............................................
الخرطوم مدينة تدمن الأحزان بلا سبب أو هكذا أصبح يراها أبناؤها، فعاشت آخر كوابيسها في بداية العشرية الثانية للشهر الفضيل، في حادثة مؤسفة بكل ما تعني الكلمة ..
المكان: ضاحية جبرة جنوب الخرطوم مربع 4 – الأحياء المواجهة للمدرعات جنوباً-
الضحايا : طفلان لم يفقها من أزمات الحياة ومشكلاتها سوى (يا ود ما تعمل كدا)..
المشهد: فاجعة جديدة تحيق بالمجتمع وقلوب أمهات على فلذات أكبادهن..
ليكون السيناريو مرسوماً بعناية مانحاً الشقيقتين ندى وناهد قيلي مبرراً أكثر مأساوية للارتباط بعد رباط الدم والرحم الذي جمعهما يوماً لتفقد السيدتين في حادث واحد ابنيهما أحمد حسام وأبوبكر معتصم ولم يتجاوز كلاهما 3- 5 سنوات…
الوقت: نهار أمس الأول وبحكم العادة مارس أحمد وأبو بكر (هرجلتهما) المحببة في فضاءات المنزل، مسببين إزعاجاً يعلن عن براءة طفولتهما، فيقرران الانتقال إلى ملعبهما الأوسع في الشارع وأمام المنزل، ليلهوا ما استطاعا، تعلو ثغرهما الصغير ابتسامة فرح منزوعة من الهم فالجميع يحاصرهما بالحب والرعاية والحنان..
عقارب الساعة تعلن على استحياء وبانفعال كسول حلول الثانية عشرة ظهراً، ليفقدهما أهل المنزل فتأتي الإجابة بأنه لا أثر لهما في الشارع..
وبمرور الوقت تتزايد خفقات القلوب ويتزايد معدل الأدرينالين في الدم ويسيطر القلق وتنتاب الجميع الهواجس، فيلتقط المبادرة خال الطفلين إسلام قيلي، مبتدراً البحث عنهما بأسرع وسائل العصر الحديث، عبر نشر(بوست) على (الفيسبوك) و(الواتساب) بوصف الطفلين بمعية صورهما وأرقام هواتفه للاتصال..
وبمرور الوقت تبنى إسلام حكمة أنه(لا يصح إلا الصحيح) متجهاً إلى قسم شرطة جبرة، لتتخذ السلطات بعدها إجراءاتها الرسمية..
إفطار أمس الأول مر على أسرة الطفلين كعام طويل وممل، لجهة أنه كان بمثابة إيقاف إجباري لرحلة البحث عن الطفلين المفقودين سواء من الأصدقاء وأبناء الحي أو من السلطات التي أطلقت الكلاب البوليسية منذ تسلمها للبلاغ ولم تتوقف إلا بحلول وقت الإفطار، لتواصل معاودة البحث بعده.
أين وجد الطفلان؟
مكالمة هاتفية من كنانة لـ(السوداني) حملت نبأ اختفاء الطفلين ومطالبات بالمساعدة في تمام التاسعة مساء، قبل أن يعاود خال الطفلين مازن ميرغني الاتصال حاملاً الخبر الفاجعة بالعثور على الطفلين جثتين هامدتين في سيارة جوار طلمبة المقرن جنوب المدرعات.. التفاصيل تبدو ضبابية، من الذي عثر على السيارة؟ وكيف تم التعرف عليهما؟ وهل تم الاعتداء عليهما كما حدث للكثيرين مؤخرا ام أن الأمر لا يعدو أن يكون حادثة لا أبعاد جنائية لها؟..
أسئلة كثيفة لم تتوقف إلا بوصول(السوداني) إلى مسرح الحادث في الواحدة صباحاً حيث كانت جبرة عن بكرة أبيها تحيط بمسرح الحادث والسيارة التي وجد فيها الطفلان متوقفة وحولها رجال الشرطة بمختلف الرتب والمستويات والأجهزة..
الشرطة للوهلة الأولى قطعت الطريق على أي اجتهادات أو شائعات من شأنها التأثير على سير التحقيقات، وأصدرت بياناً مبدئياً أعلنت فيه أنه تم العثور على جثتي طفلين، تتراوح أعمارهما بين (3- 5) سنوات متوفين، داخل عربة بالخرطوم بمنطقة جبرة جنوبي العاصمة الخرطوم جوار محطة وقود المقرن جنوب المدرعات. وقالت شرطة ولاية الخرطوم إن الطفلين توفيا اختناقاً داخل عربة موديل (أكسنت)، وأكدت بحسب التعميم أن التحريات جارية لكشف ملابسات الحادثة. وأضافـت: الشرطة أنها لا تسعى لتجريم أو اتهام جهة بلا أدلة. وأشارت إلى أنه تم تدوين بلاغ بالحادثة لدى قسم شرطة جبرة جنوب وأن التحريات مستمرة لمعرفة تفاصيل الحادثة.
العثور على الطفلين
أبناء جبرة شيباً وشباباً بالإضافة إلى القوات النظامية ما أن انقضى وقت الإفطار إلا وخرجوا في مجموعات لمواصلة البحث، وما أن تظهر معلومة أو خيط إلا ويهرع صاحبها إلى منزل أسرة الطفلين بمربع 4..للتبليغ فحسبما علمت (السوداني) فإن مجموعة من الشباب وعلى إضاءة هواتفهم المحمولة من مسرح الحادث، شكوا في سيارة تقف جنوب الطلمبة بمحاذاة (الخور) منذ وقت مبكر، ليفحصوها، وطبقاً لإفادة أحد أفراد الأسرة ابن عم الأمهات الطاهر الفاتح بأن الطفلين تم العثور عليهما في حوالي الساعة التاسعة تماماً وأحدهما مستلقياً في الكنبة الخلفية والآخر في أرضيتها بلا حراك.. ليتم إبلاغ الأسرة التي تعرفت على الطفلين فوراً.
(السوداني) على خلفية الحادثة أجرت اتصالاً هاتفياً بأحد جدود الطفلين عثمان إسماعيل، لمعرفة التفاصيل، وأفاد بأن الطفلين أحمد حسام يبلغ حوالي الثالثة أعوام والثاني ابن خالته أبوبكر معتصم (4) سنوات، خرجا من منزلهما بمنطقة جبرة الخرطوم أول أمس في العاشرة صباحاً للعب أمام المنزل، مشيراً إلى أن والدة أحد الطفلين افتقدتهما وخرجت أمام المنزل بشارع الحي إلا إنها لم تجدهما، كاشفاً عن أن الأسرة بحثت عنهما وأبلغت قسم الشرطة بواقعة اختفائهما، ونوه إلى أنه وعند صلاة التراويح، ورد نبأ آخر بالعثور على الطفلين داخل سيارة بالقرب من طلمبة المقرن المدرعات بالقرب من الحي، موضحاً بأنه وفور انتشار الخبر تم إبلاغ الشرطة التي هرعت لمسرح الحادثة من أفراد المعامل والمختبرات، إلى جانب انتشار الكلاب البوليسية بالمنطقة ، ليتم إحالة الطفلين للمشرحة لمعرفة أسباب الوفاة.
ماذا قالت الشرطة؟
أفراد الشرطة الذين كانوا ملاصقين لمجموعات التفتيش باشروا إجراءاتهم وتم الاتصال بالأدلة الجنائية وقيادات شرطية لتهرع إلى مكان الحادثة لتعمل على إكمال إجراءاتها في رفع البصمات وفحص الجثمانين مبدئياً قبل تحويلهما إلى المشرحة.. لتصدر الشرطة بياناً توضيحياً لاحقاً كشفت فيه أنه وبناءً على بلاغ ورد لقسم شرطة جبرة باختفاء الطفلين أبوبكر معتصم وأحمد حسام السر من منزلهما بجبرة مربع (4) تم فتح بلاغ تحت المادة (44) إجراءات، ومن ثم التحري مع الشاكي، وأشار البيان إلى أنه وعقب ذلك ورد اتصال إلى غرفة النجدة بالعثور عليهما متوفين داخل عربة جوار طلمبة المقرن بجبرة _ ولا تظهر عليهما آثار أذى أو اعتداء، ونوه البيان التوضيحي للشرطة إلى أنه تم تحويل البلاغ إلى المادة (51) إجراءات (الوفاة في ظروف غامضة) و تحويل الطفلين إلى المشرحة لمعرفة أسباب الوفاة.
أوضح بعدها قرار الطبيب الشرعي بأن الوفاة للطفلين نتيجة الاختناق وعدم وجود شبهة جنائية وبالتحري مع صاحب العربة أفاد بأن عربته تعطلت بالطريق العام منذ الساعة السابعة صباحاً وبداخلها أسطوانة غاز وتركها بجوار طلمبة المقرن التي تبعد مسافة ليست بعيدة عن منزل الطفلين.
روايات أخرى ينقلها الزميل عمرو شعبان الذي تابع الحادثة منذ الساعات الأولى من صباح أمس حيث نقل:
كعادة السودانيين في الملمات الجميع يتحول إلى المفتش(كرمبو) أو المتحري (شيرلوك هولمز) ويبدأ سيناريو تناسل الروايات والمعلومات، والجميع يفترض امتلاكه ناصية الحقيقة، والشرطة في خضم ذلك تعمل في صمت ولا تنطق إلا بعد بروز الأدلة وتفحيص قرائن الأحوال.. هكذا كانت الحالة في مسرح الحادثة خلال تلك الساعات المتأخرة من فجر أمس، وبحسب أقرباء الطفلين فإن السيارة الهوندا خ1- 11639 رمادية اللون أو رصاصية وشاهدتها (السوداني)، تمت سرقتها من جوار أحد المنازل بجبرة في توقيت مقارب للإفطار لجهة وجود مأكولات تم وضعها داخل العربة، وبحسب مصطفى ميرغني فإن هناك شك لتعرض الطفلين للتعذيب قبيل وفاتهما مشيراً إلى أنهم في انتظار تحقيقات الشرطة
رواية أخرى تناقلها المتجمعون في مسرح الحادثة وهي أن الكلاب البوليسية قادت السلطات لأحد المنازل في محطة (7) وكررت ذلك مرة أخرى وأنه بناء على ذلك تم اعتقال مجموعة من الأجانب في ذلك المنزل. كما أن الكلاب البوليسية قادت السلطات إلى داخل أحياء جبرة نفسها وحتى شارع (يحيى) حيث انقطع الأثر..
عموماً تظل روايات لا تجد ما يعززها من قبل السلطات التي أكدت في بيانها عدم وجود أي شبهة جنائية في الأمر.
تشييع مهيب بمقابر الصحافة
قريب الأسرة ويعمل مصصماً في إحدى المؤسسات الإعلامية نقل لـ(السوداني) أمس، صورة حية ويعتصره الألم من واقع تشييع جثماني الطفلين (أحمد وأبوبكر) إلى مقابر الصحافة بالخرطوم، وأشار إلى أن تشييع الطفلين كان مهيباً وتم دفنهما في الثانية عشرة منتصف النهار وذلك فور وصولهما من المشرحة.
من أرض الله البعيدة هناك حيث المجتمعات التي ترى أن الطفل خطاً أحمر، وبمداد من دموع أكد الموسيقار البارز عاطف أنيس بحكم علاقة زوجته غادة محمد موسى بالطفلين، في سطور معدودة أن وفاة الطفلين (أحمد) وابن خالته (أبو بكر) هي امتداد لسيرة الموت المجاني بلا ضمير.
الخرطوم: رقية يونس
الخرطوم مدينة تدمن الأحزان بلا سبب أو هكذا أصبح يراها أبناؤها، فعاشت آخر كوابيسها في بداية العشرية الثانية للشهر الفضيل، في حادثة مؤسفة بكل ما تعني الكلمة ..
المكان: ضاحية جبرة جنوب الخرطوم مربع 4 – الأحياء المواجهة للمدرعات جنوباً-
الضحايا : طفلان لم يفقها من أزمات الحياة ومشكلاتها سوى (يا ود ما تعمل كدا)..
المشهد: فاجعة جديدة تحيق بالمجتمع وقلوب أمهات على فلذات أكبادهن..
ليكون السيناريو مرسوماً بعناية مانحاً الشقيقتين ندى وناهد قيلي مبرراً أكثر مأساوية للارتباط بعد رباط الدم والرحم الذي جمعهما يوماً لتفقد السيدتين في حادث واحد ابنيهما أحمد حسام وأبوبكر معتصم ولم يتجاوز كلاهما 3- 5 سنوات…
الوقت: نهار أمس الأول وبحكم العادة مارس أحمد وأبو بكر (هرجلتهما) المحببة في فضاءات المنزل، مسببين إزعاجاً يعلن عن براءة طفولتهما، فيقرران الانتقال إلى ملعبهما الأوسع في الشارع وأمام المنزل، ليلهوا ما استطاعا، تعلو ثغرهما الصغير ابتسامة فرح منزوعة من الهم فالجميع يحاصرهما بالحب والرعاية والحنان..
عقارب الساعة تعلن على استحياء وبانفعال كسول حلول الثانية عشرة ظهراً، ليفقدهما أهل المنزل فتأتي الإجابة بأنه لا أثر لهما في الشارع..
وبمرور الوقت تتزايد خفقات القلوب ويتزايد معدل الأدرينالين في الدم ويسيطر القلق وتنتاب الجميع الهواجس، فيلتقط المبادرة خال الطفلين إسلام قيلي، مبتدراً البحث عنهما بأسرع وسائل العصر الحديث، عبر نشر(بوست) على (الفيسبوك) و(الواتساب) بوصف الطفلين بمعية صورهما وأرقام هواتفه للاتصال..
وبمرور الوقت تبنى إسلام حكمة أنه(لا يصح إلا الصحيح) متجهاً إلى قسم شرطة جبرة، لتتخذ السلطات بعدها إجراءاتها الرسمية..
إفطار أمس الأول مر على أسرة الطفلين كعام طويل وممل، لجهة أنه كان بمثابة إيقاف إجباري لرحلة البحث عن الطفلين المفقودين سواء من الأصدقاء وأبناء الحي أو من السلطات التي أطلقت الكلاب البوليسية منذ تسلمها للبلاغ ولم تتوقف إلا بحلول وقت الإفطار، لتواصل معاودة البحث بعده.
أين وجد الطفلان؟
مكالمة هاتفية من كنانة لـ(السوداني) حملت نبأ اختفاء الطفلين ومطالبات بالمساعدة في تمام التاسعة مساء، قبل أن يعاود خال الطفلين مازن ميرغني الاتصال حاملاً الخبر الفاجعة بالعثور على الطفلين جثتين هامدتين في سيارة جوار طلمبة المقرن جنوب المدرعات.. التفاصيل تبدو ضبابية، من الذي عثر على السيارة؟ وكيف تم التعرف عليهما؟ وهل تم الاعتداء عليهما كما حدث للكثيرين مؤخرا ام أن الأمر لا يعدو أن يكون حادثة لا أبعاد جنائية لها؟..
أسئلة كثيفة لم تتوقف إلا بوصول(السوداني) إلى مسرح الحادث في الواحدة صباحاً حيث كانت جبرة عن بكرة أبيها تحيط بمسرح الحادث والسيارة التي وجد فيها الطفلان متوقفة وحولها رجال الشرطة بمختلف الرتب والمستويات والأجهزة..
الشرطة للوهلة الأولى قطعت الطريق على أي اجتهادات أو شائعات من شأنها التأثير على سير التحقيقات، وأصدرت بياناً مبدئياً أعلنت فيه أنه تم العثور على جثتي طفلين، تتراوح أعمارهما بين (3- 5) سنوات متوفين، داخل عربة بالخرطوم بمنطقة جبرة جنوبي العاصمة الخرطوم جوار محطة وقود المقرن جنوب المدرعات. وقالت شرطة ولاية الخرطوم إن الطفلين توفيا اختناقاً داخل عربة موديل (أكسنت)، وأكدت بحسب التعميم أن التحريات جارية لكشف ملابسات الحادثة. وأضافـت: الشرطة أنها لا تسعى لتجريم أو اتهام جهة بلا أدلة. وأشارت إلى أنه تم تدوين بلاغ بالحادثة لدى قسم شرطة جبرة جنوب وأن التحريات مستمرة لمعرفة تفاصيل الحادثة.
العثور على الطفلين
أبناء جبرة شيباً وشباباً بالإضافة إلى القوات النظامية ما أن انقضى وقت الإفطار إلا وخرجوا في مجموعات لمواصلة البحث، وما أن تظهر معلومة أو خيط إلا ويهرع صاحبها إلى منزل أسرة الطفلين بمربع 4..للتبليغ فحسبما علمت (السوداني) فإن مجموعة من الشباب وعلى إضاءة هواتفهم المحمولة من مسرح الحادث، شكوا في سيارة تقف جنوب الطلمبة بمحاذاة (الخور) منذ وقت مبكر، ليفحصوها، وطبقاً لإفادة أحد أفراد الأسرة ابن عم الأمهات الطاهر الفاتح بأن الطفلين تم العثور عليهما في حوالي الساعة التاسعة تماماً وأحدهما مستلقياً في الكنبة الخلفية والآخر في أرضيتها بلا حراك.. ليتم إبلاغ الأسرة التي تعرفت على الطفلين فوراً.
(السوداني) على خلفية الحادثة أجرت اتصالاً هاتفياً بأحد جدود الطفلين عثمان إسماعيل، لمعرفة التفاصيل، وأفاد بأن الطفلين أحمد حسام يبلغ حوالي الثالثة أعوام والثاني ابن خالته أبوبكر معتصم (4) سنوات، خرجا من منزلهما بمنطقة جبرة الخرطوم أول أمس في العاشرة صباحاً للعب أمام المنزل، مشيراً إلى أن والدة أحد الطفلين افتقدتهما وخرجت أمام المنزل بشارع الحي إلا إنها لم تجدهما، كاشفاً عن أن الأسرة بحثت عنهما وأبلغت قسم الشرطة بواقعة اختفائهما، ونوه إلى أنه وعند صلاة التراويح، ورد نبأ آخر بالعثور على الطفلين داخل سيارة بالقرب من طلمبة المقرن المدرعات بالقرب من الحي، موضحاً بأنه وفور انتشار الخبر تم إبلاغ الشرطة التي هرعت لمسرح الحادثة من أفراد المعامل والمختبرات، إلى جانب انتشار الكلاب البوليسية بالمنطقة ، ليتم إحالة الطفلين للمشرحة لمعرفة أسباب الوفاة.
ماذا قالت الشرطة؟
أفراد الشرطة الذين كانوا ملاصقين لمجموعات التفتيش باشروا إجراءاتهم وتم الاتصال بالأدلة الجنائية وقيادات شرطية لتهرع إلى مكان الحادثة لتعمل على إكمال إجراءاتها في رفع البصمات وفحص الجثمانين مبدئياً قبل تحويلهما إلى المشرحة.. لتصدر الشرطة بياناً توضيحياً لاحقاً كشفت فيه أنه وبناءً على بلاغ ورد لقسم شرطة جبرة باختفاء الطفلين أبوبكر معتصم وأحمد حسام السر من منزلهما بجبرة مربع (4) تم فتح بلاغ تحت المادة (44) إجراءات، ومن ثم التحري مع الشاكي، وأشار البيان إلى أنه وعقب ذلك ورد اتصال إلى غرفة النجدة بالعثور عليهما متوفين داخل عربة جوار طلمبة المقرن بجبرة _ ولا تظهر عليهما آثار أذى أو اعتداء، ونوه البيان التوضيحي للشرطة إلى أنه تم تحويل البلاغ إلى المادة (51) إجراءات (الوفاة في ظروف غامضة) و تحويل الطفلين إلى المشرحة لمعرفة أسباب الوفاة.
أوضح بعدها قرار الطبيب الشرعي بأن الوفاة للطفلين نتيجة الاختناق وعدم وجود شبهة جنائية وبالتحري مع صاحب العربة أفاد بأن عربته تعطلت بالطريق العام منذ الساعة السابعة صباحاً وبداخلها أسطوانة غاز وتركها بجوار طلمبة المقرن التي تبعد مسافة ليست بعيدة عن منزل الطفلين.
روايات أخرى ينقلها الزميل عمرو شعبان الذي تابع الحادثة منذ الساعات الأولى من صباح أمس حيث نقل:
كعادة السودانيين في الملمات الجميع يتحول إلى المفتش(كرمبو) أو المتحري (شيرلوك هولمز) ويبدأ سيناريو تناسل الروايات والمعلومات، والجميع يفترض امتلاكه ناصية الحقيقة، والشرطة في خضم ذلك تعمل في صمت ولا تنطق إلا بعد بروز الأدلة وتفحيص قرائن الأحوال.. هكذا كانت الحالة في مسرح الحادثة خلال تلك الساعات المتأخرة من فجر أمس، وبحسب أقرباء الطفلين فإن السيارة الهوندا خ1- 11639 رمادية اللون أو رصاصية وشاهدتها (السوداني)، تمت سرقتها من جوار أحد المنازل بجبرة في توقيت مقارب للإفطار لجهة وجود مأكولات تم وضعها داخل العربة، وبحسب مصطفى ميرغني فإن هناك شك لتعرض الطفلين للتعذيب قبيل وفاتهما مشيراً إلى أنهم في انتظار تحقيقات الشرطة
رواية أخرى تناقلها المتجمعون في مسرح الحادثة وهي أن الكلاب البوليسية قادت السلطات لأحد المنازل في محطة (7) وكررت ذلك مرة أخرى وأنه بناء على ذلك تم اعتقال مجموعة من الأجانب في ذلك المنزل. كما أن الكلاب البوليسية قادت السلطات إلى داخل أحياء جبرة نفسها وحتى شارع (يحيى) حيث انقطع الأثر..
عموماً تظل روايات لا تجد ما يعززها من قبل السلطات التي أكدت في بيانها عدم وجود أي شبهة جنائية في الأمر.
تشييع مهيب بمقابر الصحافة
قريب الأسرة ويعمل مصصماً في إحدى المؤسسات الإعلامية نقل لـ(السوداني) أمس، صورة حية ويعتصره الألم من واقع تشييع جثماني الطفلين (أحمد وأبوبكر) إلى مقابر الصحافة بالخرطوم، وأشار إلى أن تشييع الطفلين كان مهيباً وتم دفنهما في الثانية عشرة منتصف النهار وذلك فور وصولهما من المشرحة.
من أرض الله البعيدة هناك حيث المجتمعات التي ترى أن الطفل خطاً أحمر، وبمداد من دموع أكد الموسيقار البارز عاطف أنيس بحكم علاقة زوجته غادة محمد موسى بالطفلين، في سطور معدودة أن وفاة الطفلين (أحمد) وابن خالته (أبو بكر) هي امتداد لسيرة الموت المجاني بلا ضمير.
الخرطوم: رقية يونس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق