السبت، 6 يونيو 2015

ﺳﺮﺍﺝ ﺍﻟﻨﻌﻴﻢ : ﺍﻟﺨﻮﻑ ﺟﺰﺀ ﺃﺻﻴﻞ ﻣﻦ ﺇﻧﺴﺎﻧﻴﺘﻨﺎ .. ﻭﻛﺎﺫﺏ ﻣﻦ ﻳﻨﻜﺮﻩ ﻳﺎ ﺳﺎﻧﺪﺭﺍ

ﺑﻘﻠﻢ : ﺳﺮﺍﺝ ﺍﻟﻨﻌﻴﻢ ﻛﻠﻤﺎ ﻓﻜﺮ ﺍﻹﻧﺴﺎﻥ ﻓﻲ الإشكاليات التي تمر به.. يبدأ الخوف في تملك دواخله.. وربما يركن إلي ذلك الخوف.. بالرغم من أن المصير الذي ينتظره.. مصير مجهول.. نعم مجهول.. خاصة إذا كان الإنسان مخطىء.. وبما أنه كذلك.. يحاول بكل قوته تجنب الإحساس بالخوف.. فالإحساس به مخيف.. ومرعب.. ويؤدي بلا شك إلي التفكير لإنكار الحقيقة.. وهذا الإنكار يقود الإنسان إلي المزيد من الخوف.. والقلق.. والتوتر .. والمرارات.. فتصبح النفس الإنسانية صغيرة أمام ذلك الخوف.. والذي يبدأ في التعمق تدريجياً.. ثم يكبير.. ويكبر إلي أن يصبح مع مرور الأيام خطراً داهماً علي حياة الإنسان.. فتقل معه درجات التفكير.. مما يقود الإنسان إلي فقدان القدرة علي مجابهة الخوف.. الذي سيطر علي فكره.. بالتالي يجعله ضائع.. ما بين التفكير.. وإهدار الطاقة النفسية.. فينتج عن ذلك شعور بالدونية.. شعور يدفع المفكر إلي الفشل.. مهما كان ذلك المفكر ناجحاً.. فلا تجديه مع ذلك محاولات تظاهره أمام الناس بالقوة.. ومهما تظاهر بها.. هل يمكنه الصمود طويلاً؟.. الإجابة ببساطة شديدة لا.. لماذا؟.. ربما أن خوفه مبني علي اختلاف وجهات نظر أفراد المجتمع.. ووجهات النظر هذه تختلف من شخص.. إلي آخر.. ما يزيد من مخاوفه.. فيضطر إلي تجنب الالتقاء بالناس.. إذا كانوا في المحيط الأسري.. أو خارجه.. كما أنه يتجنب مواقف تصحي في دواخله ذلك الخوف.. الذي يبدأ صغيراً.. ثم يكبر في خياله.. نعم يكبر.. ويكبر إلي أن يصبح أكبر بكثير من إمكانياته.. ومقدراته.. فالإنسان لديه طاقة محدودة.. لا تستطيع أن تقاوم ذلك الخوف حينما يكبر.. مما يؤكد أن الخوف جزء ﺃﺻﻴﻞ ﻣﻦ التكوين الإنساني.. وبالتالي لا يمكن إنكاره.. خاصة حينما ينحصر التفكير الإنساني في ﺗﺠﺎﻭﺯ ﺍﻹﺣﺴﺎﺱ به.. والإحساس به.. ربما يكون ﻟﻈﺮﻭﻑ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ.. ﺃﻭ دواعي أﻣﻨﻴﺔ.. ﺃﻭ ﺇﻗﺘﺼﺎﺩﻳﺔ.. ﺃﻭ ﺇﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ.. أﻭ ﺇﻧﺴﺎﻧﻴﺔ.. ﺃﻭ.. ﺃﻭ.. ﺃﻭ... ﺍﻟﺦ...ﻣﻦ ﺍﻷﺳﺒﺎﺏ وﺍلدوافع.. ﺍﻟﺘﻲ ﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺇﻧﻜﺎﺭﻫﺎ.. ﻭكل ﻣﻦ يحاول إنكارها ﻳﻜﻮﻥ ﻛﺎﺫﺏ .. نعم ﻛﺎﺫﺏ.. وستين ألف ﻛﺎﺫﺏ.. ومهما كانت محاولاته مستمرة للإنكار.. فإنه يحس بالخوف يدب في دواخله.. يحس به في حله وترحاله.. والشواهد علي وجود الخوف كثيرة.. منها شواهد تدل علي وجوده الظاهر في حياة كل إنسان.. وﻣﻦ تلك الشواهد قصة ﺍﻟﺴﻴﺪﺗﻴﻦ ﺍﻟﻠﺘﻴﻦ ﻗﺪﻣﺘﺎ ﺇﻟﻲ ﺳﻴﺪﻧﺎ ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ .. ﻭﻫﻤﺎ علي خلاف حول طفل ﺭﺿﻴﻊ.. ﺍﺩﻋﺖ ﻛﻞ ﻣﻨﻬﻤﺎ ﻣﻠﻜﻴﺘﻪ .. ما حدا بسيدنا ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ أﻥ يحضر ﺳﻜﻴﻨﺎً.. ﻳﻬﺪﻑ ﻣﻦ ﻭﺭﺍﺋﻬﺎ.. لاخافة أم الطفل الحقيقية بادعاء تقسيم ﺍﻟﻄﻔﻞ ﺍﻟﺮﺿﻴﻊ ﺇﻟﻲ ﻧﺼﻔﻴﻦ.. ﺗﺄﺧﺬ ﻛﻞ ﻭﺍﺣﺪﺓ منهما النصف.. ﻭﻣﺎ ﺃﻥ شرع ﻓﻲ ﺗﻨﻔﻴﺬ ﺍﻟﻔﻜﺮﺓ .. ﺇﻻ ﻭﺻﺮﺧﺖ ﺍﻷﻡ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻴﺔ.. مؤكدة أنها ﺗﻨﺎﺯﻟﺖ للاخري خوفاً علي ﺍﻟﻄﻔﻞ من القتل.. وبهذه الصرخة تأكد إلي سيدنا ﺳﻠﻴﻤﺎﻥ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺴﻼﻡ.. ﺑﺄﻥ السيدة المتنازلة ﻋﻦ ﺍﻟﻄﻔﻞ.. ﻫﻲ الأﻡ الحقيقة.. أليس في هذه ﺍﻟﻘﺼﺔ عظة.. وعبرة.. ﺗﺆﻛﺪ بما لا يدع مجالاً للشك بأن ﺍﻟﺨﻮﻑ حقيقة.. لا يمكن للإنسان ﺇﻧﻜﺎﺭها.. وأن الخوف موجود ﻓﻲ ﺩﻭﺍﺧﻞ ﻛﻞ ﻣﻨﺎ.. وللخوف أﻧﻮﺍﻉ .. ﺍﻟﺨﻮﻑ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﻮﺕ.. الخوف من ﺍﻟﻤﺮﺽ.. الخوف من اﻟﻔﻘﺮ .. الخوف من ﺍﻟﻌﻮﺯ.. الخوف من السلطان.. و.. و.. و...الخ. وفي ظل ذلك يبقي اﻟﺨﻮﻑ عاملاً ﺃﺳﺎساً ﻣﻦ حيث تشكيله قوة الإنسان في ﺗﻔﻜﻴﺮه.. وإيمانه.. وإرادته.. ولكن الإحساس بالخوف يفقد الإنسان للثقة ﻓﻲ ﻧﻔﺴﻪ.. ويضعف ﻳﻘﻴﻨﻪ .. ويفقده اﻷﻣﻞ.. كيف لا؟؟.. والخوف رﻓﻴﻖ الإنسان ﻣﻨﺬ ﺻﺮﺧﺘﻪ الميلاد ﺍﻷﻭﻟﻲ.. لذا من ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﺃﻥ ﺗﺸﻌﺮ ﺍﻟﻨﺎﺷﻄﺔ ( ﺳﺎﻧﺪﺭﺍ ﻓﺎﺭﻭﻕ ﻛﺪﻭﺩﺓ) ﺑﻪ.. ويشعر به كل من جرب الإحساس به.. لذلك كنت أرجو ممن كتبوا أن يشفقوا عليها.. خاصة وأنها تم ﺗﺤﻤﻴﻠﻬﺎ ﻓﻮﻕ ﻃﺎﻗﺘﻬﺎ.. فما الذي يضير الناس إذا ﻧﻔﺖ ساندرا ﻭﺍﻗﻌﺔ ﺍﺧﺘﻄﺎﻓﻬﺎ.. أو لم تنفيها .. وماذا يضير الناس إذا اﻋﺘﺬﺭﺕ.. أو لم تعتذر للأجهزة ﺍﻷﻣﻨﻴﺔ.. وماذا يضير الناس إذا اعتذرت للشعب السوداني.. أو لو لم تعتذر له؟؟؟.. ألم يكن الأجدر بمن هاجموها أن يسألوا قبل أن يخوضوا في هذه القضية.. هل ساندرا اتهمت جهاز الأمن والمخابرات الوطني باختطافها.. أم أن هنالك جهات أخري اتهمت الجهاز.. وتحملت هي المسئولية ؟؟..أما اﻟﺴﺆﺍﻝ ﺍﻟﺬﻱ يجب أن يوجه إلي ﺳﺎﻧﺪﺭﺍ ما هو الإزعاج الذي سببتيه للشعب السوداني؟؟ هل هو اختفائك الارادي.. أم أن هنالك إزعاج آخر تقصدينه بما ذهبت إليه؟؟.. ولكن فليكن في علمك يا سيدتي.. إذا كان الإزعاج الذي تعنيه يتعلق بالاختفاء.. ﻓﻤﻦ ﺍﻟﻄﺒﻴﻌﻲ ﺃﻥ ﻳﺨﺎﻑ اﻟﺸﻌﺐ السوداني ﻋﻠﻲ ﺃﻱ ﺳﻴﺪﺓ ﺳﻮﺩﺍﻧﻴﺔ تختفي عن منزلها لسويعات.. ناهيك عن أيام.. وبما أن هنالك من اشاع واقعة الاختطاف.. فإنه من الطبيعي أن ينزعج الشعب السوداني في الداخل والخارج.. لذلك لم تكوني موفقة في الاعتذار للشعب السوداني.. ويكفي أنك اعتذارتي للأجهزة الأمنية.. المهم أن ترضي عنك الأجهزة الأمنية.. وليس المهم أن يرضي عنك الشعب!!. عموماً لم أستغرب.. أو أندهش.. نعم لم أستغرب.. أو أندهش لنفي واقعة الاختطاف.. وتأكيد الاختباء لظروف خاصة.. لم أندهش لنفي واقعة الاختطاف.. بقدر ما أندهشت من أولئك الذين حملوا ساندرا فوق ما تحتمل طاقتها.. بل هنالك من تجاوزوا الخطوط الحمراء.. ووجهوا لها نقداً جارحاً.. وغير مسئول.. حيث أنه يعبر عن أندهاشهم.. ومع ذلك الاندهاش كتبوا بانفعال.. والكتابة بانفعال تقود الإنسان إلي الوقوع في الخطأ.. فلماذا اندهشتم؟.. في زمن لم يعد فيه للاندهاش مساحة فارغة.. خاصة وأن نظام الإنقاذ الوطني ملأ كل المساحات الفارغة بالدهشة ما يربو عن الـ( 25) عاماً.. حتي أن الأحداث أصبحت لا تستحق الاندهاش.. وذلك من كثرة ما اندهشنا.. وعليه فقدت الكلمة معناها.. ومضمونها.. وجوهرها.. ولم يعد لها حيزاً في واقعنا المرير .. واقعنا الذي يحكمه الخوف من ماذا؟.. لا أدري.. ولكن الإجابة المتوقعة ببساطة شديدة.. الخوف من كل شىء.. الخوف من ألسنة الناس.. الخوف من نظرات المجتمع.. الخوف من اليوم.. والغد.. والخ.. وفي ظل هذه المخاوف.. لا نفكر في الخوف من الله سبحانه وتعالي.. بالرغم من أنه وضع في داخل الإنسان هذا الخوف.. وضعه منذ صرخة الميلاد الأولي.. وجعله ينمو.. ويكبر معه يوماً تلو الآخر.. وكلما مر الإنسان بأزمة من الأزمات.. أو بموقف من المواقف.. بغض النظر عما كان الموقف كبيراً.. أو صغيراً.. فإنه يجد نفسه مضطراً إلي التحليل.. والتخمين.. والتكهن.. والاستنتاج.. وإدارة الحوارات حول الإشكاليات.. بحثاًًَ عن مخرج.. وأي مخرج ينتظره في هذا اليوم.. أو الغد.. أنه لم ولن يجد ذلك المخرج.. وبالتالي يستسلم.. نسبة إلي أن قدراته علي المقاومة اضعف من كل المخاوف.. ما يجعله يتفاجأ بأن الخوف يعتريه بلا طعم.. بلا رائحة.. بلا شكل.. بلا لون.. هكذا هو الخوف يدفعه دفعاً إلي أن يطوع ذاته للاستشعار.. والبحث بالايحاءات والايماءات.. ولكن ما النتيجة؟.. لا شىء محسوس.. لا شىء يشير إلي حقيقة غير الخوف الذي يسيطر علي حياة الإنسان دون أن يراه.. وهكذا يكتشف الإنسان أن ما يبحث عنه غير موجود.. وكلما فكر فيه يجد انه مفقود.. مفقود.. وهكذا يقود الخوف الإنسان إلي التفكير السالب.. وفي كثير من الأحيان.. لليأس.. وللظلم.. وللألم.. وللمرارات.. والخ.. من الاحاسيس السالبة.. ومن كثرة هذه الأحاسيس تجدني قد حزنت غاية الحزن علي الإساءات الجارحة التي وجهها بعض من علق علي خبر نفي ساندرا لاختطافها في مؤتمر الصحفي.. أكدت من خلاله أنها اختفت بمحض إرادتها.. ونفت أن تكون قد تعرضت للاختطاف.. لذا لم يكن من اللائق أن ينجرف بعض النشطاء.. ومرتادي الشبكة العنكبوتية إلي هذا الدرك السحيق.. بتعليقات بعيدة عن المنطق.. ألم يكن الاجدي بهم مناقشة القضية المطروحة من كل جوانبها.. بغض النظر عما ذهبت إليه ساندرا في مؤتمرها الصحفي.. وأن يتذكروا قبل النشر ما أوصانا به سيدنا محمد صلي الله عليه وسلم في حديثه : ( ﺍﺟﺘﻨﺒﻮﺍ ﺍﻟﺴﺒﻊ ﺍﻟﻤﻮﺑﻘﺎﺕ.. قيل ﻭﻣﺎ ﻫﻲ ﻳﺎ ﺭﺳﻮﻝ ﺍﻟﻠﻪ؟.. ﻗﺎﻝ : ﺍﻟﺸﺮﻙ ﺑﺎﻟﻠﻪ.. ﻭﺍﻟﺴﺤﺮ.. ﻭﻗﺘﻞ ﺍﻟﻨﻔﺲ ﺍﻟﺘﻲ ﺣﺮﻡ ﺍﻟﻠﻪ ﺇﻻ ﺑﺎﻟﺤﻖ.. ﻭﺃﻛﻞ ﺍﻟﺮﺑﺎ.. ﻭﺃﻛﻞ ﻣﺎﻝ ﺍﻟﻴﺘﻴﻢ.. ﻭﺍﻟﺘﻮﻟﻲ ﻳﻮﻡ ﺍﻟﺰﺣﻒ.. ﻭﻗﺬﻑ ﺍﻟﻤﺤﺼﻨﺎﺕ اﻟﻐﺎﻓﻼﺕ.. وكان عليهم أيضا أن يعودوا إلي ما ﻗﺎله ﺍﻹﻣﺎﻡ ﺍﻟﻨﻮﻭﻱ عن : ( ﺍﻟﻤﺤﺼﻨﺎﺕ.. ﺍﻟﻌﻔﺎﺋﻒ.. ﺍﻟﻐﺎﻓﻼﺕ ﻋﻦ ﺍﻟﻔﻮﺍﺣﺶ ﻭﻣﺎ ﻗﺬﻓﻦ ﺑﻪ.. ﻭﺍﻟﻘﺬﻑ ﻫﻮ ﺍﻟﺮﻣﻲ ﺑﺎﻟﻔﺎﺣﺸﺔ ﻟﻤﻦ ﻫﻮ ﺑﺮﻱﺀ ﻣﻨﻬﺎ).. وﻗﺪ ﺑﻴﻦ ﺍﻟﻠﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﻋﻘﻮﺑﺔ ﺭﻣﻲ ﺍﻟﻨﺴﺎﺀ ﺍﻟﻌﻔﻴﻔﺎﺕ ﺍﻟﺒﻌﻴﺪﺍﺕ ﻋﻦ الفاﺣﺸﺔ ﺑﻘﻮﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ : ( والذين يرمون المحصنات ثم لم يأتوا بأربعة شهداء.. فاجلدوهم ثمانين جلدة.. ولا تقبلوا لهم شهادة أبدا وأولئك هم الفاسقون).. والله أعلم. إن الخوف داء يلازم الإنسان منذ مولده.. ولا يفارقه بتاتاً.. إلي أن يستأذن بالرحيل النهائي.. الإ أنه وفي حياته بلغ به الخوف درجة.. من درجات إخفاء الحقيقة.. ظناً منه بأن في الإخفاء إبعاد لخطر الخوف المحدق به.. وغالباً ما يمتزج ذلك الخوف في دواخل الإنسان بعوامل.. ربما تكون سياسية.. أو أمنية.. أو إقتصادية.. أو إجتماعية.. أو إنسانية.. أو الخ... ولكن مهما كانت تلك الأسباب.. والدواعي.. لا أري مبرراً واحداً للإساءة إلي ساندرا كون أنها نفت.. نفياً قاطعاً.. أن يكون قد تم اختطافها.. فماذا تريدون منها أن تقول طالما أنها هذه هي الحقيقة؟.. هل تريدون منها أن تكذب.. حتي تظهر في نظركم بطلة.. بشعارات الحزب الشيوعي.. أم المؤتمر الشعبي.. أم المؤتمر الوطني.. أم حرب الأمة.. أم الاتحادي.. أم شعارات بقية التنظيمات السياسية الأخري.. أليست هي تلك الشعارات الزائفة.. أليست هي تلك الشعارات المرفوعة منذ استقلال السودان.. أليس أنتم الذين ترفعونها من فنادق العواصم الأوروبية.. والعربية.. والإفريقية.. أليس هو الخوف وحده الذي جعلكم تعارضون النظام الحاكم من الخارج.. فماذا تريدون من إمرأة أن تفعل؟.. تناضل بالإنابة عنكم.. وهي مازالت صغيرة سن.. وتجربة.. أليس أنتم الادري منها بالخوف وما يفعله بالإنسان حينما يدب في دواخله.. أظنكم تعلمون.. وتتقاضون عن الحقيقة.. خوفاً من أن يخضعكم الخوف وأنتم الرجال موضع القهر والإزال.. فما بالكم وهي سيدة لا حوله لها ولا قوة.. سيدة لا تملك من حطام الدنيا غير دموعها.. الدموع التي تغالب بها ذلك الخوف.. بالرغم من أن الإحساس بالخوف مرعب جداً.. أن كان للرجل.. أو المرأة.. ومهما كانت قوة الإنسان.. وسلطته.. وجبروته.. فالخوف عنده يزداد سوءاً لحاجته للاطمئنان.. الذي بدونه تكون الحياة بلا كبرياء.. بلا كرامة.. ولكن هل من السهل الحصول علي الاطمئنان في حياة مليئة بالتعقيدات المركبة؟.. الإجابة لا.. وبما أن الإجابة لا سيظل الإنسان عائشاً في الحياة بكل تعاسة.. وألم.. وحزن.. وجراح.. ومرارات.. هكذا يجد الإنسان نفسه ملكاً للشعور بالخوف.. فيفقد الأمل.. ويفقد عزته.. فيما يشعر مع هذا وذاك بالقهر والإزلال.. وما أصعب أن يقهر الإنسان وطنه.. ووسط أهله.. وأصدقائه.. وزملائه.. الذين يفكر فيهم من حيث النقد الذي ينتظره.. النقد الذي يبدأ من أقرب الأقربين.. ثم تتسع رقعته.. لتمتد إلي الصحافة الورقية.. والإلكترونية.. ووسائل التواصل الاجتماعي.. ويتركز النقد في إلقاء اللوم علي الضحية.. ومن ثم تبدأ مجالس المدينة في مناقشة ما حدث بمعرفة أو بغيرها.. فالكل يريد أن يدلي بدلوه.. حتي لا يكون خارج الصورة.. وليس مهما معرفة الجانب النفسي لمن نوجه له.. أو لها النقد.. وما الذي يترتب عليه ذلك النقد من نتائج في المحيط الأسري.. أو المجتمعي داخلياً أو خارجياً.. خاصة وأن تركيبة الإنسان تهاب النقد.. و( كلام الناس).. مما يجعل الجميع يتجنب إيقاع أنفسهم فيما يقودهم إلي النقد.. حتي لا يكونوا مادة خصبة للصحافة الورقية.. والإلكترونية.. ووسائط العولمة المختلفة الأسرع انتشاراً.. ما يسهل للآخرين أبدأ آرائهم الإيجابية.. والسلبية.. وبالتالي تجد أن لديهم القابلية لتقبل كل ما هو مطروح.. أن كان صحيحا.. أو خاطئا.. لذا تجدني دائما ما أبحث عن العقلاء.. والمفكرين كلما حدثت أزمة من الأزمات.. بحكم أن قرأتهم تختلف.. ولا ينجرون وراء ذلك التيار الجارف.. لذلك لا احتفي بالنقد الذي يكتب في لحظة انفعال.. لأنه ذلك يوقع كاتبه في الأخطاء الفادحة.. كالخطأ الذي وقع فيه الهندي عزالدين في نقده السطحي لشباب شارع الحواداث وست الشاي ( أم قسمة).. ومثل هذا النقد يصعب تداركه.. فهو مثل الطلق الناري حينما يخرج من سلاحه.. وليعلم كل هؤلاء.. أو أولئك بأن للخوف أنواع ﺗﻤﻸ ﺍﻟﺤﻴﺎﺓ.. ﻭﺗﻠﻮﻧﻬﺎ.. بالوان مختلفة.. ﻭتصبغها.. ﺃﺻﺒﺎﻏﺎً ﻣﺨﺘﻠﻔﺔ.. وعليه.. فإن كل ما يفعله الإنسان في حياته قائم علي ﺍﻟﺨﻮﻑ.. إلا من كان إيمانه.. وإرادته قويتان.. ويستطيع من خلالهما أن يزيل كل مخاوفه الظاهر منها.. والخفي.. وأن يضع الإنسان حاجزا يقف حائلا بينه.. وكل مؤثرات الخوف.

ليست هناك تعليقات:

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...