الأحد، 28 سبتمبر 2014

كشات ستات الشاي وشرطة أمن المجتمع ومحلية أم درمان

الخرطوم : سراج النعيم


شكا عدد من ستات الشاي اللواتي يتخذن من شارع النيل بمدينة أم درمان مكاناً للعمل من (الكشات) المتكررة التي تقوم بها شرطة أمن المجتمع ما بين الفينة والآخري مؤكدات أنهن أدخلتهن في ديون لا يدرين من أين يسددنها في حال استمراريتها وقلن بكثير من المرارة : ( الظروف الاقتصادية القاهرة وحدها التي تضطرهن للخروج من منازلهن من الصباح الباكر ولا نعود إلا في المساء وذلك بحثاً عن  أكل العيش بكرامة.
لذا علي السيد معتمد محلية ام درمان ومدير شرطة أمن المجتمع الإصغاء لهذه الشكوى المعبرة خاصة وأن عطلة عيد الأضحى  علي الأبواب فلماذا لا يتم إيقاف ( الكشات) نهائياً نظراً للظروف الإنسانية التي تمر بها كل ( ستات الشاي) وهي بلا شك ظروفاً فرضها عليهن الواقع القائم أصلاً مضاف إليها رفع الدعم عن المحروقات الذي ضاعف من أعباءهن لذلك الشكوى فيها ما يستدعي المسئولين للوقوف عندها وقفة تأمل ورحمة ورأفة وإنسانية يستصدرون بعدها قراراً يتم بموجبه وقف حملات شرطة أمن المجتمع بصورة عاجلة حتى يتثني للسيدات العاملات في هذه المهنة الهامشية أن يفتحن بيوتهن وأن يربين أبنائهن تربية لا تدعهم يمدون أيديهم إلي الناس أعطوهم أو منعوهم خاصة وأن اغلبهن لديهن من الأبناء من يدرسون في المدارس ويحتاجون إلي المصاريف يومياً فمن أين يدفعن لهم إذا لم يسمح لهن ببيع الشاي في الأسواق والشوارع العامة لذلك انظر لهن سيادة معتمد محلية أم درمان وسيادة العميد شرطة عامر مدير شرطة أمن المجتمع نظرة إنسانية واجتماعية واقتصادية وبالتأكيد ستصدرون قراراً يقضي بوقف ( الكشات ) مراعاة لهن وللمجهود الذي يبذلنه بحثاً عن ( أكل العيش) وبالتالي السؤال الذي يفرض نفسه هل في (كش ستات الشاي) أولويات في الحملات التي تشنها شرطة أمن المجتمع علي الظواهر السالبة؟.
نحن لسنا ضد التنظيم إلا أنه يجب أن نتخير من هو الذي يقود مثل تلك الحملات فأي تعامل سالب من فرد من الأفراد ينعكس علي العامة لذلك أتألم ألماً شديداً كلما شاهدت (ستات الشاي) مرعوبات وقلقات لمجرد أنهن علمن بأن هنالك حملة في طريقها إليهن ومصدر الألم نابع من أنهن يركن إلي ظروف اقتصادية قاهرة تقودهن للخروج من منازلهن في الصباح الباكر.
ومن هنا يجب أن لا نضيع الجهود في حملات لـ( كش) ستات الشاي في حين أن هنالك ظواهر أجدر بهذا المجهود الذي تبذله شرطة أمن المجتمع مثل الحملات التي تصب في إطار مكافحة ( الخمور البلدية) والظواهر السالبة المهددة للمجتمع فعلياً كالأدوية المنتهية الصلاحية التي ضبطتها مباحث شرطة أمن المجتمع ( بحري ) التي ظلت تحقق الانجاز تلو الأخر وتفك طلاسم غموض الظواهر السالبة التي تسن وتشرع لها القوانين لخطورتها علي الإنسان لذا هم يستحقون الإشادة والثناء والتحفيز من سيادة الفريق أول شرطة هاشم عثمان مدير عام قوات الشرطة السودانية والفريق شرطة محمد احمد علي مدير شرطة ولاية الخرطوم والعميد شرطة عامر مدير شرطة أمن المجتمع ففي التحفيز دافعاً للمزيد من البذل والعطاء وتحقيق الانجاز والإعجاز لصالح المواطن.
ومما أشرت إليه أرجو شاكراً من السيد المعتمد ومدير شرطة أمن المجتمع إيقاف ( كشات) ستات الشاي نسبة إلي أن أولئك السيدات يعملن في الأسواق والشوارع العامة بهدف إيجاد ( لقمة العيش) الكريمة التي يجب أن نقننه لهن في صورة تحفظ لهن مكانتهن خاصة وأن المهن الهامشية ساهمت مساهمة كبيرة في تخريج أجيال وأجيال للمجتمع الذي يقودون فيه مؤسسات هامة فهل أمثال هؤلاء نحفزهم ونسهل مهمتهم أينما كانوا أم نطاردهم بالحملات التي يجب أن لا يكونوا هم من الأولويات فيها باعتبار أنه لا مخرج لهم سوي بيع الشاي في الأسواق والشوارع العامة من أجل الكسب الحلال.

ليست هناك تعليقات:

azsuragalnim19@gmail.com

*الدكتور أسامة عطا جبارة يشرح الإقتصاد السوداني في ظل الحرب*

..........  *تواصل شبكة (أوتار الأصيل) الإخبارية، وصحيفة العريشة الرقمية نشر الحوار الهام مع الخبير في الإقتصاد العالمي الدكتور أسامة عطا جب...