الخميس، 10 أغسطس 2017

الدكتور التجاني إبراهيم يكتب حول غرق الطفل (المظفر) ببري

.................................
لقد سبقتنا إليها يا (المظفر) والحمد لله حمد الصابرين الذين إذا أصابتهم مصيبة قالوا إنا لله وإنا اليه راجعون، والحمد لله الذي يختص برحمته من يشاء والله ذو الفضل العظيم، نحمده وهو أهل للحمد كله بيده الموت والحياة، وما بينهما إمتحان وإبتلاء.
الحمد لله القائل : (وربك يخلق ما يشاء ويختار)، فالاختيار والاصطفاء والانتقاء هو سنة الله المدبر للأمور كلها ما علمنا منها وما لم نعلم فهو يخلق باختياره ويقبض باختياره، ويرفع باختياره ويخفض باختياره، وخلق
السماوات سبعاً واختار السابعة مكاناً للملأ الأعلى واصطفى رمضان من بين الشهور والجمعة من بين الأيام وليلة القدر من بين أخواتها من الليالي و(المظفر) من بين إخوته وعشيرته فللًه حمد الشاكرين لهذه النعمة التي يقول الله تعالى في الحديث القدسي الصحيح: (قبضتم فلذة كبد عبدي فلان؟، فيقولون نعم وهو أعلم به منهم، فيقول الله تعالى : (وماذا قال عبدي)؟، فيقولون حمدك واسترجع، فيقول تعالى : (ابنوا لعبدي بيتاً في الجنة وسموه بيت الحمد).
اللهم إنا قد استودعناك فلذة كبدنا (المظفر حاج آدم ) راضين بقضائك طامعين في ثوابك فاجعله شفيعاً وذخراً لنا مع الولدان المخلدون الذين إذا رأيتهم حسبتهم لؤلؤاً منثوراً.
معذرة اخوتي القراء في أن أبث حديثي هذا للمظفر الذي أناديه بـ(حركة) لكثرة حركته وحيويته في كل أوقاته، فبيننا حديث لم ينته رغم إيماني وصبري وما يبدو من جلدي فقد أفزعني مصابك (يا حركة) وكلمة المظفر (غرق) لم يستوعبها عقلي، فشرد وهام فلم تعد له القدرة علي التفكير والتخطيط بل ظل ساكناً وخاملاً يرصد ويصور المشاهد، ما شاهدته في عزائك لم اشاهده في حياتي قط فقد جاءنا قوم كثر وأناس كثيرون من نعرفهم ومن لا نعرفهم كلهم يحمل حزنه في طياته وبين حناياه، فمنهم من صمت وصبر ومنهم من بكى وانفجر وما بدلوا تبديلاً زملاء المدرسة ومجموعة المذاكرة (بوشي – شهد – عصماء) تائهون يبحثون عنك بين الجدران واستاذ (صابر حارسك تحت الكبري قايلك يمكن تقلع حي) المثنى وإبراهيم والبراء والسمؤال والحسنين حار بهم الدليل.
أما جدك الخواجة وعمو الصادق ما خلوا ليهم دمعة ما كبوها وحبوباتك مدينة ونورة وحياة يصًبِرن في الناس وكايسات البصبرن، وعماتك وخالاتك ما قدرت
اقابلن، أما بابا الشاذلي حزنان عليك وزعلان منك وقال حجزت مكانه في (حلة حمد) قلت ليه (لقد سبقك إليها حركة)، أما مشاهد جنازتك فكانت العجب العجاب احتشد لها الأصحاب والأغراب صلينا عليك صلاة الغائب بحشد لا مثيل له وأكرمنا الله تعالى بأن نصلي عليك حاضراً في جمع مهيب تقدمته العشيرة من أولاد الحاج بزعامة محجوب وآل الخواجة بزعامة جدك الشيخ الوقور وعزوتك آل حاج آدم يتقدمهم جدك أحمد وحسين وأنجالهم، عمك محمد سليمان والدسوقي وخالد الأصم وأسامة حلمي وحسن حيطة وعبد الرحمن الملك وود الجاك وحسن سليمان وانس (قلم) وصعيبة الشين ومحمد صديق وأخوه عوض شالوا البكاء ده شيل، والناس الشفتهم ونسيتهم، وما ذكرتهم ديل بسببك أنت ما خليت لينا عقل نفكر فيه ونذكر بيه.
أختم حديثي بأمك وأبوك أمك انت متواصل معاها وبتحكي عن شوفتها ليك من يوم فارقتها وقالت دفعتك في سبيل الله (المظفر ده أنا سبلته) أما أبوك ده والله حيًر الناس معاه لكن ظني إنه داسيك زي موية زمزم وتمر القنديل البفطر بيه كل خميس فهنيئاً له بهذا الافطار.
أخيراً ما أوصيك علي يمة تترسل ليها مع الولدان المخلدين بأكواب وأباريق وكأس من معين (فقد سبقتنا
إليها يا حركة أما كلامي معاك لسة ما كمل خليني ألاقيك (Face to Face)
عمك المكلوم التجاني
8/أغسطس/2017م

ليست هناك تعليقات:

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...