نفتقد في عصرنا هذا إلى عامل في غاية الأهمية ألا
وهو النزاهة في التعامل مع الآخر، فالنزاهة تعني في قيمتها الإنسانية التعامل
بأخلاق وقيم الديانة الإسلامية، وهي ترتبط بها ارتباطاً قوياً ووثيقاً، فالأمانة
رفضت السماوات والأرض والجبال أن يحملنها، وأشفقن منها لثقلها وحملها الإنسان أنه
كان ظلوماً جهولا.
هل نعيد إلى مجتمعنا النزاهة والأمانة التي
أصبحنا نشاهدها في مجتمعات آخرى ربما تكون بعيدة كل البعد عن عاداتنا وتقاليدنا
وثقافتنا غير المنفصلة عن الدين الإسلامي، وأن كانت تلك المجتمعات ليست معنية
بهما، كما يجب أن نكون معنيين نحن بهما، وذلك من منطلق ديني خاصة وأن قوامهما
الشفافية في المعاملات علي كافة المستويات والأصعدة حتى لا يكون هنالك خلل في
الحياة المجتمعية ؟ .
ومن هنا لابد من أن يعود الناس عامة للنزاهة
والأمانة حتى نكرس إلى ذلك المفهوم بكل القيم والأخلاق الفاضلة، ومن هنا أقترح أن ننشئ منظمة (للنزاهة والأمانة)
يكون دورها توعوي حتى نخرج للمجتمع في المستقبل أجيالاً تمضي علي هذا النحو،
أجيالا تحافظ علي أخلاقنا وقيمنا من حيث التثقيف في كل المراحل الدراسية التي يجب
أن تدرج في المناهج التعليمية من الأساس إلي الجامعة، أي أنهم عندما ينخرطون في
المجتمع، ينخرطون وهم علي ثقافة عالية بالرقابة الذاتية، وليس فقط يطبقون ما درسوه
على أرض الواقع فمن البديهي أن تعمل منظمة (النزاهة والأمانة) في التأسيس للفكرة
من خلال بث الثقافة المندرجة في هذا الجانب، وذلك بترسيخ أهمية مبدأ الشفافية
وتكريس الاستقامة في التعامل مع الآخرين،
وعلي
وسائل الإعلام أن تدعم الفكرة باعتبار أنها مبادرة تصب في المصلحة العامة حتى
نستطيع تنمية الإحساس بالمسؤولية في إطار الالتزام الأخلاقي والقيمي بصورة عامة
ويجب أن تعمل المنظمة التي يتم تأسيسها تحت مظلة
النزاهة والأمانة من خلال رسم الخطط الهادفة إلى تأطير ما نتطرق له.
ومن هذا المنطلق يجب أن نضمن كل المبادئ
الأخلاقية والقيمية الرامية إلى أن يكون هنالك قواعد سلوكية نهدف من ورائها إلى أن
يكون التعامل ممنهجاً من حيث الثقافة التي نخطط لها في المستقبل حتى نعد من خلالها
لمبدأ النزاهة والأمانة والشفافية، وذلك بإعداد البحوث والدراسات.
ومما ذهبت إليه يمكننا تحريك الوازع الديني
وتنمية الروح الوطنية، وغرس الفكرة بكل مبادئها حتى نظفر في النهاية بالأهداف
والنتائج المرجوة.
وتبقي فكرة النزاهة والأمانة فكرة حافظة للمجتمع
الذي من أوجب الواجبات أن نرسخها بمفهومها الذي يجب ترسيخه في المجتمع.
نحن نهدف من فكرة ثقافة المجتمع أن يكون كل
سوداني في نزاهة وأمانة الراعي السوداني الذي منحه المشير عمر البشير رئيس
الجمهورية نوط الجدارة على أمانته في حفظ حقوق كفيله رغماً عن الإغراءات التي قدمت
له كما أن السفارة السودانية بالعاصمة السعودية (الرياض) كرمته علي أعلي مستوي
فيما تم منحه ( 100 ) ألف ريال سعودي لتصبح جملة المبالغ المكرم بها الراعي
السوداني ( 340 ) ألف ريال سعودي ، وبالأمس ضجت وسائط التواصل الاجتماعي بأمانة سائق
أمجاد أعاد (4) مليار جنيه
ولا تعليق .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق