الخميس، 7 يناير 2016
صباحي يروي قصة هروبه لحظة دفن جثمان الراحل محمود عبد العزيز
......................................................................................................................
جلس إليه : سراج النعيم
.....................................................................
يعتبر الفنان معتز صباحي من الفنانين الشباب المميزين الذين وقف خلفهم الفنان الأسطورة محمود عبدالعزيز بكل ما يملك من امكانيات وقاعدة جماهيرية لا يستهان بها ، ولم يأت وقوف الحوت مع صباحي من فراغ إنما نابع من قناعة بأنه فنان لايشق له غبار.
وتشير السيرة الذاتية لصباحي بأن بداياته الفنية اشبه ببداية الراحل محمود عبدالعزيز فالرابط بينهما قوي جداً من حيث الخامة الصوتية والهوايات المتعددة كالرسم والغناء وكرة القدم.
فيما استطاع صباحي أن يحقق في أعوام قليلة جداً شهرة طاقية جداً وجمهوراً ضخماً وأن ينال النجومية ويشكل ثنائية إبداعية مع فنان الشباب الراحل محمود عبد العزيز الذي أشاد بصوته وكانت تلك الإشادة جواز مرور ومعبراً قاد الكثير من المهتمين بالشأن الغنائي والموسيقي والنقاد علي ترشيحه لخلافة الحوت والتربع علي عرش فنان الشباب الأول بدون منازع.
من الذي شجعك علي تقديم مدائح المصطفي صلي الله عليه وسلم؟
شكلت حضوراً في تلك العوالم الروحية بإيعاز من الفنان محمود عبدالعزيز الذي كان دائماً ما يحفزني ويشجعني علي هذا الفعل النبيل الذي طللت عبره من خلال إذاعة الكوثر وقناة ساهور لتعظيم المصطفي صلي الله عليه وسلم بالإضافة إلي أنه ساهم معي في اختيار بعض المدائح وأشهرها ( شعب السودان يحبك ).
ماهي المعوقات التي تقف في طريقك بعد رحيل الحوت؟ الغناء بعد رحيل الفنان محمود عبدالعزيز لم يعد له مذاق أو طعم أو لون بالرغم من ذلك اعمل جاهداً علي التواجد من أجل مراهنة الحوت بشخصي.
هل ولوجك للمديح عن طريق الراحل محمود عبدالعزيز كان دافعه المال؟
أبداً لم أكن أفكر علي هذا النحو بل دخلت مجال المديح من واقع أن جذوري في الأساس صوفية وبالتالي لم أفكر اطلاقاً في النواحي المالية من قريب أو بعيد.
كيف تلقيت نبأ رحيل الحوت؟
فجعت فاجعة كبيرة ﻋﻨﺪما سمعت نبأ انتقال الفنان الكبير محمود عبدالعزيز للرفيق الأعلي عبر القنوات الفضائية ﻭﻟﻢ استطع تقبل الخبر المحزن رغماً عن أن الأجهزة الإعلامية كانت تشير إلي ذلك عبر التصريحات التي أدلي بها الأطباء الذين كانوا يشرفون علي حالته الصحية بمستشفي ابن الهيثم بالأردن والذي نقل إليه بالطائرة من مستشفي رويال كير بالخرطوم.
ما الذي جعلك لا تتقبل خبر الوفاة؟
لم اتقبل الخبر لارتباطي بالراحل محمود عبدالعزيز مما جعلني أغوص في ﻧﻮﺑﺔ ﺑﻜﺎﺀ ﻟﻢ ﺗﻔﻠﺢ معها كل ﻣﺤﺎﻭﻻﺕ الأهل والأصدقاء عن ﺇﺛﻨﺎئي منها.. فالحوت كان صديقاً صدوقاً في علاقته بي إلي جانب أنه لعب دوراً كبيراً في جذبي إلي الحركة الفنية وذلك من خلال استماعي إلي ألبوماته الغنائية حينما كنت مقيماً بالمملكة العربية السعودية أي قبل أن التقي به وأتعرف عليه شخصياً ومن ساعتها أصبح حبي للحوت حباً لاتحده حدود.
مدي صحة أنك اقمت صيوان عزاء للراحل الحوت؟
نعم نصبت ﺳُﺮﺍﺩﻕ ﻋﺰﺍﺀ ﺑﻤﻨﺰلي ﻓﻮﺭ ﺳﻤﺎعي ﻧﺒﺄ ﺭﺣﻴﻞ ﺭﻓﻴﻖ ﺩﺭبي ﻣﺤﻤﻮﺩ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ حتي أتلقي واجب العزاء فيه وكيف لا أفعل وهو أستاذي وصديقي.
وماذا بعد عودتك إلي أرض الوطن؟
عندما استقر بي المقام هنا كنت حريصاً غاية الحرص علي الالتقاء به وكان أن تحققت رغبتي بالتواصل معه وأول مرة غنيت فيها معه كان ذلك في مراسم زفافه من الفنانة حنان بلوبلو بمنزلها بالمهندسين ام درمان في منتصف تسعينيات القرن الماضي.
هل غنيت معه بعد حفل الزواج من بلوبلو؟
نعم استمر التواصل بيني وبينه وجمعتني به الكثير من المسارح في حفلات جماهيرية ومناسبات اخري.
ما وقع حديثه عنك كفنان يمتلك خامة صوتية لا تضاهيها أي خامة صوتية أخري عبر تلفزيون السودان؟
ظل الراحل محمود عبدالعزيز يتحدث عني بحب كبير منذ أن وطأة قدماي أرض الوطن ويشجعني علي طرح مشروعي الفني بكل جرأة للمتلقي كما أنه لم يخف ذلك الإحساس من خلال الأجهزة الإعلامية المختلفة التي استضافته ومن بينها الفضائية السودانية التي فرض حديثه عني كفنان أن يبث المخرج شكرالله خلف الله أغنيتي التي تحمل عنوان ( جيت رجيتك ) والتي وثقت لها من خلال برنامج ( ليالي النغم ) البرنامج الذي اعتبره من البرامج التلفزيونية المميزة وكانت إشادته بي مستمرة في كل محفل إعلامي أو منبر من المنابر الفنية وعليه كان يمنحني دافعاً قوياً للمضي قدماً في الحراك الفني.. كما حرص علي أن أظهر معه عبر قناة الشروق الفضائية.
لماذا لم تشارك في تشييع جثمان الراحل محمود عبدالعزيز؟
ربما تجد الإجابة علي هذا السؤال فيما أشرت مسبقاً في إطار ردي علي أسئلة في سياق الحوار بالإضافة إلي أنه كان من الصعب علي أن أشارك في تشييع جثمان أستاذي وصديقي الفنان حقاً محمود عبدالعزيز وبالتالي لجأت إلي أن اقيم له سرادق عزاء علي طريقتي الخاصة.. وعندما هدأت الأحوال قليلاً بحي المزاد بالخرطوم بحري توجهت إلي هناك مباشرة وأديت واجب العزاء فيه.. لكنني لم احتمل المشهد فما كان مني.. إلا وعدت من هناك سريعاً إلي المنزل ودخلت في نوبة بكاء.
لماذا لم تذهب إلي مطار الخرطوم لإستقبال ﺟﺜﻤﺎﻥ الراحل محمود عبدالعزيز؟
لم أفعل لأنني وكما اسلفت لا احتمل أن أشاهد أستاذي وصديقي محمود عبدالعزيز دﺍﺧﻞ ﺼﻨﺪﻭﻕ ( التابوت ) الذي استجلب فيه من المملكة الأردنية الهاشمية.. وكيف ﺍﺳﺘﻘﺒﻠﻪ وهو الذي كان يستقبلني هاشاً باشاً معانقاً لي.. لذلك كنت أتمني أن يتماثل للشفاء ويعود إلينا حتي ﺃﻋﺎﻧﻘﻪ في سلم الطائرة لأنه لن يكون لدي صبر لكي انتظر نزوله علي الأرض.
هل هذا يعني أنك لم تستطع التعبير عن مشاعرك لحظة الإعلان عن الوفاة؟
حقيقة المشاعر التي تملكتني هي أن ﺍﻟﺤﺰﻥ في دواخلي كان ﺃﻛﺒﺮ بكثير ﻣﻦ الكلمات التي يمكن أن تقال في مثل هذا المقام.
لماذا هربت من المقابر؟
لقد هربت من المقابر عندما وضع ( تابوت ) الفنان الراحل محمود عبدالعزيز داخل القبر.
ﻳﺬﻛﺮ ﺃﻥ ﻋﻼﻗﺔ ﺻﺪﺍﻗﺔ ﻗﻮﻳﺔ جمعتك ﺑﻤﺤﻤﻮﺩ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻌﺰﻳﺰ فماذا أنت قائل عنها؟
علاقتي به كانت علاقة أخوية ﻗﻮﺍﻣﻬﺎ ﺍﻟﻤﺤﺒﺔ ﺍﻟﺼﺎﺩﻗﺔ في الله.
هل ترك رحيل الحوت أثر في حياتك وكيف استطعت تجاوز هذه المرحلة؟
قبل أن يرد علي سؤالي انهمرت دموعه مدراراً ولم يكن يأبه بها وعندما بدأ في الرد جاء صوته متقطعاً وهو يقول : محمود عبدالعزيز فقد كبير للحركة الفنية السودانية وفقد كبير جداً لي شخصياً وظهر تأثير ذلك في الحياة الفنيّة بصورة عامة وفيّ شخصياً علي وجه الخصوص.. فالفنان الراحل محمود عبدالعزيز حبيبي وصديقي ورفيق دربي لذا بعد فراقه شعرت بوحشة وحزن شديدين لأن غيابه جاء في فترة كنت أكثر الناس احتياجاً له ولم يكن رحيله بالنسبة لي متوقعاً.
ما هي حقيقة أن الراحل (محمود) قال إن معتز صباحي خليفته؟
هذا صحيح وافتخر واعتز بذلك فهو يعتبر مدرسة فنية متفردة وصاحب فكرة غنائية مستحدثة وهو عرّابنا.. وأنا الوحيد الذي اتبع خطاه واعتنق فكرته المميزة في كل نواحيها.
متي ينفذ صباحي وصية الفنان الراحل محمود عبدالعزيز؟
عندما يحن وقتها وأهيئ نفسي لها بالصورة المثلي حتى أكون قدر المسؤولية التي حملني إياها في حياته.
كيف تنظر إلي الدويتو الذي شكلته مع الراحل الحوت في أواخر أيامه في حفل تأبين الفنان الراحل نادر خضر؟
هو امتداداً للراحل نادر خضر ونادر خضر امتداد للراحل محمود عبدالعزيز عملا سوياً من أجل فكرة تطوير الأغنية السودانية والارتقاء بها إلي مصاف العالمية ومن هذا المنطلق بدأ الحوت ونادر مشروعهما الفني.
هل تتوقع اندثار أغاني الحوت ونادر بعد رحيلهما؟
أعتقد أنهما وثقا لمشروعهما التوثيق الذي يجعلهما باقيان في وجدان المتلقي.
أوصف لنا لحظات مشاركتك الراحل محمود عبد العزيز في تأبين الفنان الراحل نادر خضر وتكريم أسرته؟
عندما طلب مني الفنان الراحل الحوت مشاركته في ذلك لم أتوان ولو لكسر من الثانية في تلبية طلبه خاصة وأن الفنان الراحل نادر خضر له تأثير بالغ في حياة الفنان الراحل محمود عبدالعزيز الذي اعتاد أن يكون وفياً لأهل العطاء وتقديراً للدور الذي لعبوه في الحراك الفني في البلاد وما تأبين نادر خضر إلا جزء من تكاريم أقامها الحوت بالعائلي بالخرطوم لعدد من الشخصيات المبدعة في خارطة الثقافة والفن السوداني وشاركه في تنظيم تلك الاحتفائيات مؤسسة الفنان محمود عبد العزيز ومجموعة محمود في القلب وأقمار الضواحي.
هل وجد الدويتو بينك والراحل الحوت القبول من الجماهير التي شهدت تأبين الفنان الراحل نادر خضر؟
في اعتقادي أنها تجاوبت بشكل مدهش نسبة إلي أن الدويتو بيني والراحل محمود عبدالعزيز كان منسجماً
في رأيك ما هي قيمة الراحل محمود عبدالعزيز فنياً؟
مما لا شك فيه فهو فنان بل فنان جيل كامل وحالة استثنائية وضعت بصمتها بتمرد علي ما هو مألوف في الحركة الفنية من لونيات غنائية وبالتالي كانت مدرسته متميزة خلقت بينه وجمهوره إلفه لم يشهدها الوسط الفني علي مدي السنوات الماضية.
إذا طلب منك أن ترشح فناناً يصنف فنان الشباك الأول من يكون في رأيك بكل صراحة؟
سأقول وبلا تردد هو الفنان محمود عبدالعزيز الذي ظل متربعاً علي هذا العرش لأكثر من 25 عاماً اثبت من خلالها أنه فنان مسرح بلا منازع وهذا يجعل الجماهير تقف مصطفة علي شبابيك المسارح بطوعهم واختيارهم ويدفعون مقابل ذلك الطوع والاختيار من مالهم الذي ربما يستقطعونه من قوت يومهم.
في رأيك هل محمود كان فنان الشباب فقط أم تعدي ذلك للكبار؟
الراحل محمود عبدالعزيز غطي كل المساحات وارضي الكل باختيار أغنيات تلامس وجدان الناس جميعاً واستشهد لك في هذا الإطار بما كتبه أستاذ الأجيال محمود أبو العزائم في مقاله الشهير (سمح الغناء في خشم محمود).. وعندما تصدر شهادة من أستاذ في قامة ابوالعزائم فإنها تعني الكثير.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
azsuragalnim19@gmail.com
*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*
.......... *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...
-
بعد وفاة الدكتور (محمد عثمان) متأثراً بـ(الفشل الكلوي) .................. حاول هؤلاء خلق (فتنة) بين...
-
الخرطوم: سراج النعيم وضع الطالب السوداني مهند طه عبدالله إسماعيل البالغ من العمر 27 عاما المحكوم بالإعدام في قت...
-
مطار الخرطوم : سراج النعيم عاد أمس لل...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق