يعتبر الواقع الذي
نعيشه اليوم، واقعاً مريراً تحكمه الظروف الإقتصادية القاهرة، لذا نجد أنه أصبح واقع
ملئ بالقصص والحكايات والأحداث المثيرة جداً، وهي بلا شك تصلح لأن تكون دراما لها وقع
خاص في نفوس الناس، لأنها قائمة على الحزن الذي يكشف مدى القصور الذي تشكله المؤسسات
المعنية بتخفيف أعباء المعيشة على محمداحمد الغلبان، الذي كلما مزق فاتورة، ظهرت له
فاتورة جديدة، وهذا يؤكد أن هنالك غياب تام للدور المؤسسي، الذي يمكنه أن يخرج بنا
من النفق المظلم الذي نركن له منذ سنوات وسنوات، وربما يعود ذلك الخلل وراء عدم التخطيط
السليم، الذي يقود إلى ﺃﻫﺪﺍﻑ ﺻﺎﺩﻗﺔ ﻟﻠﻨﻬﻮﺽ بالمجتمع والأفراد ، وبما أن الأمر مضى على
نحو مغاير للواقع، فإنه ﻧﺸﺄﺕ في دواخل الناس ﺍﻟﻜﺜﻴﺮ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺸﺎﻛﻞ ﺍﻷﺳﺮﻳﺔ، التي أدت إلى
تفكك الكثير منها، وأبرزها ظاهرة ﻋﻘﻮﻕ ﺍﻟﻮﺍﻟﺪﻳﻦ، والاعتداء عليهما بالضرب الذي دفع
البعض منهم إلى إتخاذ إجراءات قانونية في مواجهة الابناء، الذين سببوا لهم بذلك ﺍﻟﻌﻨﻒ
ﺍﻹﻳﺬﺍﺀ، الذي يوضح أن الجهات المعنية بشأن حماية الأسرة، ﻟﻢ ﺗﺘﺒﻦَّ ﻣﻮﻗﻔًـﺎ يصلح حال
الناس والمجتمع من الناحية الإقتصادية، التي أفرزت الكثير من الظواهر السالبة ﻓﻲ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ.
ومما ذهبت إليه أقترح
أن نجد حلولاً ناجزة للظروف الإقتصادية القاهرة، التي يفترض أن يتجه الإعلام في إطارها
للمناقشة، إلى جانب إقامة ﺍﻟﻨﺪﻭﺍﺕ ﻭﺍﻟﺪﻭﺭﺍﺕ ﻭﺍﻟﻤﺤﺎﺿﺮﺍﺕ ﻭﻭﺭﺵ ﺍﻟﻌﻤﻞ من خلال أهل الإختصاص
ﻭﺃﺳﺎﺗﺬﺓ الجامعات !!.
من الملاحظ أن بعض
الحلول التي تقوم بها الجهات المعنية بتخفيف أعباء المعيشة، ما هي إلا محاولات (ﺧﺠﻮﻟﺔ)
جداً، وتشير إلى أنها مجرد (مسكنات)، لذا تعود الإشكالية إلى وضعها الطبيعي مجرد ما
فقد تأثير المسكن، وبالتالي هي ﺧﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﺘﺄﺛﻴﺮ وإقناع المواطن بالدخول في المشروعات
الإقتصادية، خوفا من عدم تمكنهم من تسديد الاقساط، التي تتم جدولتها بكتابة صكوك بدون
رصيد، ربما يعجز من تسديدها، الأمر الذي قد يؤدي به إلى دخول السجن و(يبقي إلى حين
السداد).
وﻫﻨﺎﻟﻚ ﺟﻬﺎﺕ ﺧﻼﻑ
ﺍﻹﻋﻼﻡ ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﻠﻌﺐ ﺩﻭﺭﺍً ﺭﻳﺎﺩﻳﺎً ﻓﻲ ﻧﺸﺮ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ الايجابية ﺣﺘﻰ لا ﺗﺠﺪ الظواهر
السالبة ﻃﺮﻳﻘﻬﺎ ﻟﻠﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﻨﺘﻈﺮ ﺃﺟﻴﺎﻻً ﺗﻌﻲ ﺑﺄﻫﻤﻴﺔ ﺍﻟﺤﻔﺎﻅ علي عاداتنا
وتقاليدنا، لذا نحتاج ﺟﻤﻴﻌﺎً أن نتضافر ﻣﻦ أجل مجتمع خالي من الظواهر السالبة .. ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ
ﻋﻠﻲ ﺍﻟﺠﻬﺎﺕ ﺍﻟﺮﺳﻤﻴﺔ ﻭﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺗﻮﺣﻴﺪ ﺍﻟﺠﻬﻮﺩ ﻟﻄﺒﺎﻋﺔ ﻛﺘﻴﺒﺎﺕ ﻭﺑﻮﺳﺘﺮﺍﺕ ﻭﻣﻠﺼﻘﺎﺕ ﻳﺘﻢ ﻭﺿﻌﻬﺎ
ﻓﻲ ﺍﻟﻄﺮﻗﺎﺕ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ﻭﺑﺚ ﺑﺮﺍﻣﺞ ﻭﺳﻬﺮﺍﺕ ﺗﺼﺐ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻠﻒ ﺍﻟﺴﺎﺧﻦ ﻭﺗﻜﻮﻥ ﺗﻠﻚ ﺍﻟﺒﺮﺍﻣﺞ ﻭﺍﻟﺴﻬﺮﺍﺕ
ﻓﻲ ﻗﻮﺍﻟﺐ ﺧﻔﻴﻔﺔ ﻭﺗﻮﻓﻴﺮ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ ﻟﻼﺳﺘﻔﺎﺩﺓ ﻣﻨﻬﺎ ﻓﻲ التوعية.. ﻭﺍﻗﺘﺮﺡ ﺃﻥ ﺗﺸﻜﻞ ﻟﺠﻨﺔ ﻣﻦ
ﺍﻟﻤﺘﺨﺼﺼﻴﻦ ﻭﺍﻟﻤﻬﺘﻤﻴﻦ ﺑﺎﻟﺸﺄﻥ الأسري ﺣﺘﻰ ﻧﺴﺘﻄﻴﻊ ﺍﻟﺨﺮﻭﺝ ﺑﻬﺎ ﺇﻟﻲ ﺑﺮ ﺍﻷﻣﺎﻥ ﺑﺴﻼﻡ .. ﻭﻟﻜﻨﻬﺎ
ﺑﺪﻭﻥ ﺍﻹﻋﻼﻡ ﺳﺘﻜﻮﻥ ﺫﺍﺕ ﺃﺟﻨﺤﺔ ﻣﻘﺼﻮﺻﺔ .. ﻓﺎﻹﻋﻼﻡ ﻟﻪ ﺍﻟﻘﺪﺭﺓ ﻋﻠﻲ ﺃﻥ ﺗﺤﻠﻖ الإيجابية ﻓﻲ ﺳﻤﺎﺀ
ﺧﺎﻟﻴﺔ ﻣﻦ ﺍﻟﻈﻮﺍﻫﺮ ﺍﻟﺴﺎﻟﺒﺔ .. ﻭﺍﻹﻋﻼﻡ ﻫﻮ ﺍﻟﻀﻠﻊ ﺍﻷﺳﺎﺳﻲ ﻓﻲ ﺃﻥ ﺗﺼﺒﺢ المجتمعات ﺃﻛﺜﺮ ﺇﺻﺤﺎﺣﺎً
.. ﻭﻋﻠﻴﻪ ﺩﻋﻮﻧﺎ ﻧﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﻓﻬﻢ ﻳﻘﻮﺩﻧﺎ ﺟﻤﻴﻌﺎً ﺇﻟﻲ ﺻﻮﺭﺓ ﺇﻳﺠﺎﺑﻴﺔ ﺗﺴﺎﻫﻢ ﻓﻲ ﺍﻻﺭﺗﻘﺎﺀ بالمفهوم.
ﻭﻟﻜﻦ ﺗﺒﻘﻲ ﺍﻟﻈﺎﻫﺮﺓ
ﺑﻜﻞ ﺳﻠﺒﻴﺘﻬﺎ ﻣﺘﻔﺸﻴﺔ ﻭﺗﺮﺯﺡ ﺗﺤﺖ ﻭﻃﺄتها ﺍﻟﻈﻮﺍﻫﺮ ﺍﻟﺴﺎﻟﺒﺔ ﺩﻭﻥ ﺍﻟﺒﺤﺚ ﻋﻦ ﺍﻟﺤﻠﻮﻝ ﺍﻟﻨﺎﺟﺰﺓ
ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺒﻌﺪ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻌﺎﺕ ﻋﻦ ﻣﻨﺤﻨﻴﺎﺕ ﻭﻣﺘﻌﺮﺟﺎﺕ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ.
ﻭﺑﻤﺎ ﺃﻥ الظواهر
السالبة ﻣﺘﺪﺍﺧﻠﺔ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﻈﺎﻫﺮ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺎً ، ﺍﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺎً ، ﺻﺤﻴﺎً ﻭﺇﻟﻲ آﺧﺮﻩ .. ﻟﺬﻟﻚ
ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﺗﻌﻤﻢ ﺍﻟﺜﻘﺎﻓﺔ الإيجابية.
ﻭﻫﺬﺍ ﻻ ﻳﻌﻔﻲ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ
ﻣﻦ ﺃﻧﻪ ﺷﺮﻳﻚ ﺃﺳﺎﺳﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺘﺪﻫﻮﺭ ﺍﻟﻤﺮﻳﻊ ﺍﻟﺬﻱ ﻧﻠﺤﻈﻪ ﻓﻲ المجتمع ﺇﺫ ﺃﻧﻪ ﺍﻟﻌﺎﻣﻞ ﺍﻟﺮﺋﻴﺴﻲ
ﻓﻲ ﺍﻟﻈﻮﺍﻫﺮ ﺍﻟﺴﺎﻟﺒﺔ، ﻟﺬﻟﻚ ﻭﻣﻦ ﺃﻭﺟﺐ ﺍﻟﻮﺍﺟﺒﺎﺕ ﺃﻥ ﻧﻌﻤﻞ ﻋﻠﻲ ﺗﺪﺍﺭﻙ ﺍﻟﻈﻮﺍﻫﺮ ﺍﻟﺴﺎﻟﺒﺔ.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق