...........................
هاشم: بعت كليتي بـ(72) مليون لإجراء عملية جراحية
............................
هذا بلاغي لرئاسة الجمهورية حول انتهاك جهاز الأمن المصري لحقوقي
.........................
جلس إليه : سراج النعيم
............................
أفردت وكالات أنباء وصحف مصرية ومواقع إلكترونية عالمية مساحة للقصة المثيرة التي نشرتها (الدار) حول السوداني هاشم محجوب حمد النيل البالغ من العمر أكثر من (45) عاماً، والتي كشف من خلالها أدق الأسرار حول زراعة مخابرات حسني مبارك لجهاز تصنت داخل جسده، مما اضطره إلي بيع كليته والدخول في ديون لا حصر لها ولا عد.
وفي السياق واصل سرد حكايته قائلاً : بدأت قصتي من خلال سيناريو أكثر غرابة وأكثر دهشة لما فيه من حبكة لا يمكن أن تخطر علي بال أحد مهما كان الخيال خصب، فالأمن المصري كان يبحث عن وسيلة يخترق بها تنظيم سياسي .
واستطرد : لم يكن أمام جهاز الأمن والمخابرات المصري إلا وأن يضحي بي من أجل الوصول لمبتغاه، فما كان منهم إلا وخططوا لزراعة جهاز التصنت داخل جسدي رغماً عن علمهم بخطورة الإقدام علي هذه الخطوة، فهي في النهاية تؤدي إلي وفاتي تأثراً بالمضاعفات الناتجة عن بقاء الجهاز داخل جسدي.
وأضاف : تزامن زراعة جهاز التصنت داخل جسدي مع التحاقي بالدراسة في الأكاديمية بكلية (الشريعة والقانون) بجامعة الأزهر من (1992-1996م)، وخلال هذه الفترة كنت ناشطاً في التنظيم، وإتحاد الطلاب السوداني بـ(القاهرة)، ما حدا بالأمن المصري آنذاك أن يستغل ظروف شكوتي من بعض الآلام التي أمر بها والتي في إطارها زرع أطباء جهاز (تصنت) بعد أن تم إيهامي من قبلهم بانهم أشرفوا علي حالتي الصحية حيث أكدوا أنني أعاني من (شق) في المستقيم، وبالتالي عليّ إجراء عملية جراحية عاجلة، فما كان مني إلا الاستجابة لقرارهم، والذي زرعوا بموجبه جهاز (التصنت) داخل جسدي لكشف تحركاتي، وكانت زراعة جهاز التصنت مهمة جداً بالنسبة لهم خاصة وأن الثورة المصرية كانت تتلمس الخطي الأولي.
وأضاف : هل تصدق أن جهاز التصنت مازال موجوداً داخل جسدي، ما يجعلني أتناول الحبوب المسكنة للشعور الدائم بآلام شديدة، بالإضافة إلي الصداع المؤلم جداً، كما أنني لا استطيع الجلوس لفترات زمنية طويلة فجهاز التصنت يضغط علي المنطقة المزروع فيها ضف إلي ذلك أنني أجد صعوبة في استخراج (الفضلات).
ومضي : مما ذهبت إليه توجهت بشكل مباشر إلي أخصائي الجراحة المصري الشهير محمد صلاح، وبعد أن أجري لي الفحوصات الطبية جاءت النتيجة المؤكدة أن السبب الرئيسي في الحالة الصحية المتأخرة هو جهاز التصنت الذي زرعه جهاز الأمن المصري، فطلبت منه أن يستخرج لي هذا الجهاز حتى أضع حداً لمعاناتي التي رافقتي طوال السنوات الماضية، فقال الطبيب : (يا هاشم إذا أجريت العملية الجراحية لكي استخرج الجهاز فإنه ستحدث لك مضاعفات تؤدي في نهاية المطاف إلي (استرخاء في الأعصاب).
وأردف : لم أكف عن بحثي لحلول حيث قابلت الأطباء أحمد عزالدين سالم العطار ورفيق رزق الله وهاني رزق الله ومحمد صلاح عبدالحميد والأخير أشار إلي أن استخراج جهاز التصنت من داخل جسدي تنتج عنه آثار جانبية جراء العملية الجراحية.
وأردف : كان أن أجريت فحوصات طبية بمركز بالخرطوم بتاريخ 11/10/2012م وقد أثبت الفحص أن هنالك جهاز تصنت داخل جسدي، ومن ثم عدت مرة ثانية إلى القاهرة، وأجريت فيها فحوصات طبية، وكان أن خاطبت رئيس الجامعة مؤكداً له بأنني فصلت من الجامعة في السنة الرابعة تعسفياً لأسباب خارجة عن إرادتي.
واستطرد : عندما وجدني الطبيب المصري أقف حائراً مما طرق أذني نصحني بأن أجري العملية الجراحية بالولايات المتحدة الأمريكية أو أي دولة أوروبية لأن الآثار الناتجة بعدها (خفيفة).
وقال : عدت إلى السودان قبل أن أكمل دراستي الجامعية التي انقطعت بالفرقة الرابعة وتزامن ذلك مع زراعة الجهاز من وحي انضمامي لتنظيم سياسي بمصر.
واوضح أن كل الجهات التنظيمية ظلت تعمل كل حذرها مني، وبالمقابل أصبحت بلا أسرار تخص التنظيمات السياسية التي أضحت لا تملكني معلومات ،ولكن ربما لجأ جهاز الأمن المصري للاستفادة من الفترة الزمنية التي كنت أعقد في ظلها الاجتماعات بالقاهرة لوضعهما في دائرة التجسس من خلال استقاء المعلومات مني، ما قادني إلي أن الجأ إلى الأمم المتحدة (حقوق الإنسان) بالقاهرة حيث قمت بفتح ملف بما تعرضت له حيث تأكدوا بالفحص من خلال جهاز خاص بكشف المعادن أنه يوجد جهاز تصنت في جسدي.
وقال : لم أشك في السنوات الماضية بأن هنالك جهاز تصنت مزروع داخل جسدي، وكنت أقول في قرارة نفسي أن الصداع الدائم الذي اشعر به من (القولون العصبي)، ولم اكتشف أن السبب في ذلك جهاز التصنت إلا قبل سنوات من خلال البرنامج الإنمائي التابع للأمم المتحدة الذي كشف ذلك عبر الجهاز الخاص بالأمم المتحدة.
ومضي : حقيقة كان موقف الحكومة المصرية موقفاً إيجابياً في ظل مطالبتي بتعويض نظير الضرر البليغ الذي تسبب فيه جهاز الأمن المصري، فما أن وضعت قضيتي علي منضدتهم إلا وابدوا تفاعلاً معها، إلا أنه تفاعل دون جدوي حتى أنني أصبحت حائراً ماذا أفعل في ظل هذه المعاناة التي أعانيها منذ سنوات خلت ومازلت أعيش علي المسكنات؟.
وأشار إلي عودته إلى السودان قائلاً : بتاريخ 28/2/2013م قرر كبار الأخصائيين بالوطن العربي عدم امكانية إجراء عملية جراحية بمصر لأن القضية شائكة ومتشابكة وحساسة جداً وعرضتني لعدة مخاطر.
وعرج الى بيعه لكليته قائلا: السبب الرئيسي وراء اقدامي على هذه الخطوة هو بحثي عن حل لاستخراج جهاز التصنت الذي زرعته مخابرات الرئيس المصري السابق حسني مبارك في منطقة حساسة من جسدي.. وبالتالي خضعت للعملية الجراحية بتاريخ 3/6/2012 على يد الدكتور هشام بدوي بمستشفي الفؤاد بمدينة السادس من أكتوبر وكللت تلك العملية الجراحية بالنجاح التام، بعد تطابق جميع الانسجة والتحاليل الطبية، وأخذت مقابل ذلك (12) ألف دولار أمريكي.
وأضاف : عندما عرضت كليتي للبيع تلقيت العديد من الاتصالات الهاتفية من بعض تجار وسماسرة الكلي قبل اجراء العملية للتفاوض معي حول السعر.. ولكن اذا سألتني عن المبلغ سأقول لك انني انفقته على العلاج الذي اتلقاه في اطار المعاناة التي اعانيها من وجود الجهاز بالإضافة الى تكاليف الاقامة والمنصرفات اليومية.
واسترسل: مما أشرت إليه بدأت أشعر ببعض المضاعفات والمشكلات الصحية إلى أن اكتشفت أن العملية الجراحية التي أجريت لي ما هي إلا عملية جراحية الهدف منها زراعة جهاز التصنت، وما أن أخذ جهاز الأمن والمخابرات الوطني ما يرمي إليه من وراء ذلك إلا وتم إبعادي من مصر في العام 1994م.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق