الاثنين، 7 مارس 2016
سراج النعيم يكتب ( أوتار الأصيل ) حول رحل المفكر الإسلامي الترابي
حقــاً قـد أنتقل الشيخ الدكتور الإمام العالم العلامة المفكر الإسلامي حسن عبدالله الترابي إلي دار الخلود تاركاً وراءه علماً وفكراً وفلسفة تتوارثها الأجيال جيلاً تلو الآخر.
يعتبر الترابي دون أدني شك سندا للعلماء الذين لعبواً دوراً ريادياً في قيادة الأمة العربية والإسلامية نحو الإيجابية وكان علم الترابي غزيراً يطرحه بكل شفافية مع ابتسامه دائمة تجدها تعتلي وجهه في أحلك الأوقات وبما أنه يحمل كل صفات النبوغ والفكر يثق فيه العامة حيث أن مؤلفاته المنتشرة في المكتبات العربية والإسلامية تشكل مرجعاً للكثير منهم.. وبرحيله نكون قد افتقدنا ذلك فمن يملأ الفراغ الذي تركه؟
ظل الترابي طوال حياته سياسياً مدهشاً في السودان وخارجه حيث أنه أسس نهجاً فكرياً إسلامياً سياسياً ﻣﻤﺎ ﻳﺠﻌﻠﻪ إنساناً ﺍﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺎً ﻓﻲ كل ﺍﻟﻤﺠﺎﻻﺕ التي طرقها.
نعم ﻏﻴﺐ ﺍﻟﻤﻮﺕ ﻣﺴﺎﺀ ﺍﻟﺴﺒﺖ الشيخ الترابي اﻟﻤﻔﻜﺮ ﺍﻹﺳﻼﻣﻲ ﻋﻦ ﻋﻤﺮ ﻳﻨﺎﻫﺰ 84 ﻋﺎﻣﺎً، أمضي منها جزءاً كبيراً في ﺯﻋﺎﻣﺔ الإخوان المسلمين وﺍﻟﺤﺮﻛﺔ ﺍﻹﺳﻼﻣﻴﺔ السودانية.
ﺑﺪﺃ الدكتور النابغة حسن عبدالله ﺍﻟﺘﺮﺍﺑﻲ خوض غمار العمل السياسي من خلال جماعة ﺍﻹﺧﻮﺍﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ وهو مازال طالباً بجامعة الخرطوم (ﻛﻠﻴﺔ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ) ﻓﻲ ﺧﻤﺴﻴﻨﻴﺎﺕ ﺍﻟﻘﺮﻥ الماضي ﻭﻋﻨﺪﻣﺎ ﺗﺨﺮﺝ ﻣﻦ ﻛﻠﻴﺔ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻭﺍﺻﻞ ﺩﺭﺍﺳﺘﻪ ﺍﻟﻌﻠﻴﺎ ﻓﻲ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺃﻛﺴﻔﻮﺭﺩ ﺍﻟﺒﺮﻳﻄﺎﻧﻴﺔ ﻭﺣﺎﺯ ﻋﻠﻰ ﺩﺭﺟﺔ ﺍﻟﻤﺎﺟﺴﺘﻴﺮ ﻣﻨﻬﺎ في العام 1957 ﻗﺒﻞ ﺃﻥ ﻳﻨﺎﻝ ﺩﺭﺟﺔ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺍﺭة ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﺪﺳﺘﻮﺭﻱ ﻣﻦ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﺴﻮﺭﺑﻮﻥ ﺍﻟﻔﺮﻧﺴﻴﺔ في العام1964 ثم عاد من هناك إلي وطنه للإنخراط في العمل ﺃﺳﺘﺎﺫﺍً ﻟﻠﻘﺎﻧﻮﻥ ﻓﻲ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ ﻭﺳﺮﻋﺎﻥ ﻣﺎ ﻟﻤﻊ ﻧﺠﻤﻪ بعد أن لعب ﺩﻭﺭﺍً ﻣﺤﻮﺭﻳﺎً ﻓﻲ ﺗﻌﺒﺌﺔ ﻃﻼﺏ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﺔ ﻟﻺﻃﺎﺣﺔ ﺑﺎﻟﺤﺎﻛﻢ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﻭﻗﺘﻬﺎ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻋﺒﻮﺩ.. وﻛﺎﻥ ﺍﻟﺘﺮﺍﺑﻲ ﻓﻲ ﺻﺪﺍﺭﺓ ﺍﻟﺜﻮﺭﺓ ﺍﻟﺸﻌﺒﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺃﻃﺎﺣﺖ ﺑﺎﻟﺤﻜﻢ ﺍﻟﻌﺴﻜﺮﻱ ﻓﻲ ﺃﻛﺘﻮﺑﺮ 1964 ﺇﻟﻰ ﺟﺎﻧﺐ ﻗﻮﻯ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ ﺃﺧﺮﻯ ﻭﻫﻮ ﻣﺎ ﺳﻬﻞ ﻻﺣﻘﺎً انتخابه ﺯﻋﻴﻤﺎً للإﺧﻮﺍﻥ ﺍﻟﻤﺴﻠﻤﻴﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ .
فيما ﺍﺳﺘﻔﺎﺩ الترابي من حقبة الديمقراطية لإﺳﻘﺎﻁ ﻧﻈﺎﻡ ﺇﺑﺮﺍﻫﻴﻢ ﻋﺒﻮﺩ وبناء ﺗﻨﻈﻴﻤﻪ، ﻟﻜﻦ ﺫﻟﻚ ﻟﻢ ﻳﺪﻡ ﻃﻮﻳﻼً ﺣﻴﺚ ﻧﻔّﺬ ﺍﻟﺸﻴﻮﻋﻴﻮﻥ - ﺍﻟﺨﺼﻢ ﺍﻟﺘﻘﻠﻴﺪﻱ ﻟﻺﺳﻼﻣﻴﻴﻦ - إﻧﻘﻼﺑﺎً ﻋﺴﻜﺮﻳﺎً ﻋﺒﺮ ﻋﻨﺎﺻﺮﻫﻢ ﻓﻲ ﺍﻟﺠﻴﺶ في العام 1969.
بينما تم اعتقال ﺍﻟﺘﺮﺍﺑﻲ ﺃﻛﺜﺮ ﻣﻦ ﻣﺮﺓ ﻷﺳﺒﺎﺏ ﺗﺘﺼﻞ ﺑﺎﻷﺳﺎﺱ ﺑﺘﺤﺮﻳﺾ ﺍﻟﻄﻼﺏ ﻋﻠﻰ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﺣﺘﺠﺎﺟﺎﺕ ﻣﺘﻘﻄﻌﺔ ﺿﺪ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻋﻼﻭﺓ ﻋﻠﻰ ﺗﺨﻄﻴﻂ ﺍﻟﺘﺤﺎﻟﻒ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺽ ﺍﻟﺬﻱ ﻛﺎﻥ ﻳﻘﻴﻢ ﺃﻏﻠﺐ ﻗﺎﺩﺗﻪ ﻓﻲ ﺍﻟﺨﺎﺭﺝ ﻟﻌﻤﻞ ﻋﺴﻜﺮﻱ ﻟﻺﻃﺎﺣﺔ ﺑﺎﻟﺤﻜﻮﻣﺔ.
ﻭﺑﺴﺒﺐ ﺍﻟﻨﺸﺎﻁ ﺍﻟﺴﺮﻱ ﻟﻠﺠﻤﺎﻋﺔ ﺗﻔﺠّﺮﺕ ﺍﻟﺨﻼﻓﺎﺕ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﺘﺮﺍﺑﻲ ونظام حكم النميري الذي قام بإيداعه ﺍﻟﺴﺠﻦ ﻋﺎﻡ 1984.
ﻭﺑﻐﺾ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ ﺩﻭﺍﻓﻊ ﺍﻟﺘﺮﺍﺑﻲ، ﻳﺒﻘﻰ ﻣﺆﺳﻔﺎ ﻟﻶﻻﻑ ﻣﻦ ﺃﻧﺼﺎﺭﻩ ﺃﻧﻪ ﺭﺣﻞ ﻗﺒﻞ ﺍﻧﺘﻬﺎﺀ ﺍﻟﺤﻮﺍﺭ ﺍﻟﺬﻱ ﻃﺎﻟﻤﺎ ﻗﺎﻝ ﺇﻧﻪ ﻳﻤﺜﻞ ﻟﻪ ( ﺗﺤﺪﻳﺎً ﺷﺨﺼﻴﺎً ﻟﺤﻠﺤﻠﺔ ﺍﻷﺯﻣﺎﺕ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻴﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺒﺪﺃ ﺑﺎﻟﺤﺮﻭﺏ ﺍﻷﻫﻠﻴﺔ ﻓﻲ ﺛﻼﺙ ﺟﺒﻬﺎﺕ، ﻭﻻ ﺗﻨﺘﻬﻲ ﺑﺎﻻﻧﻘﺴﺎﻣﺎﺕ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﻭﺗﺮﺩﻱ ﺍﻷﻭﺿﺎﻉ ﺍﻻﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ .
ﻭﻣﺎ ﻳﻀﺎﻋﻒ ﺍﻷﺳﻒ ﺃﻳﻀﺎً ﻭﺳﻂ ﺃﻧﺼﺎﺭﻩ ﺃﻥ ﻏﺎﻟﺒﻴﺘﻬﻢ ﻳﺠﻤﻌﻮﻥ ﻋﻠﻰ ﺃﻧﻪ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﻌﻮﻳﺾ ﻣﻦ ﻳﺮﻭﻧﻪ ﻣﻔﻜﺮﺍً ﺍﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻴﺎً .
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
azsuragalnim19@gmail.com
*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*
.......... *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...
-
بعد وفاة الدكتور (محمد عثمان) متأثراً بـ(الفشل الكلوي) .................. حاول هؤلاء خلق (فتنة) بين...
-
الخرطوم: سراج النعيم وضع الطالب السوداني مهند طه عبدالله إسماعيل البالغ من العمر 27 عاما المحكوم بالإعدام في قت...
-
مطار الخرطوم : سراج النعيم عاد أمس لل...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق