الخميس، 5 فبراير 2015
سراج النعيم : السيرة الذاتية للعالمة السودانية الراحلة ليلي زكريا عبدالرحمن
حملت السيرة الذاتية للعالمة السودانية الدكتورة الراحلة ليلى زكريا عبدالرحمن سيرة لامرأة سودانية كافحت ونافحت للوصول إلى مبتغاها في العلم فائدة لتنفع به أهلها في السودان والعالم اجمع.
مرت عالمتنا بالمراحل التعليمية في إطار السلم التعليمي السوداني فبدأت نبوغها من الإبتدايية ثم المتوسط ثم الثانوي وجميع هذه المراحل كانت بمدينة كوستي ومنذ ذلك التاريخ كانت درجاتها عالية جدا وتؤكد أنه سيكون لها شأن عظيم كسائر العلماء في مختلف مناحي العلوم وهكذا اجتازت المراحل السابقة ملتحقة بعدها بجامعة الخرطوم مختارة من بين كلياتها كلية الزراعة كيف لا وهي المهمومة بإشكاليات الزراعة بحكم أنها نشأت وترعرعت في بيئة يمتهن أهلها الزراعة ما نمى في دواخلها الإحساس بهم ومناصرتهم بما من به عليها الله سبحانه وتعالى من موهبة علمية أبهرت بها دول العالم العظمي ففتحت لها أبوابها على مصراعيها دون قيود أو شروط حتى تبدع في ما توصلت له من اخترعات. تخرجت عالمتنا ليلى زكريا من جامعة الخرطوم كلية الزراعة بالبكالوريوس بدرجة الشرف ولم يتوقف طموحها الأكاديمي عند هذه الدرجة إنما سعت إلى نيل درجة الماجستير في التقنية الحيوية التي حازت بعدها على درجة الدكتوراه في العام 1995م من كلية الهندسة بجامعة يومست بمانشستر.
كانت كل المؤشرات تشير إلى أن العالمة السودانية ليلى زكريا تمضي نحو مستقبل علمي متفرد منذ اللحظة اختارت فيها المضي قدما نحو المسار الأدبي بالرغم مت أن الأساتذة الذين تقلت التعليم على أيديهم أشاروا عليها بأن تدرس المسار العلمي إلا أنها رفضت فكرتهم رفضا باتا وأصرت على فكرتها.
وما أن تخرجت الدكتورة الراحلة ليلى إلا ورأى الأساتذة الإنجليز والأمريكان أنها إذا أفردت لها مستقبل كبير إذا أتيحت لها المساحات لتلقي العلم خارج السودان مستقبلا ستحقق معجزة في مسارها الذي درستها الذي اختارته وفقا لإحساسها بما تحمله دواخله من موهبة تبحث عن الخروج إلى حيز الوجود لتفيد به الناس أجمعين.
وكانت العالمة السودانية ليلى زكريا تعمل في احد المختبرات في الجامعة وذلك بعد نيلها درجة الماجستير في مجال التقنية الحيوية وحينئذ طلبت منها المشرفة أن تواصل الأبحاث في مشروع سبق وأن توقّف فيه الباحثين وقد نجحت بالتوصّل إلى نتيجة مهمة لفتت أنظار الباحثين والمتخصصين والإعلام لها وقد واصلت عملها في هذا الميدان حتى توصّلت إلى الاكتشاف العلمي الكبير ، وحصلت على براءة الاختراع للبذور الصناعية لقصب السكر. ولطالما رددت الدكتورة ليلى أنها تدين بنجاحها هذا إلى جدتها التي تولت مسألة تربيتها بعد وفاة والدتها المعلمة وكان عمرها عامين.
ورغم أن جدتها لم تكن تعرف القراءة والكتابة إلا أنها كانت تشجعها كثيراً في دراساتها.
لقد أحدث ثورة في صناعة قصب السكر في العالم إنّ الطرائق التقليدية في زراعة قصب السكر من نموه حتى قطفه هي طرائق مهدرة ومكلفة في آن واحد.
وقد حاول العلماء لسنوات عدة تربية أجنة أعواد قصب السكر في الماء حتى نموها لكنهم لم يفلحوا. بيد أنّ د. ليلى ذكريا عبد الرحمن، طالبة سابقة في جامعة مانشستر UMIST، والتي تعمل حالياً خارج مانشستر ساينس بارك ، رفضت الاستسلام. فقد اكتشفت طريقة جذرية جديدة لتنمية قصب السكر، سانحة زراعتها تماما مثل الحبوب، وهي طريقة أكثر إنتاجية وأقل تكلفة – وتوفر قرابة 220 باوند لكل فدان في تكاليف الزراعة. وكانت التكنولوجيا الجديدة محمية من قبل براءة الامتياز (الاختراع) التي منحت لها في كل من أميركا، أستراليا، أفريقيا، باربادوس، البرازيل، الصين، أوروبا، اندونيسيا، كوريا الجنوبية وسريلانكا. وتتضمن الطريقة الجديدة في زراعة قصب السكر أخذ الخلايا من الأوراق، أو البراعم أو الجذور، وزراعتها في الماء (Hydroponic cultre) لتنتج بذور اصطناعية من شأنها أن تنبت فيما بعد. لقد حظيت نتائجها المدهشة باهتمام كبير على الصعيد العالمي. وقد كرّمت د. ليلى من قبل حكومتها بمنحها ميدالية ذهبية لما توصلت اليه في حقل زراعة قصب السكر، كما أنها فازت بالجائزة السنوية لأفضل مشروع في الشمال والغرب. وبعد حصول تقنيتها الجديدة على براءة الاختراع في بلدان مختلفة في العالم، تقيم حالياً د. ليلى في مانشستر ساينس بارك، حيث أطلقت عمل خاص بها على صعيد "الزراعي- البيو تقني " والذي سيرخص طرائقها الإنتاجية لشركات السكر من حول العالم. ويعمل زوج د. ليلى في السودان لصالح كينانيا وهي شركة كبرى لتصنيع السكر حيث بدأت هي عملها هناك. وتأمل د. ليلى أن يساعد عملها الصناعة في بلدها الأم. وقد منحت اليوم د. ليلى براءة اختراع ثانية من الولايات المتحدة "للمضاد للأكسدة" الذي سيساعد في الصناعة الطبية ومستحضرات التجميل والزيوت.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
azsuragalnim19@gmail.com
*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*
.......... *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...
-
بعد وفاة الدكتور (محمد عثمان) متأثراً بـ(الفشل الكلوي) .................. حاول هؤلاء خلق (فتنة) بين...
-
الخرطوم: سراج النعيم وضع الطالب السوداني مهند طه عبدالله إسماعيل البالغ من العمر 27 عاما المحكوم بالإعدام في قت...
-
مطار الخرطوم : سراج النعيم عاد أمس لل...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق