الخميس، 29 يناير 2015
سيف الجامعة يكشف أسرار تنشر لأول مره حول مرضه بسبب الحوت
جلس إليه : سراج النعيم
وضع الفنان الكبير سيف الجامعة تفاصيل مؤثرة حول تجربته المريرة مع الذبحة التي تعرض لها في تكريم جماهير الفنان الراحل محمود عبدالعزيز لمتعهد الحفلات الشهير إبراهيم شلضم بالنادي العائلي.
وقال : في التكريم الذي أقامته مجموعة أقمار الضواحي ومحمود في القلب وبمشاركة وحضور كريم من أسرة الراحل محمود عبدالعزيز وأصدقائه ومعجبيه .
وأضاف: كنت في ذلك اليوم في حالة موج عالي من الشجن نسبة إلى شيئين يتمثلان في أننا كنا مقصرين في حق الفنان الراحل محمود عبدالعزيز وأسرته كفنانين وجماهير وهذه المسألة لم تبدأ بوفاته إنما لديها في نظري علاقة بحياته وحياة كل الفنانين الذين استمروا في حياتنا ولكننا في كثير من الأحيان نتعامل معهم بإهمال وكثير من عدم الاهتمام إلى أن نواجه في لحظة ما بالخسران أو الفقد الجلل لموهبة ضخمة كما كان محمود عبدالعزيز وبالرغم من ذلك نكرر الأزمة بفصل الفن عن المجتمع خاصة وأن الفنان دائماً ما يهتم بالغير ويحظى بحب بلده وناسه لذلك كان ينتابني إحساس بأن ظروف كثيرة تضافرت وتأمرت على الفنان الراحل محمود عبدالعزيز.
ما الذي جعلك تفكر على هذا النحو؟ قال: منذ أن تظهر في حياتنا موهبة ونرعاها أو لا نراعها ونتعاطي معها بأي شكل من الأشكال خاصة محمود الذي أصبح مشهوراً وهو صغير في السن في وطن ليس فيه مؤسسات ترعى النجوم أو تصنعهم أو تدافع عن حياتهم ومقدراتهم الإبداعية ويكاد الفن يعترف به ويحرم من البعض أحياناً ويجرم من البعض الآخر أي أنه فن بدون جدار يتكئ عليه وبالتالي هو فن مهمل لذلك نتائجه واضحة والجميل والنبيل في الفن يتم بالصدفة فحالتي في تلك الأثناء أنني كنت مشبعاً بما أشرت إليه وأيضاً مشبع بفكرة أخرى هي أنه لأول مرة يتم تكريم متعهد حفلات فهو في نظر كثير من الناس مجرد شخص متكسب من الفن ولا قيمة معنوية أوأدبية له إلا أن جمهور محمود عبدالعزيز في علاقته مع إبراهيم شلضم وعلاقته هو مع الفنانين وخاصة الحوت استطاع أن يكسر هذه القاعدة مؤكداً أن متعهد الحفلات ليس تاجراً بل هو إنسان يعطي بلا منّ أو أذى عبر تاريخ طويل جداً .
كيف كانت حالتك وأنت تشهد ذلك الوفاء؟ قال : تخالجني إحساس بالسعادة والحزن معاً والحزن نابع من الهدر الذي يحدث لتراث الفنان الراحل محمود عبدالعزيز في ظل حوجة أبنائه للتعليم والعناية والرعاية وعليه لم أترك خلفي كلمة تقال في ذلك اليوم إلا وقلتها وشعرت لحظتها بألم شديد في صدري لم أحس بعده إلا أنني وسط الموسيقيين والفنانين الذين حاولوا تدريجي للخروج من الحالة التي كنت فيها من شجن وألم وعرق كان يتصبب من كل مسامي وكان أن خرجنا من النادي العائلي في موكب مهيب من الفنانين على رأسهم محمد الحسن حاج الخضر وصلاح شلقامي ويوسف القديل وأخونا شنان مدير منتدى النادي العائلي ومجموعة أقمار الضواحي ومحمود في القلب وآخرين أصروا على إسعافي إلى مستشفى السلاح الطبي إلا أنني رفضت الفكرة لعدم إحساسي بخطورة حالتي الصحية فقد كنت أعتقد أنه مجرد ألم وسيذهب إلى سبيل حاله فما كان منهم إلا ورافقوني إلى منزلي وعرفت أن حالتي الصحية خطيرة فيما بعد ولم يكن علىّ التأخر في تشخيصها وكان تحملت وتحاملت على نفسي إلى منتصف اليوم التالي ثم ذهبت إلى عيادة مستشفى النيل الأزرق وقابلت دكتور نميري الذي أصر على عمل تحاليل طبية للقلب بناء على العرق الذي كان يتصبب من جسمي وإشارتي إلى ألم معين في مناطق محددة من جسمي وعندما وصلته النتيجة طلب مني دخول أقرب غرفة عناية مكثفة وقال لي أنت مصاب بذبحة وبهدوء شديد خرجت مع زوجتي ودخلت مستشفى البقعة ومن هناك بدأت الاتصالات التي تفاجأت في إطارها بأن المستشفى ملئ بالناس الذين قاموا بإخراجي من مستشفى البقعة إلى مركز القلب بالخرطوم وفيه تولى حالتي طاقم من الأطباء برئاسة الدكتور الباقر الذين أجروا بشكل مباشر عملية قسطرة استكشافية ومن خلالها تم تحديد عملية بعد ستة أيام لوجود انسداد في أربعة شرايين في القلب حتى يتم تذويب الجلطات بالدواء وبعد ذلك أجريت العملية فاكتشفت أن الدنيا مقلوبة والمركز ملئ بالناس في الداخل والخارج وعدد من الأصدقاء والزملاء الفنانين اتخذوا قراراً يقضي بمنع الزيارة عني باتفاق مع إدارة مركز القلب وأن لا اخرج بعد العملية إلى المنزل وبالرغم من ذلك إلا أن الكثير من الزملاء استطاعوا أن يخترقوا الجدار على رأسهم الدكتور عبدالقادر سالم ثم خرجت من هناك إلى شقة قضيت فيها فترة نقاهة بعد أيام عصيبة مع المرض.
ما هي أول مرة التقيت فيها بالفنان الراحل محمود عبدالعزيز؟ قال : في منتصف ثمانينيات القرن الماضي حينما بدأ نجمه يبذق في الحركة الفنية ثم شددت الرحال إلى القاهرة وأقمت فيها وهناك التقيت به للمرة الثانية عندما جاء إلى قاهرة المعز مع الدكتور الفاتح حسين في طريقهما إلى روسيا لإنتاج ألبوم سكت الرباب وكان أن تعمقت علاقتي به أكثر وأكثر وعرفته عن قرب وهكذا استمرت العلاقة فكلما أتى للقاهرة يحرص على الالتقاء بي ونغني مع بعضنا البعض.
ماذا بعد العودة والاستقرار في الخرطوم؟ قال : عرض علىّ الفنانين الشباب محمود عبدالعزيز وجمال فرفور وعصام محمد نور ووليد زاكي الدين وآخرين أن يشاركوني في حفلي الجماهيري الذي عقدت العزم علي إقامته بعد العودة للوطن فرفضت الفكرة على أساس أنني ابحث عن جمهوري وليس جمهور هؤلاء الفنانين الشباب الرائعين فأنا كنت على قناعة بأنه لو دخل حفلي بضعة أشخاص فهم من أنشد أن أغني لهم.
وماذا ؟ قال : عندما بدأ محمود عبدالعزيز ومجموعاته تكريم المبدعين تمت دعوتي للمشاركة في تكريم الإعلامي الهرم عمر الجزلي وكان أن اعتلى خشبة المسرح الحوت وقبل أن نغني قال بالحرف الواحد : أستاذ سيف أنه لشرف عظيم أن أغني معك فقلت له أنت فنان كبير تحترم وتقدر من سبقوك في الحركة الفنية بدليل انك تحتفي بهم في منتداك الثقافي الدوري.
ما القاسم المشترك بينك ومصطفى سيداحمد ومحمود عبدالعزيز؟ قال : هنالك عوامل كثيرة اشتركنا فيها الإحساس بالغلابة وتبسيط الفكرة في إيصال الرسالة الفنية الشاملة لكل مناحي الحياة ودعوة الجماهير للتفاعل مع هموم وقضايا الوطن والقضايا الاجتماعية والإنسانية وهكذا اخترنا خطاً واحداً لصناعة مدارسنا الفنية وتمردنا على ما هو سائد في الحركتين الثقافية والفنية كما أننا شركاء في الألم والمعاناة وثلاثتنا عاش فترة من الزمن خارج البلاد لم نغفل فيها التواصل مع جمهورنا بإنتاج الأعمال الغنائية وتوثيقها في الألبومات خاصة في القاهرة وغنينا لشعراء متقاربين من فكرنا وغيرها.
أنت والحوت لديكما قناعة كبيرة في الفنان الشاب معتز صباحي فالفنان الراحل محمود عبدالعزيز ظل يبشر به ويؤكد أنه فنانه المفضل وأنت لم تحد عن هذا الخط بل دعمته بأغنية أحبك أكتر ما الذي رأيتماه فيه؟ قال : صباحي فنان بكل ما تحمل الكلمة من معنى ولديه إمكانيات فنية مهولة قادت الجماهير للالتفاف حوله منذ مقدمه من المملكة العربية السعودية وبالتالي كان طبيعياً أن يبشر به الفنان الراحل محمود عبدالعزيز وشخصي وأن ندعم مسيرته الفنية للمضي قدماً فهو فنان موهوب عليه فقط أن يبتعد عن فكرة أنه مستهدف حتى لا تشكل له هاجساً في طرح فنه لجمهوره الكبير والوفي الذي ظل يدعم فيه دعماً لا محدود ويحثه على إقامة الحفلات الجماهيرية والترويج لها عبر وسائط التقنية الحديثة وحينما أعطيته اغنية أحبك أكتر كان ذلك عن قناعة تامة بما يحمله المعتز من موهبة سيكون لها شأن عظيم في الحركة الفنية.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
azsuragalnim19@gmail.com
*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*
.......... *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...
-
بعد وفاة الدكتور (محمد عثمان) متأثراً بـ(الفشل الكلوي) .................. حاول هؤلاء خلق (فتنة) بين...
-
الخرطوم: سراج النعيم وضع الطالب السوداني مهند طه عبدالله إسماعيل البالغ من العمر 27 عاما المحكوم بالإعدام في قت...
-
مطار الخرطوم : سراج النعيم عاد أمس لل...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق