الخميس، 31 ديسمبر 2015

خازن أسرار الحوت الكردفاني يكشف أسرار تنشر لأول مرة

وضع الموسيقي الشهير عبدالله الكردفاني تفاصيل أول لقاء له بالفنان الراحل محمود عبدالعزيز مؤكداً أن والدته فائزة محمد الطاهر التي تربطها علاقة صداقة بشقيقتي الكبرى التي كانت تزورها ما بين الفينة والآخري في منزلنا بحي كوبر بالخرطوم بحري.. ومن خلال تلك الزيارات عرضت عليّ فكرة أن أتبني ابنها ( محمود ) الذي كان يتغيب من المدرسة للذهاب إلي المشاركة في برنامج ( جنة الأطفال ) الذي يطل علي المتلقي كل يوم جمعة من علي شاشة التلفزيون القومي. قال : وعندما بدأت علاقتي به لم يتجاوز عمر الـ( 15 ) عاما.. وفي يوم من الأيام كنت أتجاذب معها أطراف الحديث بحضور شقيقتي.. فقالت لي : يا كردفاني عندي ولدي محمود عبدالعزيز يأخذ مني المصاريف ويحمل حقيبته المدرسية ويخرج من المنزل علي أساس أنه متوجه إلي المدرسة ولكنه لا يفعل.. فسألتها أين يذهب؟ قالت : بمشي لبرنامج جنة الأطفال بالتلفزيون القومي.. كما أنه يذهب أيضاً إلي مركز شباب الخرطوم بحري من أجل أن يغني لذلك سأحضره إليك هنا لكي يبقي معك وليحضر لنا في الأسبوع مرة.. وبالفعل تم إحضاره لي في المنزل فأصبحت أكتب له النصوص الغنائية في الدفتر حتى يتمكن من حفظها.. وأقول له : يا محمود أنا ماشي العمل وسآتي لكي أراجع معك هذين الأغنيتين.. وعندما أعود إلي المنزل أجده قد حفظهما حفظاً بالصورة التي كنت أضعها في رأسي فهو كان سريع البديهة في حفظ النصوص الغنائية.. وأول أغنية حفظها آنذاك أغنية ( قام من الخرطوم للجبل في دقائق حالاً نصل.. إلي آخرها ).. وبعد ذلك أصبحت أعلم فيه كيفية الغناء والتلوين هكذا علمته طريقة الأداء والتطريب.. وساعدني في ذلك أنه كان ذكياً ولماحاً ولديه رغبة في أن يصبح فناناً.. وعلي هذا النحو ظللت أكتب له كل يوم أغنيتين ومن ثم بدأت معه المرحلة التالية التي يشهد عليها الصديق محمد حامد جوار وعمران ومحمد بابكر وشريف المليجي المهم كل الفرقة الموسيقية من مركز شباب الخرطوم بحري حيث أنني لم أكن آنذاك عازفاً بل كنت مغنياً.. ومحمد بابكر ونميري المليجي المهم كل الفرقة الموسيقية من مركز شباب الخرطوم بحري حيث أنني لم أكن آنذاك عازفا بل كنت مغنياً أجزت صوتي في العام 1979م وكنت في نفس تلك الأيام لدي حفلاً في حي كوبر بالخرطوم بحري وكان أن رافقني إليها محمود عبدالعزيز وهو صغيراً وكان أن غنيت الفاصل الأول وعندما تهيأت الفرقة الموسيقية للفاصل الثاني قلت لمحمد حامد جوار : دعوا محمود عبدالعزيز يغني أغنيتين قبل أن أصعد إلي خشبة المسرح لتكملة الحفل.. فرفض العازفين بالإجماع قائلين : لا لا يا الكردفاني جايب لينا (شافع) دايرو يغني.. فقلت لهم : يا أخوانا كدي اسمعوه وإذا لم يرق لكم انزلوه من الأغنية الأولي وأنا سأصعد لكي أكمل الحفل.. المهم أنني أقنعت الفرقة الموسيقية بذلك وكان أن غني محمود عبدالعزيز الفاصل الثاني كاملاً للتجاوب الكبير الذي وجده في ذلك الحفل.. ومن هنا كانت انطلاقته في الحركة الفنية وكل حفل يتم الارتباط معي عليه اصطحبه معي وأفسح له المجال ليغني معي فاصلاً كاملاً حتى أن بعض أصحاب المناسبات يتعاقدون معي للغناء شخصي والفنان الراحل محمود عبدالعزيز ومن ثم فأصبحت أكتب وألحن له النصوص الغنائية. وماذا بعد ذلك؟ قال : طلب مني خاله الراحل الممثل الطاهر محمد الطاهر أن احضر محمود عبدالعزيز للجنة الألحان والأصوات بالإذاعة السودانية التي تتألف من برعي محمد دفع الله ومحمد عبدالله الشهير بمحمدية والعاقب محمد الحسن وعلي ميرغني الذي كانت نظرته بعيدة المدى فعندما بدأ محمود الغناء غني أغنية ( الحجل بالرجل ) التي غني منها المطلع والكوبلي الأول إلا ونهض من كرسيه وجاء نحونا طالباً منا التوقف.. ثم قال : يا كردفاني الصوت الملايكي دا جبتو من وين.. وأضاف : أنا في لجنة الألحان والأصوات منذ سنوات لم أسمع صوتاً كصوت الفنان محمود عبدالعزيز.. فالاصوت التي سبقته اصواتاً متشابهه.. لذلك هذا الصوت جديداً في الحركة الفنية وبما أنه متفرد في الصوت والأداء تأتي غدا لكي تستلم شهادة إجازته فقلت له : يا أستاذ كتر خيرك.. وبعد هذه الكلمات في حق الفنان الراحل محمود عبدالعزيز ذهبنا من هناك إلي منزلنا بحي كوبر بالخرطوم بحري وفي اليوم التالي جئت للإذاعة فتم تسليمي شهادة إجازة صوت الحوت من طرف مقرر اللجنة محمد عثمان الهارط والد الموسيقي المعروف ( فواز ).. وكان أن بروزت الشهادة من سوق الخرطوم بحري.. وذهبت مباشرة إلي منزل محمود عبدالعزيز بحي المزاد.. وسلمت والدته فائزة محمد الطاهر شهادة الإجازة في بداية تسعينيات القرن الماضي.. ومنذ تلك اللحظة كونت له فرقة ( النورس ) من شخصي وإسماعيل عبدالجبار وعلي عبدالوهاب وناصر تاج الدين وآخرين وكانت هذه الفرقة تحظي بالقبول من المطربين علي السقيد وعمار السنوسي والطيب مدثر وآخرين.. وعندما يكون الحوت لديه حفلات نضطر إلي أن نقسم الفرقة الموسيقية إلي مجموعتين.. إلي أن أصبح محمود عبدالعزيز يغني يومياً ويصادف في اليوم أنه يحيي ثلاث حفلات حتى أنه يقول : لا تربطوا لي الحفلات يومياً.

ليست هناك تعليقات:

azsuragalnim19@gmail.com

سراج النعيم يكتب : هذه هي الديمقراطية التى نريدها يا برهان*

  ......  من المعروف أن الديمقراطية تمثل القيم العليا في جميع أنحاء العالم، فضلاً عن أنها معترف بها دولياً، لأنها تحمل بين طياتها قيم مشتركة...