......................
هؤلاء الفنانين خذلوني في قضية اتحاد فن الغناء الشعبي
.................................
هدي عربي ومكارم بشير وإنصاف فتحي يغنون من ورقة في إحياء ذكري إبراهيم عوض
.........................................
جلس إليه : سراج النعيم
.................................
شن الفنان الكبير عوض الكريم عبدالله هجوماً كاسحاً على فنانين وفنانات في ساحة الغناء بصورة عامة وعلي آخرين في فن الغناء الشعبي، إلي جانب أنه كشف تفاصيل القضية المرفوعة ضده من عامل باتحاد فن الغناء الشعبي، فإلي مضابط الحوار.
في البدء أين أنت من الحراك الفني؟ قال : موجود وغائب
موجود بمفهوم أن الوجود والغياب في الساحة ليس له تأثير، ولكن الغياب أعزوه إلي إعادة ترتيب أوراقي، فالفن الآن أصبح تجارة، فأنا عندما بدأت الغناء كنت أغني الحفل بـ(11) جنيه، أما اليوم فالفنان يغني الحفل بملايين الجنيهات، وبالتالي يحصدون تلك المبالغ بأغاني الآخرين.
ما هي وجهة نظرك في ساحة الغنائية؟ قال : لا توجد ساحة بالمفهوم العميق، بل توجد فوضى، مثلاً شاهدت برنامج (رحيق الورد) المبثوث عبر قناة النيل الأزرق، فوجدت المغنيات هدى عربي، إنصاف فتحي ومكارم بشير، يغنون من ورقة، علماً بأن البرنامج كان إحياء لذكرى الفنان الراحل إبراهيم عوض، الذي إذا أوقفت أي شخص في الشارع العام يسمع لك أغنياته.
كيف تنظر إلي مظهر الفنان؟ قال : يجب أن يكون الفنان مهذباً وخلوقاً ويتسم بـ(الرجولة)، وهذا ما تفتقده الحركة الفنية، التي أضحت مرتعاً لكل من هب ودب.
إلى ماذا تعزو هبوط الفنانين بالغناء؟ قال : غياب الدور الرقابي من السلطات المختصة، السؤال الذي يفرض نفسه هل الغناء (الهابط) لم يطرق آذانهم، ضف إلي أن هنالك برنامج (نجوم الغد) و(أغاني وأغاني) اللذين أطرا إلى ترديد أغاني الآخرين، فبرنامج (نجوم الغد) يقدم فنانين وفنانات لا نجد لهم أثراً في الساحة، ومع هذا وذاك يسافرون للغناء خارج البلاد، في حين أن أصوتهم غير مجازة.
ما رؤيتك لظاهرة الفنانين الجدد في ساحة الغناء الشعبي مثلا أحمد هاشم ويوسف البربري؟ قال : هؤلاء يهرجلون ولا يغنون، فلا يمكن أن يكون أحمد هاشم فناناً ويصعد المسرح بشعر طويل وطاقية، أما يوسف البربري فسؤالي من هو، وماذا لديه حتى أفرد له مساحة؟؟، ولو كان أحمد هاشم ويوسف البربري مثل الفنانين الكبار لن تجاز أصواتهما أمام أي لجنة، فأنا مثلاً أجزت صوتي بعد أن حفيت قدماي من (المساسكة) بين منزلي والإذاعة السودانية، أي أنهم لا يفعلون إلا إذا كان صوت الفنان يحمل كل مقومات الصمود في الساحة الغنائية.
ماذا عن ما يسمي بالأغنيات (الهابطة)؟ قال : ليس هنالك أغنيات (هابطة)، إنما هنالك مستمع (هابط)، كما أن الغناء في مناسبات الأعراس ليس مقياساً لتقييم الفنان، بل المقياس الحقيقي هو المسارح.
ما هو تقييمك لتجربة فنانة الرق (ميادة قمرالدين)؟ قال : رافقتني قريباً إلى مدينة الأبيض مع نادي الهلال فقلت لها : (أنتجي أغنياتك الخاصة حتى تتميزي عن الفنانات الأخريات، فأنتي تمتلكين خامة صوتية جميلة، بالإضافة إلي أنك أول امرأة سودانية تغني بـ(الرق)، وهذه اللونية التي اخترتيها غير مألوفة للمتلقي السوداني، لذلك وجدت القبول منه.
ماذا عن تحول الفنانين الشعبيين إلى الغناء بالآلات الموسيقية؟ قال : أنا أول من أدخل الآلات الموسيقية، بدلاً عن الكورس، وبدأ معي هذه الفكرة الموسيقار بشير عباس من خلال آلة العود، الذي وضعني أمام تحدٍ كبير علي أساس إنني أخوض هذه التجربة لأول مرة، لذلك ربما تنجح أو لا تنجح، ثم جاء بعدي الفنان كمال ترباس وحسين شندي.
ما رأيك في المنتديات الثقافية؟ قال : هي حراك فني كبير، وأنا شخصياً عملت منتدى (طوابي النيل)، ووجدت أن الناس تأتي إليه للاستماع إلى الغناء، إلا إنني طالبت أن نناقش فيه بعض القضايا.
ماذا عن الفنانين الذين تخلوا عن عضوية إتحاد فن الغناء الشعبي؟ قال : (ديل مشوا زعلانين)، فيما بقيت وحيداً باعتبار إنني من المؤسسين في العام 1964م، وأسسه معي ميرغني المأمون، حسن جمعة، أولاد شمبات، خلف الله حمد، محمد عوض الجاك، ودالشافي، بادي محمد الطيب ومحمد أحمد عوض، ولم يكن للإتحاد آنذاك داراً، فما كان من التاجر الامدرماني عباس رشوان، إلا وتبرع لنا في اجتماع التأسيس بـ(10) جنيهات.
ما هي الطريقة التي شيدت بها الاتحاد؟ قال : ذهبت إلى الأستاذ عبدالباسط سبدرات وزير الثقافة السابق، وعبره إلى الأستاذ علي عثمان محمد طه النائب الأول لرئيس الجمهورية السابق، والذي بدوره منحني مبلغ (50) ألف جنيه، ثم توجهت إلي هاشم هارون وزير الثقافة بولاية الخرطوم السابق، والذي منحني (50) ألف جنيه، وكان أن شيدت بها مباني إتحاد فن الغناء الشعبي.
ماذا عن إشكالية حقوق عامل الاتحاد؟ قال : رفع الأخ صلاح ضاحي عريضة دعوي قضائية، مطالباً بحقوقه، وكنت متهماً في القضية باعتبار أنني رئيس الاتحاد، الأمر الذي قادني إلي دعوة الفنانين حسين شندي والأمين البنا والعوام قسم السيد صاحب شركة إنتاج فني، وذلك بعد أن حددت المحكمة جلسة لتسديد مبلغ (6,600) جنيه، وهو مبلغ الدعوي المرفوعة ضدي، وكان أن وصلنا مع الشاكي لتخفيض المبلغ بالتسوية، على أن يدفع كل منا (500) جنيه، وأن أدفع أنا ما تبقي، وقلت للأمين البنا أجمع المبلغ واحضره لي قبل الموعد المحدد للجلسة، ثم كتبت كل منقولات الاتحاد في ورقة، وذلك احتياطاً لأنني وعدت القاضي بالالتزام بإنهاء القضية، إلا أنني لم أجمع المبلغ كاملاً، إنما جمعت (1000) جنيه دفعتها أنا والعوام قسم السيد، وبالتالي قلت للقاضي أنا وعدتك، ولكن الفنانين لم يفوا بوعدهم معي، لذلك أضع منقولات الاتحاد على منضدتك، لاتخاذ قرارك في القضية، وعليه قرر إدخال منقولات الاتحاد في دلالة وصلت قيمتها إلي (4000) جنيه، والباقي (600) جنيه، دفعتها من مالي الخاص.
وماذا عن قطعة أرض إتحاد فن الغناء الشعبي؟ قال : ذهبت إلى وزير التخطيط، يرافقني الفنان الراحل بادي أحمد الطيب، وقدمنا له طلباً، منحنا بموجبه قطعة أرض بالثورة الشنقيطي، في اليوم الثاني ذهبت برفقة الفنان عبدالله يوسف وسجلت القطعة برسوم (6) جنيهات دفعتها من مالي الخاص، وبالتالي استلمت الإيصال باسمي، فقال البعض : (إنني سجلت قطعة الأرض باسمي)، ولم التفت إليهم، وواصلت المسيرة بأن شيدت دار الاتحاد من المبالغ المالية الممنوحة من الأستاذين علي عثمان محمد طه، وهاشم هارون، وبما أن القطعة كانت مجاورة لخلاوي الشيخ سعد، قال لنا الوزير تنازلوا له عن القطعة على أن أمنحكم قطعة أرض أخري بمدينة أم درمان، وأن يدفع لنا الشيخ سعد فرق السعر (130) ألف جنيه، وبما أننا كان لدينا ثلاثة مكاتب في دار الاتحاد بالثورة، التزم شيخ سعد بأن يبني لنا ثلاثة مكاتب في دار الاتحاد الجديدة بمدينة أم درمان، إلا أنه تراجع عن ذلك، وأكتفي بإحضار (50) ألف طوبة، استلمناها منه وقمنا بإكمال الباقي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق