الجمعة، 15 مايو 2015

قصة كيف تحول شهر عسل “عمر” لمرارة الحنظل بسبب حادثة مع الملازم”غسان”.. سفهاء النت زادوا عذاباته

لم يتخيل الشاب عمر أن يدخل حراسات الشرطة وهو ما زال في شهر العسل إنها مقادير الكون لا يملك تصريفها إلا الله رب العالمين. قرر الشاب السوداني عمر نيستا وهو المغترب في دولة قطر ويعمل في وزارة الداخلية القطرية إكمال نصف دينه فتمت مراسيم الزواج وسط حفاوة الأهل منتصف شهر أبريل الماضي، وكانت شريكة حياته الحسناء “دعاء” التي تعمل موظفة بمطار الخرطوم الدولي. ثلاثة سنوات متواصلة لم يرى عمر السودان فقط في صيف هذا العام أتى في إجازته وأكمل زواجه ،وبينما هو في شهر العسل سطر له القدر فاصل في حياته لم يكن يتخيله أبداً وهي حادث المرور الذي حدث له الثلاثاء الماضي ونتيجته وفاة الطرف الأخر بعد يومين من الحادثة غسان عبد الرحمن وما أدراك ما غسان إنه ملازم الشرطة الذي كان حديث المجالس في السودان في القضية المشهورة بمكتب الوالي(كشف حينها والي الخرطوم لوسائل إعلام شبهة فساد لبعض منسوبي مكتبه) وبقية قصة غسان معروفة على نطاق واسع. نترك الحديث حول تفاصيل الحادثة يحكيها عمر بأصابع كيبورده لأحد أصدقائه (انا جاي من الشجرة ماشي لي زوجتي في شارع الستين .. في تقاطع جوبا .. جيت ماشي والإشارة خضراء .. في عربية كسرت الإشارة ودخلت .. حاولت اتفاداها ماقدرت .. لانو فجأة اتعارضت لي في نص الشارع وضربتها .. حتى شوف عربتي اتكسرت وحرقت). طبعاً حينها عمر لم يكن يعرف من الطرف الأخر في الحادثة ولكنه بعد لحظات عرف ووجد نفسه خلف قضبان الحبس وتحريات مكثفة معه من قبل الشرطة السودانية، التي كان يهمها أن تتعرف على ملابسات الحادثة بصورة دقيقة جداً لأن طرفها الملازم غسان عبد الرحمن وحتى تأمن القيل والقال. ولكن سرعان ما إنتشرت الإشاعات المختلفة عبر صفحات التواصل وتطبيقات الهوات الذكية ،وشكك البعض أن يكون وراء الحادثة شبهة جنائية، بينما نفت الشرطة ذلك بحسب تصريحات صحفية. معاناة كبيرة وحزن لعمر وعروسته وأهله بسبب إشاعات غير مسنودة بأي منطق أو دليل حول تصفية وإغتيال غسان بل كل المؤشرات والقرائن تدل على حادثة قضاء وقدر. وهكذا تحول شهر عسل عمر وعروسته لشهر حنظل ليس بسبب الحادثة وحسب بل زاده مرارة ضعاف النفوس وسفهاء الإنترنت من مرتادي المواقع وشبكات التواصل بإقحام شخص ربما لم يسمع قصة غسان وساقه القدر ليكونا طرفين في حادث مرور عادي ربما كان هو أيضاً في قبضة ملك الموت مع غسان ولكن نجاه الله لحكمة يعلمها قد تكون إبعاد وبصورة نهائية شبهة ترصد غسان. لم يجد عمر مفراً من الدفاع عن نفسه بخصوص اللغط حول الموضوع وبعد أن ترحم على روح الفقيد ملازم أول شرطة غسان الذي توفي صباح يوم الخميس وكتب على حسابه بفيسبوك ويبدو أنه يعاني من ضغط نفسي شديد بسبب الحادثة وسيطرت أخبارها على مجالس الناس في الواقع والفضاء الإسفيري(انا لله وانا اليه راجعون الفيس كلو بقول اغتيال وكلام غريب انا بعرفو من وين عشان اغتالو ده يومو تمه وربنا كاتب كده الحمدلله علي كل حال). ليعود عمر ويمسح من على صفحته في فيسبوك كل منشورات الحادثة من صور السيارات التي نشرها في وقت سابق والتعليقات حول اللغط الدائر وأسئلة أصدقائه للإطمئنان عليه، لعله يريد أن ينسى كل شئ، ولسان حاله يقول(أرحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء). المصدر : صحيفة النيلين الإلكترونية

ليست هناك تعليقات:

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...