.....................................
من أصعب الأشياء علي الإنسان أن يكتب سطوراً عن إنسان أحبه وربطته به أواصر صداقة قوية علي الصعيد الشخصي قبل أن يكون قائده في العمل، وهو قائداً محنكاً، قائداً رشيدا، واستطاع أن يقود صحيفة (الدار) إلي الريادة، جاعلا منها الصحيفة الأوسع إنتشاراً والأعلي توزيعاً علي كل الصحف السودانية السيارة، ومنبع الصعوبة الذي أشرت له يكمن في خوفي من أن تكون شهادتي في الأستاذ مبارك البلال الطيب المدير العام للصحيفة مجروحة، ولكني عزئي الوحيد هو إنني أشهد الله العلي القدير إنني أكتب عنه هذه المادة بلا رياء، ولم يتخالجني ذلك الإحساس سالف الذكر، فهو يمثل عندي واجهة مشرفة للصحافة بصورة عامة والصحافة الاجتماعية بصورة خاصة والتي صبر صابر في ظلها مبتكراً أفكاراً وأبوباً جديدة في عالم الصحافة السودانية التي عمل في إطارها بكل وفاء وإخلاص وتجرد ونكران ذات، هكذا حقق النجاح تلو الأخر هو وزملاؤه في العمل الذي يجتهدون فيه نهاراً ليلاً لإنتاج صحيفة تحقق أهداف ترمي إلي خدمة الناس والمجتمع الذي منحها صك التميز، وذلك من واقع الدور المؤثر الذي لعبته فانجذب إليها المتلقي.
يعتبر الأستاذ مبارك البلال من الكوادر الصحفية التي تحمل كل معاني الفخر والإعزاز الذي جعله دون أدني شك زهو الشموخ والصمود والإنجاز الذي قاده إلي أن يصبح رائداً في تطوير الصحافة الاجتماعية في السودان، وعمل علي الإرتقاء بها نحو صحافة خدمية.
يعد الأستاذ مبارك من الكفاءات النادرة جداً في المجال الصحفي الاجتماعي والرياضي والثقافي والفني، مما حدا به أن يخلد اسمه بأحرف من نور، وعليه هاهو (بركة) كما يحلو لي منادته يبدأ مرحلة جديدة من حياته التي لا تنفصل عن عمله الصحفي، وذلك بخروجه من غرفة العناية المكثفة إلي غرفة وسيطة تشير إلي تحسن حالته الصحية (الحمدلله)، وهذا المرحلة من التقدم في العلاج تعود إلي أن سفر أخي وصديقي العزيز مبارك البلال حافل بالتحدي والإصرار المدبج بنياشين الصبر علي الإبتلاء، الصبر علي الشدائد، الصبر في أحلك الأوقات، وهي صفات لا تجتمع إلا في إنسان قيادي متميز مبدع متفرد مبتكر، هكذا ظل صامداً علي مدي سنوات وسنوات يقدم من خلالها خدماته للصحافة الاجتماعية والرياضية والثقافية والفنية مضاف إليها الإنسانية الجليلة التي يقدمها بحب كبير للآخرين دون كلل أو ملل، لدرجة أنه أصبح نجماً يتلألأ في سماوات السودان، نعم نجماً مرصعاً بأفكاره النيرة وإبتكارته المتجددة التي جعلت منه أحد (إيقونات الصحافة في السودان.(
تعلمت استاذي وحبيبي مبارك البلال الطيب الكثير في مجال الصحافة الاجتماعية والإستقصائية حتي أنه أصبح أبرز رموزها المعاصرة، وألمع نجومها الذين يعملون في علي مدار الـ(24) ساعة مضيئاً للقاريء إضاءات ملء بالأمل والتفاؤل بالحياة مجتاحاً به عوالم لم يكن الناس يتوقعونها، فهو أحد مؤسسي الصحافة الاجتماعية في السودان وتقلد في إطارها منصب رئيس تحرير صحيفة (الدار) وهو مازال في ريعان شبابه، مما جعله بطلاً لكل قصة من قصص النجاح، ولم يتوقف نجاحه عند الصحافة، بل تعدهم إلي إصدار عدد من المؤلفات الصحفية التي أحدثت ضجة في المكتبات السودانية، هكذا تميز (بركة) بعشقه اللامحدود للنجاح والإنجياز له تماماً لأنه يؤمن إيمان قاطع بأن النجاح حليف كل إنسان مجتهد، هكذا عشق روح العمل مع الفريق الذي يعاونه في إخراج الصحيفة للجمهور، هكذا قبل التحدي موضحا الرؤية بالإيمان بالرسالة الصحفية والإعتراف بالتباين في الرؤي والإفكار والتمسك بالقيم والأخلاق الأصيلة والإلتزام بالمهنية العالية والحرص علي النزاهة والأمانة لتحقيق أهداف رسالية سامية، وبركة الذي اعرفه حق المعرفة يؤمن بروح النقاش الهادف والحوار البناء، ويراهن نجاح العمل علي التحفيز، وهذا هو ديدنه الذي يشهد له به كل العاملين في صحيفة (الدار)، ومع هذا وذاك يتسم بالوضوح مع الاحتفاظ بالطموح والاستقامة مع الابتسامة الممزوجة بفهم وحذاقة بين اللين والصرامة، وهو دائماً ما تحتفي به جلسات المدينة اينما حط رحاله حيث تزدان به المنابر وتشهد له الأوساط الرياضية وصروح التعليم والصحة والإنسانية ومنظمات المجتمع المدني وكل من طرق بابه محتاجاً يجده إنساناً بكل ما تحمل هذه الكلمة من معني.
إن ما ذهبت إليه مجرد سياحة قصيرة في سفر الأستاذ الإنسان مبارك البلال الطيب الذي أن كتبت عنه مجلدات لن أفيه ولو جزءاً يسيراً مما قدمه لي في بلاط صاحبة الجلال وللناس والمجتمع لذا اردت أن أحيط المتلقي بأبعاد شخصيته الفريدة والمتميزة لمن يفهمه جيداً، لقد سعي من كتبوا عنه سبر أغوار شخصبته وصوروها كما هي في إنسانيته وحب الخير للأخرين، نعم هذا هو مبارك الذي أصبح قبلة للمساكين والفقراء الذين يطرقون بابه بجراة لعلمهم بأنه سيقدم لهم الخدمة التي قصدوه فيها حتي أنه بات ملء السمع والبصر في كل أوساط مجالس المدينة، لذا حينما ترغب في الكتابة عن أستاذ في قامة مبارك البلال الطيب فإن الكلمات تضيع والأفكار تتداخل مع بعضها البعض.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق