..............................
كلما تأملت واقع أزياء الفتيات والسيدات في يومنا هذا، وما آلن إليه من ﺍﻟﺘﺤﺮﺭ ﻭﺍﻟﺤﺮﻳﺔ حزنت غاية الحزن، وقلت في قرارة نفسي ليتنا لم ننفتح علي العالم، ولم نواكب التطور الذي شهده ويشهده العالم من حولنا، لأنه أفرز الكثير من الظواهر السالبة في المجتمع السوداني منها علي سبيل المثال إرتداء الأزياء (المحذقة) في الشوارع والأماكن العامة، المدارس، الجامعات، الصالات، الأندية وغيرها، وعندما تشاهد إياً منهن تمنحك إحساساً بأنك في (واشنطن) أو (باريس) أو (لندن)، وليس ﻓﻲ السودان المحافظ علي عادته وتقاليده.
إن البعض من النساء انجرفن وراء تيار الموضة ومواكبة أخر ما انتجته بيوتات الأزياء العالمية بتصاميم لا تتلائم إلا مع البيئة الغربية المتحررة أصلاً، وبالرغم من ذلك نجد أن فتياتنا وسيداتنا أصبحن يقلدن المرأة الغربية علي إختلاف أعمارهن، وكلن منهن لديها مفهومها الخاص في إنتهاج ذلك النهج المخالف للتشريعات والقوانين المانحة لحقوقهن في إطار ﺍﻟﺒﻴﻊ، ﺍﻟﺘﺠﺎﺭﺓ، ﺍﻟﺘﻤﻠﻚ، ﺍﻟﻮﺭﺍﺛﺔ ﻭﺍﻟﺘﻮﺭﻳﺚ.
إذا عدنا بالزمن للوراء قليلاً فإننا سنجد أن النساء عموماً لهن ﺍﻷﻭﻟﻮﻳﺔ في حال تعدد الزوجات ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻜﻦ، ﺍﻟﻤﻠﻜﻴﺔ، ﺣﻔﻆ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻮﺭﺍﺛﺔ، ﺍﻟﺤﻀﺎﻧﺔ ﻭﺍﻟﻌﻨﺎﻳﺔ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻤﺮﺽ، أي أن الإسلام أعطى ﺍﻟﻤﺮﺃﺓ ﺣﻘﻮﻗﻬﺎ كاملة غير منقوصة ﺳﻮﺍﺀً كانت مادية أو غيرها حيث أنه سمح لها أن تتصرف بحرية في أموالها واعفاها ﻣﻦ ﺍﻟﻨﻔﻘﺔ، ﻭﻟﻮ ﻛﺎﻧﺖ هذه السيدة أو تلك ثرية، إلا أنها ورغماً عن ذلك كله تنظر للتحرر والحريات نظرة خاطئة.
ما لا تعلمه هذه أو تلك هو أن الإسلام حفظ للمرأة حقوقها، وحطم لها كل التقاليد المشيرة إلي أنها ﺟﺎﻟﺒﺔ للخطيئة، وجعلها تتساوي مع آدم في العقاب والثواب، أي أنه لم ينتقص من قدرها، وأتاح لها ممارسة الدور المنوط بها جنباً إلي جنب الرجل في الحياة، إلا أنهن يصررن علي إنتهاج سلوك لا يتوافق إلا مع الفتيات والسيدات في الدول ﺍﻟﻐﺮﺑﻴﺔ المتحررة تحرراً لا يجوز الإقتداء بهن، لأن أزيائهن تتعارض مع الأزياء السودانية الموروثة جيلاً تلو الآخر، وحينما تفعل فقد تكون ارتكبت إثماً في حقها، باعتبار أن الأوروبيات جبلن علي إرتداء الأزياء (المحذقة) منذ نعومة أظافرهن، نعم هكذا نشأن وترعرعن في بيئة تحتكم لأنظمة علمانية، أنظمة تدعو للمساواة بين الشباب من الجنسين دونما تمييز، ومن حق المرأة الغربية الإنفصال عن أسرتها ببلوغ سن الثامنة عشر، هذه هي عاداتهن وتقالدهن الغربية التي شرعوا في ظلها القوانين المتوافقة مع التحرر والحرية.
المشهد العام للفتيات والسيدات ذهاباً ومجئياً بالأزياء (المحذقة) مشهد يهز وجدان كل إنسان يرفض فكرة التحرر والحرية بهذه الطريقة السالبة التي لا تليق بالمجتمع الذي بدوره لا يحتمل الإفراط فيها بما يخالف الثقافة السودانية السائدة منذ القدم، وأن كانت الثقافات الغربية تفعل فعلها السحري وتنهش في الجسد السوداني بمخالبها الطاغية.
يجب أن نؤكد للفتيات والسيدات بأن التقليعات الأوروبية لا تشبهنا خاصة ما يتم تبثه عبر ﺍﻟﻘﻨﻮﺍﺕ الفضائية وما تنشره وسائط الميديا الحديثة من ثقافة تعبر عن واقع ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ اﻟﻐﺮﺑﻲ (المتعري) الذي لا تحكمه عادات وتقاليد، مثلما تحكم المرأة السودانية، وبدلاً من أن ﺗﺘﻌﺎﻟﻰ الأصوات للتحرر والحرية، يجب أن تتعالي للمحافظة علي التقاليد والموروثات السودانية، والدعوة لتثقيف الفتيات والسيدات بخطورة الانجراف وراء تيار الموضات الغربية، وتبيان الفرق بين الثقافة الأوروبية والسودانية مع التأكيد بأنها لا تتناسب مع مجتمعنا، لذا فمن الغباء محاولة تقليد الثقافة الغربية التي لا تلتزم ﺑﺎﻟﻘﻴﻢ ﻭﺍﻷﺧﻼﻕ، وبالرغم من ذلك كله تصر بعض الفتيات والسيدات المضي قدماً في هذا الإتجاه الخاطئ الذي اسفر عواقب وخيمة مثلاً حدوث بعض حالات ﺍﻟﻄﻼﻕ، ﺍﻟﺨﻴﺎﻧﺔ ﺍﻟﺰﻭﺟﻴﺔ، ﺍﻟﺘﻔﻜﻚ ﺍﻷﺳﺮﻱ وغيرها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق