......................
كشف الدكتور أنور أحمد عثمان، الخبير في علم الفلك شهامة سوداني مع الإريتري (تسفاي) والتي قادته للإقامة بالسويد.
وقال : بدأت القصة في زياراتي المتكررة لاسمرا التي كنت أحب المكوث فيها بفندق (نيالا) و(امباسدور) الواقع أمام الكنيسة بشارع الحرية، هناك تعرفت علي المهندس الإريتري (تسفاي)، الذي ظل يلازمني دائماً، فهو شاب ثري مادياً إلا أنه كان مفعماً بالطيبة، بحيث كنا نطوف شوارع اسمرا، ونتجاذب اطراف الحديث في أمور الفضاء والفلك، لأنه محباً لها، هكذا إلي أن تفرقت بنا السبل، بعد عودتي إلي السودان مستقراً فيه، وذلك بعد سنوات الغربة الحارقة، وفي غمرة إنشغالي بأمور الحياة، تفاجأت بـ(تسفاي) يتصل بي من السودان، فاندهشت في باديء الأمر، ولكن صوته اجابني سريعاً، ورحبت به ترحيباً حاراً، ثم التقيت به وحكى لي قصته المؤثرة مؤكداً أنه اضطر المجيء للسودان بعد أن باع كل املاكه، وذلك علي خلفية إصابته بالفشل الكلوي الحاد، والذي يحتاج إلي غسيل مرتين في الأسبوع، وعليه يحتاج لإقامة في السودان، وكان أن قمت بكفالته وبعد معاناة استخرجت له الأوراق، عموماً أصبحت كفيله، فأحضر عائلته واشترى سيارة أمجاد يتحرك ويقتات منها، ويقوم بغسيل الكلى مرتين في الأسبوع.
وأردف : ما أدهشني في تسفاي معنوياته العالية، صبره، ثباته، تفاؤله، أدبه الجم وابتسامته التي لاتفارق محياه رغم الغسيل، والمبالغ التى يدفعها مقابل ذلك، كان إنساناً مخلصاً لعائلته محباً لأبنائه، حدثته عن الإسلام كثيراً، لأن خصاله وسلوكه أقرب إليه، المهم أن شقيقته في المانيا، حاولت جاهدة إحضاره لألمانيا لزرع كلية له، كما حاولت معه أنا أيضاً بكل الطرق، ولم ننجح، لأنه كان قوياً في شخصيته لا ييأس أبداً.
وأضاف متسائلاً : أتدرون أين تسفاي الآن؟ : أنه الآن في السويد بمساعدة من سوداني فاعل خير، ونقلت له كلية من متبرع، إلي جانب أنه حصل علي الجنسبة السويدية، والتحقت به عائلته، وعادت له صحته نضراً صافياً نقياً، وأرسل لي رسالة وفاء يدعوني من خلالها للإقامة أو الزيارة للسويد، وسيكون هو كفيلي.
وتابع : شكراً تسفاي يكفيني وفاءك، وعدم نسيان الجميل، أنت أخ وصديق وإنسان أولاً، زيارة منك نعم، أما إقامة فلا، نحن نعيش في السودان حباً له، ونموت هنا وندفن أن اراد الله لنا ذلك، من السودان تحية لك في السويد، ولكل الاريتيريين معك، وأنا وأثق بأنك ستجد سوداني هناك يحل مكاني، ويكون عوناً لك في كل خطوة، ونحن السودانيين كده يا تسفاي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق