..................................
من أصعب اللحظات علي الإنسان كيفية بداية مشروع جديد، فأنت حينما تبدأ في التنفيذ علي أرض الواقع فإن هنالك عقبات تواجهك، علي عكس انجازك له علي الورق، فكتابته بصورة جيدة وإقناع الأخرين به ليس نجاحاً، بل النجاح عندما تنجز المشروع علي أرض الواقع ولاترى فيه العين المجردة عيباً من العيوب التي نشهدها في مشاريع ولاية الخرطوم فالشيء الكبير يقنع الناس إلا بعد صبر والصبر الكبير تنتجه الإرادة.
عجزت كل محليات ولاية الخرطوم في إيجاد حلول ناجزة للإشكاليات التي ظلت تواجهها ابتداءاً من أزمة المواصلات والنفايات والخريف، وهذا يعود إلي أن معتمدي المحليات لا يبحثون عن الحلول الجذرية، وهكذا معظم المشاريع يتم إنجازها بعيداً عن مواصفات الجودة المطلوبة مما جعلها بلا قيمة وبالتالي أي عمل تنجزه يكون عملاً ناقصاً كالذي يجري الآن في موقف مواصلات الشهداء امدرمان إذ أن المحلية التفت إلي فتح مجري لتصريف مياه الخريف من الناحية الغربية، رغماً عن أنه مر علي إفتتاح المشروع شهور، أما ملحية الخرطوم فحدث ولا حرج فهنالك حفريات ومياه صرف صحي تمتزج بمياه الأمطار، وهذا أن دل علي شيء فإنما يدل علي أن ولاية الخرطوم تنجز المشروعات كبيرها وصغيرها دون تخطيط مستقبلي يبقي عليها امداً طويلاً من أجل الناس والمجتمع المغلوب علي أمره، وربما أصبح البعض يتعامل مع ما يتصل بخدماتنا، أن لا تحب لأخيك كما تحب لنفسك، هكذا أصبحنا بلا منطق بلا تخطيط.
وهنالك خطر اللافتات الإعلانية الضخمة التي بدأت في الإنتشار في شوارع ولاية الخرطوم بصورة مزعجة تطلب من حكومة الولاية تقنينها وفرض تأمين شامل علي الأطراف المستفيدة في حال سقوطها علي الممتلكات أو الأشخاص، خاصة وأنها أصبحت ممتدة في أغلب شوارع (الخرطوم) وعليه باتت تشكل خطراً قد تنجم عنه حوادث كالذي حدث يوم (الجمعة) بشارع النيل مع تقاطع (السيسي) حيث سقطت لوحة إعلانية ضخمة علي بعض السيارات.
يبدو أن اللوحات الإعلانية يتم إنشاؤها بدون مواصفات، وربما الهدف منها الكسب التجاري ولو كان علي حساب الأرواح والممتلكات وبالتالي تستخدم في جميع انحاء العالم لإرشادات الطرق والمخارج والمواقع الشهيرة والمؤسسات ومنافذ المدن الأخري، ولكن هنا تستخدم للكسب التجاري الرخيص، ولا توجد أي لوحات إعلانية للارشادات، فإذا جئت للخرطوم لأول مرة أو أنك كنت مغترباً لسنوات طويلة، فإنك لن تجد دليلاً يقودك إلي وجهتك مما يضطرك إلي السؤال أو أن تسير في الإتجاه الخطأ بدون أي إرشاد، حتي وأنت خارج من مطار الخرطوم فإن اللوحات الإعلانية تروج لبعض المنتجات التجارية في البلدان الأخري، وهي تكون في جانب الشوارع ومصغرة، السؤال الذي يفرض نفسه علي من تقع المسئولية الجنائية عندما تسقط اللافتات الإعلانية علي الأواح والممتلكات، بعد أن جعلت المحليات ولاية الخرطوم عبارة عن غابة من الحديد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق