الاثنين، 22 مايو 2017

أسرتي بـ(التبني) وضعت لي الدبابيس في (فراشي) واكنس المنزل وأغسل الملابس

الدار تروي قصص مؤثرة حول الإنجاب خارج مؤسسة الزواج (2)
...............................
حينما لجأت لوالدتي بـ(التبني) انقلبت عليّ بشكل لم أضعه في حساباتي
...........................
جلس إليها : سراج النعيم
...............................
تواصل (الدار) تفجير المفاجآت المدوية حول قضية السيدة المتجددة التي كشفت تطورات جديدة حدثت معها، فالرياح لا تأت بحسب ما تشتهي سفنها، فهي أنجبتها والدتها بـ(التبني) في منتصف تسعينيات القرن الماضي خارج مؤسسة الزواج الشرعي، ولم تتوقف المصائب المتتالية علي السيدة الصابرة علي هذا الإبتلاء، فبالإضافة إلي ما ذهبت إليه في معرض تناولها لهذه القصة الواقعية، فقد اضطر زوجها إلي تطليقها طلقة بائنة لعدم وجود أسرة تضمها إلي نسبها، مبرراً موقفه هذا بالخوف من المصير المجهول الذي ينتظر الأبناء الذين أنجبهم منها، والذين سينجبهم منها في المستقبل، وقد أسقطت مولوداً قبل فترة.
وقالت وهي تبكي بحرقة شديدة : هل تصدق أن أسرتي بـ(التبني) احتضنتني شهراُ بعد وفاة عائلها، وخلال هذا الشهر تعرضت لمضايقات من الأبناء الذين ظنوا إنني سوف أرث معهم، لذا وضع الأناث لي الدبابيس في (فراشي)، ويدعوني (أكنس) المنزل و(أغسل) الملابس و(أطبخ) الطعام، أما والدتي بـ(التبني) فقد ضاقت بي ذرعاً، مما حدا بها طردي وأطفالي من منزلها، فسألتها ما ذنبي كون إنني انجبت خارج مؤسسة الزواج الشرعية فلم أجد منها رداً، فوجهت السؤال لنفسي لماذا أتعرض لكل هذه الإنتهاكات اللا إنسانية واللا أخلاقية بربكم أخبروني ما ذنبي أنا التي أكتشفت بشكل مفاجئ إنني لا أنتمي لأسرة هذه السيدة التي نشأت وترعرعت في كنفها، وذلك بعد أن طرق أذناي همساً من بعض السيدات في حفل زفاف إنني لا أنتمي للأسرة التي ربتني، ومن هنا تأكد لي بما لا يدع مجالاً للشك إنني نتاج ثمرة الخطيئة ولا أمت بصلة نسب إلي الأب والأم بـ(التبني) واللذين ظلا يطوقاني بكل الحب والحنان طوال السنوات الماضية، وهو الأمر الذي أدخلني في دوامة التفكير العميق، فلم أكن أتصور أن تنتهي بي الحياة علي هذا النحو الذي أضحيت في ظله سيدة مشردة بلا مأوي بلا أسرة وبلا زوج، فكم تمنيت أن أموت قبل أن يصل بي الأمر إلي هذا الطريق المسدود، وكم تمنيت ألا أعرف هذه الحقيقة المرة حتى لا تنقلب حياتي عقباً علي رأس.
واسترسلت : لقد عانيت ما فيه الكفاية ولست علي إستعداد أن أعاني المزيد لأن قلبي كاد أن يتوقف عن النبض، وأن مشاعري وأحاسيسي تبلدت، ولم أعد أدري ماذا أفعل حيال هذه المصيبة التي ألمت بي بصورة مفاجئة؟، بينما كنت ومازلت أسأل نفسي باستمرار من أي الثمار نبعت، ومن الذي بذر هذه البذرة خارج الرابط الشرعي، وما هي الكيفية التي تحملت بها والدتي كل هذا الابتعاد والي أخره ؟.
وحول موقف والدتها بـ(التبني) قالت : هي أيضاً مضت في نفس سياق أبنائها بقولها : (أنت لست أبنتنا، ولن نقر بك لأنك ليست ابنة زوجي المتوفى، بل أنتي إبنة الحبشية، وأنا وجدتك علي قارعة الطريق)، وطالما أنهم يبيتون النية لطردي من منزلهم، فلماذا تبنوني ومنحوني إثبات نسبي من والدتي بـ(التبني)، وها أنا أجد نفسي في مهب الريح، ولا أدري لمن الجأ لأنني حينما لجأت لوالدتي بـ(التبني) انقلبت عليّ بشكل لم أضعه في حساباتي من قريب أو بعيد وهي تقول : (يا بنت .....) الأمر الذي جعل الدنيا تظلم في عيني، ولم أعد أعرف ما الذي أفعله في ظل هذا التوهان الذي لا أملك معه مأوي ما عكس صورة تجردت معها كل الأحاسيس والمشاعر الإنسانية التي ألقت بي في أحضان الخوف الذي نتج عن الخوف من الفضيحة .
وتستأنف الحكاية وهي تذرف الدموع مدراراً دون أن تأبه بها أو تسعي إلي مسحها بطرف الثوب الذي كانت ترتديه قائلة : هذه التفاصيل والسيناريو أديا بي إلي الحزن، وأي حزن هو الذي تملكني حيث قادني إلي طرح التساؤلات التي تسيطر علي مخيلتي ماذا أفعل الآن بعد أن تخلي عني الجميع، وماذا ينتظرني غداً وأنا علي حافة الهاوية، وما هي الإجابة التي أجيب بها علي أبنائي في المستقبل، وفي ظل بحثي عن هويتي المسلوبة؟؟.
واسترسلت : لم أكن أعلم إنني سوف أقع في هذا الفخ الذي قابلت فيه والدتي الحقيقية دون أن تعترف بي، أو أن تأخذني في أحضانها لكي تعوضني عن سنوات الحرمان التي كنت أعيش فيها في الفترة الزمنية الماضية، بل عمدت إلي أن تنسبني إلي (الحبشية)، وهي كانت في ذلك اللقاء مرتبكة، وبالتالي بقي هذا المشهد راسخاً في ذهني لا يبرحه قيد أنمله لأنه كشف لي حقائق غائبة عني خلال السنوات الماضية، وهو ما أدي بي الدخول في دوامة مليئة بالفزع والخوف والريبة من المستقبل، خاصة وإنني لا أعرف ما بداخلها وما هي روايتها؟
وتبين : ومن هنا تجدني قد عشت في مناخ لا موضع فيه للإبتذال الاجتماعي لأن أول مشهد أنطبع في ذاكرتي كالوشم هو مشهد والدتي بالتبني وزوجها الذي مثل دور الأب علي أفضل ما يمكن أن تتصور هكذا بدأت حياتي تمضي نحو السعادة، وأنا مازلت طفلة إلي أن كبرت وطرق أذناي همساَ من بعض الفتيات يشرن فيه إلي إنني (لقيطة)، فلم أحتمل هذا الهمس الذي قادني بصورة مباشرة إلي والدتي بالتبني وكان أن واجهتها بهذه الحقيقة، مما حدا بها الإعتراف وحتى تلك اللحظة لم أكن مصدقة أنني أصبحت ما بين يوم وليلة مشردة في إيقاع داخلي حزين وأحاسيس ومشاعر مليئة بزخم الحياة الصاخبة التي احتشدت في مخيلتي، فلم أتحمل المفاجأة، وأي مفاجأة هي التي حملتها لي تلك الأيام التي تألمت فيها غاية الألم، وأنا أرى وأحس أن كل شيء من حولي أنهار تماماً، وبدأت حياتي في نهايتها، فكيف أعيد ترجمة الرواية الغريبة التي لم يسبق لي أن قرأتها رغماً عن التعليم الأكاديمي الذي تلقيته برؤية، أو ما شاهدته من أفلام، أو مسلسلات فقضيتي تحمل بين طياتها الكثير من الأوجه، مما أدى بي أن أتساءل من يفسر لي هذه الرواية برؤية جديدة، أو يعيد قرأتها من زاوية أخري، ولكن ماذا كانت النتيجة ؟، بكل تأكيد تتطلب إعادة كتابة التاريخ حتى أستطيع الإجابة علي هذه الأسئلة الصعبة من أنا ومن هو والدي ووالدتي؟..

ليست هناك تعليقات:

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...