الخميس، 26 أكتوبر 2017

في سابقة الأولي : أب يعرض (كليته) و(عينيه) للبيع في نفقة أبناء

أغرب قصص الطلاق بمحاكم الأحوال الشرعية (11)


..............................
الزوج يرفع دعوي قضائية لإسقاط حضانة الأطفال القصر
............................
جلس إليه : سراج النعيم
....................................
واصلت السيدة (شادية) أخت المهندس عبدالمطلب محمود طلب رواية القصة المؤثرة له مع القضية المحكوم فيها بنفقة لأبنائه، مؤكده أنه قرر أن يضع حداً للأزمة التي يمر بها، وذلك من خلال عرضه كليته وعينيه للبيع كسابقة أولي من نوعها في إيجاد الحل المتعلق بسداد (نفقة) الأبناء في القضية التي رفعتها في مواجهته زوجته السابقة.
وقالت : إن أخي يعاني معاناة كبيرة منذ أن بدأت هذه القضية حيث أن نوبات التشنج المزمنة تزداد يوماً تلو الآخر، ولم يعد قادراً علي الإحتمال، فالإنسان لديه طاقة محدودة ولا يمكنه تجاوزها بأي حال من الأحوال، ما حدا به أن يمضي نحو بيع كليته وعينيه، فهو لم يعد أمامه خيار آخر سوي أنه يفعل ما ذهب إليه رغماً عن إنه شرع في رفع عريضة دعوي قضائية يطالب فيها بإسقاط حضانة أبنائه من زوجته السابقة نسبة إلي أنها تزوجت بعد إنفصالها منه برجل أخر.
ماهي أسباب الطلاق بينهما؟
قالت : الإنفصال الذي حدث بينه وزوجته السابقة ناتج عن إصابته بمرض (الصرع) المزمن، والذي بدأ يتعمق فيه عقب إتمام مراسم الزواج بثلاثة أشهر، وهي الفترة الزمنية التي بدأت بعدها الخلافات، ومن ثم (الطلاق).
وأضافت وهي تبكي بحرقة شديدة، ودون أن تأبه بدموعها المتساقطة مدراراً قائلة : لم أعد قادرة علي دفع مبالغ (النفقة) التي قضت بها محكمة الأحوال الشرعية، فأنا كلما جمعت المبالغ لتسديدها اتفاجأ بأن أخي المشكو ضده يسقط علي الأرض بسبب (الصرع) المزمن، مما يؤدي إلي إصابته بجروح، الأمر الذي يستدعي إلي أن أسعفه علي جناح السرعة إلي المستشفي.
ماذا حدث؟
قالت : ها هو أخي يصر إصراراً شديداً علي أن يعرض كليته وعينيه للبيع حتي يتمكن من تسديد مبلغ النفقة وإغلاق هذا الملف نهائياً.
ما الخطوة التي أتخذت في إطار المحكمة؟
قالت : اضطر أخي إلي أن يرفع عريضة دعوي قضائية يطالب من خلالها بإسقاط حضانة أبنائه من زوجته السابقة بعد أن أصبحت في عصمة رجل آخر.
أين وصل في علاجه من المرض؟
قالت : مازال يعاني من المرض، وأصبح يخاف خوفاً شديداً من الأشياء، وفي كثير من الأحيان يهرب من الواقع الذي يركن إليه، مما قادني لإسعافه مثني وثلاث ورباع إلي الطبيب الذي يجري له الفحوصات ويشخص حالته الصحية، ثم يمنحه الأدوية التي يبدأ بموجبها التماثل للشفاء، والعودة إلي ممارسة حياته بشكل طبيعي، والتي أنجب في ظلها طفلاً من زوجته السابقة، ثم أختلف معها وبعد تدخل الأجاويد وتقريب وجهات النظر بينهما تعود إليه زوجته السابقة، ثم ينجب منها طفلاً ثانياً، إلا أنهما لم يستمرا علي ذلك النحو طويلاً لأن زوجته تركته مرة أخري ثم تعود إليه للمرة الثالثة، وينجب منها طفلاً ثالثاً، ثم انفصلت منه إنفصالاً نهائياً بعد أن أضحي كثير السقوط علي الأرض بسبب إصابته بمرض (الصرع(
ما الذي حدث بعد ذلك؟
قالت : بالإضافة إلي أنه مصاب بمرض (الصرع) المزمن، فإنه يدخل في بعض الأحيان في حالة (تشنج) من ناحية أطراف جسمه الشمالية إلي جانب أن لديه (وسواس)، وفقدان في الذاكرة، والناتج في نهاية المطاف أنه يواصل السقوط علي الأرض والإصطدام بها، مما يسفر عن ذلك إصابته بجروح في رأسه، ودائماً ما يتم خياطتها بعدد من (الغرز)، والغريب في الأمر أنه رغماً عما أشرت له إلا أنه يتذكر كل شيء قبل تاريخ إصابته بمرض (الصرع(
وتشير الوقائع التي ترويها شادية الي انه لا يتعاطي أي نوع من أنواع المكيفات، وهو إنسان رسمي جداً ويمضي في الطريق الصحيح الذي يؤدي في إطاره جميع صلواته في المسجد، ويشهد له بذلك كل الجيران في الحي الذي نقيم فيه، وهو شهم وكريم لذلك حفظه الله العلي القدير.
وأردفت : المهم أن طليقته رفعت في مواجهته عريضة دعوي قضائية لدي محكمة الأحوال الشرعية تطلب من خلالها نفقة لأبنائها، فأكدنا للقاضي أن أخي المشكو ضده لا يعمل في أي وظيفة، وعضدنا ذلك بشهادة من اللجنة الشعبية بالحي حيث منحتنا شهادة لمن يهمه الأمر تشير إلي أن المواطن (ع. ط) يتقاضي مبلغ (1050) جنيه كل سبعة أشهر، وذلك بمعدل (150) جنيه للشهر الواحد، وهذا بعد دراسة حالته المادية والأسرية، علماً بأنه من مواليد ذلك الحى، ونحن علي علم بحالته الصحية والنفسية.
كم النفقة المطلوبة؟ قالت : ألف جنيه لكل الأبناء شهرياً، علماً بأنه ظل يتلقي العلاج من مرض الصرع علي مدي (10) أعوام متصلة وذهبت به إلي السعودية ومناطق الشيوخ الذي يعالجون المرضي بالقرآن، ورغماً عن ذلك كله لم يتماثل للشفاء فبالأمس القريب سقط علي الأرض لدرجة أن رأسه (شج)، فقمت بإسعافه سريعاً إلي مستشفي (إبراهيم مالك(
وتابعت : فيما أفاد البروفيسور محمد النور عبدالرحيم إستشاري الطب النفسي- جامعة الخرطوم بأن المريض قد حضر إلي العيادة الطبية المتكاملة - قسم الطب النفسي، وهو يعاني من اضطرابات نفسية في صورة إكتئاب وهو يتلقي العلاج من يوم 3/1/2007م ولازال تحت العلاج من تاريخ استخراج هذه الشهادة 26/7/2011م، كما أكدت الدكتورة إعتدال أحمد ابوالعشر من المركز القومي لأمراض وعلوم الجهاز العصبي أنه يعاني من زيادة في نشاط كهرباء المخ (صرع)، مما اثر علي ذاكرته ويحتاج للعلاج والمتابعة الدورية.
واستطردت : المهم أن مولانا هيثم محمد إبراهيم قاضي محكمة الأحوال الشرعية (الشجرة) أصدر حكمه علي أخي (....) وفقاً لصيغة منطوق الحكم : (حكمت حضورياً علي المدعي عليه بنفقة لأبنائه الثلاثة مبلغ (500) جنيه شهرياً للطعام، وبدل كسوة كل أربعة أشهر مبلغ (300) جنيه، ونفقة تعليم حكومي حسب الفواتير وأجرة سكن مبلغ (200) جنيه، وتسري من يوم 29/12/2016م ، بينما تشهد المحكمة بأن المواطن (ع. ط) لديه تنفيذ مقيد بديوان محكمة الأحوال الشرعية مرفوع من زوجته السابقة في موضوع تنفيذ نفقة (بنوة)، ولقد أصبح المبلغ المطلوب من المدين حتي تاريخ شهر إبريل 2017م (5,200) جنيه، زائد رسوم المحكمة (260) جنيه، إذاً جملة المبلغ المطلوب (5,460) جنيه، وعندما تم إلقاء القبض عليه وإدخاله الحبس في التنفيذ سقط علي الأرض مما أدي إلي إصابته في الرأس فتم إطلاق سراحه بضمانتي، ثم استأنفت الحكم الصادر في مواجهته ليتم تحويل القضية إلي قاض آخر وأصبحت أسدد في ظله جزءاً من المبلغ المحكوم به (500) أو (600) جنيه كل عشرين يوم، ودفعي لتلك المبالغ تسبب في إيقافي للعلاج، ما قادني إلي أن أطلب المساعدة من الأهل والمنظمات الناشطة في العمل الإنساني، ثم كتبت طلب للمحكمة لتخفيض مبلغ الدفع إلي (500) جنيه حتي أستطيع أن أسدد من المبلغ القديم (500) جنيه، والجديد (500) جنيه، فرفض الطلب وصدر أمر قبض في مواجهة أخي الذي سقط علي الأرض فاسعفته إلي مستشفي (إبراهيم مالك)، وأثناء ما نحن في المستشفي تلقيت إتصالاً من إحدي المنظمات العاملة في الجوانب الإنسانية مؤكدة أنها ترغب في أن تدفع لي جزءاً من النفقة فقلت لهم سددوا المبلغ للمحكمة، وكان أن فعلوا، وما تبقي لا قدرة لي بدفعه حيث فرضت عليه المحكمة أن يدفع (600) جنيه شهرياً، ووفقاً لذلك اعطيت زوجته السابقة (300) جنيه، فرفضتها علي أساس أن أكمل المبلغ (600) جنيه، والـ (300) جنيه التي كانت بحوزتي عالجت بها أخي الذي سقط على الأرض فاصيب في رأسه بجرح.
بينما تساقطت دموعها مدراراً، دون أن تآبه بها، وهي تتساءل هل إنسان مريض في حالة أخي الذي يحتاج إلي العلاج بصورة مستمرة يمكنه أن ينفذ الحكم الصادر ضده بالدفع أو أن يدخل السجن (يبقي لحين السداد)، وهل يجوز له أن يكتب لي توكيلاً وهو فاقد الأهلية حتي انوب عنه في القضية المرفوعة ضده، وحتي أجد إجابة ذهبت إلي القمسيون الطبي فقالوا لي لا يمكن أن تكوني وصياً علي أخيك الذي إذا استمر في أخذ العلاج فإنه قد يصبح سليماً معافي، ولكن السؤال كيف يواظب علي ما أشار به الأطباء وهو مشتت ما بين المحكمة والعلاج وكل ما اتحصل عليه من مبالغ اضطر لدفعها في إطار الحكم الصادر في مواجهته، علماً بأن الزوجة السابقة وقبل أن تتزوج من رجل ثاني كانت اللجنة الشعبية توظفها وتأخذ بموجبها راتب شهري (700) جنيه، غير ذلك كان الجيران يتعاطفون مع الظروف التي كان يمر بها إذ أن أبنائه كانوا يتلقون تعليمهم (مجاناً) إلي جانب كسوتهم، إلا أنها ومنذ أن رفعت ضده قضيتها تم إيقاف ذلك الدعم، بينما أصبحت أنا أخته الكبري مجبورة علي الوقوف إلي جانبه في مأساته التي يمر بها، ثم دخلت في نوبة بكاء وهي تضيف : ما خليت ليهو حاجة علي مدي عشر سنوات، ومنذ رفعت فيه القضية وأضحي يسمع بالقبض عليه وإيداعه الحراسه يهرب خوفاً من ذلك بالإضافة إلي أن حالة السقوط علي الأرض تحدث معه شبه يومياً، هذه إشكاليتي فافيدوني ماذا أفعل؟.

ليست هناك تعليقات:

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...