.............................
رئيس الوزراء العراقي يمنح السوداني (موسي) الجنسية العراقية
.......................
الموصل/ الخرطوم : سراج النعيم
...................................
القت السلطات العراقية القبض علي أفراد من الشرطة الإتحادية بتهمة الإعتداء علي السوداني (موسي بشير آدم)، وتم نقلهم من مدينة (الموصل) بطائرة هيلكوبتر إلي العاصمة العراقية (بغداد) للتحقيق معهم حول الإعتداء الوحشي الذي كشفه مقطع الفيديو الذي تم تداوله علي نطاق واسع ووجد سخطاً وغضباً من السودانيين والعراقيين.
وقال مصدر لـ(الدار) : إن القبض علي الجناة تم بتوجيه رسمي ومباشر من السيد حيدر العبادي رئيس الوزراء العراقي، وذلك بعد أن أهان أفراد من الشرطة الإتحادية العراقية كرامة (موسي بشير) الذي ظل مقيماً في العراق منذ أكثر من (25) عاماً، وتأتي هذه الخطوة التي أتخذتها الحكومة العراقية عقب إنتشار مقطع الفيديو المؤثر الذي أظهر السوداني (موسي بشير) يتعرض للتعذيب والأذي الجسدي، وهذه الإجراءات المتخذة من الحكومة العراقية تهدف إلي أن تكون عظة وعبرة لمن ينتهك حقوق الاخرين دون ذنب اقترفوه.
وفي ذات السياق روي لـ(الدار) السوداني (موسي بشير) قصة التعذيب والأذي الذي تعرض له في العراق، وذلك بعد أن حقق مقطع الفيديو الشهير إنتشاراً واسعاً علي السوشيال ميديا، وتناولته مختلف وسائل الإعلام.
في البدء متي دخلت العراق وماذا تعمل فيها؟ قال : في العام 1986م، وكنت أعمل (اسكافي) في مدينة (الموصل) في منظمة (باب الطوب) وظللت أعمل طيلة تلك الفترة التي تعرفت من خلالها علي معظم أهالي المنطقة، وأسكن في ذات الوقت بالقرب من مكان عملي في شقة تقع في شارع (خالد بن الوليد)، وأيضاً في (باب الطوب)، وهذه الشقة كان يقيم فيها في وقت سابق بعض طلاب العلم السودانيين في تسعينيات القرن الماضي.
كيف بدأت قصتك مع أفراد قوات الشرطة الإتحادية العراقية؟ قال : تعرضت للإعتداء عندما داهمت قوات عراقية كبيرة مدينة (الموصل) في الرابع من شهر يوليو 2017م، حيث تعرضت في تلك الأثناء إلي الإصابة بطلق ناري في رجلي اليمني من أحد أفراد القوات العراقية، وذلك أثناء صعودي للشقة حيث طلب مني إحضار حاجاتي، فيما كانت القوات المعنية أسفل العمارة، وبعدها داهمت القوات العراقية شقتي واستولت علي مبلغ (15000) دولار أمريكي، وهي كل ما أملك من حصاد غربتي طوال السنوات التي قضيتها في العراق.
وماذا بعد التعذيب؟ قال : تم نقلي بعربة اسعاف عسكرية إلي منطقة (وادي حجر) حيث يوجد فيها المستشفي العسكري، ومن ثم إلي منطقة (حمام العليل) ثم تضميض جراحي وإعادتي مرة أخري إلي مدينة (الموصل).
كيف أنت الآن؟ قال : أنا بخير وأتمتع بحالة صحية جيدة وروح معنوية عالية للوقفة السودانية والعراقية الرسمية والشعبية القوية التي جعلتني اتجاوز المحنة التي كنت أمر بها، لذا أشكر الحكومة العراقية ممثلة في السيد حيدر العبادي رئيس الوزراء والسيد قاسم الأعرجي وزير الداخلية العراقية، والحكومة السودانية ممثلة في البروفيسور إبراهيم غندور وزير الخارجية والسيد محمد عمر سفير السودان بالعراق، وكل العاملين بالسلك الدبلوماسي بالسفارة، وأبناء الجالية السودانية الذين حرصوا علي زيارتي للإطمئنان علي حالتي الصحية.
واستطرد : عدت إلي مخدمي العراقي الذي أعمل معه أكثر من خمسة وعشرين عاماً، كما أن السفارة السودانية بالعراق أكدت متابعتها مع السلطات العراقية الخطوات التي ستتخذها لإجراء التحقيق بشأن الحادثة وتقديم المتورطين الذين القي القبض عليهم للعدالة.
كيف أفرج عنك أفراد الشرطة العراقية الذين عذبوك؟ قال : تم الإفراج عني بعد الإتصال بصاحب العقار العراقي الذي استأجر منه الشقة، ليتم علي خلفية ذلك إسعافي لتلقي العلاج بالمستشفى العسكري بمدينة (الموصل).
وعن أين هو الآن؟ قال : أتواجد حالياً في شقة أحد جيراني العراقيين.
وحول الإصابة في رجله اليمني؟ قال : تعرضت رجلي اليمني للكسر بعد أن أطلق علي أحد الجناة العراقيين طلقاً نارياً، وهذا الطلق الناري سبق عملية تعذيبي، فيما لم يعتدِ الجناة على مصري الجنسية يسكن معي بالشقة، واكتفوا بمصادرة أمواله فقط.
وقال : العراقيون اعتدوا علي بالضرب إلي أن كسروا رجلي، وأدخلوني المستشفى بعد مداهمة شقتي نتيجة للحرب الدائرة في مدينة (الموصل) بين السلطات العراقية الرسمية وتنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، وما لا يعلمه من ارتكبوا في حقي الجريمة هو إنني مقيم في العراق بصورة رسمية منذ زمن طويل.
وماذا ؟ قال: بعد أن عذبوني كنت مذهولاً مما يجري معي أكثر من إنني كنت أحس بالألم الذي كان جلادي يحاولون أن يتركوا اثاره علي جسدي، وحينما سألوني من اين أنت؟ قلت لهم بكل فخر واعزاز (أنا سوداني) فالتاريخ يشهد للشعب السوداني بالشجاعة والفراسة والجسارة، هذه الصفات جعلتني لا أدع الجناة يكسرون كبريائي، بل كنت أنظر إليهم بكل احتقار وحرقة خاصة عندما اشعل احدهم (الزناد) وبدأ يحرق به تارة في شعر (الدقن)، وتارة أخري في شعر (الرأس).
فيما سبق وأبلغت الخارجية السودانية، القائم بأعمال سفارة العراق في الخرطوم، احتجاجها رسمياً على ما تعرض له المواطن السوداني (موسى بشير) من تعذيب وإيذاء جسدي بعد خروجه من مستشفى تلقي فيه العلاج بعد إصابته بطلق ناري خلال مواجهات بين جماعات مسلحة في العراق.
من جانبه ابلغ السيد قاسم الأعرجي وزير الداخلية العراقي يوم السبت الموافق 29/7/2017م السوداني (موسي بشير) بأن السيد حيدر العبادي رئيس وزراء العراق منحه الجنسية العراقية، وذلك بعد أن أظهر مقطع فيديو مؤثر السوداني (موسي بشير) وهو يتعرض للتعذيب والأذي على يد الشرطة الاتحادية العراقية في مدينة (الموصل)، عقب دحر قوات تنظيم الدولة الإسلامية منها.
وأفادت مصادر مطلعة، أن الأعرجي وصل يوم السبت إلى مدينة الموصل لزيارة السوداني موسى بشير آدم الذي تعرض للضرب من قبل قوات الشرطة الاتحادية في المدينة.
وأضاف المصدر : إن الوزير اتصل بالسفير السوداني وقدم اعتذار الحكومة بشأن تعرض آدم لاعتداء، مشيراً إلي أن الأعرجي أبلغ السوداني (موسي بشير) بقرار السيد حيدر العبادي رئيس وزراء العراق القاضي بمنحه الجنسية العراقية.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق