الخميس، 29 أكتوبر 2015

من خلال حواراتي مع الفنان الراحل محمود عبدالعزيز

الحوت : علاقة قوية ربطتني بأطفال الشوارع وأطفال المايقوما تركت الحركة الشعبية لعدم الالتزام ببرنامج الدكتور قرنق الداعي للوحدة الفن ليس بمعزل عن السياسة والفنان السياسي يخدم الإنسان توثيق : سراج النعيم صراخ ودموع ولهفة وحيرة كلها ارتسمت على الأفئدة لحظة تلقيها نبأ وفاة الفنان الشاب محمود عبدالعزيز الذي عاشوا معه لحظات قاسية لن تمحوها السنون من الذاكرة فالتجربة المرضية المريرة التي مر بها بمستشفي رويال كير بالخرطوم ومن ثم إبن الهيثم بالمملكة الأردنية الهاشيمة كانت تجربة قاسية جداً علمّت الجميع قيمة الحياة ومرارة الفراق ولوعته. يعتبر الراحل محمود عبدالعزيز من الفنانين القلائل الذين حملوا مشعل الرفض لكل ما هو مقيد للذات الإنسانية فهو قد أعلن منذ الوهلة الأولى حبه اللا محدود للإنسانية والحياة من خلال الأغاني التي حافظ بها على الأفكار الجادة في المجال الذي اختاره للمضي به قدماً بموهبة قل أن يجود بها الزمان لأنه أي الحوت استطاع أن ينحت أفكاره الجريئة بتناول النصوص الغنائية المميزة والألحان المتجددة في الحركتين الثقافية والفنية . ما بعد الحزن ومن هنا رأيت أن أبحر في لجة حواراتي مع هذا الفنان الأسطورة.. وهي حوارات لم تنقطع برغم انقطاعه عن الحياة.. فثمة من يقول وهم عديدون أن محمود عبدالعزيز نقلنا إلى ما بعد الأشياء المرئية .. إلي ما بعد الحزن العميق الذي ترجمه بوضوح في الكثير من الأغاني.. إلي ما بعد الفرح الذي مزجه بالحزن فهو بلا شك كان فناناً جميلاً وصادقاً ومدهشاً. وعندما تتحدث مع الفنان الجماهيري محمود عبدالعزيز ينتابك إحساس منذ الوهلة الأولي بأن صوته قادم من خلف الغيوم.. فهو صوت يشدك إليه إن شئت أو أبيت ولهذا الصوت سحره الأخاذ ولا يعرف هذا السحر سوي معجبي (الحوت) لأنه يحمل بين طياته الإصرار وروح التحدي الذي استطاع به أن يشق طريقه للقمة الفنية في البلاد بعقل وقلب مفتوح ولاشك أن موهبته الفنية لعبت دوراً كبيراً في اقتحامه للعقبات والأشواك.. وهي وحدها التي جعلته يدخل تاريخ الأغنية السودانية من أوسع أبوابها. البداية كانت في تسعينيات القرن الماضي ومن ثم تواصلت معه بصورة مستمرة ودون انقطاع إلي أن التمست فيه (التمرد الجميل) وهو التمرد الذي حلق بجناحه بعيداً عما جبل عليه الكثيرين من أبناء جيله الذين ظلوا قابعين في محطة التقليدية والرتابة والخضوع الدائم الذي كانت تحفل به الحركة الفنية في السودان. الحوت : يكفيني فخراً تتلمذي علي يد الموسيقار صلاح بن البادية في العام 1987م أنضم لمركز شباب الخرطوم بحري على أيام الأستاذ أحمد الريس وهناك التقي آنذاك الوقت بالموسيقار عبدالله الكردفاني وحسن والشيخ صلاح بن البادية الذين كانوا له سنداً قوياً لمجابهة رسم خارطة طريق لموهبته الفنية التي أول ما قدمها للموسيقار الفنان الكبير صلاح بن البادية والذي أبدى بصراحته المعهودة إعجابه الشديد بهذا الصوت المتفرد رغماً عن صغر سنه فما كان من ابن البادية إلا أن رعاه كفنان واعد يبشر بمستقبل مشرق في الحركة الفنية جاءت تلك الرعاية الكريمة من واقع علاقة الصداقة التي ربطته بنجليه (حسن) و(الشيخ) وهي كانت مرحلة هامة مفصليه من تاريخ حياته الإبداعية وهي المرحلة التي ظل الحوت يحتفي بها كثيراً في كل الحوارات التي أجريتها معه إذ أنه قال لي :(يكفيني فخراً وإعزازاً أنني تتلمذت على يد الفنان الكبير صلاح بن البادية يعني لكل حوار شيخ وابن البادية هو شيخي الذي أخذ بيدي في مرحلة مفصلية من حياتي الفنية). الحوت : الفنان إبن المجتمع يتأثر بواقعه وقضاياه ويؤثر في الآخرين ويلاحظ في الحوت الروح الفنية المعتمدة اعتماداً كلياً على الإلمام بما اختاره أو اختارته إليه موهبته الفذة التي في ظلها طرحت عليه سؤالاً مفاده أخي محمود أراك تنتقل ما بين الفينة والأخرى بين الغناء والتمثيل فأي المرافئ تؤثر الوقوف عندها وما هو مرماك الذي تهدف للرسو فيه وماذا تود أن ترسل لجمهورك عندما تجمع بين هذين المجالين الإبداعيين؟ قال بصراحته المعهودة : اطمح من وراء ذلك إلى أن أرسو في مرفأ الإبداع الذي وضعتني فيه موهبتي فلكل موهبة قالبها وموهبة الغناء عندي لها قالبها الخاص وكذاك موهبة التمثيل ولكل موهبة فكرتها التي أجسدها فيها بالإطار الفني الذي يتناسب معها ولكن رغماً عن ذلك ففكرتي الأساسية تركزت منذ البداية في الغناء ولاشيء غيره خاصة حينما تأتي اليّ تلك اللحظة المليئة بالتوهج فهي تحملني إلي عوالم الغناء من على خشبات المسارح فالفن بصورة عامة لا ينمو في الفراغ بل يحتاج إلي موهبة يتم صقلها بالاطلاع والدراسة فأنا فعلت كذلك بالدراسة الموسيقية والتمثيل بقصر الشباب والأطفال وهذا الاتجاه نابع من إيماني القاطع بأن الفنان هو ابن المجتمع وعليه يؤثر ويتأثر بواقعة وقضاياه في شتي ضروب الحياة لذلك ظللت احمل هذين الرسالتين لأنني علي قناعة تامة بأنه لا تضاد بين الفن والتمثيل بل هنالك نوع من التكامل بينهما وبالتالي لم أعزل فني عن قضايا وطني التي عشتها بكل صدق مغسول بالوفاء. قلت للحوت ما هي إسهاماتك الوطنية من الناحية القومية وأين أنت من القضايا الإنسانية؟. محمود عبدالعزيز : وطنيتي اجسدها في الاستقلال قال : الشعب السوداني بصورة عامة يحب خدمة الإنسانية وبما أنني واحد منهم أسجل زيارات لدار العجزة والمسنين وبعض الدور الأخري العاملة في خدمة الانسانية في فترات متقطعة ولكنني أحرص عليها بالإضافة إلي أن علاقات قوية ربطتني بأطفال الشوارع طالما أنهم أحبوني وأحبوا فني ويا أخي أنا إنسان بسيط ويعرف هذه الحقيقة كل من جمعته بي صداقة وأنت اعلم الناس بذلك ولم يسبق لي أن توانيت عن أداء ضريبة الوطن في أي محفل من المحافل ويشهد علي ذلك الوسط الفني والدولة من خلال الحفلات والليالي التي أقيمت ويكفي أنني أحتفل بعيد الاستقلال علي طريقتي الخاصة فأنا منذ أن بدأت الخوض في المعترك الفني الذي شهد الكثير من التحولات والمنعطفات التي ظللت علي خلفيتها أتفاعل مع قضايا وطني وأحث جمهوري علي انتهاج نفس النهج لأنني كنت احمل رسالة لا تهمني معها المادة بقدر ما أنا اعمل علي إشباع هوايتي في الفن والتمثيل معاً وما مسرحية (تاجوج في الخرطوم) التي قمت بإنتاجها والتي ألفها المخرج الراحل مجدي النور وأخرجها الشاعر الكبير قاسم ابوزيد وشاركني في بطولتها الممثلة الكبيرة سمية عبداللطيف وكوكبة من نجوم الدراما إلا أكبر دليل علي ذلك فلم يبخل عليّ أبناء جيلي من الممثلين والعازفين المهرة في التأطير لفكرتي في الفن والتمثيل إلي أن وجدت لهما موطئ قدم بين رصيفاتهما ومن ثم حققت بهما الانتشار في فترة وجيزة فأصبحت أعمالي بفضل الله سبحانه وتعالي وشركات الإنتاج الفني والتوزيع والأجهزة الإعلامية المختلفة تلامس أحاسيس ومشاعر المتلقي في كل أرجاء السودان. الحوت : طلقت الحركة الشعبية لعدم الإلتزام ببرنامج قرنق أكتسب الحوت تميزاَ ونجاحاً كبيراً في الانضمام للحركة الشعبية التي حينما تجاوزت الفكرة المرسومة في مخيلته رفض الفكرة نهائياً معلناً عدم رجوعه ولم يحدد وجهته الحزبية ولكنه شارك في البرامج الاجتماعية والثقافية والفنية التي نظمها حزب المؤتمر الوطني بما في ذلك مشاركته في الحملة الانتخابية للسيد المشير عمر البشير رئيس الجمهورية ونفرة هجليج وقد قال الحوت أنه كثف من نشاطاته السياسية من أجل وحدة السودان ولكن بكل أسف لم تلتزم الحركة الشعبية بالبرنامج والرؤية التي عمل في إطارها الدكتور الراحل جون قرنق لذلك من الاستحالة أن أكرر التجربة التي افتقدت للقيم الإنسانية التي يبحث عنها العامة في وطني لأنهم يدركون جيداً أن الانتماء يتطلب تنفيذ الشعارات علي ارض الواقع وهذا ما لم تفعله الحركة الشعبية ربما عدم إنزال البرنامج للواقع هو ما قاد الإخوة الجنوبيين لاختيار الانفصال عن الشمال. صولجان يحمل السحر وبهذا الوضوح أصبح الفنان الراحل محمود عبدالعزيز فارساً يشق الأزمنة التي جاء إليها من الحي الصغير المزاد بالخرطوم بحري ليذيع صيته في كل أرجاء السودان الذي أحبه لذلك عمل بكل وفاءه وإخلاص من أجل ان يظل السودان موحداً يسنده في ذلك وعي فكري فجاءت إبداعاته كالأمطار التي ارتوت بها الأرض الفنية السودانية الجافة نصوصه الغنائية والحانه وموسيقاه صولجان يحمل السحر الذي لا يعرفه سوي جمهوره الذي ظل يشد من أزره في أحلك الأوقات فلم يخيب ظنهم معلناً منذ الوهلة الأولي عن وجود إنسان قبل أن يكون فنان كبير.. وإنسان هذه لأنه كان كسحابة بيضاء تحلق لترسم في صدر السماء مكانة لنجم جديد أكسبته التجارب الشرعية الفنية والذوقية لتهبنا موسيقياه وأغنياته الخالدة في وجدان الأمة السودانية فكانت ومازالت تزدهر كنخلة باسقة بالحب والأمنيات. جيوش العشاق تردد حكايات وأنغام هذا الفنان الأسطورة أينما حط الحوت رحاله تحتشد حوله أسراب العصافير والحمام مترجماً بوضوح شديد دلالة أن تكون الأغنية منسجمة مع روح العصر ومواكبة مع آفاقه وكل متغيراته البيئية والمناخية مما جعل جيوش العشاق تردد حكايات وأنغام هذا الفنان الأسطورة الذي لا يساوم بحفنة جنيهات أو دولارات رغماً عن تأكيد شهرته وبرزت نجوميته في الفضاء الواسع ليكون بهذا امتداداً طبيعياً لكبار الخالدين واضعاً حداً للتأويل والتشكيك في حياته الإبداعية التي كان يجابهها بالصمت ويعمل ويدع الآخرين يتحدثون ويطلقون حوله الشائعات المغرضة وأن كنت لا أري ثمة أي أسرار أو تكهنات إنما هي الصدمة الغنائية الحوتية.. فتعالوا معي لكي نواصل تقلب صفحات وصفحات من رحلة سفير الأغنية السودانية أو فنان الأجيال). بكل صراحة كيف تنظر للفنان الذي يغني للأنظمة السياسية والأحزاب ..؟؟ قال : بكل تأكيد لا أري غضاضة في أن يتجه الفنان علي هذا النحو خاصة إذا كانت قناعته السياسية هي التي دفعته في هذا الاتجاه فالفنان في النهاية إنسان يعبر عن ذاته وينتمي لما هو يعتقد فيه خيراً لأبناء وطنه وعندما أضممت للحركة الشعبية كنت أهدف للوحدة عليه عندما لم تحققها الحركة انسلخت منها. محمود عبدالعزيز : الفن ليس بمعزل عن السياسة والفنان السياسي يخدم الإنسان ومما ذهبت إليه مسبقاً وجهت دفة حواري مع الفنان الراحل حول رؤيته لمستقبل الفنان السياسي؟ فأجاب عليّ بدبلوماسية قائلاً : الفن ليس بمعزل عن السياسة والفنان السياسي يجب أن ينحصر تفكيره في خدمة الإنسانية بحكم انه مؤثر في جمهوره علي الأقل مع التمسك بفكرته القومية فالتجارب الحزبية أثبتت فشلها والدليل على ذلك الأثر العميق الذي خلفته الحركة الشعبية سلبياً في المجتمع إن كان في شمال السودان أو جنوبه في عدم تطبيقها للشعارات التي يستفيد منها إنسان الجنوب. الحوت : هذه قصتي مع أطفال المايقوما طالما أن مفهومك عن السياسة يندرج في هذا الإطار الإنساني أين أنت من القضايا الإنسانية؟. يا أخي لابد من أن تعرف حقيقة واحدة هي أنني لا الجأ إلي إظهار ما أقدمه في هذه الجوانب التي تطرقت إليها ولكن في المستقبل يمكنك ذكرها ولكن الآن احتفظ بها لنفسك وسيأتي اليوم الذي تنشرها فيه وأظنه قريب جداً أنا يا عزيزي سأذهب بعد سويعات من الآن إلي دار المايقوما واتمني أن تكون برفقتي حتى تقف بنفسك علي كيف يستقبلني هؤلاء الأيتام وبالفعل تحركنا لوحدنا بعربته فتفاجأت بأنه يستأذنني للتسوق من احدي البقالات القريبة من الدار بالسجانة ويشتري الكثير من أكياس الحلوي ومن ثم نتوجه مباشرة إلي هناك وعلي ما اعتقد كانت الساعة تشير إلي العاشرة مساء وما أن دلفنا حتي لاحظت أن دموعه بدأت تتساقط مدراراً فقلت له دعنا ننصرف فقال لا بأس ولكن بعد أن أقدم لهم هذه الحلوي . الحوت : أنا نجم الشباك رغم الترويج لعدم التزامي ما هي الفترة الزمنية التي أصبح معها الحوت نجماً للشباك الذي كان محصوراً في العملاق محمد الأمين وابوعركي البخيت وربما بعض الفنانين في الحفلات الموسمية ؟ بدأت هذه المرحلة في فترة مبكرة والتي أخذت فيها حفلاتي العامة تجد إقبالاً منقطع النظير من الجماهير رغما عن أن البعض عمل علي رسم صورة مغايرة عن شخصيتي الفنية من خلال الترويج إلي أنني فنان غير ملتزم بالمواعيد وهي الحيلة التي لم تنطلي علي جمهوري الذي كان واعياً بما يحاك ضدي في تلك الفترة ولكنني كنت أعزو ذلك إلي الغيرة الفنية التي كان يفترض فيهم منافستي بتقديم الأعمال الغنائية الجادة التي تلاقي هوا في نفوس الجماهير التي لا يمكنها بأي حال من الأحوال أن تجامل مهما كانت المغريات إذ وجدت في البداية أن أقدم نفسي للجمهور بأغاني معروفة للفنانين الكبار احمد المصطفي وحمد الريح ومحمد وردي وعثمان حسين وزيدان إبراهيم ومحمود تاور ونجم الدين الفاضل وآخرين وقد شاركت في معظم احتفالات الكشافة البحرية بما في ذلك الحفل الذي شهده الرئيس الراحل النميري. الحوت : أنا والراحل نادر خضر حركنا البركة الراكدة في حفلات الشباك قلت للحوت ماذا عن رفيق دربك الفنان نادر خضر الذي كان واضحاً في خطه السياسي وماذا عن السيف الذي أسقطّه عليه ببرنامج (أغاني وأغاني) الذي يبث من علي شاشة قناة النيل الأزرق؟. قال : ترافقت مع صديقي الفنان حقاً نادر خضر فى زمالة فنية نشطة وكنا نحرك البركة الراكدة في حفلات الشباك الذي تحملنا في إطاره عبء الغناء خلال تلك الفترة الحرجة من تاريخ السودان السياسي، وهي الفترة التي ظهر فيها مجموعة من الفنانين البارزين في الساحة أمثال محمود تاور ومصطفي سيداحمد والخالدي والهادي الجبل ومن هنا وجدت وصديقي نادر خضر القبول المنقطع النظير من قطاعات الطلاب والشباب الذين ظلوا يداومون علي دخول حفلاتنا الجماهيرية النهارية والمسائية وهي كانت تقام بشكل شبه يومي. جنة الأطفال شكلت شخصيتي الفنية محمود عبدالعزيز بكل صراحة هل ترديد وتوثيق أغنية (جنة الأطفال) التي كانت شعاراً للبرنامج الخاص بالأطفال بتلفزيون السودان هل فعلت ذلك بدافع الحنين لتلك الأيام التي شاركت من خلالها في البرنامج؟ قال : جنة الأطفال كان لها دور كبير في تشكيل شخصيتي التي وجدت في المنزل عدد من المبدعين الذين سبقوني في هذا المجال خالي الممثل الطاهر محمد الطاهر الذي ظهر للمتلقي عبر أثير الإذاعة السودانية والتلفزيون القومي في الكثير من الأعمال بالإضافة إليه خالي الشاعر أمين محمد الطاهر الذي تغنيت من كلماته وبالتالي استطاع خالي الطاهر أن يحبب لي التمثيل وهو الذي ساعدني في المشاركة في برنامج جنة الأطفال وأنا مازلت طفلاً صغيراً وهناك تعرفت عن قرب علي مجموعة من الزملاء الذين كانوا يشاركون بالبرنامج .

ليست هناك تعليقات:

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...