الأحد، 1 فبراير 2015

ختان الاناث تشوهات نفسية و مخاطر صحية

السودانية تستعد كل الجمعيات ومنظمات المجتمع المدني والجهات الرسمية العاملة في مجال الطفولة والصحة الإنجابية للاحتفال باليوم العالمي لمناهضة ختان الإناث، في (6) فبراير من كل عام، وعرض ما تم من نتائج إيجابية تدعم خفض الممارسة التي تجذرت داخل المجتمع منذ عصور خلت، إلى أن يصير مجتمعنا خالياً من هذه العادات الضارة، التي تتسبب في ارتفاع نسبة وفيات الأمهات والأطفال. فضلاً عن الاعتلال بأمراض مثل الناسور البولي، وقد أظهر آخر مؤشر للمسح الصحي السوداني الثاني لسنة (2010)م، انخفاض نسبة الممارسة إلى (65,5%) مقابل (69,4%) في (2006)م، وذلك يدل على ارتفاع نسبة الوعي بين الأسر وداخل المجتمعات المحلية. جرت العادة أن تقوم القابلة (الداية) بهذه العملية، وقد تكون غير مدربة أو تلقت قدراً من التعليم يجعلها تقوم بهذه العملية في ظروف مواتية. وقد أوضحت كل التقارير أنها تحدث في ظروف صحية سيئة وأدوات أيضاً، لاسيما التي تجرى في الضواحي وأطراف المدن، ما يثير الرعب والفزع والرهبة لدى الضحايا الصغيرات، خاصة وأن من تقوم بهذه العملية كبيرة في السن ومتجهمة الوجه، الأمر الذي يساهم بشكل كبير في تضخيم التعقيدات وإحداث مشاكل نفسية عميقة بعد العملية. أشار د. محمد فياض اختصاصي النساء والتوليد إلى أن الفتاة التي تختن بشكل عام تكون عرضة لمشاكل صحية وأخرى نفسية، لكن التي تختن بأصعب نوع في الختان تستمر معاناتها بشيء من العواقب والتعقيدات والمضاعفات الصحية، التي تحتاج معها إلى رعاية طبية طول حياتها، وتابع: لذلك نجد عملية الختان تترتب عليها عواقب ومضاعفات بعضها فوري على المدى القصير والآخر يظهر على المدى الطويل. فعلى مداه القريب يحدث نزيف، وهذا أمر حتمي - بحسب د. محمد - حيث لا يمكن تجنب إتلاف الأوعية الدموية التي يتدفق فيها الدم بغزارة في هذه المنطقة، ولأن العملية تتم دون مخدر في أغلب الأحيان تصاب معظم الفتيات بصدمة عصبية ونفسية، فضلاً عن إصابتها بالتيتانوس في حال تلوث المنطقة التي تجرى فيها العملية، وربما تصاب باحتباس البول في الأيام التي تلي الختان بسبب الخوف والألم، وأحياناً تموت الفتاة إذا تعذر إنقاذها بسرعة. وأضاف أنه يمكن أن يتسبب تيبس الندب في مشكلات عند أول جماع بعد الزواج أو أن تنمو أكياس نتيجة لخياطة الجلد الخارجي في جرح الختان، ويمكن أن تصل هذه الأكياس إلى أحجام كبيرة وتتطلب جراحة لإزالتها، وإلا فيمكن أن تتلوث وتكون قرحات، وهذا على المدى البعيد، أيضاً ربما تحدث مشاكل في الدورة الشهرية، عند احتباس الدم لأن الفتحة المتبقية بعد الختان لا تسمح بخروج كل الدم، فتحدث ترسبات بولية في المهبل تؤدي إلى تكوين حصاوى فيه أو تشققات في النسيج الذي يفصل المهبل عن الجهاز البولي، تفضي إلى الإصابة (بالناسور البولي) وهو تسرب البول أو البراز، الأمر الذي يخلق العديد من المشاكل الاجتماعية، وقد يحدث عقماً للمرأة لصعوبة الاختراق الجنسي أو بسبب مرض الالتهاب الحوضي النتاج عن التلوث المزمن. يؤكد جميع أساتذة علم النفس أن الختان يتسبب في عدد كبير من الضاعفات والمشاكل النفسية، لاسيما إذا تمت عملية الختان في سن متأخرة، وتكون الفتاة في حالة وعي وإدراك كافٍ بكل ما يحدث لها، فيتملكها إحساس بالقهر والقمع والشعور بالنقص، فيؤثر على اعتزاها بكرامتها وأنوثتها، لأنها تشعر أن هذا العضو الذي تم بتره من جسدها جزءاً فاسداً قذراً لن يسعد به إلا الشيطان. هناك العديد من المعاهدات والمواثيق الدولية والإقليمية التي توفر الحماية وتحتوي أيضاً على ضمانات ضد تشويه الأعضاء التناسلية للأنثى، فنجد الإعلان العالمي لحقوق الإنسان المعتمد في (10) ديسمبر (1948)م، واتفاقية القضاء على جميع أشكال التمييز ضد المرأة التي اعتمدت في (18) ديسمبر (1979)م واتفاقية حقوق الطفل تم اعتمادها في (20) نوفمبر (1989)م، هناك أيضاً الاتفاقية الأوروبية لحماية حقوق الإنسان والحريات الأساسية اعتمدت في (4) نوفمبر (1950)م، ودخلت حيز النفاذ في (3) سبتمبر (1953)م، وهناك الميثاق الافريقي بشأن حقوق الطفل ومصلحته التي اعتمدت في (11) يوليو (1990) ودخلت حيز النفاذ في (9) نوفمبر (1999)م، نجد هناك الكثير من المعاهدات والمواثيق التي صدرت حماية للمرأة والطفل من تعرضهم لأي عنف أو ممارسة خاطئة تمارس ضدهم، وصادق السودان على العديد منها إيماناً بهذه الحقوق. اليوم التالي

ليست هناك تعليقات:

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...