الخميس، 23 أكتوبر 2014
رحيل شاعر أغنية (تحية قلبية )
أجره : سراج النعم
ضيفنا في هذا الحوار : هو محمد عباس إسماعيل أبومرين وهو شاعر غنائي له بصمته الواضحة في الأغنية السودانية .. كتب العديد من الأغنيات الخالدة في ذاكرة المتلقي السوداني أبرزها أغنية (تحية قلبية ) للفنان احمد الجابري بالإضافة إلي (شمس اللقيا) التي رددها العملاق حسن خليفة العطبراوي وكذلك غني من كلماته كل من الفنان الراحل محمد أحمد عوض مجموعة من الأناشيد الوطنية التي تفصح عن منجزات ثورة مايو .. كما غني له الفنان ابوعبيده حسن .
والشاعر محمد أبومرين خط اسمه في دفتر الحركة الثقافية والفنية بمداد من نور .. مستفيداً من موهبته .. فألف أجمل الأغاني لكبار الفنانين.. لذلك التقته (الدار) ليحدثنا عن تاريخ ثقافي فني أن لم يجد من يوثق له اندثر بمرور الزمن .
في البداية .. سألناه عن بداياته الشاعرية .. وكيف وصلت أول أعماله الغنائية للجمهور وكيف استطاع التوثيق لثورة مايو؟ قال : يا أخي بدايتي كانت كبداية أي شاعر في ذلك الزمن الجميل .. من خلال منتدى الأستاذ الراحل (مبارك المغربي) .. هذه المدرسة الشاعرية المتفردة .. التي اعتبر نفسي واحداً من تلاميذها .. مما جعلني اعمل بكل النصائح التي نصحني بها شاعرنا الكبير المغربي .. الذي لم يتوان ولو لدقيقة واحدة في تقديمي كشاعر عبر المنتدى الذي يقيمه في المجلس القومي للآداب والفنون.. أما فيما يختص بالتوثيق لمنجزات ثورة مايو .. فهذا الشيء تم بالأناشيد الوطنية التي كتبتها في ذلك الوقت وغناها من خلال الإذاعة السودانية الفنان الراحل محمد أحمد عوض.
أين ابومرين وهل هنالك فنان أضاف للأغنية السودانية ؟ قال : أكتب الشعر منذ العام 1970م ولو بحث عني الفنانين لوجدوني أما بالنسبة للإضافة في الأغنية السودانية .. فأقول لك لم يأت فناناً جديداً أضاف .. والإضافة الحقيقية توقفت من جيل الفنانين محمد وردي ومحمد الأمين وأحمد الجابري والعطبراوي والكاشف فبعدهم لا توجد إضافات تذكر.
برغم هذه الإجابة سالفة الذكر ... ولكني أسألك عن الفنانين الجدد.. هل هناك أصوات توقفت عندها أو لفتت نظرك..؟ قال : لفت نظري الفنان عصام محمد
نور.
الأستاذ أبو مرين .. هل كتبت أغنيات عاطفية ؟ قال : نعم وأشهرهما أغنية (تحية قلبية ) و (شمس اللقيا ) و هما أول الأعمال الغنائية التي طرحتها للمتلقي . هل هناك أغنيات لم تجد حظها من الانتشار؟ قال : أبدأ هذه الأغاني ليست هي التي ظهرت للجمهور أولاً.. فهناك أغنية (حبيب الناس) .. وقد لحنها وغناها الفنان القادم من الشمال خالد الحاج الملقب بـ (ابن الشمالية ) .. ثم أغنية (أمنيات) للفنان أبوعبيده حسن وهي مسجلة تسجيلاً رسمياً في الإذاعة السودانية وتلتها قصيدة (تحية قلبية ) للراحل أحمد الجابري وعقبتها (عيد الأم) من الحان محمد سليمان المزارع وغنتها الفنانة سمية حسن .. أما نشيد (نداء للوطن ) كان من نصيب الفنان الجيلي عبدالماجد وهو من الحان الموسيقار برعي محمد دفع الله وأخيراً كانت أغنية (شمس اللقيا) التي تغني بها حسن خليفة العطبراوي بالإضافة إلى ما ذكرته آنفاً من أناشيد وطنية تفصح في مضامينها عن منجزات ثورة مايو.
كيف كان التعامل مع الفنان احمد الجابري .. وهل للصدفة دور في أن يغني لك أغاني (تحية قلبية – والمهاجر) وغيرها .. وما هي الأغنيات المتبقية؟ قال : نعم الصدفة وحدها لعبت دوراً ريادياً في أن أتعامل مع الفنان الراحل أحمد الجابري .. من خلال عملي .. فقد كنت أعمل في مصلحة الإحصاء بمدينة شندي .. ووقتها كنت أقيم في الاستراحة المخصصة لنا هناك.. وفي يوم من الأيام .. أعلن عن حفل سيقام بالمدينة يحييه كل من الجابري والكاشف فكان لقائي فيه بالفنان الراحل الجابري .. ودار بيننا حوار مطول .. سألني من خلاله.. من أي المناطق أنت فقلت له : أنت تعرف أسرتي في أم درمان فانا انحدر من أسرة (أبومرين) .. فقال متسائلاً .. (ناس ابومرين ألفي المسالمة ) .. فأجبته بنعم .. ليبدأ بيننا التواصل .. وهو لا يعلم أنني اكتب الشعر .. وعندما توفيت والدته عليها الرحمة انتقل من حي العرب الى الحارة الخامسة .. وظللت ارسم معه التواصل لتوطيد علاقتي به أكثر وذات يوم قرأت عليه قصيده (تحية قلبية) فكانت بالنسبة له مفاجأة ، فهو كما قلت مسبقاً لا يعرف أنني أكتب الشعر وما أن استمع لها إلا وظل يشجعني وقام بتلحينها وترديدها باستمرار حتى حفظها الجمهور عن ظهر قلب .. وما أن مر عليها وقت قصير إلا قال لي يا ابومرين أنا تربطني بك أواصر صداقة عميقة فلماذا اغني لك أغنية واحدة ؟ فقمت بإعطائه أغاني (المهاجر.. وأنت ليه ما زي عوايدك) وغيرهما .
ما ذكرته في الإجابة المسبقة يروي تفاصيل الالتقاء بالجابري .. فكيف التقيت بالفنان حسن خليفة العطبراوي .. وهل غني لك غير أغنيه (شمس اللقيا)؟ قال : العطبراوي قصدت داره بعطبرة ... عندما كلفت بمأمورية في هذه المدينة .. فاخترت من بين نصوصي نص (شمس اللقيا):وما أن وصلت عطبرة إلا وتوجهت الي منزله وعرفته بنفسي فقال مرحب بك في دارك .. وأردف قائلاً رغم ذلك لن أجاملك في أي قصيدة .. وحينما بدأت قراءة القصيدة أصبح هو ينقر بأصابعه على التربيزه .. وحينما فرغت من قراءتها طلب إجازتها من لجنة النصوص بالإذاعة السودانية و أوضح قائلاً: هذا القصيدة مجازة علي مسؤوليتي .. وبعد فترة من اللقاء .. جاءت به الظروف للخرطوم وأعطيته النص فأخذه وغاب عني ردحاً من الزمان ثم حضر مرة أخري لامدرمان والتقي بي فقال لي : أريدك أن نذهب للإذاعة السودانية لتسجيل الأغنية التي أخذتها منك.
الأستاذ أبو مرين انتقل من الغناء الحديث إلى الشعبي .. وفي الأخيرة مع من تعاملت؟ قال : تعاملت مع الفنان أبو عبيده حسن في أغنية (أمنيات) و تعاملي معه كان عن طريق ابن خالتي أمين الطيب وهو عزف معه على آلة الإيقاع .. و الأخير طلب مني عمل يتوافق مع الفنان أبوعبيده حسن فقلت له أغنية ( أمنيات ) تتناسب معه .. وبالفعل أعجب بها فلحنها وغناها .. وكان في إمكاني التعامل معه في أكثر من أغنية .. ولكن ظروف اغترابه ومن ثم مرضه كان حائلاً في تحقيق هذا الأمر.
لكل شاعر ملهمة يستلهم منها نصوصه .. وأنت تجاهر بهذه المحبوبة من خلال القصائد التي اطلعت عليها .. هل في الإمكان الإفصاح عنها .. وهل لديك أعمال غنائية جديدة لم تر النور؟ قال : هذه المحبوبة التي أجاهر بها هي ابنتي (مودة ) .. فهي كانت بعيدة عن الأسرة حيث أنها كانت مهاجرة في الشقيقة ليبيا .. أما فيما يتعلق بسؤالك الثاني .. فأنا لي أغنيات ملحنة معظمها لحنها الأستاذ محمد سليمان المزارع وبدأ يوقع فيها مع الفنان هاشم مكي وهي (مازي عوايدك .. أنا مستني.. وعيش هنانا ) .. وهذه الأعمال على سبيل المثال.
بكل صراحة ما رأيك في اتحاد شعراء الأغنية السودانية بصفتك عضواً فيه .. وأين الآن جيلك من الشعراء ؟ قال : كنت أتوقع في ظل الخرطوم عاصمة للثقافة العربية.. أن يجد الشعراء داراً تأويهم .. ولكن بكل أسف هذا لم يحدث... ودار الاتحاد تقف هيكل .. والأستاذ محمد يوسف موسى لم يقصر وهو مهموم بقضايا الشعراء ويقدر المبدع فأنا مثلاً نلت عضوية الاتحاد دون أن أمر بمحطة الانتساب .. وهذا يعود لأنني كنت قد سجلت أكثر من ستة أعمال في الإذاعة .. أتذكر إنني زرت محمد يوسف في مكتبه فقال لي : ( أنت عضو في الاتحاد .. ويكفي أغنياتك المسجلة بالإذاعة السودانية لكي تنال العضوية )... هذا الحديث أعطاني دافعاً .. وظللت أسدد الاشتراكات بصورة دورية .. مع العلم أن الشعراء دارهم لم تكتمل بعد .. لذلك أناشد الدولة بأن تمد يد العون لاتحاد شعراء الأغنية السودانية لإتمام ما بدأه الأستاذ محمد يوسف موسى .. أما السؤال عن جيلي فأجيب قائلاً: جيلي من الشعراء اعتقد أنهم لم يجدوا الفرصة التي تسمح لهم بالظهور.
أنت كمبدع .. هل سمعت بما يسمى بصندوق دعم المبدعين وفي رأيك من هم المبدعين الذين أضافوا للحركة الغنائية في السودان؟ قال : في الحقيقة لم اسمع بصندوق دعم المبدعين .. اللهم إلا من خلال الصحف السيارة .. أو عندما يداهم المرض اللعين احد المبدعين .. ويذهب إليهم لكي يعينوه على مصيبته التي ألمت به .. مثل هذا الأمر يذكرني بأرباب المعاشات .. حينما يذهبون لصرف معاشاتهم .. وأنا عبركم أتوجه بسؤال للمسئولين عن الصندوق .. هل يعرفون شاعراً اسمه (محمد عباس إسماعيل أبومرين )؟ الإجابة قطعاً لا .. وهذا مرده إلى أنهم ليسوا معنيين بالبحث عن المبدعين.
هل يمكن أن يصبح الشعر مهنة لمن يكتبونه .. وبماذا تنصح جيل الشعراء الشباب ؟ قال : الشعر إذا أصبح مهنة فقد قيمته .. لذلك انصح الشعراء الشباب بالإطلاع ومتابعة المنتديات والرجوع للشعراء الذين سبقوهم في هذا الدرب الشائك المتشابك .. وعليهم بعدم التسرع للشهرة فهي تأتي تلقائياً بطرح الجيد من الشعر .. وقد حاولت كثيراً التعامل مع الفنانين الجدد ولكن النصوص لا تجد النور!!
كمبدع ماذا تطلب من الأجهزة الإعلامية إذاعة وتلفزيون؟ قال : كل ما ارجوه هو أن تكون هذه الأجهزة قدر المسؤولية .. وأن تفعل مثلما تفعل (الدار) التي تهتم بالمبدع وتوليه جل اهتمامها وتصله في مكانه .. وتسعى جاهدة للتوثيق له في حياته والبرامج التي أتابعها في الأجهزة الإعلامية هو برنامج (نجوم الغد) وأن كانت فيه بعض الإخفاقات التي أرجو من الأستاذ بابكر صديق تجاوزها مثلاً التقليد.
أخيرا نود أن نتعرف عليك أكثر وندخل على الأسرة وتعرفنا بأفرادها ومن ثم قل ما تشاء؟ قال : أنا محمد عباس إسماعيل ابومرين اعمل موظفاً بإحدى الشركات الخاصة بالمياه الغازية .. ومتزوج من ابنة عمي السيدة محاسن محمد إسماعيل ابومرين ولي منها ثلاثة بنات هن مودة ومعزة وملاك .. وأربعة أولاد هم كمال الدين وسفيان ومعاوية وعبدالماجد .. وختاماً اسمح لي بان أشكرك ابني سراج النعيم .. وشكر خاص لأسرة صحيفة (الدار) عن هذه الزيارة.
الاشتراك في:
تعليقات الرسالة (Atom)
azsuragalnim19@gmail.com
*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*
.......... *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...
-
بعد وفاة الدكتور (محمد عثمان) متأثراً بـ(الفشل الكلوي) .................. حاول هؤلاء خلق (فتنة) بين...
-
الخرطوم: سراج النعيم وضع الطالب السوداني مهند طه عبدالله إسماعيل البالغ من العمر 27 عاما المحكوم بالإعدام في قت...
-
مطار الخرطوم : سراج النعيم عاد أمس لل...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق