من المؤكد أن ﺍﻟﻈﺮﻭﻑ
الاقتصادية ﻓﻲ البلدان قادت الكثير من مواطنيها إلي الهجرات غير الشرعية، عبر البحر،
بحثاً عن حياة ﺃﻓﻀﻞ، إلا أنهم في الغالب الأعم يواجهون الصعاب، ويدفعون ثمناً باهظاً
ربما يكلفهم حياتهم، والشواهد علي ذلك كثيرة، وقصص ﺍﻟﻤﻬﺎﺟﺮﻳﻦ لا حصر لها ولا عد، إذ
أنهم يبدأون رحلة الموت براً إلي ليببا، وفيها يلتقون بتجار البشر، الذين يرسمون لهم
أحلام الهجرة ﺇﻟﻰ ﺃﻭﺭﻭﺑﺎ، وحينما يطول إنتظار تحقيق الحلم، يضطر البعض منهم إلي العمل،
الذي يواجهون خلاله معاملة سيئة جداً.
ومن النماذج الحية
السودانية (ﺃ)، التي تشير قصتها إلي أنها جاءت من موطنها مع بعض النساء ﺇﻟﻰ ﻟﻴﺒﻴﺎ،
ﻫﺮﺑﺎً ﻣﻦ ﺗﺴﻠﻂ ﺯﻭﺟﻬﺎ ﻭﻋﺎﺋﻠﺘﻪ، علي أمل أن تجد عملاً، يساعدها علي جمع المبلغ المطلوب
للرحلة إلي ضفة المتوسط الأخري، إلا أنها ﻟﻢ ﺗﺠﺪ ﻣﺎ ﺗﺮﻏﺐ ﺑﻪ، قائلة : ﻓﻲ ﻣﻨﻄﻘﺔ ﺃﻭﺑﺎﺭﻱ
ﺗﻌﺮﻓﺖ ﻋﻠﻰ ﺭﺟﻞ ﻣﻴﺴﻮﺭ ﺍﻟﺤﺎﻝ، أتضح لي فيما بعد أنه ﻳﻌﻤﻞ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﻬﺮﻳﺐ غير المشروع، المهم
أنه ﻋﺮﺽ علي إدارة شؤﻭﻥ ﺑﻴﺘﻪ، إلا أنه فعل فعلته مقابل منحي مبلغاً ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺎﻝ، ﻭﻣﻊ مرور
ﺍﻷﻳﺎﻡ تغيرت طريقة معاملته، إذ أنه بات يعذبني بالضرب المبرح.
وأضافت : هربت في
باديء الأمر الي (ﺍﻟﻜﻔﺮﺓ)، ﺛﻢ (ﺃﺟﺪﺍﺑﻴﺎ)، هكذا إلي أن أنتهت بي الرحلة القاسية في مدينة
(ﻃﺮﺍﺑﻠﺲ) ﻓﻲ ﺃﺣﺪ ﻣﺮﺍﻛﺰ الإﺣﺘﺠﺎﺯ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق