الاثنين، 26 سبتمبر 2016

سراج النعيم يكتب (أوتار الأصيل) : كتابات ذات إسقاطات ذاتية

...........................................
ﻳﺠﺐ ﺃﻥ ﻳﻌﻠﻢ ﻛﻞ ﻣﻦ ﺍﺧﺘﺎﺭ ﺍﻹﻣﺴﺎﻙ ﺑﺎﻟﻘﻠﻢ أن ﻟﻠﻜﺘﺎﺑﺔ ﺃﻣﺎﻧﺔ ﻋﻈﻴﻤﺔ، ﺗﺘﻄﻠﺐ ﻣﻦ ﺍﻟﻜﺎﺗﺐ خوض ﻏﻤﺎﺭﻫﺎ ﺑﻌﻴﺪﺍً ﻋﻦ ﺍﻻﺳﻘﺎﻃﺎﺕ ﺍﻟﺬﺍﺗﻴﺔ، وهي في الغالب الأعم ﺗﻨﺤﺪﺭ ﺑﻪ أو بها ﻧﺤﻮ ﺍﻟﻬﺎﻭﻳﺔ، ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ يجب مراعاة ﺍﻟﻠﻪ ﺳﺒﺤﺎﻧﻪ ﻭﺗﻌﺎﻟﻲ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺴﻄﺮﻩ القلم، ﺍﻟﺬﻱ يجب ﺃﻥ ﻳﻜﺘﺐ ﺑﻪ ما يفيد الناس والمجتمع، ﻭﺑﻤﺎ ﺃﻥ البعض ﻻ يفعل، ﻓﺄﻧﻨﻲ ﺃﻗﻮﻝ لهم ﻟﻢ تحسنوا، طالما أنكم ﺗﺴﺘﻤﺮون ﻋﻠﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﻤﻨﻬﺎﺝ، الذي ربما يشجع ﺍﻵﺧﺮﻳﻦ ﻋﻠﻲ ﺍﻟﻤﻀﻲ قدماً في ذات الاتجاه السالب، ﺍﻟﻤﺤﻔﻮﻑ ﺑﺎﻟﻤﺨﺎﻃﺮ، وعندما يذهبون علي هذا النحو، فإنهم يسيئون إلي أنفسهم، لذا أدعوهم للإقلاع ﻋﻦ ﺍﻟﻔﻜﺮﺓ ﺍﻟﺴﺎﻟﺒﺔ.
ﻣﺎ ﻗﺎﺩﻧﻲ ﺇﻟﻲ ﺫﻟﻚ ﺃﻥ البعض درجوا على إظهار المجتمع السوداني بصورة غير لائقة، بالرغم من أنه ظل يحافظ على عاداته وتقاليده، خاصة وأنه تتناوشه تيارات ثقافية وافدة، مما يدل علي أن هؤلاء أو أولئك ﻳﻨﺘﻘﺪﻭﻥ ﺑﻼ ﺩﺭﺍﻳﺔ لما هو مطروح، أما إذا ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﻌﻠﻤﻮﻥ فإنها ﻣﺼﻴﺒﺔ، ﻭﺇﺫﺍ ﻛﺎﻧﻮﺍ ﻳﺠﻬﻠﻮﻥ ﻓﺎﻟﻤﺼﻴﺒﺔ ﺃﻛﺒﺮ، ﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭ ﺃﻥ ﺍﻟﻨﻘﺪ ﻣﺮﺁﺓ ﺗﻌﻜﺲ ﺍﻹﻳﺠﺎﺑﻴﺎﺕ ﻭﺍﻟﺴﻠﺒﻴﺎﺕ ﻣﻌﺎً، ﻟﺬﻟﻚ ﺃﺩﻋﻮﻫﻢ ﺇﻟﻲ ﺃﻥ ﻳﺨﻠﻌﻮﺍ ﺍﻟﻨﻈﺎﺭﺓ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﺀ.
ﺇﻥ ﺗﻔﻜﻴﺮ البعض ﻣﺤﺪﻭﺩ ﻭﻳﻤﻴﻞ ﺑﺸﻜﻞ ﺳﺎﻓﺮ ﺇﻟﻲ (ﺍﻟﺴﻄﺤﻴﺔ)، الأمر الذي يصيب الناس والمجتمع في مقتل، خاصة وأن هنالك كاتبات بدأن في الظهور مؤخراً بالإساءة إلى المرأة السودانية، من خلال تحقيقات أو مقالات أبعد ما تكون عن الواقع، مما يؤكد أنهن وقعن في خطأ فادح، ﻟﺬﻟﻚ انصحهن ﺑﺈﻋﺎﺩﺓ ﺻﻴﺎﻏﺔ ﺃﻓﻜﺎﺭهن، ﺣﺘﻲ يستطعن الارتقاء ﺑﻬﺎ، ﺇﻟﻲ ﻣﺴﺘﻮﻱ ﺍﻟﺘﻄﻮﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﺗﺸﻬﺪﻩ ﻋﻮﺍﻟﻢ ﺍﻟﻜﺘﺎﺑﺔ ﻣﻦ ﺣﻮلهن ﻓﻲ ﺷﺘﻲ ﺿﺮﻭﺑﻬﺎ.
ﻭﺑﻤﺎ ﺃﻥ البعض منهن ﻻﻳﺤﺴﻦ توصيل أفكارهن النقدية لقضايا حساسة، ﻓﺈﻧﻨﻲ ﻭﻣﻦ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻤﻨﺎﺻﺤﺔ ﺃﻗﻮﻝ لهن ﻛﻠﻤﺔ ﺣﻖ ﻟﻦ ﻳﻘﻮﻟﻬﺎ ﺃﻭ ﻳﻜﺘﺒﻬﺎ لهن ﺃﺣﺪ، ﻣﺘﻤﻨﻴﺎً منهن ﺃﻥ يتفهمن ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ، ﻷﻧﻨﻲ ﻭﺑﺤﻜﻢ إطلاعي على ما كتبن، أجد أنهن يبحثن عن الشهرة، بطرق موضوعات مسكوت عنها. ﻭﻣﻦ ﻣﻼﺣﻈﺎتى ﻓﻲ تلك ﺍﻟﻜﺎتبات أنها تظهر مجتمعها بصورة سالبة وسافرة، مع التأكيد أن الفكرة لا تصب في قالب الإيجابي، منمية بذلك صورة مسيئة للناس والمجتمع وﻟﻠﻌﺎﺩﺍﺕ ﻭﺍﻟﺘﻘﺎﻟﻴﺪ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ.
ومن تلك الكتابات أأخذ نموذجاً ما قالته احدي الكاتبات في حوار صحفي : (بطني طامة من الرجال)، بالإضافة إلى كتابات عن شارع النيل، وسكان ولاية الجزيرة....الخ.. فكم حاولت أن أجد مبرراً لمثلها، إلا أنها لا تدع لك مساحة لذلك.
ومن هنا أقول أن الكتابة تعبر عن إسقاط داخلي للإنسان المعني بها، خاصة حينما يبحث الكاتب عن الشهرة بأي طريقة، بالاستفادة من ﺃﺧﻄﺎﺀ الضحايا، الذين ﻛﻨﺖ ﺃﺗﻤﻨﻲ ﺃﻥ توظف كل كاتبه ﺃﺩﻭﺍتها ﻓﻲ الاتجاه ﺍﻹﻳﺠﺎﺑﻲ، حتى ﻳﺴﺘﻔﻴﺪ ﻣﻨﻬﺎ ﺍﻟﻤﺘﻠﻘﻲ، ﻭﺃﻥ يبثن السموم ﻓﻲ أﺟﺴﺎﺩ الناس والمجتمع ﻣﻦ ﺣﻴﺚ ﺗﻮﻇﻴﻒ ﺃﺩﻭاتهن بما ﻳﺨﺪﻡ ﻗﻀﺎﻳﺎ ﺃﺑﻨﺎﺀ وبنات وطنهن ﻋﺒﺮ ﺍﻟﺼﺤﺎﻓﺔ ﺍﻟﻮﺭﻗﻴﺔ ﻭﺍﻹﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻴﺔ.
ﻭتبقي هذه الكاتبة أو تلك تحتاج ﺇﻟﻲ ﺧﻄﺔ إﺳﻌﺎﻓﻴﺔ ﻋﺎﺟﻠﺔ ﺗﺤﻤﻞ ﺑﻴﻦ ﻃﻴﺎﺗﻬﺎ ﺇﺳﺘﺮﺍﺗﻴﺠﻴﺔ تقودهن إلي التطوير ﻟﻜﻲ يخرجن ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺘﻨﻘﻊ ﺍﻵﺛﻦ ﺍﻟﺬﻱ ظللن ﻳﺮﻛﻦ له، ﺩﻭﻥ ﺃﻥ ﻳﺘﺰﺣﺰحن ﻣﻨﻪ.
ﻭﻣﻊ إﺷﺮﺍﻗﺔ ﻛﻞ ﺻﺒﺎﺡ تدهشنا كاتبة من الكاتبات ﺑﺎﻟﺠﺪﻳﺪ، الذي ينهشن به جسد بنات جنسهن تارة، والمجتمع السوداني تارة أخرى، لذا عليهن أن يراجعن أنفسهن، وأن يعملن ﺑﻨﺼﻴﺤﺘﻲ لهن، نسبة إلى أنهن ﺳﻴﺠﺪن ﻓﻲ ﺍﻟﻔﻜﺮﺓ ﻣﺨﺮﺝ لهن من ذلك النفق، ﻭيستطعن ﺑﺬﻟﻚ ﺃﻥ ﻳﻌدن ﺇﻟﻲ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ طبيعيات.
ﻭﺑﺎﺧﺘﺼﺎﺭ ﺷﺪﻳﺪ ﺃﻗﺪﻡ لهن هذا ﺍﻟﻤﺸﺮﻭﻉ معينا ، ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﺗﺼﻞ ﺣﺎلتهن ﺇﻟﻲ مرحلة ﺍﻷﺩﻣﺎﻥ .. ﻟﺬﺍ أطالبهن ﺑﺎﺳﺘﻘﻼﻝ ﺍﻟﻮﻗﺖ.

ليست هناك تعليقات:

azsuragalnim19@gmail.com

سراج النعيم يكتب : هذه هي الديمقراطية التى نريدها يا برهان*

  ......  من المعروف أن الديمقراطية تمثل القيم العليا في جميع أنحاء العالم، فضلاً عن أنها معترف بها دولياً، لأنها تحمل بين طياتها قيم مشتركة...