الخميس، 27 نوفمبر 2014

الكابلي في حوار استثنائي مع الدار

الخرطوم : سراج النعيم ظللت ارسم تواصلاً مع الفنان الكبير المثقف عبدالكريم الكابلي قبل وبعد أن غادر إلي الولايات المتحدة الأمريكية وخلال ذلك أدرت معه حوارات شفيفة حول مسيرته الفنية وحصيلته الثقافية في شتي مناحي الحياة. متى عرفت أنك تحمل في دواخلك موهبة فنية في الغناء والتلحين؟ قال : عندما كنا في المراحل الدراسية بدأت أكتشف موهبتي بالأناشيد التي أكد لي حولها أستاذي بالمدرسة أنه كان يقف أمام عدد من التلاميذ المختارين للكورال فيسمع ﺻﻮﺗﺎً ﻧﺪﻳﺎً ينبعث ﻣﻦ ﺩﺍﺧﻞ الفصل وكنت اعمل جاهداً علي معرفة مصدر الصوت إلا أن الكابلي كان يصمت وهكذا إلي أن استطعت التعرف عليه فما كان مني إلا وأوقفته مع المجموعة المكون منها الكورال أمام زملائه بالفصل. ما الإحساس الذي خالجك في تلك الأثناء؟ قال : ﻟﻢ ﺃﻛﻦ ﺃﺩﺭﻙ ﻛﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻻﺣﺴﺎﺱ ولكن ﺗﻌﻠﻤﺖ ﺑﻌﺪ ذلك كيفية العزف ﻋﻠﻰ ﺍﻟﺼﻔﺎﺭﺓ بشكل بارع جداً للدرجة التي عندما استمع فيها إلي أي لحن أعزفه بمهارة عالية بما في ذلك الألحان الأجنبية وعلي خلفية ذلك أصبحت لي ﻓﻘﺮﺓ ﺛﺎﺑﺘﺔ ﻓﻲ المسرح المدرسي طارحاً من خلاله مقطوعات موسيقية في الاحتفالات. كيف تعلمت العزف علي آلة العود؟ قال : بما أنه كانت تربطني صلة قرابة بالدكتور ﻣﺤﻤﺪ ﺃﺣﻤﺪ ﺧﻠﻴﻔﺔ الذي ﻳﻤﺘﻠﻚ والده ﺁﻟﺔ ﻋﻮﺩ كنا نغتنم فرصة غيابه من المنزل ونعزف عليه وكنت آنذاك بالصف الرابع في المرحلة الأولية. وماذا بعد ذلك؟ قال : استفدت من تجارب أساتذتي الكبار فأصبحت أغني لزملائي. هل واصلت في ذات الإطار؟ قال : عندما خلصت دراستي تم توظيفي بالجهاز القضائي فيما ظللت أغني ما بين الفينة والأخرى للأصدقاء ولم أكن أفكر في ممارسة الغناء احترافياً خوفاً من نظرة المجتمع السالبة. وهل بعد أن تغيرت نظرة المجتمع للفن احترفته؟ قال : توفي والدي عليه الرحمة وﻋﻤﺮﻱ وقتئذ ( 13 ﻋﺎﻣﺎً) وبما أنني مازلت صغيراً تولي تربيتي ﻋﻤﻲ في مدينة سواكن لذلك لم أفكر في احتراف الغناء وتقديراً واحتراماً له فاستمريت في وظيفتي بالسلطة القضائية إلي أن تعرفت علي الفنان عمر الشريف صاحب الخامة الصوتية الجميلة وتعاونت معه في عدد من الأغاني ثم ألفت عملاً غنائياً للفنان عبدالعزيز محمد داؤود تحت عنوان ( ﻳﺎ ﺯﺍﻫﻴﺔ ) وهكذا ظللت ألف في الأغاني إلي أن شددت الرحال إلي منطقة ( مروي ) وكتبت ﺍﻭﺑﺮﻳﺖ ( ﻣﺮﻭﻱ). من المعروف أنك من أشد المعجبين ﺑﺎﻟﺮﺋﻴﺲ المصري الراحل ﺟﻤﺎﻝ ﻋﺒﺪﺍﻟﻨﺎﺻﺮ إلي ماذا تعزو ذلك الإعجاب؟ قال : هذه الأحاسيس نابعة من أنه ظل ينادي بالقومية العربية فألفت قصيدة تمجد الخط الذي اختطه إلي نفسه زعيماً : ( ﺃﻗﺒﻞ ﺍﻟﺼﺒﺎﺡ ﻣﺸﺮﻗﺎً ﻭﺯﺍﻫﺮ ﺣﺪﺙ ﺍﻟﺒﻄﺎﺡ ﻋﻦ ﺯﻋﻴﻢ ﺯﺍﺋﺮ ﻋﺰﻣﻪ ﺭﻳﺎﺡ ﻣﻠﻬﻢ ﻭﺛﺎﺋﺮ ﺃﺳﻤﺮ ﺍﻟﻮﺷﺎﺡ ﻭﺃﺳﻤﻪ ﻧﺎﺻﺮ) وكان أن وضعت لها لحناً وعندما زار السودان في العام 1960م ﻟﺤﻨﺖ أيضا قصيدة ( ﺁﺳﻴﺎ ﻭ ﺃﻓﺮﻳﻘﻴﺎ ) و لم أكن أود أن أقدمها بصوتي ﺍﻻ ﺃﻥ ﺍﻻﺳﺎﺗﺬﺓ بوﺯﺍﺭﺓ ﺍﻻﺭﺷﺎﺩ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ حثوني بإصرار شديد علي تقديمها بصوتي وكان أن استجبت لهم مقدما للأغنية من علي خشبة ﺍﻟﻤﺴﺮﺡ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ وهي كانت إطلالتي الأولي في عالم الغناء وﺃﻣﺎﻡ ﺍﻟﺮﺋﻴﺲ ﻋﺒﺪ ﺍﻟﻨﺎﺻﺮ. هل بعد ذلك الظهور واصلت في الغناء؟ قال : نعم تلك الإطلالة حفزتني علي الاستمرارية حيث أنني في نفس العام ﻭﺑﺪﺃﺕ ﺍﻟﺮﺣﻼﺕ سافرت إلي إنجلترا التي سبقني إليها الفنانين الراحلين احمد المصطفي وعثمان حسين. نواصل

ليست هناك تعليقات:

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...