الثلاثاء، 22 أغسطس 2017

أغرب قصص الطلاق من محاكم الأحوال الشرعية (5)

..............................
طلاق برسالة هاتفية وآخر غيابياً وشاب يطلق زوجته علي مراحل
...............................
سيدات أصبحن معلقات لا مطلقات ولا أرامل ازدحمت بهن المحاكم
...............................
وقف عندها : سراج النعيم
...................................
ازدحمت أروقة محاكم الأحوال الشرعية بالعديد من قضايا الطلاق التي لم تعد سراً، بل أصبحت في العلن، ومن قصصها الغريبة قصة الزوجة التي تقطن الخرطوم، وهي قصة تحمل بين طياتها مواعظ وعبر للذين ينجرفون وراء ذلك التيار الذي أصبح شائعاً في السودان لعدة أسباب لدرجة أنه وصل إلي مرحلة لا يمكن أن يتصورها عقل الإنسان، منها قصة السيدة التي قالت : كنت قبل اليوم أخاف من طرح قصتي للرأي العام للقيود المجتمعية التي تكبل كل الأرامل في السودان رغماً عن أن قضاياهم لم تعد سراً كما كانت في قديم الزمان، فأنا وصلت خصوصياتي إلي محكمة الأحوال الشرعية التي كنت أذهب إليها برفقة محامي ضليع في القانون بعد أن وقع اختياري عليه بعناية فائقة حتى لا تكون قضيتي خاسرة رغماً عن أن في أسرتي عدد من المحامين، المهم أنني كنت أذهب إلي المحكمة، وأظل منتظرة في باحتها مثلي مثل الكثير من السيدات الأخريات اللائي يمرن بنفس معاناتي، وأولئك السيدات من بينهن من هاجر زوجها مغترباً بالسنوات الطوال دون أن تعرف عنه شيئاً أو عنواناً، أي أنهن أصبحن معلقات لا مطلقات ولا أرامل.
وأضافت : دائماً أتوجه إلي المحكمة في الزمان والمكان المحددين، وأنتظر أن ينادي عليّ حاجبها حتى أتمكن من الوقوف أمام القاضي، عموماً تزوجت زوجي المغترب بعد إتمام مراسم الزفاف عن حب ورغبة كبيرين خاصة وأنه من أهلي، وعندما اكتملت قصتنا بالزواج فكر في الأغتراب رغماً عن أنه كان يعمل في وظيفة كبيرة في إحدى الشركات الخرطومية الشهيرة، إلا أنه آثر أن يشد الرحال لدولة خليجية دون أن يصطحبني معه، وفي بداية أيامه هناك كان يراسلني، بالإضافة إلي أنه كان يحول لي بعض المبالغ مع وعود منه أنه في حال أستقر في عمله سيرسل لي إقامة لكي الحق به، وهكذا استمرت وعوده شهراً تلو الآخر إلي أن انقطعت أخباره عني نهائياً، ولم أعد أعرف عنه شيئاً أو عنواناً يمكن أن أتواصل به معه، وبما أن هنالك صلة قرابة تربطني به سافر أحد أقاربي إلي الدولة الخليجية بحثاً عنه، إلا أنه لم يعثر له علي عنوان.
ومضت : بعد تقصي دقيق جداً اكتشفت أن وراء اختفائه سراً كبيراً، وهذا السر تمثل في أنه تزوج هناك وقرر أن يقطع كل ما يربطه بنا.
وتسألت ماذا أفعل؟، ثم ردت علي نفسها قائلة : من قصتي هذه أطرح سؤالي علي أهل الاختصاص في الشرع والقانون ما هو الوضع الواجب عليّ إتباعه في مثل حالتي هذه؟، علماً بأنني مازلت في حباله وعندما عرضت قضيتي علي المحامي، قال : (طالما أنه كان يرسل لك مبالغ مالية من هناك فأنه زوجك، أما إذا لم تستلمي منه مبالغ مالية ولا يراسلك فأنه من حقك أن تطلبي منه الطلاق غيابياً.
المشهد الثاني
ويتمثل المشهد الثاني في قصة شاب يمتهن المجال الفني، وهي من القصص الجديرة بالمتابعة لما صاحبها من تداعيات وسيناريوهات.
حيث قال : تزوجت قبل سنوات، ثم أنجبت منها أربعة أبناء أثنين ذكور وأثنين إناث، ثم بدأت تدب بيننا الخلافات إلي أن حدث بيننا الطلاق علي مراحل وصلت إلي ثلاث طلقات بائنه، وآخرها في ذلك العام حيث سبقتها مشكلة بعدها دخلت في قضية حيث رفعت زوجتي ضدي عريضة دعوي لدي محكمة الأحوال الشرعية والتي قضت بالحكم عليّ بالغرامة (750) جنيه في حال عدم الدفع السجن لمدة شهرين، وكان أن نفذت أمر المحكمة، ثم ذهبت إلي أقرب مأذون بالمنطقة واستخرجت منه قسيمة الطلاق، وسلمتها إلي من يهمه الأمر.
واسترسل : وبما أن الطريق بيني وزوجتي السابقة أصبح طريقاً مسدوداً، رفعت عريضة دعوي قضائية لدي المحكمة المختصة لحضانة أبنائي الذكور، وكان أن أصدر القاضي قراراً يقضي بتسليمي الأبناء.
وتشير وقائع القصة التي يرويها المشكو ضده قائلاً : رفعت طليقتي عريضة دعوي لدي محكمة الأحوال الشرعية تطلب من خلالها نفقات تشتمل علي نفقة عدة (1500) جنيه لمدة ثلاثة أشهر، نفقة بنوة (800) جنيه شهري، نفقة كسوة (600) جنيه كل أربعة أشهر، (150) جنيه أجرة سكن شهري، ونفقة حضانة (250) جنيه، نفقة علاج حسب الفواتير، فيما طلب محاميها نفقة مؤقتة (800) جنيه شهرياً إلي حين صدور الحكم الذي أشار إلي أنني لا أعول إلا نفسي.
ومضي : أنكرت عدم الإنفاق بدليل أنني كنت أنفق علي أبنائي حتى تاريخ الإنفصال، وأنكرت أنني أمتلك محلاً يعمل في المجال الفني، بالإضافة إلي نفقة العدة لخروجها من منزل الزوجية وإقامتها بمنزل أسرتها.
المشهد الثالث
بينما حدثني رجلاً بأن زوجته من النوع العنيد ﺟﺪﺍً، ولا يدري ماذا تريد منه أو كيف يمكنه إرضائها، فهي تعاكسه في كثير من الأمور ولا تتماشي معه إلا إذا توافق ما يقدم عليه مع مزاجها، وعندما يطلب منها أن تخدمه تقول له : (هل تزوجتني من أجل ذلك؟)، ثم تبدأ في رفع صوتها ظناً منها أن رفع الصوت يخيف الزوج، ومضي لقد كرهت هذه المعاملة التي تنتهجها زوجتي، وبالتالي ظللت في بحث دائم عن كيفية إيجاد الحل الجذري لهذه المعضلة، وأخيراً قررت أن أتعلم تصفح الإنترنت الذي عرفت الكثير عنه خلال أسبوع، وعليه بدأت أبحث فيه علي مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإسلامية عسي ولعل أجد حلاً، وأنا أخوض غمار تلك الرحلة البحثية ﻭﻗﻊ في ﻧﻈﺮﻱ بالصدفة ﻣﻮﺿﻮﻉ يتناول حكم الانفصال بغير نية الطلاق فقلت في قرارة نفسي ربما أجد في هذا الموضوع حلاً، وعندما توغلت فيه خرجت منه بخلاصة ما يلي : ﺇﺫﺍ قدر للزوج وكتب رسالة لزوجته مفادها (أنت طالق) عبر الهاتف السيار أو البريد الإلكتروني أو إلي أخره من وسائل التواصل، فهذا الأمر يعود إلي نيته وقت الكتابة ، ﻓﺈﻥ كان ينوي الإنفصال، وقع الطلاق علي زوجته، وإذا كتب لها كلمة أنت طالق ولم تكن هذه نيته، فجاء الرد لقول ﺍﺑﻦ ﻗﺪﺍﻣﺔ ﺭﺣﻤﻪ ﺍﻟﻠﻪ : (ﻭﻻ ﻳﻘﻊ اﻟﻄﻼﻕ ﺑﻐﻴﺮ ﻟﻔﻆ ﺍﻟﻄﻼﻕ ﺇﻻ ﻓﻲ ﻣﻮﺿﻌﻴﻦ : ﺃﺣﺪﻫﻤﺎ : ﻣﻦ ﻻ ﻳﻘﺪﺭ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻜﻼﻡ، ﻛﺎﻷﺧﺮﺱ ﺇﺫﺍ ﻃﻠﻖ ﺑﺎﻹﺷﺎﺭﺓ، ﻃﻠﻘﺖ ﺯﻭﺟﺘﻪ، ﺍﻟﻤﻮﺿﻊ ﺍﻟﺜﺎﻧﻲ : ﺇﺫﺍ ﻛﺘﺐ ﺍﻟﻄﻼﻕ، ﻓﺈﻥ ﻧﻮﺍﻩ ﻃﻠﻘﺖ ﺯﻭﺟﺘﻪ)، ﻭﺑﻬﺬﺍ ﻗﺎﻝ ﺍﻟﺸﻌﺒﻲ، ﻭﺍﻟﻨﺨﻌﻲ، ﻭﺍﻟﺰﻫﺮﻱ، ﻭﺍﻟﺤﻜﻢ، ﻭﺃﺑﻮ ﺣﻨﻴﻔﺔ، ﻭﻣﺎﻟﻚ، ﻭﻫﻮ ﺍﻟﻤﻨﺼﻮﺹ ﻋﻦ ﺍﻟﺸﺎﻓﻌﻲ، ﻭﺇﻥ ﻛﺘﺐ ﺑﻼ ﻧﻴﺔ ﺍﻟﻄﻼﻕ، ﻟﻢ ﻳﻘﻊ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﺠﻤﻬﻮﺭ، ﻷﻥ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﻣﺤﺘﻤﻠﺔ، ﻓﺈﻧﻪ ﻳﻘﺼﺪ ﺑﻬﺎ ﺗﺠﺮﺑﺔ ﺍﻟﻘﻠﻢ، ﻭﺗﺠﻮﻳﺪ ﺍﻟﺨﻂ، ﻭﻏﻢ ﺍﻷﻫﻞ، ﻣﻦ ﻏﻴﺮ ﻧﻴﺔ ـ ﺍﻧﺘﻬﻰ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻐﻨﻲ ﻭﻗﺎﻝ ﻓﻲ ﻣﻄﺎﻟﺐ ﺃﻭﻟﻲ ﺍﻟﻨﻬﻰ ﻓﻠﻮ ﻗﺎﻝ ﻛﺎﺗﺐ اﻟﻄﻼﻕ : ﻟﻢ ﺃﺭﺩ ﺇﻻ ﺗﺠﻮﻳﺪ ﺧﻄﻲ، ﺃﻭ ﻟﻢ ﺃﺭﺩ ﺇﻻ ﻏﻢ ﺃﻫﻠﻲ , ﻗُﺒﻞ، ﻷﻧﻪ ﺃﻋﻠﻢ ﺑﻨﻴﺘﻪ، ﻭﻗﺪ ﻧﻮﻯ ﻣﺤﺘﻤﻼً ﻏﻴﺮ ﺍﻟﻄﻼﻕ، ﻭﺇﺫﺍ ﺃﺭﺍﺩ ﻏﻢ ﺃﻫﻠﻪ ﺑﺘﻮﻫﻢ ﺍﻟﻄﻼﻕ ﺩﻭﻥ ﺣﻘﻴﻘﺘﻪ ﻻ ﻳﻜﻮﻥ ﻧﺎﻭﻳﺎً ﻟﻠﻄﻼﻕ . ﻭﻗﺮﺃﺕ ﺃﻳﻀﺎً ﻓﺘﺎﻭﻯ ﻛﺜﻴﺮﺓ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻭﻋﻠﻰ ﺳﺒﻴﻞ ﺍﻟﻤﺜﺎﻝ ﻻ ﺍﻟﺤﺼﺮ ﺍﻟﻔﺘﻮﻯ.

ليست هناك تعليقات:

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...