الاثنين، 4 أبريل 2016

صعود للمسرح وسجود وتقبيل وتحطيم كراسي .. لا اصدق ان الجمال يمكن ان يولد كل هذا القبح ..

ابراهيم الصغير شهدنا في الآونة الأخيرة عنفاً يصاحب الحفلات الجماهيرية وممارسات دخيلة تتمثل في الصعود للمسرح والسجود للفنان وتقبيله وتتكرر هذه الممارسات في حفلات فنان بعينه يعرفه الجميع لا اريد ذكر اسمه واعلم ان الكثيرين سيتبرعون للدفاع عنه - رغم اني لم اسمه - وان بعضهم سيصفني بأبشع الصفات وانا مستعد لذلك .. كان هذا الفنان حتي منتصف التسعينيات لا يجد من يصغي له .. بل ويأتي إلي الحفلات دون دعوة ويترجي ان يسمح له بالغناء .. ولكن هذا موضوع آخر اتطرق له في مقال آخر .. المهم أن هذا الفنان (الحالة) ظل يستقطب (مقاتليه) وهذا افضل اسم يمكن أن يطلق عليهم ظل يستقطبهم بطرق لا أريد التعرض لها .. هؤلاء المقاتلين مستعدون لاقتحام حفلاته بل والصعود إلي المسرح وتقبيله أو السجود له أو اثارة شغب ربما يزيد فناننا (الظاهرة) انتفاخاً ، ويجعله يفرح من قلبه .. يطير فرحاً ويكاد يبلغ الجبال طولاً وهؤلاء المتهورون يمارسون هذه الافعال الدخيلة علي مجتمع الفن بصورة عامة ..وفي تقديري وفي (الحالة الماثلة) امامنا أن الفنان نفسه جزء من المشكلة ..الفنان الذي استقطب هذا الجمهور عبر وسائل التواصل الاجتماعي وقرب اليه مقاتلين وصانعو ازمات واوصاهم أول ما اوصاهم أن احتشدوا في فعالياتي وحفلاتي لتؤكدوا حبكم ، وأن فلانا يستهدفني أريد وقفتكم معي .. ليتنادي هؤلاء الرابضون في موقع فيس بوك الذي أصبح كل من اقتني هاتفاً ذكياً أو غير ذكي يمتلك فيه حساباً شخصياً ، يتنادون أولاً ليحموا فنانهم ممن يستهدفونه وثانياً ليثبتوا حبهم له وأخيراً ليستمعوا لما يقدمه .. وماذا يقدم مثل هذا الفنان (الحالة) ..؟ ماذا يقدم هذا الفنان حتي يجعل هؤلاء يفعلون ما يفعلون؟؟؟ لا أعتقد أنه وصل لدرجة فنان اطلق عليه )فنان إفريقيا الأول(، ولا درجة آخر اطلق عليه )الفنان الذري( ولا درجة اخير اطلق عليه "ملك الطمبور .. !! كما لا اصدق ان في الامر شئ روحي يحدث من اثر غناء هذا الفنان كما يحدث في (مجالس الزار).. ولا أصدق أن الفن الجميل واللحن الجميل والمفردة الجميلة والاداء الجميل يولد كل هذا القبح .. هذا الفنان في اعتقادي لم يقدم ما يجعل هؤلاء المتفلتين يتمسكون به ويتسمون بإسم (شفع فلان) وسمعت أن فلان هذا وهو الفنان الوحيد الذي له شفع يستمتع عندما يتحدث عنهم ويصفهم بهذه الصفة ..في الدول الأخرى المجاورة لنا والواقعة في محيط بلدنا هنالك فنانين لهم جمهور يستغرب الناظر لكثرته لا يقارن بهم الفنان (الحالة) الماثلة امامنا ، يحضرون حفلاتهم ويحتفون كل انواع الاحتفاء ولكن دون تكسير او تحطيم او تقبيل او سجود رغم اختلاف العقائد ودونكم الفنان القاري (تيدي آفرو).. هذا عندما يغني في إثيوبيا تتمايل معه كل القارة .. يحبه الجميع بلا تفاوت في حبهم له .. يقدم موسيقي واغاني تدخل الي القلوب رغم حاجز اللغة .. حفلاته في اثيوبيا لا تجد فيها شرطي واحد ..ولكن ذاك (جمهور) غير هؤلاء (المقاتلين) .. جمهور أقل ما يوصف بأنه راقي .... وفي مصر هنالك فنان ورغم حديث وسائل إعلام بلده علي اختلافها عن سذاجة ما يقدمه إلا أن له جمهوراً كبيراً ، لم يحدث أن كسر أو دمر أو حاول تقبيله في حفل عام بل ظلت دائماً وابداً علاقتهم به تنتهي بما يقدمه علي المسرح وحتي عندما تعرض للضرب والطرد من ميدان التحرير أيام الثورة المصرية لم يفعل الجمهور غير أن تعاطف معه عبر حساباته في تويتر وفيسبوك .. وتجد ان الفنان الذي لقبه جمهوره في بلده. وفي الدول العربية بـ(الهضبه).. عمرو دياب الذي يصل اجره في الليلة الواحدة الي مليون دولار ويسمعه كل الوطن العربي لم يحدث ان اعتلي معه احدهم المسرح أو قبله أو سجد له .. و هنالك ﻣﺤﻤﺪ ﻋﺒﺪﻩ وﺭﺍﺷﺪ ﺍﻟﻤﺎﺟﺪ و ﺭﺍﺑﺢ ﺻﻘﺮ و ﻋﺒﺪﺍﻟﻤﺠﻴﺪ ﻋﺒﺪﺍﻟﻠﻪ و ﺣﺴﻴﻦ ﺍﻟﺠﺴﻤﻲ كل هؤلاء فنانون لهم جمهور حتي من خارج بلادهم ولكن دون تقبيل او سجود أو تحطيم كراسي ..هذه العادة الدخيلة علي المجتمع السوداني يجب الوقوف عندها ، ويجب علي الفنان أن لم يكن مساهما فيها وضع فاصل بينه وبين جمهوره ، يرونه في المسرح أو من خلال الفضائيات أو عبر حسابات رسمية علي مواقع التواصل الاجتماعي ، لكن ان يحشدهم عبر اعوانه ومقاتليه ويستنفرهم لنصرته من عدوه المتوهم ومنافسه المتربص فهذا ما لا يليق بفنان

ليست هناك تعليقات:

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...