الخميس، 17 أغسطس 2017

سراج النعيم يكتب : دخولي غرفة مبارك البلال

.............................
كثيرون مروا علي الصحافة السودانية، منهم من ترجم أفكاره إلي واقع معاش يلتمسه القاريء في المكتبات والارشفة عبر الاسافير، وأمثال هؤلاء يمتلكون ناصية الكتابة، والتي خلدوا بها اسمائهم في سفر التاريخ، ومنهم بلا شك الأستاذ مبارك البلال الطيب المدير العام لصحيفة (الدار) الذي استطاع أن يؤسس لنفسه مدرسة صحفية مميزة في شكل التناول والطرح الذي ركزه في قضايا وهموم الناس البسطاء، واقتلع بما يكتبه من خلالها الرغبة الدفينة للكثيرين في إيجاد الحلول الناجزة للإشكاليات التي تعترض طريقهم خاصة الإنسانية منها.
لم يُعرف عن الأستاذ مبارك البلال مهادنة أو إنحناء أمام اعتي الرياح وذلك طوال مسيرته الصحفية الظافرة بالإنجاز تلو الآخر، ولا يعرف عنه نهائياً مبدأ التسامح مع الظلم، ونسبة إلي مواقفه هذه نجد أنه دفع ثمناً غالياً وباهظاً، لذلك لا يمكن الكتابة عنه دون التوقف عند شخصيته ذات الخاصية الفريدة المتميزة جداً في التحدي والإصرار والعزيمة والثبات، تجده بكل تلك الصفات حتي في أحلك الأوقات، ورجل بهذه المواصفات يستحق منا أن نهيئ له الأجواء المناسبة حتي يعود إلي أسرته الكبيرة والصغيرة ومكتبه وشارع صحيفة (الدار) الذي يفتقده كثيراً منذ أن تم إسعافه إلي مستشفي (فضيل)، نعم يفتقد حركته مجيئاً وذهاباً، وجلوساً مع ستات الشاي (سامية) و(كلتوم) ومداعبة زبائنهما بحب وإنسانية خاصة (راشد) المريخي المتعصب الذي يعمل في محل الغاز المجاور لمكاتب الدار مضافاً إليه (حسن نفحات) وصبي الأورنيش عبدالهادي الشهير بـ(ببلحة)، نعم كان يجلس قليلاً، ثم ينهض متوجهاً إلي بقالة (عبدالخالق) و(صديق)، لمناكفة أصدقائه أبشر رفاي، نادر حلفاوي، عمر بابكر، عمر علي عبدالله، فيصل صيام، نجاة صالح، ناهد أوشي وأخرين يبادلونه الحب بالحب، وكل من يعرفه يعرف جيداً أنه خلاق في الكتابة وخاصة عندما يكتب عن الغلابة وتشهد له مقالاته الصحفية الراسخة التي أحدثت ضجة غير مسبوقة، لا سيما أنه قد نقش اسمه في عالم الصحافة بأحرف من نور ، فضلاً عن أنه يحتاج منا الآن أن ندعو له المولي عز وجل أن يصبغ عليه كامل الشفاء لكي يعود إلينا وإلي عمله الذي مازال ينتظره بفارغ الصبر، اللهم اشفه بشفائك وداوه بدوائك شفاءاً تاماً حتي نجده يسطر بقلمه القوي كتاباته عبر (الكلام الساخن) وهو یرفل في أثواب من الصحة العافیة، اللهم أجعل صبره علي الإبتلاء ومعاناته مع المرض کفاره وطهر ورفع درجات عندك يا ذو الجلالة والإكرام يا علي يا قدیر.
عزيزي مبارك البلال الطيب أن الله سبحانه وتعالي إذا أحب عبداً إبتلاه، وعليه فإن المَرض هو ابتلاء، وهذا الإبتلاء يحتاج أن نفسح المجال لزيارتك حتي تشعر بأنك ما زالت عندنا بألف خير، أحمد الله إني شاهدت صديقي العزيز (بركة) بخير ولم أعد أخاف أو أنزعج عليك كما كنت بالأمس، والمسألة عندي كلها مسألة وقت وتعود بكامل صحتك وعافيتك.
أستاذي مبارك البلال الطيب لقد حثنا سيد البشرية صلي الله عليه وسلم علي زيارة المريض وذلك بحسب ما روي عنه أبي هريرة : (إن الله عز وجل يقول يوم القيامة يا ابن آدم مرضت فلم تعُدْني، قال : يارب كيف أعودك وأنت رب العالمين؟ قال : أما علمت أن عبدي فلاناً مرض فلم تعده، أما علمت أنك لو عدته لوجدتني عنده).
وبما إنني أحب أخي وصديقي مبارك البلال كنت حريصاً أن أزوره في المستشفي ظهراً وأن أدلف إلي غرفته مباشرة بعد أن أحسست أنه استعاد جزءاً كبيراً من صحته وعافيته، نعم وجدت نفسي يوم (الثلاثاء) مجبراً أن اطمئن علي (بركة) الذي دخلت غرفته فوجدت معه ابن خالته (خالد) وياسر مدير مكتبه، فنظرت إليه وقلت (الحمدلله) ها أنت تتحسن كثيراً، وحرصي الذي أشرت إليه نابع من أن الدراسات الصحية والنفسية أثبتت أن زيارة المريض تساعد في سرعة شفائِه وإستجابته للعِلاج، وتعتبر زيارته من الأمور التي تزيد من صحته النفسيّة وتُنْسيه آلامه، وقد وعد الله سبحانه وتعالى مَن يزور المريض بالأجر والثواب في الآخرة، فيما أخبرنا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلّم : (إن المسلم الذي يعود المريض ويخفف عنه، فإنه يكون في خُرْفَة الجنة ما دام موجوداً عنده، وعندما سأله الصَّحابة عمّا هي (خُرْفَة الجنة)، أجاب الرسول الكريم صلى الله عليه وسلَّم : (إنها جناها)، كما أن زيارة المريض تؤدي إلى توثيق صلات المحبة والود بين الناس، وبالتالي زيادة الروابط الاجتماعية التي من شأنها زيادة تماسك المجتمع مع بعضه البعض .

ليست هناك تعليقات:

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...