ﺗﺤﺎﻁ ﺟﺰﻳﺮﺓ ﺳﻮﺍﻛﻦ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﺑﺎﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻘﺼﺺ ﻭﺍﻷﺳﺎﻃﻴﺮ ﺍﻟﻤﺘﻮﺍﺭﺛﺔ، ﻭﻳﻮﺭﺩ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ﻣﺤﻤﺪ ﺻﺎﻟﺢ ﺿﺮﺍﺭ ( 1892 – 1972 ﻡ ) ﻓﻲ ﻛﺘﺎﺑﻪ “ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺳﻮﺍﻛﻦ ﻭﺍﻟﺒﺤﺮ ﺍﻷﺣﻤﺮ ” ﻓﻲ ﻃﺒﻌﺔ ﺍﻟﺪﺍﺭ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﻟﻠﻜﺘﺐ 1991 ﻗﻮﻟﻪ : “ ﻻ ﻳﻌﺮﻑ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺳﻮﺍﻛﻦ ﺑﺎﻟﻀﺒﻂ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺼﻮﺭ ﺍﻟﺨﺎﻟﻴﺔ ﺇﻻ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺨﺮﺍﻓﺔ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ، ﻭﻫﻲ ﺃﻧﻬﺎ ﻛﺎﻧﺖ ﻛﺴﺎﺋﺮ ﺍﻟﺠﺰﺭ ﺍﻟﺘﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺍﻷﺣﻤﺮ ﺧﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ، ﻭﻟﻴﺲ ﻓﻴﻬﺎ ﺇﻻ ﺍﻟﺠﻦ .”
ﻭﺑﺤﺴﺐ ﺿﺮﺍﺭ “ ﻳﺮﻭﻭﻥ ﺃﻥ ﺃﺣﺪ ﻣﻠﻮﻙ ﺇﺛﻴﻮﺑﻴﺎ ( ﺍﻟﺤﺒﺸﺔ ) ﺃﻫﺪﻯ ﺳﺒﻌﻴﻦ ﺟﺎﺭﻳﺔ ﺇﻟﻰ ﻧﺒﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﺑﻦ ﺩﺍﻭﺩ، ﺃﺭﺳﻠﻦ ﺇﻟﻴﻪ ﻓﻲ ﺑﻴﺖ ﺍﻟﻤﻘﺪﺱ ( ﺃﻭﺭﺷﻠﻴﻢ ) ، ﻓﺄﺑﺤﺮﺕ ﺑﻬﻦ ﺳﻔﻦ ﺷﺮﺍﻋﻴﺔ ﻣﻦ ﻣﺼﻮﻉ ( ﺑﺎﺿﻊ ) ﺣﺘﻰ ﺃﻟﻘﺖ ﻣﺮﺳﺎﻫﺎ ﻓﻲ ﺳﻮﺍﻛﻦ، ﻭﺍﺳﺘﻄﺎﺑﺖ ﺍﻹﻗﺎﻣﺔ ﻓﻴﻬﺎ، ﻓﻮﺍﻃﺄ ﺍﻟﺴﻮﺍﻛﻨﻴﻮﻥ ( ﺃﻭ ﺍﻟﺠﻦ ﻛﻤﺎ ﻳﺰﻋﻤﻮﻥ ) ﺃﻭﻟﺌﻚ ﺍﻟﺠﻮﺍﺭﻱ ﻟﻤﺎ ﻫﺒﻄﻦ ﺇﻟﻰ ﺳﺎﺣﻞ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﺍﻟﺒﺮﻱ، ﺛﻢ ﺃﻗﻠﻌﺖ ﺑﻬﻦ ﺍﻟﺴﻔﻦ ﺇﻟﻰ ﻣﻴﻨﺎﺀ ﺍﻟﻌﻘﺒﺔ، ﻭﻫﺒﻄﻦ ﻣﻨﻬﺎ، ﻭﺳﺮﻥ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻘﺪﺱ، ﺛﻢ ﻇﻬﺮ ﻋﻠﻴﻬﻦ ﺁﺛﺎﺭ ﺍﻟﺤﻤﻞ . ﻭﺑﻌﺪ ﺍﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﻣﻊ ﺭﺅﺳﺎﺀ ﺍﻟﺴﻔﻦ، ﺃﻗﺮﻭﺍ ﺑﺄﻥ ﺇﻗﺎﻣﺘﻬﻢ ﺑﺴﻮﺍﻛﻦ ﻛﺎﻧﺖ ﻃﻮﻳﻠﺔ ﺟﺪﺍً . ﻭﺃﻥ ﻛﻞ ﺍﻟﺬﻱ ﺣﺪﺙ ﻛﺎﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺴﻮﺍﻛﻨﻴﻴﻦ، ﻓﺄﻣﺮﻫﻢ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ ﺑﺮﺩﻫﻦ ﺇﻟﻰ ﺳﻮﺍﻛﻦ، ﺣﻴﺚ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﻜﻮﻥ ﺇﻗﺎﻣﺘﻬﻦ ﺑﻬﺎ ﻧﻬﺎﺋﻴﺎً، ﻓﺎﻧﺪﻣﺠﻦ ﻭﺫﺭﻳﺘﻬﻦ ﻓﻲ ﺃﻫﻞ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﻭﺃﻣﺮ ﺑﺄﻥ ﺗﺘﺨﺬ ﺟﺰﻳﺮﺓ ﺳﻮﺍﻛﻦ ﺳﺠﻨﺎً ﻟﻠﻤﺠﺮﻣﻴﻦ .”
ﻭﺇﻟﻰ ﺍﻟﻴﻮﻡ ﻓﺈﻥ ﺑﻌﺾ ﺍﻷﺳﺎﻃﻴﺮ ﺗﺸﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﺳﻢ ﺳﻮﺍﻛﻦ ﺃﺻﻠﻪ ﻣﺄﺧﻮﺫ ﻣﻦ “ ﺳﻮﺍﺟﻦ ” ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺸﻴﺮ ﺇﻟﻰ ﻛﻠﻤﺔ “ ﺳﺠﻦ ” ﻣﻦ ﺗﻘﻴﻴﺪ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﻟﻠﺠﻦ ﻭﺳﺠﻨﻬﻢ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﺍﻟﺒﺤﺮﻳﺔ .
ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺮﺍﺙ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ
ﻭﻗﺪ ﻭﺭﺩ ﺫﻛﺮ ﺳﻮﺍﻛﻦ ﻓﻲ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﺘﺮﺍﺙ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺍﻟﻘﺪﻳﻤﺔ، ﻓﻘﺪ ﺫﻛﺮﻫﺎ ﺃﺑﻮﺍﻟﺤﺴﻦ ﺍﻟﻤﺴﻌﻮﺩﻱ، ﻭﺃﺷﺎﺭ ﺇﻟﻰ ﺃﻧﻪ ﻳﻔﺼﻠﻬﺎ ﻣﻴﻞ ﻋﻦ ﺍﻟﺒﺮ، ﻭﻗﺎﻝ “ ﺃﻫﻠﻬﺎ ﻃﺎﺋﻔﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺠﺔ ﺗﺴﻤﻰ ﺍﻟﺨﺎﺳﺔ ﻭﻫﻢ ﻣﺴﻠﻤﻮﻥ ﻭﻟﻬﻢ ﺑﻬﺎ ﻣﻠﻚ .”
ﻭﺗﺸﻴﺮ ﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺎﺕ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺃﺭﺑﻌﺔ ﻣﻦ ﺫﺭﻳﺔ ﺍﻟﺼﺤﺎﺑﺔ ﻗﺪ ﻭﺻﻠﻮﺍ ﺳﻮﺍﻛﻦ ﻓﻲ ﺑﺪﺍﻳﺎﺕ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﻭﺃﻗﺎﻣﻮﺍ ﺑﻬﺎ، ﻭﻧﺸﺮﻭﺍ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺍﻟﺠﺪﻳﺪ، ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ ﺇﻟﻰ ﻫﺠﺮﺍﺕ ﻣﻦ ﺣﻀﺮﻣﻮﺕ ﻭﻏﻴﺮﻫﺎ ﻣﻦ ﺑﻼﺩ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﺍﻟﻌﺮﺑﻴﺔ ﺇﻟﻰ ﺳﻮﺍﻛﻦ .
ﻭﺃﻭﺭﺩ ﺍﻟﻘﻠﻘﺸﻨﺪﻱ ﻓﻲ “ ﺻﺒﺢ ﺍﻷﻋﺸﻰ :” “ ﺇﻥ ﺳﻮﺍﻛﻦ ﺑﻔﺘﺢ ﺍﻟﺴﻴﻦ ﺍﻟﻤﻬﻤﻠﺔ ﻭﺍﻟﻮﺍﻭ ﻭﻛﺴﺮ ﺍﻟﻜﺎﻑ ﻭﻧﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻵﺧﺮ، ﻭﻗﺪ ﺃﺧﺒﺮﻧﻲ ﻣﻦ ﺭﺁﻫﺎ ﺇﻧﻬﺎ ﺟﺰﻳﺮﺓ ﻋﻠﻰ ﻃﺮﻑ ﺑﺤﺮ ﺍﻟﻘﻠﺰﻡ – ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺍﻷﺣﻤﺮ – ﻣﻦ ﺟﻬﺘﻪ ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ ﻗﺮﻳﺒﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺒﺮ ﻳﺴﻜﻨﻬﺎ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭ .”
ﻛﺬﻟﻚ ﻳﺸﺎﺭ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺮﺣﺎﻟﺔ ﺍﺑﻦ ﺣﻮﻗﻞ ﺃﺗﻰ ﻋﻠﻰ ﺫﻛﺮﻫﺎ ﻓﻲ ﻭﺛﺎﺋﻖ ﻭﻛﺘﺐ ﺿﺎﻉ ﺃﻏﻠﺒﻬﺎ، ﻭﻭﺭﺩﺕ ﺇﺷﺎﺭﺓ ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺼﺎﺩﺭ ﺃﺧﺮﻯ، ﻭﻗﺪ ﺯﺍﺭﻫﺎ ﺣﻮﺍﻟﻲ ﺳﻨﺔ 1000 ﻣﻴﻼﺩﻳﺔ .
ﺩﻭﺭﺍﺕ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ
ﻳﺴﺮﺩ ﺻﺎﺣﺐ ﻛﺘﺎﺏ “ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺳﻮﺍﻛﻦ ﻭﺍﻟﺒﺤﺮ ﺍﻷﺣﻤﺮ ” ﻗﺼﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻋﺒﺮ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ ﻣﻨﺬ ﺃﻗﺪﻡ ﺍﻟﻌﺼﻮﺭ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺍﻟﺤﺪﻳﺚ، ﻭﺍﻟﺮﻭﺍﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺘﻌﺪﺩﺓ ﻋﻨﻬﺎ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺘﺨﻴﻴﻞ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻲ ﻭﺍﻟﺤﻘﺎﺋﻖ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ ﻓﻲ ﺃﺳﻠﻮﺏ ﻣﺪﻗﻖ ﻋﻠﻤﻴﺎً .
ﻭﻳﺸﻴﺮ ﺍﻟﻤﺆﻟﻒ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﺗﺎﺭﻳﺦ ﺳﻮﺍﻛﻦ ﺷﻬﺪ ﺩﻭﺭﺍﺕ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻬﻀﺔ ﻭﺍﻟﺬﺑﻮﻝ ﻗﺎﺋﻼً : “ ﻟﻴﺴﺖ ﻫﺬﻩ ﺃﻭﻝ ﻣﺮﺓ ﺗﻤﻨﻰ ﻓﻴﻬﺎ ﺳﻮﺍﻛﻦ ﺑﺎﻟﻬﺮﻡ ﻭﺍﻟﺸﻴﺨﻮﺧﺔ – ﻳﻘﺼﺪ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ – ﺑﻞ ﻣﺮﺕ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻋﺼﻮﺭ ﻣﺘﻌﺎﻗﺒﺔ، ﻓﺘﺎﺭﺓ ﺗﻨﺘﻌﺶ ﻭﺗﻨﺎﻝ ﺷﻬﺮﺓ ﻭﺍﺳﻌﺔ ﻭﺃﺣﻴﺎﻧﺎً ﺗﺘﺪﻫﻮﺭ ﻭﺗﺼﺒﺢ ﺑﺎﻟﻴﺔ ﺍﻷﻃﻼﻝ .”
ﻭﻳﺮﺍﻓﻖ ﺳﻮﺍﻛﻦ ﺍﻟﺠﺰﻳﺮﺓ ﺍﻟﻤﻴﻨﺎﺀ ﺍﻟﺒﺤﺮﻱ ﺍﻟﻘﺪﻳﻢ، ﺍﻟﻤﻌﺮﻭﻑ ﻣﻨﺬ ﻋﺼﻮﺭ ﺑﻌﻴﺪﺓ، ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻨﺸﺄ ﻣﻴﻨﺎﺀ ﺑﻮﺭﺗﺴﻮﺩﺍﻥ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﻋﻠﻰ ﻳﺪ ﺍﻟﻤﺴﺘﻌﻤﺮ ﺍﻹﻧﺠﻠﻴﺰﻱ ﻓﻲ ﻣﻄﻠﻊ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﻌﺸﺮﻳﻦ ﻭﻳﺄﺧﺬ ﻣﻦ ﺳﻮﺍﻛﻦ ﺍﻟﺼﻴﺖ ﻭﺍﻟﺸﻬﺮﺓ .
ﻭﻳﺸﻴﺮ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﻤﺆﺭﺧﻴﻦ ﺃﻣﺜﺎﻝ ﺍﻟﺸﺎﻃﺮ ﺑﺼﻴﻠﻲ ﺇﻟﻰ ﺃﻥ ﻛﻠﻤﺔ ﺳﻮﺍﻛﻦ ﻫﻨﺪﻳﺔ ﻭﺗﻌﺮﻳﺒﻬﺎ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﺍﻟﺒﻴﻀﺎﺀ، ﺃﻭ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻷﻣﺎﻥ، ﻷﻧﻬﺎ ﺑﺤﺴﺐ – ﺿﺮﺍﺭ – ﻛﺎﻧﺖ ﺃﻭﻝ ﻣﻴﻨﺎﺀ ﻓﻲ ﺫﻟﻚ ﺍﻟﻮﻗﺖ ﺗﺼﻞ ﺇﻟﻴﻪ ﺍﻟﺴﻔﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﺍﻷﻗﺼﻰ .
ﻗﺎﻋﺪﺓ ﺗﺠﺎﺭﻳﺔ ﻭﺣﺮﺑﻴﺔ
ﻭﻗﺪ ﺍﺗﺨﺬ ﺭﻣﺴﻴﺲ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﻮﻟﻲ ﻣﻠﻚ ﻣﺼﺮ ﺳﻨﺔ 1415 ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩ، ﺳﻮﺍﻛﻦ ﻗﺎﻋﺪﺓ ﻷﺳﻄﻮﻟﻪ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﺮﺗﺎﺩ ﺛﻐﻮﺭ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺍﻷﺣﻤﺮ ﻭﺍﻟﻤﺤﻴﻂ ﺍﻟﻬﻨﺪﻱ ﻟﺘﺴﻬﻴﻞ ﺳﺒﻞ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﺑﻴﻦ ﺑﻼﺩﻩ ﻭﺍﻟﺸﺮﻕ ﺍﻷﻗﺼﻰ .
ﻭﻓﻴﻤﺎ ﺑﻌﺪ ﻟﻤﺎ ﺍﺳﺘﻮﻟﻰ ﻋﻠﻰ ﻣﺼﺮ ﺑﻄﻠﻴﻤﻮﺱ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ ﺍﻟﻤﺴﻤﻰ ﻓﻼﺩﻟﻮﻓﻮﺱ، ﺳﻨﺔ 285 ﻗﺒﻞ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩ، ﺃﺭﺳﻞ ﺍﻟﺒﻌﺜﺎﺕ ﻻﺳﺘﻜﺸﺎﻑ ﺳﻮﺍﺣﻞ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺍﻷﺣﻤﺮ، ﻓﻠﻤﺎ ﻭﺻﻠﺖ ﺳﻮﺍﻛﻦ ﺃﻋﺠﺒﺖ ﺑﻤﻮﻗﻌﻬﺎ ﻭﻛﺘﺒﺖ ﻟﻪ ﺑﺸﺄﻧﻬﺎ، ﻓﺄﺳﺲ ﻓﻴﻬﺎ ﺑﻄﻠﻴﻤﻮﺱ ﻣﺮﻛﺰﺍً ﺗﺠﺎﺭﻳﺎً ﻟﺤﺎﺻﻼﺕ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ ﻭﺍﻟﺤﺒﺸﺔ؛ ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺒﻄﺎﻟﻤﺔ ﻳﺴﺘﻮﺭﺩﻭﻥ ﻣﻦ ﺷﺮﻕ ﺇﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﺍﻟﺒﺨﻮﺭ ﻭﺍﻟﻘﺮﻓﺔ ﻭﺍﻟﻌﺎﺝ .
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺍﻟﺮﻭﻣﺎﻧﻲ ﺗﻀﺎﺀﻟﺖ ﻣﻜﺎﻧﺔ ﺳﻮﺍﻛﻦ ﺑﺤﻠﻮﻝ ﻋﺎﻡ 284 ﻣﻴﻼﺩﻳﺔ، ﻭﺣﺼﻞ ﺧﻼﻑ ﺑﻴﻦ ﻣﻠﻚ ﻗﺒﺎﺋﻞ ﺍﻟﺒﺠﺔ ﺍﻟﺴﻜﺎﻥ ﺍﻷﺻﻠﻴﻴﻦ ﻭﻣﻨﺪﻭﺏ ﻣﻠﻚ ﺍﻟﺮﻭﻣﺎﻥ ﺑﻤﺼﺮ، ﺑﺴﺒﺐ ﺍﺳﺘﻴﻼﺀ ﺍﻟﺮﻭﻣﺎﻥ ﻋﻠﻰ ﻣﻨﺎﺟﻢ ﺍﻟﺬﻫﺐ ﻭﺍﻟﺰﻣﺮﺩ ﻭﺍﻟﻶﻟﺊ ﺍﻟﺘﻲ ﺍﺷﺘﻬﺮﺕ ﺑﻬﺎ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺷﺮﻕ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ .
ﻭﻳﻜﺎﺩ ﻳﺨﺘﻔﻰ ﺫﻛﺮ # ﺳﻮﺍﻛﻦ ﻓﻲ ﻋﺼﺮ ﺍﻟﻤﻤﺎﻟﻴﻚ، ﻭﺗﻌﻮﺩ ﻣﻊ ﺍﻻﺳﺘﻌﻤﺎﺭ ﺍﻟﺒﺮﺗﻐﺎﻟﻲ، ﺣﻴﺚ ﻳﺮﺩ ﺫﻛﺮ ﺯﻳﺎﺭﺓ ﺍﻷﺳﻄﻮﻝ ﺍﻟﺒﺮﺗﻐﺎﻟﻲ ﻟﺴﻮﺍﻛﻦ ﻓﻲ ﺳﻨﺔ 1516 ﻣﻴﻼﺩﻳﺔ، ﻭﻓﻲ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﻛﺎﻧﺖ ﺟﻴﻮﺵ ﺍﻟﺴﻠﻄﺎﻥ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻲ ﺗﺘﻘﺪﻡ ﻫﻲ ﺍﻷﺧﺮﻯ ﺑﺎﺗﺠﺎﻩ ﺍﻟﺸﺎﻡ ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﻻﺣﺘﻼﻝ # ﺍﻟﻘﺪﺱ .
ﻭﺑﺤﻠﻮﻝ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺴﺎﺑﻊ ﻋﺸﺮ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩﻱ ﻓﻘﺪ ﻛﺎﻥ ﻳﺴﻜﻦ ﺟﺰﻳﺮﺓ ﺳﻮﺍﻛﻦ ﻣﺌﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺮﻙ ﻭﻳﻘﻴﻢ ﺑﻬﺎ ﺍﻟﺒﺎﺷﺎ ( ﺍﻟﻤﺤﺎﻓﻆ ) ، ﻭﻓﻖ ﺍﻟﻮﺛﺎﺋﻖ ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺨﻴﺔ، ﻭﻗﺒﻠﻬﺎ ﺗﺒﻌﺖ ﺳﻮﺍﻛﻦ ﻟﻤﻤﻠﻜﺔ ﻣﺤﻠﻴﺔ ﻋﺮﻓﺖ ﺑﺎﺳﻢ “ ﺑﻠﻮ ” ﺫﺍﺕ ﻃﺎﺑﻊ ﺇﺳﻼﻣﻲ، ﻭﻛﺎﻧﺖ ﻗﺪ ﺩﺧﻠﺖ ﻓﻲ ﻧﺰﺍﻋﺎﺕ ﻣﻊ ﺍﻷﺗﺮﺍﻙ .
ﻓﻲ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻲ
ﻭﻓﻲ ﺍﻟﻌﺼﺮ ﺍﻟﻌﺜﻤﺎﻧﻲ، ﻓﻘﺪ ﺃﺻﺒﺤﺖ ﺳﻮﺍﻛﻦ ﻗﺎﻋﺪﺓ ﺣﺮﺑﻴﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺒﺤﺮ ﺍﻷﺣﻤﺮ، ﻭﻛﺎﻥ ﻗﺪ ﺍﺳﺘﻮﻃﻨﻬﺎ ﻗﺒﻞ ﻗﺪﻭﻡ ﺍﻷﺗﺮﺍﻙ ﺧﻠﻴﻂ ﻣﻦ ﺗﺠﺎﺭ ﺣﻀﺮﻣﻮﺕ ﻭﺍﻟﻬﻨﺪ ﻭﺍﻟﺒﺮﺗﻐﺎﻝ، ﻭﻳﻮﺭﺩ ﺍﻟﺮﺣﺎﻝ ﺑﻮﺭﺧﻬﺎﺭﺕ 1813 ﻡ ﺃﻥ ﺃﺭﻛﺎﻥ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ ﺑﻬﺎ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﺍﻟﺤﺪﺭﺍﺏ، ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻫﻢ ﺳﻜﺎﻧﻬﺎ؛ ﻭﻫﻢ ﻓﻲ ﺍﻷﺻﻞ ﻣﻦ ﺣﻀﺮﻣﻮﺕ .
ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﻋﺎﺩﺕ ﺳﻮﺍﻛﻦ ﺑﻘﻮﺓ ﻟﺘﺼﺒﺢ ﻣﺪﻳﻨﺔ ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ ﺗﺮﺑﻂ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺸﺮﻕ ﻭﺑﻼﺩ ﺇﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ﻭﺍﻟﻤﺘﻮﺳﻂ، ﻭﻗﺎﻣﺖ ﻓﻴﻬﺎ ﺍﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﻛﺎﻻﺕ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻳﺔ، ﻭﻋﺒﺮﻫﺎ ﺻﺎﺭﺕ ﺍﻟﺒﻀﺎﺋﻊ ﺗﺼﻞ ﻣﻦ ﺍﻟﻬﻨﺪ ﻭﺍﻟﺼﻴﻦ ﺇﻟﻰ ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ، ﻭﻛﺎﻥ ﺍﻟﻘﺮﻥ ﺍﻟﺘﺎﺳﻊ ﻋﺸﺮ ﺍﻟﻤﻴﻼﺩﻱ ﻗﺪ ﺷﻬﺪ ﺍﻻﺯﺩﻫﺎﺭ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﻟﺴﻮﺍﻛﻦ، ﻭﻣﻦ ﺛﻢ ﺃﻧﺸﺄﺕ ﺑﺎﻟﻤﺪﻳﻨﺔ ﻋﻤﺎﺭﺓ ﻣﻤﻴﺰﺓ ﻻ ﺗﺰﺍﻝ ﺃﻃﻼﻟﻬﺎ ﻭﺍﻗﻔﺔ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻴﻮﻡ .
ﻭﻗﺪ ﻛﺎﻥ ﺍﻻﺯﺩﻫﺎﺭ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﻱ ﻭﺍﻟﻤﺸﻬﻮﺩ ﻟﺴﻮﺍﻛﻦ ﻓﻲ ﻋﻬﺪ ﺍﻟﺨﺪﻳﻮﻱ ﺇﺳﻤﺎﻋﻴﻞ ﺳﻨﺔ 1863 ﻡ ﻭﻫﻮ ﺃﻭﻝ ﻣﻦ ﻓﻜﺮ ﺑﺮﺑﻂ ﺍﻟﺴﻜﻚ ﺍﻟﺤﺪﻳﺪﻳﺔ ﺑﺎﻟﻤﻨﻄﻘﺔ .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق