الخميس، 8 أكتوبر 2015

سراج النعيم يكتب ( أوتار الأصيل ) : شعر علي شاكلة ( خبر الشوم)

جرت العادة ان يقول كل واحد منا للاخر: أن موضوعاً بعينه أو فكرة بعينها هي ( مملكتي ) التي لا ينازعني فيها أحد مهما كان يضم بين عناصر فكره وإبداعه عبقرية حقيقية كاملة.. رفيعة المقام تحمل بين طياتها الانسانية.. وتسقط كل الحدود ولا تعترف بالمسافات هذا التركيب العجيب الذي يصعب على اصحاب المقدرات الابداعية الضئيلة استيعابه برؤية ثاقبة.. وقدرة على استشراف المستقبل.. والإيمان بتجارب من سبقوك في صياغة النصوص الغنائية بكل تاريخها الفكري والثقافي الحافل بإحساس الزهو والفخار إذ ينتمي كل شاعر غير مشكوك في شاعريته إلى هذه المساحة الزمنية المضيئة اللامعة التي فكر فيها بعض المنسوبين إلي الشعراء بتأليف النصوص ( الركيكة ) في ظل تاريخ غنائي حافل بأجمل ما كتب في تاريخ الأغنية السودانية.. في حين أن هؤلاء.. أو أولئك يعمدون إلي كتابة كلمات أكثر من عادية. من هذا المدخل أطرح أسئلتي علي بعض الشعراء لصالح ماضٍ لا يستطيع أحد أن يجزم أنه تفوق علي الحاضر من خلال انتاج قصائد ممتازة وليست قصائد ( ركيكة ).. فاين هم من اسحق الحلنقي الذي لو لم يكتب سوى ( لو وشوش صوت الريح في الباب.. يسبقنا الشوق قبل العينين ).. وأين هم من صلاح أحمد إبراهيم الذي صاغ كلمات أغنية ( الطير الهاجر ) واين هم من الشاعر الراحل عوض جبريل الذي جمل وجدان الشعب السوداني بدرر الأغاني كاغنية ( سيبني في عز الجمر ).. وأين هم من الأديب الاريب محجوب شريف بمواهبه المتعددة والتي عبر عنها بقلمه تعبيراً حاز على فكر المتلقي فكانت (مريم ومي) وأخريات.. فأين هم من الشاعر المسرحي عمر الطيب الدوش الذي ألف نصاً غنائياً بتصوير وإحساس شاعري يكاد يكون نهاية النبوع الذي تشكل في الأغنية التي حملت عنوان ( جميلة ومستحيلة ).. واين هم من الشاعر والصحافي فضل الله محمد الذي ألف أغنية ( قلنا ما ممكن تسافر ).. وأين.. وأين.. وأين.. أين هم مِن من يختلط عندهم الفكر الإبداعي الذاتي بالموضوعي.. وتلمس بشفافية صدق الإحساس في المعنى والمبنى.. وبالتالي يصبح الفرق واضحاً بين كاتب جعل من قلمه تعبيراً عن أهداف ومرامى صناعة مرتبطة ارتباطاً عميقاً بالاغراض المتعلقة بالشهرة أو تقليد اخر بلا مقدرات.. وكاتب جعل من قلمه تعبيراً عن اهتمامات ومصالح وآلام السواد الأعظم من هذا الأمة التي لا تجامل في العملية الإبداعية ولو كان من يدعى الإبداع يمتلك مال قارون. ويقيننا لقد أصبح البعض يتأمل الأفكار العملاقة والخلاقة.. ويطرحها عبر القنوات الفضائية ومواقع التواصل الإجتماعي دون ان يضعوا في فكرهم ببساطة شديدة واحدة من أهم الجوانب التي تجعلهم يصبحون خارقون.. أو على الاحرى عبقريون.. من خلال الموهبة التي هي بلا شك موهبة من عند المولى عز وجل ولا تكتسب كما تكتسب الثقافة لذلك قبل ان يتفوهوا بكلمة واحدة عبر شاشات القنوات الفضائية او اثير الإذاعات.. أو يبثون أفكارهم عبر وسائط التقنية الحديثة منتوجهم .. يجب أن يعرفوا اين موطيء قدمهم.. وماهو وزنهم في خارطة الشعر .وبالمقابل هم مطالبين بالإعتذار لكل شعراء الأغنية من كبيرهم إلى صغيرهم علي الغثاء الذي يقدمونه ما بين الفينة والاخري.. ومن ثم ننظر نحن في إن كانت القصيدة المنسوبة إلي هذا الشاعر.. أو ذاك تتوافق مع الاعراف والتقاليد.. وهل يجب أن تفرد مساحات لهذا الشاعر أو ذاك للانضمام لهذه القبيلة منتسباً ام لا؟ علماً بأن شروط العضوية في اتحاد الأغنية السودانية تتطلب ما لا يقل عن ستة أغنيات شرطاً ان لا تكون على شاكلة ( خبر الشوم ).. أو ( الشريف مبسوط مني ).. وغيرها من الأغاني.. المفتقرة للخيال الشاعري.. والإحساس العميق.. والتصوير البليغ الذي يمكن أن يدرجها من ضمن النصوص الغنائية المصاغة بواسطة عباقرة الأغنية السودانية. آخر الدلتا التمائم والتعاويذ الكثير من الناس على وجه هذه البسيطة لا قدرة لهم بمقاومة اغراءات الشعوذة والدجل والتمائم والتعاويذ والرقى حيث هي الدليل المؤدي الى المسار الصحيح في اعتقادهم وقد تكون امور فردية ولا تنطبق على الجميع لكنها في النهاية تبقى مرجعا للتفاؤل والتشاؤم وبعضهم يتخذها مصدرا للرزق ودرء الشر واصابة العين وهذا الامر يختلف من شخص لاخر ومن شيخ لاخر وكل واحداً منهم له طريقته في جذب الناس اليه بالحجاب او البخرة او البخور او شئ يستخدمه هؤلاء او اولئك لطلب ما نتناول في تقديم هذه الظواهر الدخيلة على مجتمعنا السوداني المحافظ على عاداته وتقاليده.

ليست هناك تعليقات:

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...