعلق بمسألة الخلافة على السلطة، وعدم ضبط الخطاب الإعلامي الموجه للمواطن.
فيما ظل الرئيس (المخلوع) عمر البشير يحكم السودان بسلطة فردية متسلطة قادته إلي أن يحيط نفسه بهالة (وهمية) من الحصانة والعصمة من السقوط ومن ثم المحاسبة على جرائمه ضد الشعب السوداني الصابر على الإبتلاء، وهذا النهج الذي صنعه طوال سنوات حكمه بالطغيان والاستبداد كان بمدخل تطبيق الشريعة الإسلامية، وهو المدخل الذي خدع به من تبعوه، مستفيداً من هذا النهج لغياب الوعي لدي البعض الذين أصبحوا مع مرور الوقت مجرد آلة تتناسق وتتناقم مع إشباع رغباته للبقاء في السلطة منفرداً ، ولم يكن (البشير) يريد ترك كراسي الرئاسة، لولا أنه انتزع منه نزعاً، فهو وحتي آخر لحظة كان يغيب فكر الشعب السوداني بالكذب، هكذا ظل يستقل أيدلوجية بعينها، ويطبقها على أرض الواقع من خلال جهاز الأمن والمخابرات الوطني، والذي كان يضيق الخناق على حرية الصحافة والإعلام.

ليست هناك تعليقات:

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...