الخميس، 29 يناير 2015
سراج النعيم : الجنرال والشريك في قناة النيل الأرزق
لم أكن أود الخوض في صفقة بيع أسهم الدكتور الشيخ صالح كامل في قناة النيل الأزرق لأسباب ربما تكون معلومة ولكن لابد أن يعرف الناس من هو الجنرال حسن فضل المولى الذي عرفته منذ منتصف تسعينات القرن الماضي عندما كان نائباً للمدير العام ومدير البرامج لفضائية السودان الشريك الذي لم يحرك ساكناً لشراء أسهم الشيخ صالح ولا أدري ما هي فلسفته في ذلك!
إن الشيخ صالح كان يعلم تمام العلم أن الجنرال حسن فضل المولى إدارياً ناجحاً ويحمل رؤية ثاقبة في إنتاج أفكار برامجية جذبت لقناة النيل الأزرق النشء والشباب من الجنسين داخل وخارج السودان إلى جانب أنه لم يغفل بقية الفئات العمرية الأخرى مستفيداً من علاقاته وهي العلاقات التي افتقدها تلفاز السودان حينما انتقل الجنرال من العمل الإعلامي به إلى السلك الدبلوماسي بسفارة جمهورية السودان بالقاهرة فظهر تأثير ذلك الانتقال علي العمل الإداري والبرامجي الذي انعكس على الشاشة التي أصبحت فيما بعد طاردة للمشاهد الذي لديه خيارات وعليه فقد التلفزيون القومي بريقه والهالة التي كان يصنعها بأفكاره المتميزة وعلاقاته الشخصية الممتدة فاستطاع أن يستقطب بها الكوادر المؤهلة لمشاركته النجاح تلو الآخر وذلك بالطرح والتناول الجريء واتخاذ القرار في الوقت المناسب.
وعندما عاد الجنرال من قاهرة المعز عادت للإعلام المرئي روحه وعافيته من خلال قيادته دفة العمل بقناة النيل الأزرق التي استطاع من خلالها وفي فترة وجيزة جداً أن يجعلها تتصدر قائمة القنوات الفضائية السودانية من حيث المشاهدة. وحينما التقيت بالصديق السكرتير الخاص بالدكتور الشيخ صالح كامل الشريك السابق لقناة النيل الأزرق وجهت له سؤالاً عن مدى رضي الشيخ صالح عن أداء الجنرال فأكد بدون أدنى شك انه راض تمام الرضاء من إدارة الأستاذ حسن فضل المولى للقناة.
وحينما فكر الشيخ صالح كامل بيع أسهمه بالقناة إلى الشريك الجديد كنت على قناعة تامة بأنه أي الشريك السوداني الجديد لن يجازف بالمطالبة بتغيير الأستاذ حسن فضل المولى لاعتبارات كثيرة يكفي منها أنه سر النجاح الكبير الذي شهدته وتشهده قناة النيل الأزرق التي سخر لها خبراته الإعلامية لإنتاج أفكار برامجية تشد وتجذب أجيال تتفاوت أذواقها في ظل تنافس فضائي محموم يتحكم فيه المتلقي بإدارة الريموت كنترول متنقلاً بين القنوات الفضائية إلى أن يستقر به الحال في القناة التي تشبع رغبته أي أنه لا يمكن أن تفرض عليه ما لا يرغب فيه بالإضافة إلى أن الأغلبية العظمى من النشء والشباب من الجنسين يعيشون في العالم الافتراضي
عالم الإنترنت في ظل الثورة التقنية الحديثة التي أفرزت الكثير من الوسائط لذلك لن يكون أمام الشريك الجديد حلاً سوى أن يكون الجنرال حسن فضل المولي الرجل الأول في اتخاذ القرار ولا ينازعه فيه حتى الشريكين إذا رغبا في أن تستمر القناة بكل هذا النجاح أو أنها ستنهار سريعاً إذا فقدت القيادة الرشيدة.
لا أرى مبرراً للقلق الذي يبديه البعض حول مصير الجنرال في ظل الشراكة الجديدة التي هي أحوج إليه مما هو أحوج إليها فانتقال الأسهم من الشريك إلى الآخر لا يؤثر في منصب الجنرال حسن فضل المولى بعد أن رسم خطاً لقناة النيل الأزرق لا يمكن أن تمضي يوماً واحداً بدونه وبالتالي دخول الشريك الجديد للقناة مكسباً للجنرال لكي ينفذ أفكاره دون تأثير أو تدخلات من أطراف لا تفهم في العمل الإعلامي ولا تدري ماهية متطلبات صناعة الإعلام وعليه سيكون الوضع الجديد أفضل من الوضع السابق لأن الجنرال الذي أعرفه يرسم خططاً تطويرية في طرح الأفكار والاستثمار الذي يستقطب له علاقاته الممتدة بالرغم من محاولات الاختراق للجدار الإداري الناجح الذي مكنه من استقطاب المعلنين بالبرامج ذات الأفكار المنوعة مستفيداً من عقليته الإعلامية الراجحة في تحقيق مكاسب كبيرة لقناة النيل الأزرق معتمداً على علاقاته الشخصية فأصبح المعلن مصدراً لاستمرارية القناة بعيداً عن دعم الشريكين وأن كانت لي وجهة نظر واضحة في هذه الشراكة التي كان على فضائية السودان أن تفضها قبل أن يفكر الشيخ صالح في بيع أسهمه إلى الشريك الجديد رجل الأعمال السوداني وجدي ميرغني.
الخطوة التي أقدم عليها رجل الأعمال السوداني وجدي خطوة تستحق الإشادة باعتبار أنه جعل قناة النيل الأزرق سودانية مئة بالمائة من حيث الشراكة وهذه المبادرة كنا نأمل أن تكون من السلطات المسئولة عن الإعلام بالبلاد بأن تشتري الأسهم المعروضة للبيع لصالح الشريك الثاني تلفزيون السودان طالما أنه لا قدرة له مالياً للشراء فالعملية الشرائية مرت بطريقة لم تستوعب أبعادها على المدى القريب والبعيد معاً خاصة في ظل التوترات القائمة أصلاً وذلك من واقع الإشكاليات التي يواجهها الإعلام السوداني ومع هذا وذاك لا نحتمل النجاحات وهذا لعمري أمر يدعو إلى الحيرة والدهشة والاستغراب نسبة إلى أن الشراكة تقف حجر عثرة أمام تطوير العمل الإعلامي داخل قناة النيل الأزرق رغماً عن إيراداتها المالية التي يوظفها الجنرال حسن فضل المولى لتسيير دولاب العمل الذي هو مكلف جداً بدليل أن هنالك الكثير من القنوات أطلت في المشهد الإعلامي ولم تستطع أن تصمد لعدم مقدرة مدرائها على جذب المتلقي بمادة تلاقي لديه القبول وبالتالي تستقطب المعلن إلا أن قناة النيل الأزرق بقيادة الجنرال استطاعت أن تكسر قاعدة الفشل الملازمة للقنوات السودانية بالرغم من أن القناة وبانتشارها ومشاهدتها العالية جداً تعمل باستديو واحد أسسه الشيخ صالح .
أشهد للأستاذ حسن فضل المولى أنه يعمل جاهداً على الخروج بالقناة إلى بر الأمان إلا أنه يتفاجأ بأن التغيير لا يمكن في ظل قناة لديها شريكين كل منهما له رؤيته الخاصة التي تقف عائقاً أمام أي فكرة للتطوير.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
azsuragalnim19@gmail.com
*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*
.......... *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...
-
بعد وفاة الدكتور (محمد عثمان) متأثراً بـ(الفشل الكلوي) .................. حاول هؤلاء خلق (فتنة) بين...
-
الخرطوم: سراج النعيم وضع الطالب السوداني مهند طه عبدالله إسماعيل البالغ من العمر 27 عاما المحكوم بالإعدام في قت...
-
مطار الخرطوم : سراج النعيم عاد أمس لل...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق